اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بعدد من المواضيع ذات طابع إقليمي ودولي منها الانتخابات الرئاسية التونسية، والمصالحة القطرية المصرية التي تمت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، وزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصين، والقضية الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى بالخصوص، والأوضاع الأمنية في اليمن وموضوع النفط ومستقبل الخليج وموضوع الإرهاب وسبل مواجهته. ففي مصر قالت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان "مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي"، إن الجانب الاقتصادي يكتسب في زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحالية للصين أهمية كبرى، حيث تتطلع مصر للدخول في شراكة اقتصادية قوية مع الصين، بينما تستعد الشركات الصينية لزيادة حجم استثماراتها في مصر مع بدء إنشاء عدد كبير من المشاريع الكبرى. وأكدت أن الاتفاقات التي سيتم توقيعها خلال هذه الزيارة تمثل مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية المشتركة، فهناك ثلاث مجموعات من الاتفاقيات بين مصر والصين في مجالات مختلفة تشمل مذكرات التعاون التجاري والاقتصادي، واتفاقيات خاصة بتنفيذ المشاريع الخاصة بمجال الطاقة سواء كانت طاقة متجددة أو طاقة تقليدية، وأخرى خاصة بمجال النقل والطرق والبنية التحتية، إلى جانب مذكرات تفاهم بين شركات قطاع خاصة لإقامة مشاريع مشتركة. وأضافت الصحيفة أنه لا يمكن تجاهل وثيقة الشراكة التي سيتم توقيعها للارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين في المجال السياسي والاقتصادي والتجاري والاستثماري والعسكري والأمني والثقافي والإنساني، فضلا عن مجالات العلوم والتكنولوجيا والشؤون الإقليمية والدولية. من جهتها، أبرزت صحيفة (الشروق) في عمود لأحد كتابها أن "الاقتصاد المصري شهد في الأيام القليلة الماضية عدة تطورات إيجابية أهمها تحسن درجة التصنيف الائتماني بما يعبر عن تحسن رؤية العالم لقدرته على الوفاء بديونه الخارجية". وترى أن الانخفاض في أسعار البترول العالمية إلى أدنى مستوى منذ خمس سنوات سيعطى الحكومة المصرية الفرصة لتخفيض دعم الطاقة (ومعه عجز الموازنة) دون زيادات جديدة في أسعار البنزين والسولار. وأكدت الصحيفة أن التحول الاقتصادي بمصر يتطلب بالضرورة أن يشهد المناخ السياسي انفراجا يخرج البلد من حالة الاستقطاب والتوتر، وإعادة الثقة للشباب للثقة في المستقبل مشددة على ضرورة احترام الدستور والحقوق والحريات التي يكفلها، وتشجيع الجمعيات الأهلية والمبادرات الشبابية والأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات الطلابية وغيرها على الانخراط في التنمية. وفي قطر خصصت صحيفة (الشرق) افتتاحيتها للانتخابات الرئاسية التي جرت بتونس أمس، وقالت إن سفينة تونس رست على بر الديمقراطية والاستقرار وأكملت الفترة الانتقالية بنجاح، وفاز الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية، وسطر التونسيون صفحة تاريخية بإنجاز هذا الاستحقاق بروح وطنية تستلهم روح ثورة الياسمين في أول انتخابات ديمقراطية. طرفا السباق الرئاسي، السبسي والمرزوقي، تقول (الشرق)، ضربا نموذجا يحتذى، في قبول النتائج واحترام إرادة الناخبين، والمضي قدما نحو إرساء دعائم الديمقراطية الوليدة والتحلي بالروح الرياضية، والتزام جانب المصلحة العليا للبلاد والسعي نحو التوافق الوطني دون إقصاء أو تمييز. وقالت إن تونس تؤسس ل"مسار جديد للربيع العربي الذي أثمر هذه التجربة الديمقراطية بعيدا عن العنف، ومن الضرورة بمكان إكمال المسيرة بإصلاحات في كافة المجالات"، وأن يكون الانتقال الاقتصادي والاجتماعي لصالح كل التونسيين. وكتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها بعنوان "القدس تواجه التهويد"، أن المدينة المقدسة المحتلة تواجه أكثر من أي وقت مضى حملة تهويد إسرائيلية مسعورة تستوجب دعما عربيا وإسلاميا يتصدى للمخططات الإسرائيلية الهدامة. واعتبرت أن المساعي الإسرائيلية ليست جديدة بل هي تمتد لبداية سنوات الهجرة اليهودية لفلسطين التاريخية إلا أن سلطات الاحتلال رصدت هذه الأيام مبلغ 17 مليار دولار لتهويد القدس، مؤكدة أن المخطط التهويدي الإسرائيلي يستهدف بالأساس اقتلاع الوجود الفلسطيني في القدس من أجل إفراغ المدينة المقدسة من أهلها ودس المستوطنين المتطرفين في الأحياء الفلسطينية. وأكدت أن إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل يستوجب من الدول العربية والإسلامية أن تستغل ثقلها الدبلوماسي لإيقاف الجرائم الإسرائيلية والتوجه لمجلس الأمن الدولي لدعم إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي حتى يتم الحفاظ على عروبة القدس بعيدا عن التهويد والمحاولات الإسرائيلية الهادفة لفرض سيطرتها على المدينة وطمس الهوية الإسلامية والمسيحية للمدينة المقدسة. وباليمن وتعليقا على تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، شددت صحيفة (الثورة)، في مقال لها، على ضرورة "أن يدرك أو يؤمن الجميع بضرورة تجنيب اليمن أي حسابات أو صراعات أو خلافات أيا كانت وأيا كان مستواها وأطرافها"، مسجلة أن المثير للاستغراب والدهشة أن "هناك أيضا من يجعل من الوطن والوطنية مجرد شعار لفظي وموضوع للمزايدة والارتزاق ومادة رئيسية لصراعات سياسية لا تكاد تنتهي بالمرة". ولاحظت الصحيفة أن الأحداث التي يشهدها اليمن منذ 2011 لا تزال "تشكل برهانا وحجة دافعة لذلك السلوك الشائن الذي يصب صبغته ويملي صيغته على تصرفات وتعاملات الكثير من السياسيين الذين جعلوا من العمل السياسي فعلا شائنا ومكروها نتيجة ما يظهرونه من سلوك لا تحبذه الأخلاق السوية والشريعة السمحاء إطلاقا"، مؤكدة أن من يتعامل مع "الوطن بهذا القدر من الخيانة والأنانية ومع الشعب بهذا المستوى من الاحتقار واللامبالاة لا محالة خاسر وخساراته لا شك لن تضر بالوطن بقدر ما تضره وتضر مصالح الفئة أو الحزب أو التشكيل الذي ينتمي إليه ويمثله". في السياق ذاته، توقفت صحيفة (الأيام) عند تصريحات للرئيس عبد ربه منصور هادي أكد من خلالها أن "النظام الجديد الاتحادي على أساس الأقاليم الستة سيتيح إمكانية التطور والنهوض وخوض تجارب عملية من خلال المشاركة الواسعة في المسؤولية والوظيفة العامة والثروة والسلطة". وأضاف هادي، تضيف الصحيفة، خلال استقباله أمس إحدى الكتل البرلمانية، أنه "ليس أمام اليمن أي خيار سوى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني كاملة، والالتزام بوثيقة السلم والشراكة الوطنية"، مشددا على أن ذلك سيمثل ذلك دفعة مهمة تاريخية واستراتيجية لمستقبل اليمن "المزدهر والمستقر، وتحت مظلة الوحدة اليمنية". ولاحظت صحيفة (نيوز يمن) أن الحوثيين دشنوا مؤخرا حربا "مقدسة" على الحريات الإعلامية والعامة، ونصبوا أنفسهم وكلاء للحقيقة على الأرض، "لتتشكل بذلك معالم نظام استبداد أصولي شديد الانغلاق لن يختلف كثيرا عن (داعش) التي يطاردونها في الارجاء اليمنية بينما هم يرسون منظومتها القيمية والثقافية والدينية في صنعاء وفي أي مكان ينصبون سلطتهم عليه بالإكراه". ومن هذا المنطلق، أكدت الصحيفة أنه يتعين على الحوثيين "أن يدركوا حقيقة بسيطة وهي أن الحريات هي مساحة معركة رجال الإعلام الدائمة مع كل أنظمة الاستبداد بدء من الرئيس السابق علي عبد الله صالح ووصولا إليهم"، مبرزة أن الكلمة والحق الشخصي "هي آخر ما نتمسك به حين يطبق الطغاة على كل الحياة من حولنا". وفي البحرين، اعتبرت صحيفة (الوطن) أنه من المخجل أن تستمر ظاهرة نواب الخدمات بعد أربع دورات انتخابية، في الوقت الذي هناك أعضاء بلديون لديهم الصلاحيات كاملة لتولي القضايا الخدمية والتعامل مع المؤسسات الحكومية المختلفة. وكتب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "بداية غير موفقة للنواب"، أنه ليس مطلوبا من النواب القدامى والجدد الانشغال بقضايا الخدمات لأن هناك قضايا أخرى أهم وتمثل أولوية عن قضايا الخدمات البسيطة، قائلا "إن البداية قطعا غير موفقة، ورغم القناعة بأنه من السابق لأوانه تقديم تقييم لأداء النواب، إلا أننا نخشى أن يكون العمل الخدمي هو شعار برلمان 2014". على صعيد آخر، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن المملكة العربية السعودية تحاول اليوم لم الشمل العربي عبر التقريب بين مصر، وهي قلب الأمة العربية، وبين قطر على الخليج العربي الذي له دوره الكبير اقتصاديا وسياسيا لمساندة الأمة العربية والحفاظ على أمنها واستقرارها. وقالت الصحيفة إن الأمل كان معقودا على نجاح دور السعودية مع دول مجلس التعاون في حل مشكلات اليمن وأزماته، لكن الرغبات الشخصية والأنانية جعلت البعض يفضل تعريض بلاده للمزيد من الحروب والصراعات على أن يقنع بدور المشارك بدلا من الإصرار على السيطرة التامة أو الاشتراك مع أعداء البلاد لتدمير الأمة العربية، عوض التعاون مع من يريد الخير للأمة العربية ويبذل الغالي والنفيس من أجل ذلك. وعن موضوع انخفاض أسعار النفط، تساءلت صحيفة (البلاد) ماذا لو انتهى عصر النفط ¿ وهو سؤال لابد وأن يشغل بال كل من يفكر في مستقبل الخليج العربي والأجيال القادمة من أبنائه، مشددة على وجوب الاستعداد الكامل لمواجهة آثار ما بعد رحيل النفط، "بمعنى أننا يجب أولا أن نقتسم اللقمة مع أجيالنا القادمة التي ستعيش في عصر ما بعد النفط وأن نقوم بتدبير موارد بديلة تجعل هذه الأجيال تعيش بكرامة كما عاشت أجيالنا نحن". كما تساءلت الصحيفة عما إذا كانت الاقتطاعات من دخل النفط لصالح الأجيال القادمة تكفي لأن تجعل هذه الأجيال تعيش بكرامة وباقتصاديات قوية لسنوات طويلة، أم أن هذه الصناديق هي مجرد حقنة مسكنة وأن عودة أجيال ما بعد النفط إلى الفقر والبداوة هو أمر حتمي ، وعما إذا كان بالإمكان أن "نجعل من البحر ومن السياحة ومن التجارة مصادر دخل تكفي باحتياجاتنا دون حاجة إلى النفط بالحجم الحالي للإنتاج". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن توجيه القيادة الإماراتية، برقيات تهنئة إلى الرئيس الباجي قائد السبسي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية التونسية ونجاح عملية الاقتراع، وتعبيرها بهذه المناسبة عن تطلعها "إلى تطوير وترسيخ العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين لما فيه مصلحتهما وخير شعبيهما". من جانبها، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه مع انتخاب رئيس "شرعي" للجمهورية، تستكمل الثورة التونسية اختيار مؤسساتها الدستورية، وتضع الأسس الأولى لمرحلة جديدة من حياتها "لن تكون سهلة، لأنها تحتاج إلى جهد كثير وتضحيات كبرى لمواجهة قضايا اجتماعية واقتصادية وأمنية شائكة ومعقدة". وشددت الافتتاحية على أن "ثورة الياسمين لن تكون طريقها مفروشة بالياسمين، إلا أنها قادرة على تجاوز كل المصاعب، ما دام الشعب التونسي امتلك زمام حريته وقراره". وأكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحية مماثلة، أن تونس جسدت مرة أخرى، بعرسها الانتخابي الحافل، "انتصارا جديدا للديمقراطية في الدورة الثانية لانتخابات الرئاسة" ولاسيما في ظل تسجيل إقبال أكثر من "جيد بلغت نسبة المشاركة فيه نحو 60 في المائة". ووصفت الصحيفة هذا المعطى بأنه "تطور سياسي لافت وجدير بالتقدير والاحترام، سيدخل تونس منعطفا جديدا في تاريخها، بما يحقق أهداف ثورتها ويعيد إليها مكانتها الإقليمية والدولية، بعيدا عن الخلافات والمشاحنات الحزبية، وبما يجمع التونسيين تحت مظلة واحدة، بلا إقصاء أو تهميش أو تبديد لموارد البلاد وثرواتها". وشددت الافتتاحية على ضرورة وحدة الصف التونسي في "مواجهة التحديات الحالية والمقبلة، وفي مقدمتها الإرهاب الذي يحاول أن ينهش الجسد التونسي، مستغلا انشغال قيادات هذا البلد بهمومهم ومصالحهم السياسية". وفي موضوع منفصل، أكدت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، على أهمية نهج مقاربة صارمة وحازمة من أجل ردع الإرهاب، مشيرة في هذا السياق إلى إعلان باكستان عزمها تنفيذ أحكام الإعدام في حق المتورطين في قضايا الإرهاب. واعتبرت أن "هذه الخطوة سوف توضح للإرهابيين أن الدولة لا تستسلم أو تتخاذل"، مضيفة أن أمن الدول والمجتمعات "خط أحمر والعبث به يستحق أقصى وأقصى درجات الردع".