خصصت الصحف الصادرة اليوم الخميس بأمريكا الشمالية حيزا هاما للتحليل والتعليق على نكسة الديمقراطيين في الانتخابات النصفية الأمريكية مقابل سيطرة الجمهوريين على غرفتي الكونغرس، وآفاق التعايش بين الكونغرس والرئيس باراك أوباما خلال السنتين الأخيرتين من ولايته الرئاسية. وهكذا عنونت صحيفة (نيويورك تايمز) "بعد الانتخابات، باراك أوباما يعد بالعمل مع أو دون الكونغرس"، مشيرة إلى أنه بعد النكسة الانتخابية للديمقراطيين، أعلن الرئيس الأمريكي عن نيته العثور، في أقرب وقت ممكن، على أرضية تفاهم مع الجمهوريين خلال السنتين الأخيرتين من ولايته، مبرزة بالمقابل أن أوباما عازم على مواصلة إصلاح نظام الهجرة، حتى وإن اضطر إلى إقراره عبر مرسوم تنفيذي. وفي الوقت الذي أقر فيه أنه "تلقى رسالة الأمريكيين غير الراضين عن سياساته"، تعهد أوباما أيضا بمواصلة العمل على ملف الهجرة، ما يعتبر علامة على "استمرار الخلافات الحزبية العميقة" بواشنطن، إذ يرى الجمهوريون أن أوباما "ينتزع بيد ما منحه باليد الأخرى". ولاحظت الصحيفة أنه بعد الظفر بالأغلبية في مجلس الشيوخ في انتخابات الثلاثاء الماضي، عزز الحزب الجمهوري سيطرته على مجلس النواب، ما سيفرض على باراك أوباما التعايش مع كونغرس معادي لسياساته خلال السنتين الأخيرتين من ولايته الثانية. وفي مقال آخر، أبرزت (نيويورك تايمز) أن عرض أوباما للجمهوريين يتمثل في إيجاد أرضية تفاهم حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، موردة في هذا الصدد قوله .. "من الواضح أنها كانت عشية انتخابية رائعة بالنسبة للجمهوريين" يتعين الرد على الإحباط الذي يعانيه الناخب الأمريكي. وفي مقال بعنوان "لقد أنصت إليكم"، أبرزت صحيفة (واشنطن بوست) أن أوباما أقر بفهمه لرسالة الشعب الأمريكي بعد الهزيمة الانتخابية لحزبه الديمقراطي، مشيرة إلى أنه، بعد هذه النكسة القاسية، سيسعى في ما تبقى من ولايته إلى إيجاد أرضية تفاهم مع الأغلبية الجمهورية بالكونغرس، الأكبر من نوعها منذ عقود. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الرئيس أوباما قوله، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، "أتطلع إلى العمل مع الكونغرس الجديد للسنتين المقبلتين، أرجو أن تكونا سنتين بناءتين قدر الإمكان، وأن نكسر الجمود السياسي". ومن جانبها، أشارت صحيفة (وول ستريت جورنال) إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين "تعهدا بإيجاد أرضية مشتركة"، معتبرة أن الجانبين شرعا، بشكل محتشم، في شق الطريق لمواصلة العمل في مجالات التجارة والضرائب وبعض الملفات السياسية الأخرى. على صعيد آخر، أبرزت الصحيفة ذاتها أن عددا متزايدا من الجامعات أصبحت تلجأ إلى تقليص سنوات الدراسة في إجراء تروم من خلاله تجاوز غلاء كلفة الدراسات والديون المتراكمة على الطلاب. وبكندا، أبرزت صحيفة (لو دوفوار) أن الأمريكيين صوتوا الثلاثاء الماضي دون حماس، في وقت وصلت فيه شعبية الرئيس أدنى مستوياتها على الاطلاق، كما هو شأن تدني شعبية الجمهوريين أيضا، الذين استفادوا من رغبة شريحة واسعة من الناخبين في معاقبة الرئيس، موضحة أن الأمريكيين صوتوا لصالح الجمهوريين وقووا موقعهم رغم أنهم مسؤولون عن الجمود السياسي طيلة أربع سنوات بسبب سيطرتهم على مجلس النواب والدخول في حسابات حزبية ضيقة مع الإدارة الأمريكية. وفي مقال آخر بعنوان "الجمود في الأفق"، أبرزت الصحيفة أن الحزب الجمهوري أصبح يسيطر على غرفتي البرلمان واضعا نصب عينيه هدفا معلنا : محو كل السياسات التي قد تشكل إرثا للرئيس أوباما بهدف الفوز بالانتخابات الرئاسية لسنة 2016، مشيرة إلى أن الجمهوريين استفادوا من الجهود المبذولة للسيطرة على الكونغرس وحنق العديد من الديموقراطيين عن الرئيس أوباما وتعثر مجموعة من سياساته. وفي السياق ذاته، كاتب صحيفة (لا بريس) في مقال بعنوان "نذر المواجهة" أنه غداة الموجة الجمهورية التي حصدت مقاعد الكونغرس بمختلف الولايات، لم يقم الرئيس الأمريكي بنقد ذاتي رغم الأداء المخيب للديمقراطيين في الانتخابات النصفية، مضيفة أنه حتى وإن كان قاطن البيت الأبيض قد انتبه لإنذار النكسة الانتخابية، فقد رفض الإقرار بأن سياساته أو أداءه كرئيس قد أثر على نتائج انتخابات الثلاثاء الماضي. على صعيد آخر، كتبت صحيفة (لو سولاي) أن العديد من العمد بإقليم كيبيك قبلوا اقتطاعات وخصومات بنيوية فرضها الميثاق الضريبي الانتقالي الجديد بين البلديات وحكومة الإقليم، مبرزة أن العديد من العمد، الذين أحسوا ب "الغدر"، قرروا مغادرة "اتحاد بلديات كيبيك"، خاصة وأنه تم التوقيع بشكل مباشر بين المجلسين الإداريين لاتحاد بلديات كيبيك وفيدرالية البلديات الكيبيكية وحكومة الإقليم على هذا الميثاق، الذي ينص على خصومات تصل إلى 300 مليون دولار، وإلغاء المراكز المحلية للتنمية والمؤتمرات الإقليمية للمنتخبين. وببنما، ذكرت صحيفة (بنماأمريكا) أن تقريرا استخباراتيا أشار إلى وجود ما لا يقل عن 3 مجموعات عنيفة ببنما تعتبر بمثابة مكاتب لتنظيم عمل الشبكات الإجرامية على المستوى الإقليمي، خاصة بالمكسيك وكولومبيا، فضلا عن تصفية الأشخاص المعارضين لأنشطتها، مبرزة أن الأمر يتعلق بحلقة هامة على ارتباط مباشر بالجبهة 57 التابعة للقوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) وبالعصابات الإجرامية الأخرى التي تقوم بنقل المخدرات من مناطق إنتاجها بكولومبيا إلى داخل بنما، قبل نقلها من طرف هذه المجموعات إلى المكسيكوالولاياتالمتحدة وأوروبا. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (لا برينسا) إلى دعم الحكومة بنسبة تصل إلى 43 في المئة للشطر الاجتماعي لفاتورة الكهرباء ورفع الدعم خلال سنة 2014 بأزيد من 275 مليون دولار، بدل مراجعة أسعار البيع للمستهلكين كما كان مخططا له، موضحة أن 90 في المئة من العدد الإجمالي للمشتركين، المقدر بحوالي 928 ألف أسرة، يستفيدون من دعم الدولة المقدم لقطاع الطاقة. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن وزير المالية لويس فيدغراي اتفق على أن قضية اختفاء 43 طالبا بولاية غيريرو لها تأثير سلبي على صورة المكسيك في الخارج، لكنه نفى أن تؤدي، في الوقت الحالي، إلى إلغاء الاستثمارات الأجنبية في البلاد. وأضافت الصحيفة أن المسؤول الحكومي، الذي حضر ندوة حول (المكسيك، الطريق إلى التنافسية)، تطرق لتنفيذ الإصلاحات الهيكلية كأولوية للحكومة الاتحادية، على الرغم من "الأحداث المؤسفة لإغوالا". ومت جانبها، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن الرئيس انريكي بينيا نييتو أبرز، خلال اجتماع مجلس بنك (بانورتي)، أنه إذا كان المكسيكيون يريدون جعل البلاد من بين البلدان المتقدمة في العالم، فيجب أن تستمر الجهود الوطنية، مؤكدا أن التحول الاقتصادي في البلاد جار بهدف جعل المكسيك بلدا أكثر إنتاجية. أما بالدومينيكان، فقد توقفت صحيفة (إل نويبو دياريو) عند مصادقة مجلس الشيوخ بالإجماع على مشروع الميزانية العامة برسم سنة 2015 التي تبلغ 5ر14 مليار دولار، مشيرة إلى أن القانون المالي للسنة المقبلة، الذي لا يتضمن أية زيادة في رواتب الموظفين، ينص على الرفع من مبلغ الضريبة على القيمة المضافة على المنتجات الاستهلاكية والرفع من العائدات الضريبية بنسبة 4ر9 بالمئة، وخفض الإنفاق العمومي، بالإضافة إلى تخصيص 34ر2 مليار دولار لأداء الديون الخارجية التي تمتص فوائدها سنويا 9ر2 من الناتج المحلي الاجمالي. ومن جانبها، تناولت صحيفة (إل ناسيونال) إعلان وزارة الصحة عن إجراء، اليوم الخميس، تمرين ميداني لمحاكاة وقوع إصابة بمرض الإيبولا للوقوف على مدى جاهزية المصالح الطبية بالمطارات والموانئ والمعابر الحدودية في حال اكتشاف أية إصابة محتملة بالفيروس القاتل، مشيرة إلى أنه تم إنذار شركات الطيران الدولية بعدم بيع تذاكر السفر في اتجاه الدومينيكان لأي شخص، مهما كانت جنسيته، قام بزيارة كل من سيراليون وغينيا وليبريا ونيجيريا والسينغال خلال 45 يوما الأخيرة وذلك لمنع انتقال العدوى إلى الأراضي الدومينيكانية.