اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، بمواضيع الانتعاش الاقتصادي في منطقة الأورو الذي سيكون أقل من المتوقع حسب آخر التقارير، وازدياد عدد المهاجرين وطالبي اللجوء في السويد، والصراع بين الحكومتين المركزية في مدريد والمحلية في كاطالونيا في ضوء تعليق الاستفتاء الرمزي من قبل المحكمة الدستورية، بالإضافة إلى تطورات الوضع في أوكرانيا. ففي بلجيكا، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك)، تحت عنوان " الانتعاش الاقتصادي في أوروبا مؤجل إلى وقت لاحق"، أن اللجنة الأوروبية جعلت من قضية انتعاش الاقتصاد الأوروبي وسوق العمل أولوية، لكن توقعات الخريف أكدت أن المهمة ستكون طويلة الأمد. وأضافت الصحيفة أنه، حسب توقعات المفوضية الأوروبية، فإن النمو سيكون أقل من المتوقع في عام 2014، وبالتالي سيكون الأمر كذلك بالنسبة لسوق الشغل. وذكرت صحيفة (لو سوار)، في السياق ذاته، أن رئيس المفوضية لم يأت بجديد عن سابقه، حيث أكد، خلال عرض توقعاته الاقتصادية، أنه لا يوجد أي تغيير في الخط الاقتصادي. وفي فرنسا، تطرقت الصحف لإشكالية النمو الاقتصادي بمنطقة الأورو، مشيرة إلى أن الاقتصاد الأوروبي يظل ضعيفا. وقالت صحيفة (لاتريبون)، في هذا الصدد، إن توقعات اللجنة الأوروبية تشير إلى أن الاقتصاد الأوروبي يجد صعوبة في الخروج من الأزمة، مضيفة أنه لا زال يعاني من الأخطاء السياسية لقادته. وأضافت أن توقعات اللجنة الأوروبية في مجال النمو تشير إلى ان منطقة الاورو لازالت تعاني من الانكماش، معتبرة أن دول المنطقة لازالت أمامها سنوات صعبة. ومن جهتها، تساءلت صحيفة (ليبراسيون) عما إذا كان للمسؤولين عن الاقتصاد الأوروبي كفاءة في هذا المجال، مضيفة أنه ما إن مرت اللحظات الصعبة من الأزمة حتى بادر ذووا الحس السليم إلى القول إن الحفاظ على سياسة تقشفية مزدوجة من شأنه أن يعوق الانطلاقة المنشودة للاقتصاد الأوروبي. وأكدت الصحيفة أن هناك سبيلا واحدا للخروج من الأزمة يتمثل في تغيير جذري لمسار السياسة الاقتصادية الأوروبية. ومن جانبها، رأت صحيفة (لوموند) أنه يتعين على منطقة الأورو البقاء ضمن الاقتصادات العالمية، عبر تحسين الناتج الداخلي الخام المحدد في 1,1 في المائة السنة المقبلة، مشيرة إلى أنه من أجل تجنب التجاوزات ترغب برلين في أن ينخرط الاتحاد الأوروبي في إصلاحات محددة. وفي السويد، تعود مسألة الهجرة مرة أخرى إلى احتلال واجهة الصحف الرئيسية، حيث كتبت صحيفة (سفينسكا داجبلاديت) أنه ، وفقا لتوقعات مجلس الهجرة السويدي، سيستقبل هذا البلد الاسكندنافي حوالي 95 ألفا من طالبي اللجوء في عام 2015، بزيادة قدرها 16 ألفا مقارنة بأخر توقعات المجلس. وأضافت الصحيفة أنه خلال هذا العام، سيبلغ عدد طالبي اللجوء في السويد ما يقرب من 83 ألف شخص، مشيرة إلى أن مجلس الهجرة حذر من أزمة السكن والتطبيب على المدى الطويل خلال معالجة الطلبات. وأوضحت أن الحرب في العراق وسورية هما العاملان الأساسيان وراء الزيادة في عدد طالبي اللجوء، مشيرة إلى أن طالبي اللجوء سيتوقعون ردا على طلباتهم في غضون عشرة أشهر مقابل أربعة إلى خمسة أشهر في الماضي. ومن جانبها، أكدت صحيفة (داغينس نيهيتر) أنه من المرجح أن تشكل مسألة الهجرة عاملا حاسما في التصويت على ميزانية الحكومة. واهتمت صحيفة (افتونبلاديت)، من جهتها، بالوضع في أوكرانيا، حيث أشارت إلى أن الرئيس الأوكراني، بوروشينكو، أمر بنشر قوات جديدة شرق البلاد. وأوضحت أن هذا الانتشار يأتي بعد الانتخابات المثيرة للجدل التي جرت مؤخرا في دونيتسك، ووهانسك، مشيرة إلى أن العملية تهدف كذلك إلى مواجهة أي هجوم من قبل المتمردين. وأوردت الصحيفة من جانب أخر أن الحكومة الأوكرانية دفعت مليار 450 مليون دولار لشركة غازبروم الروسية، مضيفة أن تأدية هذا الدين كان بمثابة ترخيص باستئناف إمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بمجموعة من المواضيع، لاسيما شد الحبل بين حكومة جهة كاطالونيا والحكومة المركزية بشأن "الاستشارة البديلة" حول استقلال هذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا المقررة يوم 9 نونبر الجاري، وأيضا بتوقعات المفوضية الأوروبية حول النمو الاقتصادي بإسبانيا. وفي هذا السياق، كتبت (إلموندو) أن المحكمة الدستورية الإسبانية علقت الاستشارة التي أطلق عليها "المواطنة" ليوم 9 نونبر الجاري دون توجيه تهديد العصيان للزعيم القومي أرتور ماس، رئيس جهة كاطالونيا، في حال ما قرر الاستمرار في خطته السيادية. وأوضحت اليومية أن المحكمة قبلت بالإجماع الطعن الذي تقدمت به الحكومة المركزية ضد الاستشارة الكاطالونية، وقررت تعليقها بشكل نهائي، فيما واصلت الأحزاب القومية الكاطالونية إصرارها على موقفها. وفي سياق متصل، ذكرت (إلباييس) أنه رغم قرار المحكمة الدستورية تعليق إجراء "الاستفتاء الرمزي"، فإن حكومة جهة كاطالونيا أكدت، أمس الثلاثاء، إبقاءها على خططها ليوم 9 نونبر الجاري. وفي سياق آخر، عادت اليومية لتوقعات المفوضية الأوروبية حول النمو الاقتصادي بإسبانيا خلال سنتي 2015 و2016، معتبرة أن هذا البلد الإيبيري مهدد بركود محتمل في الاقتصاد الأوروبي. وأضافت اليومية أن بروكسل راجعت نزولا توقعاتها بخصوص النمو وخلق فرص الشغل في منطقة الأورو. أما صحيفة (أ بي سي)، الموالية للحكومة، فكانت أكثر تفاؤلا، وكتبت أن الاقتصاد الاسباني سيسجل نسبة نمو أعلى من ألمانياوفرنسا وإيطاليا في سنتي 2015 و2016. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بالإضراب الذي خاضه، أمس الثلاثاء، سائقو القطارات، واتفاق أحزاب اليسار (لينكه) والاشتراكي الديمقراطي والخضر على إجراء محادثات بشأن تشكيل حكومة ائتلاف بولاية تورغينغن. وبهذا الخصوص، استعرضت الصحف بعض الانتقادات التي تواجه هذا الائتلاف قبل تشكيله، مشيرة إلى أن الأحزاب المعنية اتفقت، بالرغم من هذه الانتقادات على بدء المشاورات. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (فولكشتيمه) أن هذا الائتلاف رفع تحديا كبيرا وأعطى من خلاله حزب اليسار (المعارض للحكومة الاتحادية) إشارة قوية إلى بلدان أخرى على أنه يدخل عهدا جديدا، متوقعة أن "يحقق الحزب نجاحا في ولاية تورينغن إذا ما تحلى بمزيد من الواقعية وتخلى عن الشعبوية". واعتبرت صحيفة (تورينغيشه لاندستسايتونغ) أنه يتوجب على السياسيين أولا أن يختاروا رئيسا لوزراء الحكومة المحلية، مشيرة إلى أن هذا العرض المثير للجدل كان المبدأ الأساس للاتفاق مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر. وفي ما يخص إضراب سائقي القطارات، كتبت الصحف أن نقابتهم دعتهم إلى التوقف عن العمل لمدة أربعة أيام أخرى لتكون هذه الإضرابات الأطول منذ إحداث شركة (دويتشه بان) قبل 20 سنة. ووفقا لصحيفة (نوي أوسنايبروكه)، فهذا الإضراب مبالغ فيه وضحاياه هم عشرات الآلاف من المسافرين والعديد من الشركات التي تعتمد على الشحن في وقت محدد، فضلا عن تهديده للشراكة الاجتماعية الراسخة في ألمانيا، متسائلة عن السبب الذي جعل نقابة سائقي القطارات "تخرج عن هذا السياق وتتصرف بأنانية زائدة في إدارة هذا النزاع مع الإدارة في حين كان من الممكن إنهاؤه منذ فترة طويلة". وفي روسيا، اهتمت الصحف بالانتخابات في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد وبردود فعل مختلف الأطراف. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن سلطات أوكرانيا قررت إعادة النظر في استراتيجية علاقاتها مع المناطق الشرقية في البلاد. وقالت إن الرئيس الأوكراني، بيوتر بوروشينكو، قرر وكرد فعل على الانتخابات التي جرت في الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد، الغاء القانون حول الصفة الخاصة لبعض مناطق شرق البلاد. واستحضرت صحيفتا (فيدوموستي) (ار بي كديلي) رد الفعل الرسمي الروسي الذي نشرته وزارة الخارجية الاثنين الماضي، وعبرت فيه عن احترام موسكو ل"إرادة سكان جنوب شرق أوكرانيا"، وفي مقابله تأييد مجلس الدوما (البرلمان الروسي) الكامل لنتائج هذه الانتخابات.