أولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاربعاء ، اهتمامها لعدد من المواضيع، أبرزها نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت مؤخرا بأوكرانيا، وللمؤتمر الدولي الذي استضافته أمس برلين حول اللاجئين السوريين، فضلا عن فضيحة الفساد التي طالت منتخبين محليين بأربع عموديات إسبانية. وفي روسيا واصلت الصحف اهتمامها بنتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في أوكرانيا، مشيرة الى أنه وفقا لهذه النتائج ، تمكنت ستة أحزاب من دخول البرلمان الجديد. وكما كان متوقعا كانت من بين الفائزين "كتلة بوروشينكو" الموالية لرئيس الدولة و"الجبهة الشعبية" بزعامة ارسيني ياتسينسوك. وبخصوص الانتخابات الأوكرانية كتبت صحيفة (ار بي كا ديلي)، الروسية أن "كتلة بوروشينكو" التي تبوأت المركز الاول في التوقعات حول النتائج قبيل الانتخابات والتي جاءت في الواقع بقائمتها الحزبية في المركز الثاني بعد "الجبهة الشعبية" بزعامة ياتسينيوك الذي قام بحملة انتخابية قوية. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من ذلك ستتمكن الكتلة الموالية لرئيس الدولة من تشكيل أكبر كتلة برلمانية بفضل نواب دوائر المقعد الواحد، مضيفة أن حزبي بوروشينكو وياتسينيوك سيشكلان الائتلاف الحاكم في البرلمان وقد ينضم اليه بعض الأحزاب الاخرى. من جانبها ذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن نتائج الانتخابات البرلمانية في أوكرانيا سجلت مجموعة من المفاجآت لكل الزعماء السياسيين تقريبا، وأجبرهم ذلك على تغيير توزيع الادوار الذي كان معتمدا ، مبرزة أن الذين كانوا يعتقدون أنهم سيفوزون شعروا بأنفسهم مهزومين، ومن كان يحلم فقط بتخطي حاجز "الÜخمسة في المائة " دخل البرلمان بثقة وقوة. وفي السياق ذاته نقلت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) عن المحلل السياسي الاوكراني قسطنطين بوندارينكو قوله "يعتبر تجاوز الجبهة الشعبية لكتلة بوروشينكو بمثابة المفاجأة، في نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة في أوكرانيا". وعن نفس الموضوع ذكرت صحيفة (فيدوموستي) أن نواة الائتلاف الحاكم في البرلمان ستكون "الجبهة الشعبية" وكتلة بوروشينكو، ولكن لن يكون من السهل اتفاق الطرفين على تقاسم المناصب في الحكومة، وعلى الارجح سيتم تشكيل الائتلاف مع اجتذاب حزب "ساموبوموش" الذي شغل المركز الثالث في قائمة الفائزين. في السياق ذاته كتبت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن حزب الرئيس بوروشينكو وحزب رئيس الوزراء ياتسينسوك اللذين أكدا طيلة الحملة الانتخابية وحدتهما ، ودعمهما لأفكار الثورة يرغبان في تشكيل تحالف قوي، مبرزة أن الانتخابات الاخيرة في أوكرانيا منحت للمجتمع المدني "برلمان الأورو-ميدان" في إشارة إلى ميدان الاستقلال. من جهتها قالت صحيفة (لوسوار) إن أوكرانيا اذا سيرت بطريقة حديثة وديموقراطية، وشاملة لا يمكن الا أن تخدم مصالح القطبين الاستراتيجيين (أوروبا-روسيا)، مضيفة أن مسؤولية أوروبا التي فتحت ذراعيها لاوكرانيا، كان من نتائجها بروز تطلعات أنتجت "ميدان الاستقلال" لكن رد الفعل الروسي يظل كبيرا. وأشارت الصحيفة الى أن المساعدة المالية والاقتصادية والاستراتيجية الاوروبية لأوكرانيا تظل حيوية لكن يجب أن يصاحبها دعم في مجال تكوين النخبة السياسية الجديدة. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بالمؤتمر الدولي الذي استضافته أمس برلين حول اللاجئين السوريين وحضر أشغاله ممثلون عن أربعين دولة منها دول الجوار السوري إلى جانب ممثلين عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. وركزت الصحف في تعليقاتها على دور ألمانيا في بحث حل المشاكل التي يواجهها اللاجئون السوريون والدعم المالي الإضافي الذي تعهدت بتقديمه في المؤتمر. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ) في تعليقها أن نداء برلين يلفت الانتباه إلى حقيقة أن المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين لم تكن كافية وأن الوضع وصل إلى مستوى حساس مشيرة إلى أن استقرار الدول المجاورة مهدد على نحو متزايد خاصة بالنسبة للبنان مما يستدعي وقوف المجتمع الدولي لإخماد حريق قد يتم بأقل التكاليف مما قد يكبده من خسائر إذا اشتعل بالمنطقة. أما صحيفة (تاغسشبيغل) فعبرت من جانبها بهذا الخصوص عن عدم قناعتها بالخطط التي تم الإعلان عنها من أجل مساعدة اللاجئين السوريين مشيرة إلى أنه يتعين الانتباه إلى أن لاجئي الحرب الأهلية قد يتعرضون لمعاملة سيئة إذا سقطوا في أيدي عنصريين أو يمينيين متطرفين. وأضافت الصحيفة أن على جميع الدول التي تستقبل اللاجئين أن تهيئ مخيمات ومراكز لاستقبالهم تكون كفيلة بمواجهة أعدادهم الكبيرة وأيضا تستجيب للشروط الإنسانية . من جهتها اعتبرت صحيفة (أيسيناشه بريسه) أن "المال موجود وألمانيا لوحدها تعهدت بتقديم 500 مليون أورو على الأقل لفائدة اللاجئين السوريين ، إلا أن توفير المال ليس كل شيء في مثل هذا الوضع ، لأنه يتعين أن يكون مصاحبا بدعم سياسي قوي فعال ومتواصل. أما صحيفة (تاغبلات ستراوبينغه) فكانت أكثر تفاؤلا في تعليقها على نتائج المؤتمر مشيرة إلى أن استيعاب اللاجئين السوريين يتعين أن يتم بطريقة توفر لهم رعاية خاصة هم في حاجة ماسة إليها مؤكدة في نفس الوقت أن ما تعهدت به ألمانيا وغيرها من الدول الغنية من خلال إعلان برلين هو أمر يسير في الاتجاه الصحيح. في ذات السياق كتبت صحيفة (باديشه تسايتونغ) في تعليقها "حقيقة أن الحكومة الاتحادية قد بادرت جنبا إلى جنب مع الأممالمتحدة إلى عقد مؤتمر في برلين خصص للاجئين السوريين وتخطط لزيادة مساعداتها المالية، وهو أمر يستحق التقدير إلا أنه كان متأخرا". وأشارت الصحيفة إلى أن السوريين والعراقيين واللبنانيين والأردنيين والأتراك تحملوا ما فيه الكفاية وأكثر تكاليف المأساة بالمنطقة لوحدهم معتبرة أن الولاياتالمتحدةوألمانيا كانتا الدولتان الأكثر سخاء من أجل حل صراع قد يضر الجميع ويرفع من عدد النازحين إلى أوروبا في حال تطوره. وفي إسبانيا واصلت الصحف اهتمامها بفضيحة الفساد التي طالت منتخبين محليين بأربع عموديات إسبانية، أسفرت عن اعتقال 50 شخصا، مبرزة "اعتذار" رئيس الحكومة وزعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي أمس الثلاثاء للإسبان. وكتبت صحيفة (إيل موندو) أن "ماريانو راخوي طلب الصفح بعد ضغوط من قادة الحزب الشعبي" إثر تفجر هذه الفضيحة، مشيرة إلى أن "بارونات ووزراء ومسؤولين كبار شعبيين نقلوا إلى لا مونكلوا هموم المواطنين" أمام هذه القضية التي تولاها الحرس المدني في إطار عملية أطلق عليها إسم "بونيكا". وأضافت أن رئيس الحكومة ماريانو راخوي "اضطر للاعتذار أمس الثلاثاء علنا للإسبان" بمجلس الشيوخ على "الأعمال الشائنة" لبعض كبار قادة حزبه، مشيرة إلى مطالبة المعارضة بعقد "جلسة عامة استثنائية" لمجلس النواب لمناقشة هذه المسألة. من جهتها كتبت صحيفة (إيل باييس) تحت عنوان "راخوي: أعتذر بالنيابة عن الحزب الشعبي"، أن رئيس الحكومة "اضطر أمس الثلاثاء للاعتذار بمجلس الشيوخ لجميع الإسبان" باسم الحزب الشعبي عن حالات الفساد التي تورطت فيها هذه الهيئة. وأضافت اليومية أن "راخوي حاول بهذه الخطوة الحد من ضغط المعارضة في أسوإ أسبوع يمر به الحزب الشعبي منذ 2013 التي نشرت فيها وثائق خاصة بلويس بارسيناس" أمين المال السابق للحزب الذي يقبع حاليا بالسجن. وأوردت، في هذا السياق، أن من بين المتورطين ال51 في قضية الفساد هذه الأمين العام السابق للحزب الشعبي بمدريد، فرانسيسكو غرانادوس، الذي ذكرت مصادر التحقيق أنه "راكم مع شريكه، المقاول ديفيد مارياليزا، 5,8 مليون أورو في ثلاثة حسابات بنكية بسويسرا". ومن جهتها أوردت صحيفة (لا راثون) تصريحات راخوي الذي "اعتذر عن الفساد"، مضيفة أنه "آسف" لوضع أشخاص في مناصب داخل الحزب الشعبي "لا يستحقونها"، . وأكد راخوي "أنه سيوافق، على "ميثاق مكافحة الفساد سواء "دعمه الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة) أم لا". أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت، في هذا السياق، أن رئيس الحكومة اعتذر عن قضية الفساد هذه، وأشار إلى "بعض الأشخاص الذين لم يكونوا أهلا للثقة التي وضعت فيهم والمناصب التي وضعوا فيها". وأوردت اليوميات الإسبانية أنه يشتبه في انتماء الموقوفين، الذين قبض عليهم أول أمس الاثنين والذين سيمثلون اليوم الأربعاء أمام المحكمة، لشبكة فساد منحت صفقات عمومية بقيمة نحو 250 مليون أورو بعدد من البلديات والجهات، لاسيما مدريد ومورسية وبلنسية وليون. وفي فرنسا سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على الورش الكبير الذي أطلقته اندونيسيا بداية شهر أكتوبر الجاري ، من أجل مكافحة الفيضانات المتكررة في العاصمة جاكارتا، واصفة هذا المشروع بالمشروع الطموح الذي لم يسبق اعداد مثله في هذا البلد. وأضافت الصحيفة أن المشروع ينص على بناء سور ضخم على طول 32 كلم في البحر على بعد ثمانية كيلوميترات شمال البلاد، من شأنه التحكم في مساه خليج جاكرتا التي تتقدم نحو المدينة كل فصل شتاء، مشيرة الى أن المشروع الذي تصل كلفته الى 49 مليار دولار ،أثار العديد من الانتقادات من لدن العديد من المختصين الذين ركزوا الى جانب مجموعات الدفاع عن البيئة ،على الصعوبات المرتبطة بانجاز المشروع. من جهتها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بانسحاب آخر الجنود البريطانيين الاحد من أفغانستان، مما يضع حدا لثلاث عشرة سنة من العملية البريطانية بهذا البلد الاطول بالنسبة لبريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية. وأضافت الصحيفة أن بضع مئات من الجنود سيمكثون بالبلاد من أجل تدريب القوات الافغانية، ولن تكون لهم مهام حربية ،مبرزة أن القوات البريطانية فقدت في هذه العملية ، أزيد من 450 جنديا وضعفهم من الجرحى والذين بترت أعضاؤهم. من جانبها تطرقت صحيفة (ليبراسيون) الى المواجهات التي وقعت نهاية الاسبوع الماضي بين قوات حفظ النظام والمتظاهرين من أنصار البيئة بموقع سد تعتزم السلطات الفرنسية تشييده جنوب البلاد، مشيرة الى أن هذه المواجهات أسفرت عن مقتل متظاهر شاب . وفي السويد خصصت الصحف تعاليقها لقرار البنك المركزي تخفيض معدل الفائدة الرئيسي الى صفر في المائة ، حيث كتبت صحيفة (دانجنس نهيتر) أن الاقتصاد السويدي يوجد في وضعية استثنائية ،حيث النمو قوي من جهة، ومعدل البطالة يواصل تراجعه من جهة اخرى، فيما بلغ التضخم مستوى متدنيا غريبا. وأضافت الصحيفة أن البنك المركزي برر قراره بالرغبة في الحفاظ على معدل التضخم في المستوى المنشود، توقعا لارتفاع نسبة البطالة ونمو أضعف من المتوقع. من جانبها حذرت صحفية (سفينسكا داغبلاديت) من ارتفاع أسعار المساكن على المستوى البعيد مشيرة الى أن انخفاض معدل الفائدة قد يدفع الاسر نحو الاستدانة أكثر. وأكدت أنه في هذا الاطار دعا محافظ البنك المركزي الى اتخاذ اجراءات من أجل تجنب استدانة الاسر التي بلغت نسبا مقلقة مضيفة أن الضرائب المتوقعة من قبل الحكومة الجديدة ستنزل على كاهل الاسر المثقلة بالديون.