انصبت أبرز اهتمامات الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على حصيلة العمل الحكومي ببلجيكا، وتداعيات فوز الجبهة الوطنية في الانتخابات الجزئية بفرنسا، ومبادرة الحكومة لإقرار ضرائب جديدة، والإجراءات التقشفية الجديدة في البرتغال، فضلا عن الجولة الجديدة من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، وأزمة الميزانية بالولايات المتحدةالأمريكية، إضافة إلى الجدل الدائر حول نظام تمويل الأقاليم ذات الحكم الذاتي بإسبانيا. ففي بلجيكا، اهتم جزء من الصحافة بالخطاب الذي سيلقيه الوزير الأول ايليو دي ريبو حول "حالة الاتحاد" والذي يشكل مناسبة لتقديم حصيلة أولية حول عمل الحكومة، حيث اعتبرت صحيفة (لوسوار) أن هذه الحصيلة تبدو إيجابية ذلك أن "الفريق الفيدرالي" استطاع في ظرف سنتين تجسيد جزء كبير من اتفاق الحكومة، مشيرة إلى أن غالبية الصفحات ال170 من البرنامج الحكومي تمت ترجمتها الى مشاريع واقتراحات قوانين. ومن جهتها، نشرت صحيفة (لوستاندار) استطلاعا للرأي يبرز صعود شعبية ايليو دي ريبو لدى الفلامانيين، كما يشير إلى أن 60 في المائة من هؤلاء يثقون فيه، وهي نسبة لم تسجل لسنوات، فيما رأت صحيفة (لاليبر بيلجيك)، من جهتها، أن الإنجازات التي حققتها الحكومة قد يكون مفعولها لفترة قصيرة، مشيرة الى أن وحدتها الظاهرية قد ينفرط عقدها مع اقتراب الانتخابات. وفي فرنسا، واصلت الصحف تعليقاتها على الفوز الذي حققته الجبهة الوطنية في الانتخابات الجزئية، التي جرت الأحد بجهة بروفانس ألب كوت دازور، حيث اعتبرت (لوفيغارو)، في هذا السياق، أن هزيمة الجبهة الجمهورية في هذه الانتخابات يرجع إلى كون الحزب الاشتراكي يعتبر نفسه زعيما لليمين، فيما يكيل الاتحاد من أجل حركة شعبية اتهامات لليسار. وأضافت الصحيفة أن الجبهة الوطنية تواصل ترسيخ مكانتها على الأرض، مشيرة إلى أنه يتعين على الحزب الاشتراكي وحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، اذا ما رغبا في التصدي للجبهة الوطنية، ان يبحثا في أسباب نجاح حزب لوبين، مضيفة أن الناخبين يريدون أن تطرح هذه الأحزاب مشروعا مجتمعيا. ومن جهتها، قالت صحيفة (لاكروا) إنه بعد فوز مرشح الجبهة الوطنية في الانتخابات الجزئية، لجأ الحزب الاشتراكي وحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية إلى التأكيد على الطابع المحلي لهذا الاستحقاق وعدم الاكتراث بالرسالة المقلقة التي حملها على بعد أشهر من الانتخابات البلدية. ومن ناحية أخرى، تطرقت صحيفة (ليزيكو) الى أزمة الميزانية بالولايات المتحدةالامريكية، مشيرة الى أن النقاشات بالكونغرس، بهذا الخصوص، تسير في الاتجاه الصحيح من أجل تجنب الضربة القاضية. وأضافت أن أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بدوا أمس متفائلين بشأن التوصل إلى اتفاق لرفع سقف الدين الذي من شأنه تسوية أزمة الإدارة الفيدرالية الأمريكية. ومن جهتها، سلطت الصحف البريطانية الضوء على التطورات الأخيرة لقضية اختفاء فتاة بريطانية بالبرتغال قبل ست سنوات، حيث ذكرت صحيفة (الغارديان) بتفاصيل اختفاء الفتاة مادلين ماكين قبل ست سنوات بالبرتغال، مشيدة بالتعبئة العامة في أعقاب نشر الشرطة البريطانية لصورتين تقريبيتين لشخص يحتمل تورطه في خطف الطفلة "ذات الشعر الأشقر" أثناء قضائها عطلتها رفقة والديها بمنطقة الكرف بالبرتغال. وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة البريطانية تلقت نحو 300 اتصال هاتفي و170 رسالة إلكترونية بخصوص بعض المشتبه بتورطهم في القضية، وذلك في أعقاب بث قناة (بي بي سي) برنامجا حول اختطاف مادلين يوم أمس الاثنين، مضيفة أن (سكوتلانديارد) خصصت مكافآة قيمتها 23 ألف أورو لكل شخص قدم معلومات ذات قيمة بخصوص القضية. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الديلي تلغراف) عن الأهمية الكبيرة التي يوليها أغلب البريطانيين لهذه القضية التي يأملون في تسويتها في أقرب وقت، مشددة على الطابع الغامض والمثير في عملية اختطاف الطفلة مادلين أثناء تواجدها بالشقة. ونقلت الصحيفة عن والدي الفتاة، التي كانت تبلغ أنذاك ثلاث سنوات، قولهم إنهم متفائلون بسماع أخبار سارة في القريب العاجل وذلك في أعقاب موجة التعاطف الكبير والتعاون المثمر للمواطنين. وركزت صحيفتا (الديلي ستار) و(الديلي اكسبريس) الشعبيتين، من جانبهما على شخصية أحد المشتبه به في خطفه للطفلة مادلين من المنتجع السياحي الذي كانت تقيم فيه بجنوب البرتغال. وكتبت صحيفة (التايمز) أن القضية تظل بعيدة عن الوصول إلى نهايتها والكشف عن ملابسات وشخصية الخاطف المفترض للطفلة، مشيرة إلى أن المحققين لا يستبعدون فرضية وجود عدد من الخاطفين وليس متورطا واحدا. وفي البرتغال، واصلت الصحف التعليق على الإجراءات التقشفية الجديدة، المتوقعة في ميزانية 2014 ، والتي من المقرر بسط خطوطها العريضة اليوم الثلاثاء أمام البرلمان، حيث كتبت صحيفة (دياريو إيكونوميكو)، في هذا السياق، أن من بين الاقتطاعاتº هناك تخفيض في تعويضات الموظفين العموميين، مشيرة إلى أن هذه الاقتطاعات قد تصل الى 12 في المائة من الأجور التي تتجاوز 2000 أورو . ومن جهتها، قالت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) إن هذا الاجراء سيمس حوالي 46 ألفا 500 موظف، فيما ذكرت صحيفة (بيبليكو) أن هذا الإجراء شمل أيضا الأجراء الذين تفوق تعويضاتهم 600 أورو في الشهر. أما صحيفة (جونال دو نيغوسيو) فقالت إن الحكومة تحرص على توفير 3,3 مليار أورو، منها مليار أورو بواسطة الاقتطاع من أجور معاشات المتقاعدين و 1,4 مليار أورو من أجور الموظفين، فيما أكدت صحيفة (إل) أن الإجراء المتعلق بالاقتطاع من معاشات الأرامل ابتداء من سقف 2000 أورو لقي انتقادات حادة من لدن المعارضة اليسارية والنقابات. وفي روسيا كتبت (روسيسكايا غازيتا ) أن شركس سورية يرغبون في العودة إلى وطنهم التاريخي في القوقاز، حيث تعيش نحو 60 عائلة شركسية سورية في 6 مصحات بإقليم قبرطا بلقاريا شمال القوقاز الروسي. وتضم الجالية الشركسية السورية في قبرطا بلقاريا الآن نحو 1200 نسمة. وأشارت صحيفة (كوميرسانت) إلى أن جولة جديدة من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني ستعقد اليوم في جنيف. ويتوقع المراقبون أن تشهد المفاوضات حلولا اختراقية بعد أن ألمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أنه مستعد لتقديم تنازلات، فيما عبرت مصادر دبلوماسية للصحيفة عن تشاؤم متحفظ ودعت إلى عدم المراهنة على اختراق فوري. أما الخبراء الروس فيرون أنه من غير الصحيح انتظار حلول اختراقية من لقاء جنيف، ويرون في هذا الانتظار أمرا خطيرا. أما صحيفة (ازفستيا) فكتبت أن الأسلحة الروسية تستأثر باهتمام أمريكا اللاتينية، حيث بدأ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو زيارته الرسمية الأولى للبرازيل وبيرو. ويفترض أن تتناول مباحثاته هناك مناقشة زيادة التعاون التسليحي مع هذين البلدين. وتهتم البرازيل بمنظومة "بانتسير-أس1" الصاروخية المدفعية للدفاع الجوي، وبصنع طائرة مقاتلة جديدة تماثل مقاتلة الجيل الخامس الروسية "تي-50" بالتعاون مع روسيا. وفي اسبانيا، استأثر الجدل الدائر حول نظام تمويل الأقاليم ذات الحكم الذاتي بإسبانيا بالاهتمام، لاسيما بعد ضغط رئيس إقليمكاطالونيا الذي طالب بمعاملة تفضيلية، حيث قالت صحيفة (إلموندو)، في هذا الصدد، إن رئيس الحكومة ماريانو راخوي، الذي عقد أمس الاثنين اجتماعا مع قادة حزبه، أكد أنه لن يتفاوض قط على أي "صفقة خاصة" مع كاطالونيا بشأن تمويل الأقاليم. وأضافت اليومية أن راخوي لا يزال متشبثا بموقفه تجاه كاطالونيا، معلنا في الوقت نفسه عن إصلاح منظومة التمويل الإقليمي برسم 2014 وذلك في محاولة منه لتهدئة عدد من رؤساء الأقاليم المستقلة التي يتولى الحزب الشعبي (الحاكم) إدارتها. ومن جهتها أوردت صحيفة (إلباييس) أن "راخوي وعد بنموذج تمويل جديد في سنة 2014 بعد مواجهة مع رئيس إقليممدريد المستقل، إغناسيو غونزاليس"، مشيرة إلى أن هذا الأخير دعا إلى إصلاح عاجل لسياسة التمويل الإقليمي. وأضافت (إلباييس) أن إغناسيو غونزاليس طالب بنموذج "يضع حدا للظلم وعدم الاتساق في النظام الحالي". أما صحيفة (أ بي سي)، المقربة من الحكومة، فكتبت أن "راخوي أعلن عن إصلاح نظام تمويل الأقاليم المستقلة مبددا بذلك مخاوف بعض قادة الحزب بشأن أي معاملة تفضيلية لفائدة إقليمكاطالونيا". وفي ايطاليا، كتبت صحيفة (الميساجيرو) أن مبادرة الحكومة إقرار ضريبة جديدة والقيام باقتطاعات من الميزانية بمبلغ يتراوح بين 10 و12 مليار أورو ستؤثر على قطاع الصحة والجهات والوظيفة العمومية، مضيفة أن اقتطاعات أخرى متوقعة في قطاع المساعدة الاجتماعية فيما سيتم رفع الضرائب المفروضة على الأملاك والمداخيل المالية. أما صحيفة (ايل كوريير ديلاسيرا)، فأشارت إلى أن الاقتطاعات المتوقعة في قطاع الصحة تقدر بنحو أربعة ملايير أورو، مضيفة أن الحكومة تعتبر المعلومات المتداولة بشأن هذه الاقتطاعات غير دقيقة. أما الصحف السويسرية فخصصت تعاليقها لاستئناف المفاوضات، اليوم الثلاثاء بجنيف، حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل حيث تساءلت صحيفة (لوتون) عما اذا كانت طهران قد حملت مقترحات جدية إلى هذه المفاوضات، فيما رأت (لاتريبون دو جنيف ) أن هذه الجولة الجديدة من المفاوضات تكتسي طابع الاختبار بالنسبة للإيرانيين الذين يلعبون على الحبلين، مشيرة الى أن الغرب ينتظر ضمانات حقيقية بشأن الطابع المدني لبرنامج إيران النووي. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بالموقف الألماني من القيود الجديدة حول انبعاث ثاني أكسيد الكربون التي اقترحها الاتحاد الأوروبي، وبأعمال الشغب المعادية للأجانب التي وقعت في موسكو. وكتبت الصحف حول الموقف الألماني من الإجراءات الصارمة التي تقدم بها البرلمان والمفوضية الأوروبيين حيث نجحت برلين في تأجيل التصويت عليها خاصة وأن كبريات شركات السيارات الألمانية عارضتها بشدة. واعتبرت صحيفة (نوين بريسه) أن شركات السيارات الألمانية خاصة "بي إم دبليو" و"أودي" تشكل أكبر مجموعات ضغط ولها تأثير مباشر على مقاليد السلطة منذ سنوات، مشيرة إلى أن برلين نجحت في ذلك بفضل تأثيرها على عدة دول، أبرزها فرنسا وبريطانيا، لتأجيل هذا المشروع، وهو التأجيل الذي يحصل للمرة الرابعة، وجاء بعد اجتماع وزراء البيئة الأوروبيين في اللوكسمبورغ. أما (دير دوناو كورييغر) فاعتبرت أن تأييد برلين لعدم التصويت على هذه الإجراءات كأنها تؤيد الاستمرار في حدوث انبعاث ثاني أكسيد الكربون وذلك يعني حماية أقل للبيئة وحماية أقل للمستهلكين"، مشيرة إلى أن أهم هذه القيود المقترحة يكمن في تقليل منتجي السيارات من انبعاث الكربون إلى حدود 95 مليغراما في الكيلومتر الواحد بحلول سنة 2020. وفي المقابل، اعتبرت بعض التعليقات أن ألمانيا قامت بحملة من أجل عدم التصويت على هذه الإجراءات إثر دفعها فواتير عالية لحل الأزمة المالية بالاتحاد الأوروبي. وبخصوص أعمال الشغب التي شهدتها موسكو ضد الأجانب كتبت (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن "في موسكو، اندلع مرة أخرى الغضب الأعمى ضد الأجانب، ومطاردتهم في المراكز التجارية والأسواق حيث يتجمعون"، مبرزة ما خلفته هذه الأحداث من خسائر انتقاما من الأجانب على إثر مقتل شاب روسي طعنا على يد مهاجر، مذكرة في نفس الوقت بالأعمال المماثلة التي اندلعت من قبل بعد مقتل شاب روسي في مواجهات مع مجموعة من القوقاز، واستمرت أسابيع وأشهر حتى أن الصحافة المحلية وصفتها ب"المذبحة". أما صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) فكتبت أن "موسكو شهدت أعمال شغب وليلة عنف ضد كل من لا تبدو عليه الملامح الروسية، بما فيه الكفاية"، معتبرة أن الغضب والكراهية لهما علاقة بالخليط القابل للانفجار في روسيا حيث أن توغل كراهية الأجانب جاءت كنتاج للسياسات العامة في البلاد. ومن جانبها، كتبت (باديشن نويستن ناخغيشتن) أن "في روسيا لا توجد سياسة الاندماج"، موضحة أن ممثلي نظام بوتين "يعلقون بابتهاج على أن النموذج الغربي من التسامح والتعددية الثقافية والاندماج قد فشل"، بينما البلاد ما تزال تستقطب المزيد من المهاجرين، مع إذكاء الكراهية التي قد تجعل أعمال الشغب هذه تندلع في مجموع مناطق البلاد.