اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، بجملة من المواضيع أبرزها تطورات الوضع في كل من العراق وأكرانيا، وتراجع النمو في منطقة الأورو إلى جانب مجموعة من القضايا المحلية. ففي إسبانيا تركز اهتمام الصحف حول الأداء الاقتصادي لبلدان منطقة الأورو، وقرار نور المالكي التخلي عن منصبه كرئيس للوزراء في العراق والاعتراف بتعيين حيدر العبادي. وهكذا، أعربت صحيفة (إلباييس) عن الأسف لتراجع الاقتصادين الألماني والفرنسي، ما جعل الاقتصاد الأوروبي يعرف توقفا خلال الربع الثاني من السنة الجارية، مبرزة أن اقتصاد منطقة الأورو شهد ركودا عكس كل التوقعات. وأوضحت اليومية أن اقتصاد هذين البلدين، الذي يشكل محرك منطقة الأورو، تعطل خلال الربع الثاني من هذه السنة، إذ توقف معدل النمو بفرنسا، فيما انكمش النشاط الاقتصادي بنسبة 0,2 بالمائة في ألمانيا. من جهتها كتبت (إلموندو) أن الأداء الفرنسي لم يكن مفاجئا عكس التراجع الأكبر مما كان منتظرا 0,2 بالمائة في الناتج الداخلي الخام بألمانيا، أكبر اقتصادات منطقة الأورو، مشيرة إلى أن هذا التباطؤ يرجع بالأساس إلى "سلبية" مساهمة التجارة الخارجية وتراجع الاستثمار. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (أ بي سي) أنه على الرغم من الأرقام السلبية لمنطقة الأورو فإن إسبانيا تمكنت من رفع التحدي بتسجيلها نموا بنسبة 0,6 بالمائة بين شهري مارس ويونيو الماضيين بفضل الإصلاحات الهيكلية المختلفة التي قامت بها حكومة ماريانو راخوي. وتطرقت الصحف الإسبانية إلى القرار "الحكيم" الذي اتخذه نور المالكي بالتخلي عن منصب رئيس الوزراء العراقي ودعم خلفه حيدر العبادي الذي كلفه الرئيس العراقي بتشكيل حكومة جديدة في العراق. وفي ألمانيا واصلت اليوميات تعليقاتها على السجال الدائر حول مساهمة ألمانيا في حل الأزمة التي تشهدها العراق على اثر اجتياح تنظيم "الدولة الإسلامية" لشمال البلاد، خاصة بعد قرار الحكومة الاتحادية توريد معدات عسكرية لأكراد العراق. وأشارت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ)، بهذا الخصوص، إلى أن الحكومة الاتحادية ما تزال تبحث عن خط لوصول إمدادات الأسلحة للأكراد العراقيين، وفيما يرى وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير ضرورة إرسال هذه الآليات للمساعدة على مواجهة (داعش)، يرى وزير التنمية غيرد مولر أن ألمانيا ليست ملزمة بالقيام بذلك، تلاحظ الصحيفة. لكن بالموازاة، تضيف الصحيفة، فإن الجميع ممتن للولايات المتحدة التي وجهت ضرباتها للمتطرفين من أجل وقف جرائم القتل والطرد في حق اليزيديين والمسيحيين العراقيين. من جهتها، اعتبرت صحيفة (تاغبلات ستغاوبينغه)، في مساهمتها في النقاش حول المعدات العسكرية المقرر توريدها للمقاتلين الأكراد، أن هذه القضية "جديرة فعلا بالنقاش، مخافة أن تقع المعدات في الأيادي الخطأ مرة أخرى واستغلالها من أجل الانتقام"، لذلك تقول الصحيفة "وجب اختيار البدائل الممكنة. لأن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية سيكون بالتأكيد ضد الجميع وخاصة المصالح الغربية".. وأضافت الصحيفة أنه علاوة على ذلك فالأكراد العراقيين كانوا دائما حلفاء موالين للغرب. من جانبها، أعربت صحيفة (دي فيت) عن الأمل في أن تصل شحنات الأسلحة الألمانية إلى الأكراد المتضررين، مؤكدة أن هذه المبادرة ستكون لصالح سمعة برلين التي عليها، تقول الصحيفة، أن تكون هذه المرة "أكثر وضوحا من المعتاد" في موقفها. وكتبت صحيفة (راينبفالتز)، في تعليقها، أن تقدم الميليشيات المقاتلة في العراق أمر يحث الجميع على التفكير جديا في إيجاد حل حاسم، لأن المنطقة، تقول الصحيفة، أصبحت أكثر من أي وقت مضى شبيهة ب"برميل بارود" يثير القلق وقد تأتي تقارير أكثر فداحة من تلك التي تأتي من سورية وتفيد بمقتل أكثر من 100 ألف شخص.. ولاحظت الصحيفة أن هذا الرقم المهول من القتلى لم يثر النقاش في ألمانيا كما أثاره موضوع مساعدة الأكراد بالمعدات العسكرية. واعتبرت صحيفة (زودفيست- بريسه)، من جانبها، أن هناك خيارات كثيرة بالنسبة لحكومة برلين من أجل المساهمة في معالجة الأزمة العراقية وانخراطها بقوة في ذلك، دون اللجوء إلى الخيارات العسكرية، منها على سبيل المثال، تضيف الصحيفة، فتح باب ألمانيا للاجئين من العراق دون أي تحفظ أو تردد. وفي فرنسا، سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على تقرير اليونيسيف حول الساكنة الإفريقية، مبرزة التحديات التي ستواجه القارة السمراء في العقود المقبلة، إذ سيتركز بالقارة السمراء سنة 2050، أزيد من 40 في المائة من الولادات العالمية. وأضافت، نقلا عن معدي تقرير "إفريقيا .. جيل 2030"، أن القارة السمراء ستعيش "انتقالا ديمغرافيا كبيرا وسريعا وغير مسبوق"، مشيرة إلى أن التحديات الرئيسية التي سيولدها هذا النمو السريع تهم التنمية البشرية والتمدن والاستثمار في الخدمات الاجتماعية. وبخصوص الوضع الاقتصادي في فرنسا، ذكرت الصحيفة أن الأرقام التي عممها، أمس الخميس، المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية، أظهرت أن الاقتصاد الفرنسي سجل خلال الربع الثاني من 2014، مرة أخرى، نسبة نمو قدرها صفر بالمائة. وذكرت (لوموند) أن "الأمر يتعلق بركود للربع الثاني على التوالي، سيؤثر على نسبة النمو 1 في المائة المستهدفة في 2014 في إطار قانون المالية"، مشيرة إلى أن الحكومة "ستكون مضطرة لمراجعة توقعاتها" في هذا الصدد. وقال وزير المالية الفرنسي ميشيل سابين، في هذا السياق، في مقابلة مع الصحيفة، "إن التوقعات والافتراضات التي بني عليها قانون المالية برسم 2014 ستتم مراجعتها في قانون المالية القادم" الذي سيقدم في الخريف المقبل. وفي تركيا عادت الصحف مرة أخرى لمسلسل المصالحة الرامي لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني ووضع حد لعقود من الصراع في جنوب شرق البلاد. وكتبت (حرييت ديلي نيوز) و(الديلي صباح) أن هذه العملية تسير بخطى ثابتة، مضيفتين أن الحكومة تسعى لاستكمال خارطة الطريق بخصوص هذه المسلسل مع حلول شتنبر المقبل، وأنه تم، في هذا الصدد، عقد اجتماع بين السلطتين التنفيذية ووفد من الحزب الديمقراطي الشعبي، الموالي للأكراد، ومناقشات مع حزب العمال الكردستاني بهذا الخصوص. وحول الوضع في شمال العراق أشارت (حرييت ديلي نيوز) تحت عنوان "تركيا تضمد جراح ضحايا النزاع" إلى العدد المتزايد للاجئين الفارين من شمال العراق، واستقبال الأقليات المختلفة في مخيمات أقيمت بالعراق وداخل الأراضي التركية. من جهتها، ذكرت صحيفة (فاتان) أن العراق وسورية تواجهان "كارثة إنسانية"، إذ أن أزيد من 30 ألف شخص يواجهون خطر "إبادة جماعية محتملة"، ما يزيد الضغوط على أنقرة، مشيرة إلى أن أزيد من 200 ألف عراقي فروا إلى شمال العراق. وأشارت إلى أن الوكالة التركية لإدارة الكوارث والطوارئ فتحت أول معسكر لها في زاخو (شمال العراق) لاستقبال 5000 من اليزيديين، وأن القدرة الاستيعابية قد تزيد إلى 16 ألف شخص، إلى جانب مساعدة تركيا لعشرة آلاف من التركمان الجهاديين الفارين من (داعش). وتطرقت الصحف التركية، في سياق آخر، للحظر الروسي على واردات الغذاء من البلدان الغربية، مشيرة إلى أنه فرصة للمقاولات التركية لزيادة صادراتها إلى روسيا التي بلغت قيمتها في الأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية 7,09 مليار دولار. وفي بولونيا أوردت الصحف تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول المصالحة أمام مجلس الدوما (الغرفة السفلى بالبرلمان) بشبه جزيرة القرم بشأن النزاع في أوكرانيا، ورفض كييف السماح بدخول قافلة روسية محملة بمساعدات إنسانية لضحايا الصراع بأوكرانيا أراضيها. وكتبت (لاغازيت إلكتورال) أنه من السابق لأوانه اتخاذ قرار حول التصريحات المعتدلة لزعيم الكرملين بأن روسيا لا يمكنها أن تبقى بمعزل عن العالم، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها بوتين عن ذلك، لكنه ما يلبث أن يعود لنواياه إحياء روسيا العظمى. من جهتها أوردت (لاريسبوبليكا) النبرة التصالحية لبوتين الذي فاجأ قادة أوكرانيا الحذرين جدا، والذين يفضلون انتظار إجراءات ملموسة أخرى منه للحكم على موقفه الجديد، مبرزة، في الوقت ذاته، رفضهم دخول القافلة الإنسانية الروسية، التي ترى فيها كييف وعواصم غربية أخرى غطاء لتدخل روسي، التراب الأوكراني. وأضافت اليومية أن 23 ناقلة جنود مدرعة وشاحنات بنزين وعربات لوجستية، مرقمة بروسيا، عبرت ليلة أمس الحدود قرب مدينة دونيتسك الروسية، لكن قافلة المساعدات ما تزال عند الحدود في انتظار مزيد من المحادثات بين روسياوأوكرانيا تحت رعاية الصليب الأحمر الدولي. في إيطاليا اهتمت الصحف ب"تباطؤ" النمو في منطقة الأورو، لاسيما ألمانيا حيث الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنسبة 0,2 بالمائة في الربع الثاني من 2014. وكتبت (لاريبوبليكا) أن اقتصاد منطقة الأورو في صلب الخبر الدولي، بسبب تراجع نمو الناتج الداخلي الخام ببعض البلدان إلى الصفر.. وأضافت أن "إيطاليا عاودت الركود، فيما الإحصاءات التي نشرت بفرنساوألمانيا دون ما كان متوقعا"، مشيرة إلى أن السلطات الألمانية عزت هذا الانكماش ل"سوء الأحوال الجوية" لكن "الأكيد هو أن تراجع الطلب ببعض البلدان انعكس على صادرات أخرى"، وأن "تشخيص العوامل الكامنة وراء القدرة التنافسية كان خاطئا". من جهتها، اعتبرت (المساجيرو)، تحت عنوان "تباطؤ الناتج الداخلي الخام بألمانيا"، أن "منطقة الأورو في أزمة"، مشيرة إلى أن خبر "تراجع الناتج الداخلي الخام الألماني" انضاف إلى ركود النمو في فرنسا ودخول الاقتصاد الإيطالي مرحلة ركود خلال في الربع الثاني من السنة، وإلى استعداد البنك المركزي الأوروبي لاتخاذ جملة من "الإجراءات الاستثنائية". وبدورها كتبت (كورييري ديلا سيرا)، تحت عنوان "تباطؤ النمو بأوروبا"، أن البنك المركزي الأوروبي يعتبر أنه لن يكون هناك انتعاش دون إصلاحات هيكلية، مضيفة أن ماتيو رينزي، الذي ما فتئ يدعو إلى "قواعد أكثر مورنة" داخل الاتحاد الأوروبي، قال إنه لا توجد "حالة إيطالية"، ولكن "منطقة الأورو برمتها في أزمة". في هولندا واصلت الصحف اهتمامها بالوضع في العراقوأوكرانيا، إذ كتبت (دي فولكس كرانت) أن هولندا لا تستبعد المساهمة في تسليح الأكراد في مواجهتهم لتنظيم "الدولة الإسلامية" على غرار بلدان غربية أخرى، مشيرة إلى إشادة أوباما بالضربات الجوية الأمريكية التي ساعدت في كسر الحصار المفروض على الجبال حيث لجأ آلاف اليزيديين. من جهتها ذكرت صحيفة (إن إر سي) أن القوات الأمريكية تواصل إنزال المساعدات جوا، بالموازاة مع قصف أهداف "الدولة الإسلامية" المتقدمة. وبشأن تطورات الوضع في أوكرانيا، أشارت إلى استعادة الجيش الأوكراني للطريق الرابط بين معقل المتمردين لوغانسك والحدود الروسية، مبرزة أن هذا الطريق كان يفترض أن تسلكه القافلة الإنسانية الروسية. وتطرقت صحيفة (أ دي) لتصريح الرئيس بوتين خلال زيارته لشبه جزيرة القرم، حيث أبدى عزمه على بذل كل ما في جهده لوقف إراقة الدماء في أوكرانيا، ونقلت عنه قوله إن روسيا لا يمكنها أن تبقى بمعزل عن بقية العالم، مشيرة إلى أن العلاقات بين موسكو والاتحاد الأوروبي لا تزال متوترة بسبب أوكرانيا. داخليا تطرقت اليوميات الهولندية لقرار عمدة لاهاي حظر جميع التظاهرات بأحد أحياء المدينة بعد اضطرابات الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى إمكانية تنظيم استشارة وطنية حول تقليد "زوات بييت"، وهي شخصية تعود للقرون الوسطى، ومثيرة للجدل لما لها من إيحاءات ودلالات عنصرية. في السويد تركز اهتمام الصحف حول الوضع بالعراق، إذ كتبت (داغينس نيهيتر) أن الآلاف من اللاجئين اليزيديين وصلوا إلى كردستان العراق فارين من مقاتلي "الدولة الإسلامية"، مضيفة أن التدخل الأمريكي العسكري والإنساني كان حاسما في تمكين هذه الأقلية من الهروب من إبادة جماعية. من جانبها أوضحت (سفينسكا داجبلاديت) أن القوات الأمريكية نجحت في كسر الحصار الذي فرضه مقاتلو (داعش) على اليزيديين بجبال سنجار، مشيرة إلى أن متحدثا باسم تنسيقية الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أكد أن الأزمة لم تنته بعد وأن آلاف اليزيديين لم يصلوا بعد إلى مكان آمن، وأنهم بحاجة إلى المساعدة. كما عادت اليومية إلى قرار نوري المالكي التنحي لصالح حيدر العبادي، مشيرة إلى أن البيت الأبيض رحب بهذا القرار واعتبر أن العراقيين "خطوا خطوة جديدة نحو توحيد بلادهم"، وكذا إلى أن ترحيب الأمين العام للأمم المتحدة بهذا القرار، ودعوته إلى تشكيل حكومة وحدة في العراق بأسرع وقت. أما (افتونبلاديت) فاعتبرت أن السويد إذا ما صدرت أسلحة إلى أكراد العراق فستنتهك المبادئ التي تحكم بيع الأسلحة السويدية، ومنها عدم تصدير هذا البلد للأسلحة إلى بؤر النزاع، مشددة على أنه يتعين على السويد الالتزام بهذا المبدأ، لأن تصدير الأسلحة إلى مناطق الصراع سيقوض التوصل إلى حل بهذه المناطق.