واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتمامها بتطورات الوضع في كل من غزة وأوكرانيا وبجملة من القضايا الإقليمية والمحلية. ففي إسبانيا، عادت الصحف لمتابعة تطور الوضع السياسي في كاطالونيا على بعد ثلاثة أشهر من الاستفتاء حول تقرير المصير الذي دعا إليه الرئيس الكاطالوني، أرتور ماس، خاصة بعد فضيحة التهرب الضريبي المتورط فيها جوردي بويول، العراب السياسي لكاطالونيا. وهكذا كتبت صحيفة (إلموندو) أنه بعد أشهر من المواجهة وتصعيد التوتر، اعترفت حكومة كاطالونيا أنه لا يمكنها إجراء الاستفتاء دون موافقة المحكمة الدستورية، مشيرة إلى تصريحات المستشار الكاطالوني (وزير إقليمي) المكلف بالتراب، سانتي فيل، الذي قال إن "عصيان أي حكم قضائي ضد الاستفتاء لن يكون له مصلحة سياسية". وفي السياق ذاته، أوردت (لا راثون) استطلاعا أشار إلى تراجع عدد المدافعين عن الاستفتاء بكاطالونيا، مبرزة أن نسبة الذين يعارضونه زاد ب5 في المائة منذ دجنبر الماضي ليبلغ 43,7 في المائة مقابل 39,7 في المائة في دجنبر الماضي مع الاستفتاء. وعزت اليومية هذا التراجع، بحسب الاستطلاع، إلى الفضيحة المالية المتورط فيها جوردي بويول الذي اعترف بإخفاء مبالغ مالية في ملاذات ضريبية لمدة 34 سنة. وعلاقة بالموضوع ذاته، كتبت صحيفة (إلبايس) أن بويول أعرب، أمس الخميس، عن استعداده للمثول أمام المحكمة للرد على اتهامه بالتهرب الضريبي. وفي ألمانيا، تناولت الصحف مواضيع أبرزها استهداف ما يسمى ب"تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق" (داعش) للأقليات العرقية في العراق خاصة المسيحيين والإيزيديين وتداعيات هجومها على المنطقة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (دي فيلت)، في تعليقها، "يبدو أن العراق يواجه هجمة شرسة من قبل (داعش)"، مشيرة إلى أن هذا التنظيم الإسلامي المتطرف تقدم في مناطق بالعراق حيث "نسف ودمر كل معالم الازدهار"، و"قام بتصرفات عفا عنها الزمن، وتجاوزت بكثير ما قام به التنظيم الإرهابي للقاعدة في السابق". وقالت الصحيفة إن (داعش) "خلقت عالما جديدا من الخوف والرعب، لا ألوان فيه، ولا موسيقى، ولا حتى ديانات أخرى"، وإنه يتعين على الغرب تقديم كافة المساعدات الضرورية لمواجهة التنظيم والقضاء عليه في أسرع وقت ممكن تفاديا للعواقب الوخيمة التي ستطال الجميع. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (دي تاغستسايتونغ) أن "الهجوم الأخير الوحشي لداعش على المسيحيين والإيزيديين، الأقلية الدينية في العراق، ليست لأسباب إيديولوجية بحتة بل هي جزء من إستراتيجيتها العسكرية والسياسية للقضاء على أقوى المعارضين في المنطقة". وفي السياق ذاته، تساءلت الصحيفة عما ستقوم به في الوقت الحالي الولاياتالمتحدة لأكراد العراق أمام هجمة "تنظيم الدولة الإسلامية" وهي التي وفرت لهم على مدى عقدين الحماية، بينما تعرض فرنسا تقديم المساعدة واستقبال المسيحيين الفارين، ملاحظة أن ألمانيا لم تخطط بعد لأمر من هذا القبيل. وفي هذا الصدد، أكدت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ) أن تقديم اللجوء للنازحين المسيحيين حل غير كافي وأن "المجتمع الدولي ينتظره عمل طويل، لوقف الحريق المشتعل في العراق حيث (داعش) تزداد قوة وشراسة بعد أن كان يعتقد في البداية أن سعيها هو إسقاط النظام السوري"، معتبرة أن ما يقع اليوم في المنطقة هو نتيجة لهذا الخطأ الكبير في التقدير. وفي روسيا، ركزت الصحف موضوع العقوبات الجوابية التي فرضتها موسكو أمس على الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا والنرويج، ردا على العقوبات التي فرضها الغرب على شركات وأفراد من روسيا الاتحادية. وذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن ممثلي المنتجين الوطنيين يؤكدون الاستعداد لتعويض المنتجات التي منع استيرادها. ونقلت الصحيفة عن رئيس رابطة المستوردين والمنتجين للمواد الغذائية، مكسيم بروتاسوف، قوله "يستطيع القطاع الزراعي الوطني بسهولة تعويض الكثير من المنتجات التي منع استيرادها، ويمكن استيراد الباقي من الدول الأخرى". أما رئيس الوكالة الفيدرالية لصيد الأسماك، إيليا شيستاكوف، فقال للصحيفة "لا يوجد أي شك في أننا سنتمكن من تعويض السوق، نحن نصدر أكثر مما نستورد بكثير". وقالت صحيفة (كوميرسانت) إن الوكالة الفيدرالية الروسية لحماية حقوق المستهلك ورفاه المواطن "روس سيلخوز نادزور" سمحت لثلاثين شركة جديدة من البرازيل ودول أمريكا اللاتينية الأخرى بتصدير لحوم المواشي والدواجن إلى روسيا. وقال رئيس رابطة اللحوم الوطنية الروسية، سيرغي يوشين، للصحيفة "بالإضافة لدول مجموعة بريكس، الحديث يدور عن استيراد هذه المنتجات من الأرجنتين والاكوادور وتشيلي وباراغواي". وأعرب رئيس اتحاد الحليب الروسي عن ثقته بقدرة المنتجين من بيلاروس تلبية حاجات السوق الروسية على المدى القصير. وفي نفس السياق، نقلت صحيفة (اربي كا ديلي) عن مصدر حكومي مطلع عدم استبعاد توسيع قائمة المنتجات الممنوع دخولها إلى روسيا، مشيرا إلى أن قطاعات إنتاجية روسية تطالب الحكومة بحظر استيراد زيت النخيل والدهون النباتية المعدلة وراثيا والإضافات الغذائية ومحسنات النكهة. وفي بلجيكا أيضا اهتمت الصحف بعواقب الرد الروسي على العقوبات الاقتصادية الغربية التي تستهدف موسكو، وكتبت (لوسوار)، تحت عنوان "الحرب الباردة التجارية"، أن الاتحاد الأوروبي بعد الحظر الروسي ينكب على دراسة تأثير هذا القرار وإحصاء الخسائر المحتملة التي قد تصل إلى 5,2 مليار أورو، مشيرة إلى أن رد موسكو لن يغير رأي الغرب الذي قرر اتخاذ مزيد من العقوبات ضد اقتصادها، في حال تمادت في تدخلها شرق أوكرانيا، ما قد يزيد من عزلتها دوليا. ولاحظت (لا ليبر بلجيك) أن تشديد العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا لم يكن لها التأثير المطلوب، وأنه ما من شيء في الوقت الراهن يشير إلى استعداد الكرملين وقف حملته الرامية إلى زعزعة استقرار شرق أوكرانيا. أما (لاديرنيير أور) فاعتبرت، في مقال بعنوان "الحظر الروسي، قطاع الصناعات الغذائية يرتعش"، أن عقوبات موسكو ضربة حقيقية لقطاع الفواكه البلجيكي، خاصة وأن نصف منتوجها من الفواكه ذات النواة يصدر إلى روسيا. وفي بولندا، تحدثت (لاغازيت إليكتورال)، في سياق متصل، عن استئناف القتال في دونيتسك بين جنود كييف والمتمردين الموالين لروسيا، محذرة من عواقب التصعيد في ظل مضاعفة روسيا لمناوراتها العسكرية على الحدود مع أوكرانيا واحتمال احتلالها للمنطقة، وهو ما دفع، بحسب الصحيفة، حلف شمال الأطلسي إلى تحذير موسكو من مغبة التدخل العسكري في أوكرانيا، خاصة بعد حشدها لما يقرب من 20 ألف جندي على الحدود بين البلدين. واعتبرت الصحيفة أن تحشيدا من هذا القبيل لم يكن "ليكون صدفة وإنما يشير إلى نوايا زعيم الكرملين"، مسجلة أن الناتو أعرب، في مواجهة هذا التهديد، عن استعداده لزيادة مساعداته لأوكرانيا. ومن جانبها، تساءلت صحيفة (لاريبوبليكا) عما إذا كان بمقدور موسكو الصمود طويلا أمام العقوبات الأوروبية، وما قد يترتب عن الحظر المفروض على المنتجات الغذائية الأوروبية من نتائج عكسية، على المدى الطويل، على المستهلك الروسي. وفي سويسرا، تركز اهتمام الصحف، أيضا، على العلاقات بين روسيا والغرب في ضوء تطورات الوضع بأوكرانيا، إذ كتبت صحيفة (لوتون)، تحت عنوان "حلف شمال الأطلسي يعيد تنظيم نفسه ضد موسكو"، أن الأزمة الأوكرانية أحيت شبح الحرب الباردة، وهو "معطى سيسمح لحلف الأطلسي باستعادة دوره بعد 25 سنة من سقوط الاتحاد السوفياتي". ومن جهتها، أوردت صحيفة (لا تريبيون دي جنيف) تحذير حلف شمال الأطلسي لروسيا لردعها عن أي تدخل شرق أوكرانيا تحت ذريعة حفظ السلام، مضيفة أن هذا التحذير مرده قلق الناتو من الوجود العسكري المتزايد لموسكو على الحدود مع أوكرانيا. ولاحظت صحيفة (24 أور) أن شبح التدخل المباشر للجيش الروسي شرق أوكرانيا يلوح في الأفق، في الوقت الذي تشدد فيه القوات الأوكرانية الخناق على دونيتسك بهدف وقف التزود بالوقود من روسيا. وفي السويد كتبت صحيفة (داغينس نيهيتر)، تحت عنوان "جبهة موحدة ضد بوتين"، أن قرار روسيا تعليق استيراد المنتجات الزراعية من دول الاتحاد الأوروبي، لن يكون له أثر كبير على غالبية البلدان المعنية، وأنه يتعين على الاتحاد الأوروبي، في إطار التضامن، تعويض البلدان المتضررة. وأضافت أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أيضا تبني سياسة مشتركة في مجال الطاقة، لاسيما في ما يتعلق بإمدادات الغاز، مشيرة إلى أن استهداف روسيا لجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة يمثل تهديدا لجميع بلدان الاتحاد الأوروبي. ومن جانبها، اعتبرت (سفينسكا داجبلاديت) أن روسيا ستخسر كل شيء في حربها التجارية مع الغرب، وأن حكومات الاتحاد الأوروبي أكثر عزما، من أي وقت مضى، على معاقبة روسيا، رغم الثمن الغالي، مشيرة إلى أن تشديد الغرب للعقوبات سيكون له أثر على الاقتصاد الروسي، الذي بدأ فعلا في الضعف وارتفاع معدلات التضخم وأسعار مختلف المواد. وتوقفت (افتونبلاديت) عند الأضرار التي ستصيب اقتصاد النرويج جراء الحظر الروسي خاصة وأن روسيا تستقبل 70 في المائة من صادراتها المتمثلة، أساسا في الأسماك والمنتجات البحرية. وفي هولندا، توقفت (دي فولكس كرانت) أيضا عند قلق المهنيين الزراعيين من العواقب الوخيمة للحظر الروسي على الشركات الهولندية العاملة في مجال المنتجات الطرية، مشيرة إلى أن عددا منهم قرروا تعليق صادراتهم خشية أن تبقى عالقة في الحدود بين بولندا وروسيا. ونقلت (إن إر سي) عن اقتصاديين أن هذا الوضع سيقود إلى إغراق السوق الأوروبية وانخفاض حاد في الأسعار بسبب وفرة السلع، ما يتعين معه البحث عن أسواق بديلة. وتوقعت صحيفة (فيناسيال داجبلاد) أن تتعرض شركة الطيران الهولندية (ك إن إم) بدورها للخسارة لاضطرارها، في حال قررت موسكو إغلاق مجالها الجوي في وجه الشركات الأوروبية، إلى القيام برحلات طويلة إلى آسيا ما يعني مزيدا من الإنفاق. الأمر الذي دفع صحيفة (أ دي) إلى التأكيد على ضرورة تدخل الحكومة لمساعدة المقاولات الأكثر تضررا من الحظر. وفي إيطاليا، تأثر الاتفاق الوشيك، الذي سيمهد الطريق أمام شركة الطيران الإماراتية للحصول على 49 في المائة من رأسمال "أليطاليا"، باهتمام الصحف التي أشارت إلى الفوضى التي يعرفها مطار روما "فيوميتشينو" بعد تقديم عدد كبير من المستخدمين لشهادات طبية احتجاجا على الاتفاق بين الشريكتين. فتحت عنوان "أليطاليا مهددة بالشلل في فيوميتشينو"، كتبت (كورييري ديلا سيرا) أنه في اليوم نفسه الذي تستعد فيه شركتا الطيران الإماراتية والإيطالية لترسيم الاتفاق الذي يمهد لدخول الشركة العربية لرأسمال "أليطاليا"، قدم المستخدمون، لاسيما بفيوميتشينو، شهادات طبية احتجاجا على هذا الأمر. وتحت عنوان "احتجاج جماعي"، لاحظت (لا ريبوبليكا) إلى أن الحكومة مستعدة "للتحرك بحزم ضد الغائبين الذين تقدموا بشهادات طبية"، مشيرة إلى أن احتجاج الموظفين جاء في أوج عطلة الصيف مما سيكون له تأثير سلبي على السياحة. وكشفت (المساجيرو)، التي أكدت أن هذا الاحتجاج جاء بعد إضراب لنفس العاملين أعاق تدفق حركة الركاب بالمطار، أن رئاسة "الشركة الجديدة" سيعهد بها لرجل الأعمال الإيطالي لوكا كورديرو دي مونتيزيمولو. وفي فرنسا، عادت الصحف إلى القضية الكمبودية، إذ كتبت صحيفة (لوموند) عن الحكم التاريخي الصادر عن المحكمة الدولية المكلفة بمحاكمة بنوم بنه (كمبوديا) بجرائم الخمير الحمر المصنفة ضد الإنسانية. أما (لوفيغارو) فعادت إلى تناول موضوع تقدم مقاتلي "الدولة الإسلامية" التي تستمر في الاستيلاء على أراض شمال العراق، لاسيما بلدة قرقوش وتهديدها لكردستان العراق، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي كان "الجميع يتوقع هجوما على بغداد، وجه الجهاديون قواتهم ضد كردستان".