ركزت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الأربعاء اهتمامها على عدد من المواضيع كان أبرزها رد فعل الحكومة التركية على الانتقادات التي وجهها لها الرئيس الألماني في أنقرة، وبهزيمة باين ميونيخ أمام ريال مدريد ،ومصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية على برنامج الميزانية، والوضع في أوكرانيا وأزمة الرهائن وغيرها من المواضيع. ففي ألمانيا اهتمت الصحف برد فعل الحكومة التركية الغاضب على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الألماني يواكيم غاوك في أنقرة والذي انتقد فيه سلطاتها وحثها على ضرورة احترام قيم الديمقراطية ، فكتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) بهذا الخصوص أن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس غاوك إلى تركيا حيث انتقد بشكل مباشر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وأمام الطلبة ، لذلك ، تقول الصحيفة ، ليس من المستغرب أن يكون رد فعله شديدا ورافضا لكلام الرئيس خاصة وأن أنقرة وبرلين تجمعها علاقات وثيقة وطويلة مافتئت تنمو في العقود الأخيرة. أما (فانكفورتر أليغماينه) فأشارت إلى أن أردوغان واجه في الآونة الأخيرة محنا كثيرة سواء في الداخل أو في الخارج من خلال المعارضين خاصة الذين يعيشون في المنفى وعلى رأسهم فتح الله غولين الذي يعتبره أردوغان العدو رقم واحد للدولة، ولم ينجح في حث الولاياتالمتحدة على تسليمه لسلطات أنقرة، واليوم ، تضيف الصحيفة، يواجه أردوغان انتقادات لاذعة من الرئيس الاتحادي الألماني. من جانبها أبرزت (تاغسشبيغل) أن أردوغان بعد هذه الانتقادات التي تلقاها في عقر داره حول انتهاكات حقوق الانسان وقيم الديمقراطية وحرية الصحافة ، كان رد فعله رافضا بشدة هذه الانتقادات واعتبر ذلك تدخلا في شؤون بلاده ، واتهم الرئيس الألماني بأنه صرح بكلام "في غير محله". من جانبها اعتبرت (تسايت أولاين) أن زيارة غاوك إلى تركيا لم تكن موفقة بعد الانتقادات الحادة وبشكل غير معتاد التي أدلى بها الرئيس معتبرة أن كلماته كانت على وشك أن تتسبب في التصعيد بجامعة أنقرة لذلك ، ترى الصحيفة ، كان لا بد من اعتماد القليل من الدبلوماسية في مثل هذه المواقف. وفي إسبانيا ركزت الصحف الصادرة اليوم على موضوع انتصار فريق ريال مدريد على بايرن ميونيخ الألماني بحصة 0-4 وتأهل فريق العاصمة الاسبانية لنهائي دوري أبطال أوروبا. وكتبت صحيفة (الباييس) أن فريق ريال مدريد سيحاول انتزاع كأس أوروبا العاشرة مشيرة إلى أن النادي الملكي بقيادة المدرب كارلو انشيلوتي أعطى درسا في كرة القدم للفريق الألماني في عقر داره. وأضافت الصحيفة أن التزام اللاعبين بخطة اللعب التي اختارها مدرب الفريق مكن من تجاوز إلى حد كبير المنتخب الألماني الذي تلقى أسوأ هزيمة في تاريخه في هذه المنافسة الأوروبية. وكتبت صحيفة (لاراثون) على صدر صفحتها الأولى " ريال مدريد يذل بايرن ميونيخ " ، مضيفة أن فريق العاصمة الاسبانية سيلعب النهائي الثالث عشر في تاريخه، وأنه سيحاول تحطيم الرقم القياسي بفوزه بالكأس العاشرة بلشبونة في 24 مايو المقبل. وفي بريطانيا واصلت الصحف تركيزها على أحدث تطورات الوضع في شرق أوكرانيا حيث يزيد التوتر بين الانفصاليين الموالين لروسيا وسلطات كييف، فأشارت صحيفة (الغارديان) إلى أن المتمردين الموالين لموسكو احتلوا الإدارة الإقليمية في لوغانتسك شرق أوكرانيا حيث اقتحم المتظاهرون مبنى المحافظة، والمحكمة ومركزا للشرطة. وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن سلطات كييف بدأت تفقد السيطرة على المنطقة الشرقية للبلاد، مذكرة بالاشتباكات العنيفة والدموية التي وقعت أمس في دونيتسك بين أنصار كييف والمواليين لروسيا. أما بالنسبة ل(ديلي تلغراف)، فسلطت الضوء على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قال إنه يتوفر على أدلة على تورط مباشر من موسكو في تمرد الموالين لروسيا والاضطرابات التي هزت شرق أوكرانيا. لذلك تضيف الصحيفة، قررت الولاياتالمتحدة ،فجأة، فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، استهدفت بالخصوص 17 شركة سبعة مسؤولين المقربين من محيط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفة أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، قررت أيضا إضافة خمسة أسماء لمسؤولين روس وأوكرانيين موالين لروسيا إلى قائمة الأشخاص الخاضعين لعقوبات. وفي بولندا تناولت الصحف الجهود التي تبذلها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أجل الإفراج عن سبعة من المراقبين العسكريين التابعين لها والذين يحتجزون كرهائن في شرق أوكرانيا، فكتبت صحيفة (لاغازيت جوريديك) أن الرهائن التابعين لمنظمة الأمن والتعاون الذين تحتجزهم مجموعة موالية لروسيا في شرق أوكرانيا من الممكن الإفراج عنهم في الأيام القليلة القادمة بعد عبارة مشجعة قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد أن المراقبين السبعة سيتم قريبا الإفراج عنهم. وبعد أن ذكرت الصحيفة، بأن من بين المراقبين العسكريين المحتجزين رهينة بولندي، أبرزت أن قائد الانفصاليين تخلى عن مطلبه بتبادل الرهائن بأسرى تابعين لهم من الذين اعتقلتهم السلطات الأوكرانية. أما صحيفة (بولسكا) فترى أن بوتين وضع هذه القضية على عاتق قادة أوكرانيا الذين دعوا منظمة الأمن والتعاون لمراقبة أجزاء من البلاد حيث ليست لديهم أي سلطة. وفي السويد، ركزت الصحف على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد عدد من المسؤولين الأوكرانيين والروس، ورد فعل موسكو على هذه العقوبات والتطورات في جنوبأوكرانيا الشرقية. وهكذا كتبت صحيفة (داغينس نيهيتر) أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على عدد كبير من الرموز الروسية ، من بينهم نائب رئيس الوزراء دميتري كوزاك نيكولايفيتش ، مضيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمقابل أعلن أن شروط التعاون مع الشركات الغربية في مجال الطاقة سوف تتغير. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي قرر أيضا تجميد الأصول وحظر السفر على أراضيه على نائب رئيس مجلس الدوما الروسي ، لودميلا إيفانوفا وعدد من كبار المسؤولين الروس والأوكرانيين مؤكدة أن سوق الأوراق المالية في روسيا قد خسرت 0.5 نقطة مائوية يوم الثلاثاء في حين انخفضت قيمة الروبل. من جانبها كتبت صحيفة (سفينسكا داغبلادت) أنه على الرغم من تشديد العقوبات من جانب الغرب ضد روسيا ، فإن موقف الانفصاليين المواليين لم يضعف ولم يتراجعوا ، لأن البعض منهم قد اخذ زمام الأمور في عدة أجزاء من شرق أوكرانيا، مضيفة أن السلطات الأوكرانية لا يبدو أن لديها الوسائل لوقف زحفها. أما في فرنسا فقد اهتمت الصحف بإقرار الجمعية الوطنية لبرنامج الاستقرار الذي قدمته الحكومة الفرنسية، وبملف مجموعة (ألستوم) التي يرغب في اقتناء بعض قطاعاتها كل من العملاقين الأمريكي (جينرال إليكتريك) والألماني ( سيمنس). وبخصوص الموضوع الأول كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن رئيس الوزراء مانويل فالس حاول حتى آخر لحظة اقناع الاغلبية على الالتفاف حول برنامج توفير خمسين مليار أورو لكن واحدا وأربعين نائبا من عائلته السياسية امتنعوا عن التصويت. وأضافت الصحيفة أن أقل ما يقال إن النتائج لم تكن في مستوى الجهد الذي بذله رئيس الوزراء الذي ظل يتفاخر الثلاثاء أمام النواب بحوار مثمر مع الأغلبية مشيرة إلى أن برنامج الاستقرار تم تبنيه بأغلبية ضعيفة ،265 صوتا مقابل 232 وامتناع 67 . من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) من ناحية أخرى أن الدولة لجأت الى السلطة المكلفة بالصفقات المالية من أجل ضمان المساواة التامة بين العملاقين الأمريكي (جينرال إليكتريك) والألماني (سيمنس) الذين يرغبان في اقتناء بعض قطاعات المجموعة الفرنسية للطاقة والنقل السككي (ألستوم). أما صحيفة (لاكروا) فلاحظت من جانبها أن أحد الجوانب البارزة في قضية (ألستوم) يكمن في أن مسؤولي المجموعة الفرنسية ومجموعة (جينرال إليكتريك) ذهبوا بعيدا في مفاوضاتهم دون الاستشارة مع السلطة العمومية. وفي سويسرا فقد اهتمت الصحف أيضا بمصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية على برنامج ميزانية الاستقرار التي اعتبرتها أول "تجربة ناجحة " لرئيس الوزراء مانويل فالس. وتحت عنوان " أغلبية صغيرة وراء فالس " لاحظت صحيفة (لوطون) أن الدعم الذي تلقاه رئيس الحكومة الفرنسي الجديد ضعيف نسبيا داخل معسكره الحزبي مشيرة إلى أن مجموعة من النواب يرفضون التوجهات الاشتراكية الديمقراطية لفالس فعبروا من جديد عن رفضهم لسياسية الادخار والتقشف. وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن الساعات العصيبة التي سبقت التصويت والتهديد بحل الجمعية في حال رفض المشروع المالي ، مكنت رئيس الوزراء من تحقيق الفوز. أما صحيفة (تريبيون دو جنيف) فكتبت أن فالس مر في هذا التصويت بنجاح لكن بنوع من المعاناة لأن التصويت كان بمثابة أول اختبار سياسي رئيسي له. وأضافت الصحيفة تحت عنوان (فالس يوفر الشرعية إلى 60 مليار دولار) أنه كان على فالس تقديم تنازلات بشأن خططه الأولى والوعد بعدم المس بمعاشات أقل من 1200 أورو . وفي بلجيكا ، ركزت الصحف في تعليقاتها على الحملة الانتخابية للاستحقاقات المزمع إجراؤها يوم 25 مايو المقبل، وخاصة بعدما تردد رفض الليبراليين ( حركة الإصلاح ) الدخول في تحالف مع القوميين الفلامانيين (التحالف الفلامني الجديد) . وكتبت صحيفة (لاليبر بلجيك) في تعليقها أن "الحمقى فقط هم الذين لا يغيرون رأيهم" ، مبرزة أن ما صرح به ديدييه رايندرز الذي يعد واحدا من أهم قادة (حركة الإصلاح) مهم لأنه يحرم (التحالف الفلامانيين الجديد) من أي تحالف فرانكفوني محتمل. واعتبر صاحب المقال أن الأمر لا يتعلق بإنكار الديمقراطية الفلامانية لأنه إذا أراد الفلمنيون سياسية يمين وسط ، فإنهم سيفضلون الحزب الاتحادي الفلاماني ، وإذا أراد الناخبون الفلامانيون بأي ثمن المشاركة في السلطة الاتحادية ، ، يضيف صاحب المقال، سيضطرون إلى التخلي عن أجندتهم الانفصالية، والأفكار الشعبوية القومية. وأشارت صحف أخرى مثل (إيكو) و(نييوسبلاد) من جانبها إلى أنه إذا كان الفرانكفونيين قد اتفقوا في النهاية على (التحالف الفلاماني الجديد) سيكون من الضروري الحديث عن أمور أخرى ولمناقشة موضوع لا نعيره الاهتمام وهو المحتوى. وفي إيطاليا ، ركزت الصحف تعليقاتها على الشروط التي حددتها شركة (الاتحاد للطيران) في صفقة شراء أسهم في الشركة الإيطالية (اليطاليا للطيران). وتحت عنوان '' أليطاليا ، آخر فرصة من الاتحاد للطيران" أبرزت صحيفة (المساجيرو) أن الشركة الإماراتية أرسلت الثلاثاء لنظيرتها الإيطالية ''رسالة قوية ، ومفصلة وتتضمن عدة شروط من أجل مواصلة المفاوضات ''من أجل شراء 49.9 في المائة من حصة اليطاليا . ووفقا للصحيفة، فإن النقاط الرئيسية العالقة تتعلق بتقليص وإعادة هيكلة ديون شركة اليطاليا مضيفة أن شركة (الاتحاد للطيران) تطالب بتسريح ما لا يقل عن 3000 عامل وإدخال تغيرات في رحلات الطيران وإعادة هيكلة ديون الشركة الإيطالية بنسبة 50 في المائة. وقالت الصحيفة أن الحكومة الإيطالية رحبت بالاقتراحات الإيجابية التي تقدم بها مديرو الشركة الإماراتية معتبرة أنها "دعوة إلى استئناف المفاوضات وخطوة إلى الأمام '' . أما صحيفة ( لا ريبوبليكا) ، فاستحضرت من جانبها "المفاوضات الطويلة والشاقة" بين الشركتين الإيطالية والإماراتية ، مشيرة إلى أن شركة (الاتحاد للطيران) طلبت في الرسالة التي بعثت بها إلى المسؤولين ب(اليطاليا) الحصول على "أجوبة دقيقة وفترة زمنية محددة لمواصلة المفاوضات".. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل عقد لقاء بين رئيسي الشركتين في الأيام القليلة المقبلة.