المكان: خلف جدار إعدادية ابن الأثير بجماعة عين السبع بالدارالبيضاء الزمان: ظهيرة يوم الجمعة 31 أكتوبر مسرح الجريمة: كيس كبير داخله جثة امرأة شابة عارية، بتقاسيم تغلب عليها آثار العنف الشديد. هذه العناوين الرئيسة لجريمة قتل استفاق على إثرها ساكنة عين السبع بالحي المحمدي بالدارالبيضاء، يوم أمس، لكنها ليست ككل جرائم القتل الأخرى، فالمرأة القتيلة لم يتعرف عليها سكان المنطقة، كما أن طريقة الإجهاز عليها أثارت الكثير من الأسئلة المحيرة لدى الجميع. أحد العاملين في النفايات، "ميخالي" أو "البُوعار"، كان وراء اكتشاف الجثة التي كانت داخل كيس كبير يُستعمل عادة في السلع المهربة من شمال البلاد، حيث كان مرميا خلف حائط المؤسسة التعليمية "ابن الأثير" في عين السبع. ويقول كريم الكلايبي، رئيس كونفدرالية جمعيات عين السبع، في اتصال مع هسبريس، إن "الميخالي" اعتقد أول مرة أن رزقا واسعا لقوت يومه ينتظره في الكيس البلاستيكي المرمي في ساحة الخلاء خلف المدرسة، غير أن مفاجأته كانت كبيرة عندما قام بفتح الكيس، وطالعته الرائحة النتنة. وأردف الناشط الجمعوي، الذي عاين جثة المرأة القتيلة، بأن القتيلة كانت امرأة شابة يقارب عمرها 36 عاما، وكانت مقيدة اليدين، غير أن المثير في جثة الضحية الشابة أن ملامح وجهها لا تكاد تُعرف بسبب آثار الضرب والعنف الذي يبدو أنها تعرضت له قبل الإجهاز عليها. وأكد الكلايبي أن "لا أحد من ساكنة "دار الأمان" استطاع التعرف على جثة القتيلة، فيما لجأت الشرطة العلمية، التي سارعت للحضور في عين المكان، إلى خدمات مركز الطب الشرعي "الرحمة"، من أجل تشريح الجثة والوقوف على مؤشرات قد تفيد سير التحقيق لمعرفة خلفيات الجريمة "الغامضة". وإلى حدود كتابة هذه السطور، لم يتم التعرف على هوية القتيلة، ولا على الجاني أو الجناة الذين أقدموا على هذه الجريمة البشعة، فيما انهمكت مصالح الأمن والشرطة القضائية في البحث عن العديد من المسارات التي تؤدي بهم إلى تجلية الغموض عن جريمة القتل هذه. وتُعزى صعوبة التعرف على هوية المرأة القتيلة إلى ملامحها التي بالكاد يمكن التمييز بينها، من جراء تهشيم وجهها وجمجمتها عن طريق العنف الشديد، غير أن بصمات الضحية ستكون مفتاحا لسبر أغوار هذه الجريمة التي هزت ساكنة الدارالبيضاء من جديد.