لم تقتصر معركة الرئيس البوليفي إيفو موراليس مع معارضيه على ميدان السياسة والحكم فحسب، بل امتدت يوم أمس الاثنين إلى ملاعب كرة القدم حيث قرر الرئيس أن يثأر لنفسه بنفسه من خصومه عندما سارع لركل أحد اللاعبين في الفريق المنافس بركبته على خصيتيه فأسقطه أرضا. أُقيمت المباراة بمناسبة افتتاح ملعب جديد لكرة القدم في مدينة لاباز، العاصمة السياسية للبلاد، يوم الأحد الماضي. التقطت كاميرات التلفزيون المشهد، إذ ضُبط الرئيس متلبسا، وسري نبأ الاعتداء كالنار في الهشيم وتناقلت محطات التلفزة والمواقع الإلكترونية لقطات الفيديو التي تسببت بإحراج كبير وانتقادات للرئيس المولع بلعبة كرة القدم. وبدأت الحكاية بتعرض موراليس للإصابة خلال مباراة "ودية" مشحونة بين فريق رئاسي يقوده وآخر تابع للمعارضة يقوده رئيس بلدية العاصمة السياسية للبلاد لاباز، لويس ريفيللا وهو حليف سابق لموراليس تحول في وقت سابق إلى المعارضة. أُقيمت المباراة بمناسبة افتتاح ملعب جديد لكرة القدم في مدينة لاباز، العاصمة السياسية للبلاد، يوم الأحد الماضي.. وبعد خمس دقائق فقط على انطلاق المباراة، تلقى الرئيس موراليس ركلة عنيفة من المدافع الخصم دانيال غوستافو كارتاخينا، عضو حزب "الحركة بدون خوف" المعارض لحزب "الحركة نحو الاشتراكية" بزعامة موراليس. وشعر الرئيس على أثر الركلة بالانزعاج ورفض الإهانة، فسارع مباشرة إلى كارتاخينا موجها إليه ركلة عنيفة بركبته على خصيتيه أسقطه على أثرها أرضا.. ورغم إصابته، تابع موراليس اللعب، بعد تلقيه العلاج من قبل الفريق الطبي المرافق، وسجل أحد أهداف فريقه الأربعة في شباك الفريق الخصم. وأثار تصرف الرئيس حنق فريق المعارضة، فحصلت مشاجرة بين الفريقين على أرض الملعب انتهت بطرد كارتاخينا وأحد الحراس الشخصيين لموراليس. في نهاية المباراة، حاولت الشرطة اعتقال المدافع المعارض الذي قال إنه "لم تكن لديه أي نية بأذية الرئيس". لكن تدخل ريفيللا حال دون إيقاف مدافع فريقه.. كما نقلت صحيفة "لا رازون" البوليفية عن ريفيللا قوله تعليقا على ما حدث: "هذه مباراة كرة قدم، ونحن جميعا لاعبون على أرض الملعب. لقد كان مجرد احتكاك، وما كنت لأتحرك في وقت كان أحد لاعبي فريقي في خطر." أمَّا موراليس، فسعى لتبرير موقفه، فروى للصحفيين بعد المبارة، التي انتهت بالتعادل 4-4 وبأربع حالات طرد وأربع بطاقات صفراء، قائلا: "مررت الكرة وتعرضت للضرب بكعب اللاعب الخصم، ولم تكن تلك هي المرة الأولى". بدورهم، نصح أطباء موراليس الرئيس بضرورة أن يخلد إلى الراحة لبضعة أيام وأن يواظب على العلاج بأدوية مضادة للالتهابات وبالمسكنات، ريثما يتعافى من الجروح والرضوض التي أصابته جرَّاء "الاشتباك"... وأمضى موراليس، البالغ من العمر 50 عاما والمعروف بإثارته الجدل مع خصومه ومنتقديه داخل الملاعب وخارجها، يوم أمس الاثنين في المقر الرئاسي، وهو اليوم الذي يخصصه عادة للتنقل في أقاليم ومحافظات البلاد. يُشار إلى أن موراليس كان قد لعب عام 2007 مباراة في منطقة تقع على ارتفاع 6 آلاف متر فوق سطح البحر، وذلك احتجاجا على الجهود التي كانت ترمي في حينها لمنع بلاده من خوض مباراتها الدولية على ارتفاعات شاهقة.. وفي عام 2006، عانى موراليس من كسر في أنفه خلال اصطدامه مع حارس مرمى الخصم خلال مباراة لكرة القدم.