تحدثت صحيفة ذي كريستشين ساينس مونيتور الامريكية عن فشل واشنطن في امريكا اللاتينية فكتبت: المشاعر المعادية لواشنطن عميقة الجذور في أمريكا اللاتينية. ولن تجني الولاياتالمتحدة من معارضة الرئيس البوليفي الجديد إيفو موراليس سوى تعزيز مكانة أمثال رئيس فنزويلا هوغو شافيز. فالاشتراكيون يحتاجون في حكمهم الى المنازعة مع ال +يانكي؛ (امريكيو الولاياتالمتحدة). وينبغي على ادارة بوش التنحي جانباً، والصبر لمعرفة ما إذا كان السيد موراليس، وهو أول رئيس هندي (من سكان القارة الامريكية الاصليين) منتخب، قادراً على حكم بلده المضطرب. وعليها اختبار قدرة موراليس على الوفاء بوعده حمايةَ مزارعي الكوكا (ومنها يصنع الكوكايين) من برامج تمولها الولاياتالمتحدة، وتسعى الى القضاء على هذه الزراعة، ووعده الآخر تأميم حقول الغاز الطبيعي البوليفية. وتدير هذه الحقول شركات من دول صديقة. والولاياتالمتحدة تصور موراليس في صورة تشي غيفارا هذا القرن. وتخال أنه يدعو الى ثورة فلاحية قد تنتهي الى ما انتهت اليه الامور بكوبا في ,1959 أي الى سيطرة فيديل كاسترو على الحكم. وتخلط بين خطابية موراليس الشعبوية البالية واستناد حكمه ببوليفيا، على الارجح، الى ال +ريل بوليتيك؛ (الواقعية السياسية). ولن تكون نتائج اللجوء الى اساليب الحرب الباردة في سبيل احتواء رؤساء يساريين ومواجهتهم، على ما تشتهي الادراة الامريكية. فهذه الاساليب ليست صالحة في عالم معولم وحرّ حيث وظيفة الرؤساء الاولى هي توفير فرص العمل. وينبغي على واشنطن ألا تنتهج سياسة معتدلة في بوليفيا على غرار تلك التي انتهجتها عند وصول لويس ايغناسيو لول دا سيلفا الى الحكم بالبرازيل في .2002 فبوليفيا تصدر الكوكايين وتملك حقول غاز طبيعي كبيرة. وهي أفقر بلدان جنوب امريكا، ومعظم سكانها متحدرون من اصول هندية. وعلى الولاياتالمتحدة اللجوء الى نفوذها ببوليفيا، وهو نفوذ مستمد من تجارة النسيج (تحظى بوليفيا بعقود تفاضلية في تجارة النسيج) والمساعدات الكبيرة، وحثّ موراليس على المحافظة على اقتصاد السوق الحرة. ولا يسع موراليس تحويل بوليفيا الى جنّة تجار المخدرات، على ما تخشى الولاياتالمتحدة. فمطلب التغلب على الفقر وكبح انتشاره، يقيد الرئيس الجديد، ويحول دون إباحة المخدرات. ولا شك في أن عدداً من بلدان امريكا اللاتينية ينحو الى انتخاب يساريين. فشعوب هذه المنطقة مستاءة. فاقتصاد السوق لم يكبح الفساد، ولم يردم الهوة الهائلة بين مستويات الدخل في المجتمع الواحد.