حين ظن الجميع أن العالم طوى صفحة اليسار واعتقدت الولاياتالمتحدة أنها لم تعد مهددة بإيديولوجيا تتناقض مع توجهها الرأسمالي الطامح إلى السيطرة على شعوب المنطقة، برزت إلى السطح مجموعة من النماذج السياسية والكاريزمات التي تصل تباعا إلى السلطة بطريقة ديمقراطية خالقة بديلا يغري الجيران ويفزع الغرب في ما يشبه كتلة تاريخية تدور في محور يتكون من فنزويلا وبوليفيا والإكوادور وكوبا. حين كان المد اليساري قويا في أمريكا اللاتينية لم يتمكن أي حزب أو تنظيم سياسي من الوصول إلى السلطة، بل انتهى الأمر بمجموعة من الحركات الماركسية إلى الزوال، نتيجة القمع والمواجهات العنيفة مع السلطة المدعومة من طرف الولاياتالمتحدة، فلا أحد صار يذكر اليوم حركة «الدرب المضيء» الماوية في البيرو، ولا العمليات التي كانت تنفذها تنظيمات يسارية متطرفة تتمتع بشعبية كبيرة بين السكان ضد الدكتاتوريات العسكرية سنوات الستينات والسبعينات، أما في الوقت الحالي وحين ظن الجميع أن العالم طوى الصفحة واعتقدت الولاياتالمتحدة أنها لم تعد مهددة بإيديولوجيا تتناقض مع توجهها الرأسمالي الطامح إلى السيطرة على شعوب المنطقة، برزت إلى السطح مجموعة من النماذج السياسية والكاريزمات التي تصل تباعا إلى السلطة بطريقة ديمقراطية خالقة بديلا يغري الجيران ويفزع الغرب في ما يشبه كتلة تاريخية تدور في محور يتكون من فنزويلا وبوليفيا والإكوادور وكوبا. يقول موريسيو ألفارو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيبك إن اليسار في أمريكا اللاتينية قد انتقل من مرحلة الدفاع عن النفس إلى مرحلة الهجوم المضاد ذي الطابع الاستراتيجي مقترحا وضع صرح اشتراكية القرن الواحد والعشرين. ويضيف ألفارو أن انبعاث اليسار الجديد في أمريكا اللاتينية يحمل في طياته قيمة تاريخية كبيرة، للدور الذي يلعبه في إحداث تغيير جذري بالمنطقة يسجل النهاية التدريجية لمرحلة تاريخية سيطر عليها النموذج النيو ليبرالي وبداية مرحلة أخرى، بغض النظر عن حالات الضعف الملازمة لها، فقد حققت نجاحا باهرا وعرفت مساندة قوية، تجاوزت الإخفاقات الأولى، منتقلة إلى نضال جديد ينطلق من الأسفل عن طريق الإضرابات والمظاهرات. لقد انتقل اليسار في أمريكا اللاتينية من الدائرة الضيقة التي كان يحتجز نفسه فيها باعتباره أداة للاحتجاج والرفض دون قدرته على التوفر على حد أدنى من الواقعية السياسية والمرونة التي تسمح له بالوصول إلى السلطة وممارستها بطريقة سلمية وديمقراطية. يرى عدد من المهتمين أن قطيعة حصلت بين الماضي والحاضر وأن هناك حساسية سياسية جديدة تعرفها أمريكا اللاتينية «فبعد تعلم تاريخي طويل وقاس تمكن الأمريكيون اللاتينيون بعض صراعات مريرة من القطع مع مبادرات واقتراحات النخب المتواجدة في السلطة». ويرجع البعض أصل هذه القطيعة إلى الثورة الكوبية امتدادا إلى الثورة الساندينية في نيكاراغوا، حيث منح هذا المسار التاريخي البعد النظري والتطبيقي لتأسيس مجتمع جديد مستلهم من النموذج الاشتراكي. لقد كان للثورة الكوبية دور في خلق تلك الدينامية وإحداث أثر القطيعة في صفوف اليسار في أمريكا اللاتينية، لأنها هي ستعمل على تقسيم الأحزاب والمنظمات الثورية بين من يعتبر بناء الاشتراكية مهمة مستحيلة ضاعت في ضباب التاريخ من جهة، ومن يعتبر بناءها أفقا مفتوحا يجب مواصلته من جهة أخرى. ورغم كل الجهود التي كانت مبذولة فقد اصطدم اليسار بأحداث كثيرة جعلت الحركات المشكلة له تتراجع على الخلف، وجاءت الحركة الساباتية في المكسيك لتحرك البركة الراكدة وتخرج اليسار المحتشم من تأثير انهيار المعسكر الشرقي والإيديولوجية الماركسية، وبعد ذلك كان لوصول هوغو شافيز إلى قمة السلطة في فنزويلا مفعول كبير في الخروج من المأزق والجرأة على الحديث من جديد عن واقعية الحلم بمشروع اشتراكي ناجح، فعلى غرار الثورة الكوبية سجل هذا الحدث مرحلة سياسية جديدة في المنطقة باعتباره أصبح مصدرا يستلهم منه الآخرون ويحاولون تقليده، منتقلين من مرحلة مقاومة من أجل البقاء إلى مرحلة أخرى يتنافسون فيها على السلطة. وتميز هذا المد اليساري في صيغته الجديدة والمقترنة بالألفية الثالثة بتخليه عن أحلام الماضي المتجسدة في إرادة تقويض أسس الدولة القائمة وإعادة بنائها على أسس جديدة، بل سعى بالأولى إلى إحداث الإصلاحات الضرورية لوضع البلدان التي وصل فيها إلى السلطة في سكة وإيقاع تطلعات السكان، مشكلا بذلك ثورة على تصورات قديمة رسمت صورة سلبية عن اليسار باعتباره انقلابيا وميالا إلى الاستبداد والحكم الشمولي. إنها استراتيجية هدفها تجاوز عقبة التصور اليميني للدولة من جهة، وتصور اليسار الذي يقف ضد مشروع الدولة من جهة أخرى، حيث سمح هذا الانتقال في أمريكا اللاتينية بفتح المجال لإعادة مناقشة دور الدولة في بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة بين أفراده. ويعتبر موريسيو ألفارو أن الفضل في ذلك يعود إلى الحركات المجتمعية والعمل النضالي الذي قامت البنيات النخبوية بالقضاء عليه في أمريكا اللاتينية، فقد عملت هذه الحركات على الانتقال من مرحلة مقاومة السياسات النخبوية المسيطرة إلى مرحلة البحث عن بدائل، فلم تعد بذلك ترفض الانتخابات وصارت تقبل شروط اللعبة الديمقراطية، بمبرر أن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها وإنما هي وسيلة لفتح طريق الثورة الديمقراطية في أمريكا اللاتينية، ممتدة في دول كثيرة كانت خاضعة للولايات المتحدة ومحيطة بها مثل طوق. الخباز الذي أصبح رئيسا قبل أن يصبح إفو موراليس رئيسا لبوليفيا كان في السابق زعيما نقابيا قبل أن يؤسس حزب «الحركة نحو الاشتراكية» ويفوز في انتخابات دجنبر 2005 ويصبح أول رئيس في تاريخ هذه الدويلة ينتمي إلى الأنديز السكان الأصليين. ولد موراليس لأسرة قروية فقيرة من الهنود، حيث ترك مقاعد الدرس في سن مبكرة بحثا عن فرصة عمل، فاشتغل بناء وخبازا وموسيقيا ينفخ على آلة الترومبيت إضافة إلى مهن أخرى قبل أن يؤدي خدمته العسكرية الإجبارية. بعد ذلك سيتوجه موراليس إلى «شابار»، حيث سيخوض معركة سياسية ونقابية ضد الحيف الذي يتعرض له السكان المحليون والذين يعتمدون أساسا على زراعة الكوكا، فقد قررت الحكومة عام 1998 تخريب المحاصيل وتعويضها بمزروعات أخرى دون منح أي تعويض. خلف هذا القرار الاستئصالي بإلغاء زراعة الكوكايين استياء كبيرا لدى السكان واعتبره موراليس حملة مقصودة تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت ذريعة محاربة المتاجرة في المخدرات وتهريبها، بينما يترتب عنها نتائج وخيمة تضر بصغار «الفلاحين». من نقط ضعف موراليس عجزه عن الحديث بلغته الأصلية (الأيمارا) وهو نقص يوظفه ضده خصومه السياسيون من نفس المنطقة، حيث تعرض أكثر من مرة لتحد من طرف فليبي كويسبي الذي ينتمي إلى نفس الأصل الإثني بدعوته للنقاش باللغة المحلية التي يدافعان عنها وينتميان إليها، إلا أنه كان يعجز دائما عن مجاراته ومناقشته. لا يقتصر هذا المشكل على موراليس لوحده، لأن عددا من السكان الأصليين لا يستطيعون الحديث بلغتهم القديمة بفعل هجرتهم إلى المدن وفقدان الاتصال بمناطقهم. هكذا وبسرعة استطاع موراليس أن يرتقي سلم الزعامة بتسييره لحركة الكاكاليروس النقابية القوية والتي تجمع في صفوفها مزارعي الكوكا، ثم قيادته لحزب الحركة نحو الاشتراكية الذي يتموقع بأقصى اليسار في الرقعة السياسية البوليفية، وبخلاف عدد من القادة النقابيين الذين يعتمدون بشكل أساس على الخطابة في نضالهم، يتميز موراليس بطابعه المنطوي بل إنه يظهر أحيانا كشخص خجول حينما يتعلق الأمر بحشد الجماهير وإلقاء الخطب النارية. شغل موراليس ومنذ عام 1997 مقعد نائب برلماني، وفي سنة 2002 ترشح للانتخابات الرئاسية وحصل على نسبة 20 في المائة من الأصوات على بعد نقطتين من المرشح الليبرالي الفائز آنذاك. وفي سياق حرب الغاز التي شهدتها بوليفيا كان الأصبع يشير إليه باعتباره الشخص الذي يقف وراء مختلف التمردات التي اندلعت في تلك الفترة، كما اعتبر هو وبعض النقابات مسؤولا عن سقوط حكومة غونزالو سونشيز عام2003 وكارلوس ميسا عام 2005، وخاصة حول مسألة احتياطات الغاز الطبيعي التي تحتل فيها بوليفيا المرتبة الثانية في القارة مباشرة خلف فنزويلا. في تلك الأثناء ونتيجة هذه القلاقل التي عرفتها البلاد تحولت حركته إلى قوة ضاربة في بوليفيا وأصبح الجميع يتخوف من اكتساحها للانتخابات. يقترب موراليس في نهجه السياسي من الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وخاصة في رؤيته الاشتراكية لأمريكا اللاتينية، بتوجه يقترب من السكان الأصليين وقضاياهم أكثر من اقترابه من النهج البوليفاري، أما خصومه السياسيون فإنهم يلومونه عن قربه من فليبي كويبسي الزعيم المناهض للبيض الذين سيطروا على السلطة منذ البدايات الأولى للاستعمار، رغم أنهم لا يمثلون إلا 15 في المائة من السكان. فاز مواراليس بالانتخابات وأصبح رئيسا لبوليفيا بنسبة 53 في المائة، في وقت لم يكن أحد يتوقع يوما أن يتخلى البيض عن هذا المنصب، وقد ساعده في ذلك عالم الاجتماع ألفارو غارسيا الذي نظر للحركة المجتمعية البوليفية، ويشغل اليوم مهمة نائب الرئيس. حاول موراليس أن يتبنى سياسة تسعى إلى توزيع عادل للثورات مقلصا الميزانية المخصصة لمؤسسة سانتا كروز القريبة من البرازيل والتي تستغل أهم الثروات الغازية، إلا أنه واجه معارضة شديدة من هذا الإقليم ذي التوجه الاستقلالي وخلق عداوات كثيرة. موراليس مدافعا عن زارعي الكوكايين رغم دعم موراليس للمزارعين إلا أنه وبمجرد انتخابه أكد على إرادته القوية في محاربة تهريب المخدرات ورسم خطا لحكومته بإطلاقه شعار «صفر كوكا يساوي صفر تهريب الكوكايين»، موضحا في نفس الوقت أنه لا يمكن وبمبرر محاربة زراعة الكوكايين لأن ذلك يعني القضاء على المزارعين الذين يعملون في هذا المجال، داعيا إلى تغيير السياسات المتعلقة بهذا الموضوع وإلى السماح بزراعة الكوكا على المستوى الدولي بدعوى أن مضغ ورقتها يعتبر تقليدا محليا يمتد إلى آلاف السنين في بوليفيا. وبالنسبة إلى التواجد العسكري الأجنبي، والمتعلق خصوصا بالولاياتالمتحدة، فإنه يرى أن أمريكا تستغل مشكل زراعة المخدرات لتقيم قواعدها العسكرية في أمريكا اللاتينية، لكنه وليؤكد حسن نيته يتفق مع الداعين إلى القضاء على المخدرات بشرط عدم الاستعانة بالأجانب. أما في ما يتعلق بموضوع الثروات الطبيعية التي تتوفر عليها بوليفيا فهو لا ينوي طرد الشركات متعددة الجنسيات من بلده، معلنا في نفس الوقت عن رغبته في تأميم الشركات البوليفية المستغلة لتلك الثروات وخاصة الصناعات الغازية والنفطية التي من المحتمل أن تعرف انتعاشا كبيرا في السنوات القادمة. في 29 أبريل 2006 وقع موراليس مع شافيز وكاسترو «الاتفاق التجاري للشعوب»، داعيا إلى خلق تجمع أممي بديل مناهض للإمبريالية في رغبة منه للالتحاق بصف الثنائي الفنزويلي الذي يقف في وجه الولاياتالمتحدة ويعارض سياساتها، وبهدف خلق بديل لمنطق التبادل الحر له اسم البديل البوليفاري. هوغو شافيز صديق الفقراء قبل أن يصبح هوغو شافيز رئيسا لفنزويلا جرب محاولة انقلابية عام 1992 باءت بالفشل، وفي سنة 1998 سيعتلي بطريقة ديمقراطية سدة الحكم، مدعوما من طرف قوى اليسار والفقراء الذين رأوا فيه منقذا من الوضع الذي يعيشون فيه، فتحول هذا العسكري الثوري بين عشية وضحاها إلى زعيم يسعى إلى «ثورة هادئة وديمقراطية» في مواجهة الإمبريالية الأمريكية والعولمة. كتب إينياسو راموني في شهرية «لوموند ديبلوماتيك» أن «هذه الإرادة في تغيير كل شيء تترجم سخط أغلبية المواطنين أمام الفوضى والفساد اللذين سادا زهاء أربعين سنة وتحمل مسؤوليتها الحزبان اللذان اقتسما السلطة»، ليأتي شافيز حاملا معه آمال شريحة عريضة من الناس في وضع حد لحالة التدهور المستشرية في بلد غني تقتسم ثرواته منذ عقود أسر معروفة. ويضيف رامون أن هناك «هوة سحيقة تفصل بين أقلية غنية وباقي الشعب، وتبلغ الصدمة مداها حين نعلم أن فنزويلا هي ثاني أكبر مصدر في العالم للبترول، والتي حصلت في ال25 سنة الأخيرة على حوالي 300 مليار دولار، أي ما يعادل عشرين مرة مخطط مارشال... إلا أن نصف السكان مازالوا يعيشون في فقر مدقع، وربع الساكنة النشيطة تعاني من البطالة، وثلث العاملين يعيشون بفضل الاقتصاد غير المهيكل، في حين يلجأ أكثر من 200000 طفل إلى التسول». يقول هوغو شافيز إنه يريد أن يكون رئيسا للفقراء، أما الأغنياء فهم خصوم له ولا يرغب فيهم، مطالبا بأخذ الدروس من فشل الثورات الأخرى. يعلق شافيز في مكتبه الرئاسي صور زعيم التحرير بوليفار ويستشهد بجملة لغرامشي تقول: «نحن مقبلون على عيش موت وولادة في نفس الوقت، موت نموذج قديم ومنهك ومكروه، وولادة مسار سياسي جديد ومختلف يحمل أمل شعب، حيث يتأخر النموذج القديم في لفظ أنفاسه، في حين لم يرسم الجديد معالمه بعد، بينما تحبل هذه الأزمة بثورة قادمة». يفسر هوغو شافيز طبيعة هذه الثورة بالقول إنه علاوة على الأزمة الاقتصادية عرفت فنزويلا أزمة في القيم وفي الأخلاق نتيجة نقص في الحساسية الاجتماعية لقادتها، والحال أن الديمقراطية لا تقتصر فحسب على المساواة السياسية، إنها أيضا، بل خصوصا، المساواة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهذه مجتمعة، حسب شافيز، هي أهداف الثورة البوليفارية. لقد شكت الديمقراطيات الغربية في نوايا شافيز ولم يتأخر الإعلام في اتهام النوايا الاستبدادية لشافيز، والإعداد لشكل جديد من الانقلاب»... إلا أن راموني لا يتردد في التعبير عن تعاطفه مع هذه التجربة «فإلى حد الساعة لم تشهد فنزيلا أحداث عنف كبيرة ولم تقع أي ضحية أو شكل من أشكال الرقابة في حق المعارضة السياسية والصحفيين الذين لا يتركون الفرصة تمر دون توجيه النقد العنيف للرئيس»، لكن الأحداث في المستقبل كذبت نسبيا تفاؤله، وأغلق الرئيس الفنزويلي قناة تلفزيونية تابعة للمعارضة وضيق الخناق على كل صوت يعارضه. أما شافيز فقد رد على هذه الاتهامات التي اعتبرها مغرضة بقوله: «لأننا نريد أن نصل إلى الديمقراطية التمثيلية... مع مشاركة مباشرة للشعب في كل مستويات السلطة للوقوف في وجه كل اعتداء على حقوق الإنسان». أما على المستوى الاقتصادي فيتمنى شافيز الابتعاد عن النموذج النيو ليبرالي ومقاومة العولمة إذ «يلزمنا البحث عن نقطة توازن بين السوق والدولة والمجتمع، كما يجب الجمع بين اليد الخفية للسوق واليد الظاهرة للدولة في فضاء اقتصادي يتواجد فيه السوق في الحدود الممكنة وتتواجد فيه الدولة كلما دعت الضرورة إلى ذلك»، حيث تبقى الملكية الخاصة والخوصصة والاستثمارات الخارجية مضمونة في حدود المصلحة العليا للدولة التي تسهر على مراقبة القطاعات الاستراتيجية والتي يعني بيعها التفريط في جزء من السيادة الوطنية.