قبل حوالي عقدين أطلق المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما بجدية بالغة فكرة «نهاية التاريخ»، التي تعني هيمنة النموذج الليبرالي الأمريكي واقتصاد السوق. سنوات بعد ذلك سيداخل الشك نفس المفكر وسيتحدث عن وقائع يمكنها أن تشكل عائقا أمام تحقيق هذا الحلم، ولأجل ذلك التحق فوكوياما بمعسكر المحافظين الجدد ووقع معهم تلك الرسالة الشهيرة عام 1998 والتي تطالب الرئيس كلينتون بقلب نظام صدام حسين وهو ما سيحققه خمس سنوات بعد ذلك جورج بوش. وكما جاء في افتتاحية «كوريي أنترناسيونال» فإن من ألهم فكرة الرسالة هذه ليس إلا روبرت كاغان الذي نشر مؤخرا كتابا بعنوان «عودة التاريخ ونهاية الأحلام» يؤكد فيه غياب التفاؤل الذي ساد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وأن الليبرالية مازالت مهددة بمنافسين إيديولوجيين أقوياء، كما أنه يعبر عن دهشته لذلك التعايش بين الاستبداد واقتصاد السوق وإنتاج الثروات الذي يمثله خير تمثيل النموذج الصيني. في هذه الورقة قراءة للخطر المحدق بالنموذج الأمريكي باعتباره القوة الأولى في العالم، وهي من إنجاز الباحث الأمريكي «براغ خانا» الذي يؤكد أننا «نشارك ولأول مرة في التاريخ الحديث في معركة عالمية قد تخسرها الولاياتالمتحدة». نهاية نهاية التاريخ نحن في سنة 2016 . في هذه الفترة تصل حكومة هيلاري كلينتون(أو جون ماكين أو براك أوباما) إلى نهاية ولايتها الثانية، وتكون الولاياتالمتحدة قد انسحبت من العراق، مع بقاء حوالي 20000 جندي في دولة كردستان المستقلة، إضافة إلى سفن حربية راسية في البحرين وتواجد قاعدة جوية في قطر. أفغانستان مستقرة وإيران تملك سلاحها النووي، أما الصين فقد امتصت تايوان وكثفت بشكل تدريجي من حضورها البحري في كل المحيط الهادي وبحر عمان، انطلاقا من ميناء غوادار في باكستان. نحن في سنة 2016، الاتحاد الأوربي يضم أكثر من ثلاثين عضوا ويتوفر على إمدادات مؤمنة من البترول والغاز القادمين من شمال إفريقيا وروسيا وبحر قزوين، وعلى مراكز نووية مهمة، في حين لن يفتأ تأثير الولاياتالمتحدة في العالم يتراجع. كيف يمكن لهذا أن يحصل؟ ألا يجب علينا إعادة ربط العلاقات مع الأممالمتحدة والتأكيد مرة أخرى للعالم أن أمريكا تملك القدرة وتتحمل مسؤولية مصير هذا الكون دفاعا عن الأمن ورخاء الجميع؟ وسواء تحسنت صورة الولاياتالمتحدة أو لم تتحسن فإن المسألة لن تغير كثيرا من واقع الحال، فكوندوليزا رايس تؤكد اليوم أنه ليس لأمريكا «أعداء أبديون»، لكنها في نفس الوقت لا تتوفر على أصدقاء أبديين. كثيرون رأوا في غزو أفغانستان والعراق ما يكفي من رموز لإمبريالية واشنطن العالمية والتي جسدت علامات إنهاك أصاب هذا النموذج الإمبريالي، فقد أضعفت تكلفة الحرب القوات المسلحة الأمريكية، كما أدى استعمال القوة إلى بروز مقاومة اتخذت شكل شبكات إرهابية وجماعات متمردة وهجمات غير متوقعة مثل العمليات الانتحارية. لقد انقضى ذلك الزمن الذي كان فيه العالم يخضع لقطب واحد وظهرت من الآن معالم نظام عالمي جديد لا يمكن للرئيس الأمريكي –سواء كان يسمى كلينتون أو ماكين أو أوباما- أن يقف أمام تقدمه. أمريكا العاجزة في أفضل حال ساد عصر القطبية الواحدة ذو الهيمنة الأمريكية طوال عقد التسعينات، ولو أنه تميز أيضا بكونه عقد التقلبات. إن عبارة «توزيع أرباح السلام» بعد الحرب الباردة التي منحها جورج بوش الأب ومارغريت تاتشر رواجا كبيرا بداية سنوات التسعينات، والتي كانت تشير إلى الأرباح الناجمة عن خفض نفقات الدفاع، لم تترجم أبدا إلى إقامة نظام عالمي ليبرالي تحت رعاية الولاياتالمتحدة. أما اليوم، وبدل الهيمنة على العالم، فقد لجأنا إلى خوض الحرب(وخسرناها) ضد القوى الدولية الكبرى الأخرى والمتمثلة في الاتحاد الأوربي والصين. إن هذا الثلاثي هو الذي يشكل الثلاثة الكبار في جيوبوليتيكا القرن الواحد والعشرين، وليست روسيا ذلك الامتداد الشاسع والمعرض لتناقص السكان السريع والتي تسيرها شركة «غازبروم»، ولا ذلك الإسلام غير المنسجم والغارق في حروب داخلية، ولا الهند التي تعاني من تأخر لعشرات السنوات عن الصين، سواء تعلق الأمر بالتنمية أو بالشهية الاستراتيجية. يفرض الثلاثة الكبار قواعدهم دون أن يسيطر أي واحد منهم، فلأول مرة في تاريخنا نشارك في معركة عالمية متعددة الأقطاب تضع ثلاث حضارات على المحك. يعتبر السوق الأوربي الأكثر اتساعا في العالم، في حين تتحول التكنولوجيا الأوربية أكثر فأكثر لتصبح ذات مرجعية بالنسبة إلى غيرها، ويحسب لصالح الدول الأوربية أنها من بين أكبر الداعمين للمساعدة الخاصة بالتنمية. إذا كانت الولاياتالمتحدة والصين داخلتين في مواجهة فإن رساميل هذا الكوكب ستوجد في أمان شامل بالبنوك الأوربية. عندما تم إطلاق عملة الأورو تهكم عدد كبير من الأمريكيين على هذا القرار، مؤكدين أن المشروع الأوربي لن يقوم أبدا وأنه مثالي أكثر من اللزوم، والحال أنه اليوم يلجأ مصدرو البترول في الخليج العربي الفارسي إلى شراء الأورو لتنويع مدخراتهم من العملة، في حين يقترح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن تتخلى منظمة الدول المصدرة للبترول عن الدولار، هذه العملة «عديمة القيمة» من أجل ضبط ثمن النفط الخام، أما الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز فيقترح استبدال الدولار بالعملة الأوربية. أوربا على أنقاض أمريكا في الوقت الذي تحاول فيه أمريكا تصدير الديمقراطية بطريقة رعناء تستثمر أوربا مالها ورأسمالها السياسي لجذب بلدان محيطة بها إلى فلكها. إن عددا من البلدان الفقيرة أصبحت على وعي بأن حلمها أوربي وليس أمريكيا، وأصبح المناضلون في الشرق الأوسط يصبون إلى ديمقراطية برلمانية وفق النموذج الأوربي وليس السلطة الرئاسية للرجل القوي على الطريقة الأمريكية. ومن بين الطلبة الأجانب الذين لم نعد نرغب فيهم غداة أحداث الحادي عشر من سبتمبر فإن عددا كبيرا منهم هم الآن في لندن وبرلين، كما أن عدد الطلبة الصينيين المتواجدين في أوربا يضاعف عددهم في أمريكا. لقد أصبحت الصين جد منشغلة بأن تصبح امبراطورية قوية في نظر كل العالم صارفة النظر عن مشاكل الشرق الأوسط التي تشغل بال الولاياتالمتحدة. وقي القارة الأمريكية نفسها، ومن كندا إلى كوبا مرورا عبر فنزويلا شافيز توصلت الصين إلى عقد اتفاقيات ضخمة، كما قامت بكين وفي كل أنحاء العالم بنشر عشرات الآلاف من مهندسيها ومبعوثيها العاملين في المجال الإنساني والمختصين في بناء السدود، إضافة إلى إرسالها لبعثات عسكرية لمهام غير معلن عنها. لا تكتفي الصين في إفريقيا بضمان حاجياتها من الطاقة، بل تلجأ أيضا إلى القيام باستثمارات هامة في القطاع المالي، ومن جهة أخرى فإن كل بلدان العالم التي تنعت بالمارقة حسب واشنطن صارت تتمتع من الآن فصاعدا بضمانات أمنية دبلوماسية واقتصادية أو استراتيجية بفضل الصين، والنموذج الأبرز في هذه الحالة هو إيران. كما هو الحال بالنسبة إلى الأوربيين يعمل الآسيويون على أن يمتلكوا مناعة ضد التذبذب الاقتصادي الأمريكي، وتحت رعاية اليابان يسعون إلى إنشاء صندوق نقد إقليمي خاص بهم، في حين تفتح الصين منافذ في حدودها الجمركية وتزيد من حجم قروضها لجيرانها في جنوب شرق آسيا إن التجارة بين مثلث الهند واليابان وأستراليا (والتي توجد الصين في مركزها) تتجاوز الآن حجم المبادلات عبر المحيط. يعتبر الثلاثة الكبار إخوة أعداء، حيث تشبه جيوبوليتيكا القرن الواحد والعشرين بشكل كبير رواية أرويل 1984، وبدل أوسيانيا وأورازيا وإيستازيا توجد ثلاث مناطق مقطعة حسب خطوط الطول تتحكم فيها أمريكا وأوربا والصين، وفي عالم معولم لا وجود لجغرافيا لا يمكن المساس بها، ولهذا السبب تضع الصين وأوربا بشكل واضح أو خفي أقدامها في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، كما أن أمريكا والصين تتنافسان على الثروات الإفريقية في المحيط الجنوبي لأوربا، وستبحث أمريكا وأوربا للاستفادة من النمو السريع للبلدان المتواجدة في دائرة التأثير الصيني. إن العولمة هي سلاح من هو الأفضل وساحة المعركة سيكون موقعها في ما أسميه «العالم الثاني». العالم الثاني إننا لا نعدم الإحصاءات التي تبرز هيمنة الولاياتالمتحدة على العالم بدءا بالميزانية المخصصة للتسلح ونصيبنا من الاقتصاد العالمي... إلا أن هناك الإحصاءات من جانب ومن جانب آخر هناك التوجهات. ولإدراك سرعة الأفول الأمريكي فقد أمضيت السنتين الماضيتين في السفر إلى حوالي أربعين بلدا في المناطق الخمس الأكثر أهمية في العالم، وهي «العالم الثاني» الذي يتشكل من بلدان لا توجد ضمن لائحة العالم الأول الذي يعتبر نواة الاقتصاد العالمي، ولا في الأطراف حيث يوجد العالم الثالث. بتموقعها إلى جانب الثلاثة الكبار أو بينهم، تعد بلدان العالم الثاني هي تلك الدول المتحررة من أي ولاء، وهي التي ستحدد أي قوة كبرى في المستقبل ستتحكم في جيوبوليتيك الغد. فمن فنزويلا إلى الفيتنام ومن المغرب إلى ماليزيا تنتظم العلاقات الدولية حول هذه التحالفات الثلاثة: التحالف الأمريكي والتوافق الأوربي أو النمط الاستشاري على الطريقة الصينية، وهذا ما سيشكل السوق الجيو سياسية التي ستقرر من هو المتحكم في القرن الواحد والعشرين. إن الدول الكبرى في العالم الثاني بأوربا الشرقية وآسيا الوسطى وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا هي أكثر من «أسواق نامية»، وإذا أضفنا إليها الصين فإن هذه البلدان ستتوفر على أغلبية الاحتياطات العالمية في الأموال والادخار، ومن الأكيد أنها لن تحل محل الولاياتالمتحدة في الوقت الحالي، لكنها في نفس الوقت ليست خاضعة لها. إن بلدان العالم الثاني تتميز عن بلدان العالم الثالث بإمكاناتها الاستراتيجية أو بوزنها الديموغرافي أوالاقتصادي. لكن إلى من سيميلون؟ وهل سيدفع اتفاق نووي بين واشنطن والهند باكستان إلى تبعية عسكرية شاملة للصين، وهل سيختار الجيل الجديد من حكام العرب الشرق أم الغرب؟ إن العالم الثاني هو من سيصوغ توازن القوى الدولي بنفس مقدار القوى العظمى نفسها. تعمل العولمة على توسيع السوق الجيوسياسي إلى غاية الساحة الخلفية للولايات المتحدة مقوضة بذلك نظرية الرئيس الأمريكي جيمس «مونرو» الذي أعلن عام 1823 في خطاب له موجه للأوربيين أن أمريكا الجنوبية والشمالية تدور في فلك الولاياتالمتحدة، وفي الواقع فإن واشنطن لم تتمكن من فرض قانونها الخاص بأمريكا اللاتينية إلا في الأوقات التي لم يكن يتوفر فيها جيرانها الجنوبيون على رؤية خاصة، والحال أنه اليوم هناك منافسان هما شافيز والصين. لقد كافح سيمون بوليفار(1783-1830) من أجل تحرير أمريكا الجنوبية من الوصاية الإسبانية، وتأتي اليوم فنزويلا التي غيرت اسمها ليصبح الجمهورية البوليفارية لتدفع القارة إلى إيجاد مكان لها في توازن القوى. في السنوات الأخيرة أرغم رئيس فنزويلا هوغو شافيز، العسكري الذي يتخذ هيئة بهلوان، أمريكا على كشف أوراقها، قالبا قواعد اللعب بين الشمال والجنوب على مستوى القارة، كما أنه يشجع ويدعم قادة اليسار في كل أمريكا اللاتينية، ويساعد الأرجنتين وغيرها في أداء ديونها وطرد صندوق النقد الدولي. من جهة أخرى لا يقف صعود شافيز على ارتفاع أثمنة البترول بل يتمتع أيضا بدعم أوربي غير معلن، حيث تعتبر القارة الأوربية المستثمر الأول وبدعم صيني يتمثل في إصلاح القواعد البترولية الفنزويلية التي توجد في وضعية سيئة وبناء مصافي جديدة في نفس الوقت. لكن التحدي الذي يرفعه شافيز في وجه الولاياتالمتحدة يحمل في طياته بعدا إيديولوجيا، والحال أن تطور العالم الثاني هو بشكل عميق ذي بعد بنيوي، فرغم أن شافيز يتواجد في السلطة إلا أن البرازيل هي التي أصبحت من جديد زعيمة طبيعية لأمريكا الجنوبية، فإلى جانب الهند وإفريقيا الجنوبية تخوض البرازيل مهمة المفاوضات التجارية الدولية وتواجه الحدود الجمركية التي تفرضها الولاياتالمتحدة على الصلب. إن البرازيل هي أقرب إلى الأوربيين منها إلى الولاياتالمتحدة، كما أن البرازيليين يعملون على صنع سيارات وطائرات لأوربا بنفس قدر عملهم على تصدير الصوجا نحو الولاياتالمتحدة. وإذا كانت برازيليا حليفا وفيا لواشنطن أثناء الحرب الباردة، فإنها لم تتردد في وضع أسس تحالف استراتيجي مع الصين، إذ يلاحظ تكامل الاقتصاد البرازيلي والصيني، فالأول يصدر الحديد والخشب ولحم البقر والحليب والصوجا نحو الصين، أما الأخيرة فتستثمر في السدود ومصانع الصلب والأحذية لصالح العملاق الجنوب الأمريكي. الثلاثة الأقوياء لا الصين ولا الاتحاد الأوربي سينتزعون دور الزعامة من الولاياتالمتحدة ، بل إن هذه القوى الثلاثة ستتواجه ببساطة لتوسيع نفوذها الخاص، حيث ستسعى أوربا إلى ترويج نموذجها الخاص بالاندماج العابر للأمم كوسيلة لحل الخلافات في الشرق الأوسط وتنظيم إفريقيا، أما الصين فستعمل على وضع توافق مبني على احترام السيادة والمصلحة الاقتصادية المتبادلة. فما الحل إذن الذي ستلجأ إليه الولاياتالمتحدة للمحافظة على مواقعها؟ ماذا سيقول مستشار الرئيس الأمريكي المقبل، أولا: نشر «المشاة»، كما كان قد سمى أرنولد توينبي الجنود المكلفين بنشر قيم الإمبراطورية، فالصين تقوم بإعادة نشر موظفيها المحالين على التقاعد وأساتذتها الذين يعلمون اللغة الصينية، حيث يجب علينا خلق تبادل جامعي يخص برامج تعليم الإنجليزية وإجراء تكوين مهني على الميدان في الخارج بدعم مالي من الشركات. علينا أيضا بناء مركب دبلوماسي صناعي، فأوربا والصين يعرفان جيدا كيف يشتغلان معا في إطار الحكومات وعالم الأعمال، ولا يجب على السياسة الخارجية الأمريكية أن تقتصر على ما تقوم به حكومة الولاياتالمتحدة، وفي نهاية المطاف فإن الاتحاد الأوربي قد أصبح المانح الأكثر أهمية للمساعدات الإنسانية في العالم، كما أن الصين تتقدم في هذا المجال، وكل واحد من هاتين القوتين يتوفر على ساكنة تفوق الولاياتالمتحدة. يجب أن يكون سلاحنا السري هو الشعب الأمريكي نفسه. إن المؤسسات والمنظمات غير الحكومية، وعلى الخصوص مؤسسة «غيتس» و»فورد» تحتل مرتبة متخلفة بالمقارنة مع مثيلاتها الأوربية في مجال الدعم الإنساني. وإذا كانت هذه المنظمات الخاصة ترسل عددا متزايدا من المتطوعين الأمريكيين ومن الأموال لممارسة دبلوماسية عملية، فإنها تقوم بذلك بمعزل عن الدبلوماسية الرسمية التي تتحرك في مدار خاص بها. حين بعث مخطط مارشال الاقتصاد الأوربي من الرماد فإنه كان يحاول أيضا خلق سوق للصادرات الأمريكية. واليوم ومع انهيار قيمة الدولار وتراجع قاعدتنا الصناعية، نلاحظ أيضا أننا نسقط في مجالات أخرى منها تعليمنا العلمي والأنترنت ذو الصبيب العالي وفي رعايتنا الصحية وأمننا...حيث الحل الوحيد يتمثل في ضخ رساميل دولية، خاصة الآسيوية منها، في بنياتنا التحتية العمومية، وذلك بهدف خلق فرص العمل والأسسس التكنولوجية الضرورية كي تبقى الاختراعات الأمريكية دائما متجددة. إن العولمة لا تمنح الأعذار لأي شخص، إما أن نتحكم فيها أو نصبح ضحايا لها. هناك رهانات يجب أن يحصل توافق حولها بين الثلاثة الكبار، منها التقلب المناخي وأمن الطاقة وانتشار الأسلحة والدول المارقة. ويجب منح الصين نسبة أكبر من التكنولوجيا الخضراء مقابل التقليص من بيعها للأسلحة والتراجع عن دعمها للمستبدين في السودان والطغمة العسكرية في برمانيا. يجب علينا أيضا مع الأوربيين منح عروض كثيفة ومغرية للشعوب العراقية والأوزبكية والفنزويلية، وأؤكد لكم أن أي تغيير في الموقف جهة الغرب يمكنه أن يفزع الصين، ولنتمن أن يفهم الرئيس المقبل للولايات المتحدة هذه المسألة. عن كوريي آتتر ناسيونال