اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين بعدد من المواضيع الدولية والمحلية، كان أبرزها قضية تجسس الاستخبارات الألمانية على تركيا، وتطورات الوضع في شمال العراق، وفي قطاع غزة. ففي ألمانيا، سلطت الصحف الألمانية الضوء على ملف تجسس الاستخبارات الألمانية على تركيا حليفة ألمانيا بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والمبررات التي تم تقديمها بشأن هذه القضية والتي تفيد بأن ذلك جاء على خلفية التطورات الجارية في تركيا بالنسبة للأمن الداخلي في ألمانيا إلى جانب المساعدات الألمانية الموجهة للعراق. وترى صحيفة ( شتوتغارته تسايتونغ) أن سياسة الأمن مفهومة، اعتبارا للوضع غير المستقر في تركيا، مشيرة إلى أن ذلك "لا يلحق أضرارا بصورة الحكومة الاتحادية التي تجد نفسها تخضع لهذا الاتهام، مما يجعلها في وضع ليس أفضل من الولايات المتحدة تجاه حلفائها". من جانبها، ذكرت صحيفة ( تاغبلات شترابيغه) بالعبارة الشهيرة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "التجسس بين الأصدقاء هو ببساطة أمر غير مقبول"، مبرزة أن دولا مثل الولايات المتحدةوفرنسا وبريطانيا تعتبر حليفة للجمهورية الاتحادية، وفي الواقع فإن تركيا، تضيف الصحيفة، صديقة وشريك مميز من وجهة نظر برلين. واعتبرت صحيفة (مونشنر ميركور) أن تركيا تقع فيها عدة "مشاكل في واضحة النهار ، حيث يستخدمها المهربون وتجار المخدرات كدولة عبور. ومؤخرا أصبح معروفا لدى الجميع أن الجهاديين الألمان يذهبون إلى سورية عبر تركيا. لذلك فالمصالح الأمنية الألمانية معنية بشكل كبير". وبخصوص المساعدات الألمانية المخصصة لشمال العراق والجدل الذي أثير حولها خاصة بالنسبة لإمكانية توريد أسلحة إلى الأكراد بإقليم كردستان لمواجهة مليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية"، أشارت مجلة (دير شبيغل) إلى أن "الحكومة الاتحادية أرسلت في وقت قياسي إمدادات الإغاثة إلى الأكراد في العراق"، معتبرة أن تنفيذ عمليات المساعدة بشكل سريع كانت في محلها، إلا أن الخارجية الألمانية، تقول المجلة، عليها أن تتصرف بنفس الوتيرة في حالات أخرى مماثلة. وترى المجلة أنه بهذه الخطوات يمكن لألمانيا أن تخطو نحو تحمل مسؤولية أكبر في العالم لكن، وفقا للمجلة، على أساس مهام سلمية التي تعتبر العنصر الأكثر أهمية بالنسبة لألمانيا إلا أنه في بعض الأحيان فإن المساهمة في عملية وقف العدوان أو الحد من الحروب تكون غير سلمية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بالهجوم الذي شنه أكراد العراق، بمساعدة الولايات المتحدةالأمريكية، على تنظيم (داعش) لاسترجاع سد الموصل. وكتبت صحيفة (إلموندو) أن القوات الكردية العراقية، مدعومة بسلاح الجو الأمريكي، تمكنت أمس الأحد من استعادة أكبر سد في شمال البلاد من أيدي جهاديي (داعش)، مبرزة أهمية هذا الانتصار في وقف زحف مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية". وأضافت اليومية، في هذا الصدد، أن المعارك التي جرت بتل كيف، وهي بلدة يسيطر عليها الجهاديون وتقع على بعد مائة كلم شرق السد، سمحت للأكراد بتعزيز موقفهم واستعادة موقع مهم تهيمن عليه مليشيات (داعش) منذ سابع غشت الجاري. وفي السياق ذاته أوردت صحيفة (إلباييس) أن واشنطن تشن هجوما كبيرا من أجل استعادة السد، مشيرة إلى أن الضربات الجوية الأمريكية دمرت أو أعطبت نحو عشر عربات عسكرية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية". بدورها، أوردت صحيفة (لاراثون) أن "المبنى الذي استعاده الأكراد استراتيجي للغاية، ويقع شمال الموصل، وهي منطقة يطالب بها الأكراد"، مشيرة إلى أن "المبنى يوفر الماء والكهرباء للجزء الأكبر من هذه المنطقة، بما في ذلك الموصل". الموضوع ذاته تناولته (أ بي سي)، التي اعتبرت أن الولايات المتحدةالأمريكية ودول أخرى كفرنسا مصممة على تقديم دعم عسكري للأكراد من أجل السيطرة على هذه المنطقة حيث أن عددا من آبار النفط وجب حمايتها من قبل المستثمرين الغربيين. وفي السويد شكل الوضع في غزة والتطورات الأخيرة في العراق المواضيع الرئيسية التي تناولتها الصحافة اليوم. بالنسبة لصحيفة (سفينسكا داغبلاديت) فنشرت رسالة موقعة من قبل العديد من الأساتذة الجامعيين والأكاديميين العاملين في السويد، الذيم يدعون الحكومة السويدية إلى التدخل لوضع حد لأعمال العنف التي ترتكبها إسرائيل ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة. واعتبر الأكاديميون، أن الوقت قد حان بالنسبة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، للتصرف وفقا لقيمهم الأساسية الخاصة بهم، وهي "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان" لوضع حد لمعاناة سكان قطاع غزةالفلسطيني. وأعرب الأكاديميون في هذه الرسالة المفتوحة، عن دعمهم للسكان المدنيين في قطاع غزة ولزملائهم الأكاديميين الفلسطينيين، داعين الحكومة السويدية إلى "اتخاذ موقف واضح ضد عنف الجيش الإسرائيلي" والعمل على ضمان تمديد الهدنة ورفع الحصار عن غزة. وأكدت الرسالة أيضا، حسب الصحيفة، أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية والحصار المفروض على قطاع غزة لا تتوافق مع احترام القانون الدولي والكرامة الإنسانية، معتبرة أنه أضحى من الطبيعي أن تصبح فلسطين دولة مستقلة. كما شدد الموقعون على الرسالة أن على الاتحاد الأوروبي أن يضغط على إسرائيل للتوصل إلى هدنة دائمة. من جانبها، ترى صحيفة (افتونبلاديت) أن إسرائيل لم تعد قادرة على تصدير الدواجن ومنتجات الألبان من المستوطنات، إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن هذا القرار جاء في أعقاب تعليمات وجهها الاتحاد الأوروبي في فبراير الماضي. وقالت الصحيفة إن المنتجات المعنية هي تلك التي تأتي من المستوطنات في القدس الشرقية ومرتفعات الجولان والضفة الغربية. وحول الوضع في العراق، أبرزت صحيفة (داغينس نيهيتر) في تقرير لها أن القوات الكردية المدعومة من قبل الطائرات الأمريكية، سيطرت من جديد على سد يقع قرب الموصل بعد قتال مع الميليشيات الدولة الإسلامية (داعش). وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يحتجز أكثر من ألف امرأة، معظمهن من اليزيديين، مضيفة أن هؤلاء النساء معتقلات في المدارس في المدن التي تسيطر عليها (داعش). وفي بولندا، ركزت الصحافة على النزاع في أوكرانيا بدعم عسكري من موسكو للمتمردين، والاجتماع الرباعي في برلين لوزراء الخارجية أوكرانياوروسياوألمانيا وفرنسيا لبحث الوضع في شرق أوكرانيا. ولاحظت " لاغازيت إليكتورال" في تعليقها أنه على الرغم من تقدم القوات الأوكرانية شرقا لطرد الانفصاليين، فإن هؤلاء مازالوا مصرين على مواصلة القتال بمساعدة من الجيش الروسي، مشيرة بهذا الخصوص إلى طائرة (ميج 29) الأوكرانية التي ضربها الانفصاليون. وأضافت الصحيفة أن الانفصاليين يتوفرون فقط على السلاح الذي تورده لهم روسيا، مشيرة إلى أن إسقاط طائرة من هذا النوع تم بصاروخ أرض جو وهو النوع الذي لا يمكن للانفصاليين أن يصنعوه في الوقت الراهن. من جانبها، تحدثت (لاريبوبليكا) عن الاجتماع الرباعي في برلين، حول الأزمة الأوكرانية، معتبرة أن هذا الاجتماع سيكون صعبا لكن يحمل أملا لوقف التصعيد في أوكرانيا. ووفقا للصحيفة، فإن الهدف الأساسي هو القيام بكل ما يمكن من أجل تجنب صراع مفتوح بين أوكرانياوروسيا والذي ستكون له عواقب وخيمة على أوروبا. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالدبلوماسية الجديدة التي اعتمدها الفاتيكان، وبالاقتصاد الفرنسي. وترى صحيفة (لوموند) أن الإستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها الدبلوماسية في الفاتيكان تأتي عكس السياسة التقليدية التي كان ينهجها في ما يتعلق بالمفاوضات والحوار لحل النزاعات، ملاحظة أن الفاتكان لم يتردد، فيما يتعلق بقضية العراق، في دعم استخدام القوة لإنهاء نزوح لم يسبق له مثيل، للمسحيين المضطهدين من قبل الجهاديين من تنظيم (داعش). وأضافت الصحيفة أن ممثل الفاتكان لدى الأممالمتحدة، ولأول مرة، يعترف بفشل إستراتيجية الفاتيكان التقليدية، على أساس دعوات للتفاوض والحوار لحل النزاعات، مشيرة إلى أن الدبلوماسي اعترف في تصريح بلهجة غير عادية، أن العمل العسكري في العراق "ربما سيكون ضروريا" لمحاربة تقدم عناصر "الدولة الإسلامية". من جانبها، عادت صحيفة "ليبيراسيون" إلى الأرقام التي أصدرها الخميس الماضي المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية والتي أفاد من خلالها بأن نمو الاقتصاد الفرنسي لم يحقق أي تقدم في الربع الثاني من السنة.