اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، بجملة من المواضيعº أبرزها تطورات الوضع في شمال العراق، وموافقة الاتحاد الأوروبي على تسليح الأكراد، وجديد فصول الصراع الروسي الأوكراني. ففي إسبانيا، شكل قرار الاتحاد الأوروبي دعم وتسليم الأسلحة لأكراد العراق، وعودة القتال بين المتمردين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية المواضيع الرئيسية التي تناولتها الصحف اليوم. وهكذا أوردت (إلموندو) أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي قرروا، أمس الجمعة في اجتماع طارئ، الرد بشكل مشترك أمام المأساة التي تواجهها الأقليات المسيحية واليزيدية المهددة من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية". وأوضحت اليومية أن البلدان ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي وافقت لحد الآن على تقديم مساعدات إنسانية، دعمت مبادرة فرنسا، أول بلد يرسل أسلحة إلى أكراد العراق. ومن جهتها، كتبت (إلباييس) أنه ينبغي ألا يحجب القرار الأوروبي حقيقة أن ال28 لا زالوا منقسمين بشدة بشأن كيفية مساعدة الأكراد، مشيرة إلى أن هناك دولا تلتزم بهذه الفكرة كفرنسا، فيما لا تزال أخرى مترددة مثل السويد وإيرلندا وفنلندا. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (لا راثون) أنه بالإضافة إلى الاتفاق حول مد أكراد العراق بالأسلحة، فإن البلدان ال28 اتفقت، أيضا، على تعزيز التنسيق في ما بينها لدعم الأقليات النازحة في شمال العراق. إضافة إلى القضية العراقية، تطرقت الصحف، مثل (أ بي سي)، للمعارك الدائرة بين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية، مشيرة إلى أن دونيتسك ووغانسك، معقلا الانفصاليين الموالين لموسكو، كانتا مسرحا لمعارك طاحنة أمس الجمعة. وذكرت اليومية أن هذه المعارك أودت بحياة العشرات من الأشخاص، مشيرة إلى إرسال الحكومة الأوكرانية لقافلة إنسانية محملة بالمساعدات، وذلك ردا على قافلة المساعدات الروسية المثيرة للجدل. وفي ألمانيا، سلطت أغلب الصحف الضوء على التطورات التي تشهدها الأزمة الأوكرانية، إلى جانب الوضع في العراق. وفي هذا الصدد، تحدثت صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) عن المساعدات التي بدأت ألمانيا في إرسالها إلى شمال العراق للاجئين المتضررين في المنطقة، مؤكدة أن على "ألمانيا ألا تتأخر في تقديم المساعدات وتدير ظهرها لليزيديين والمسيحيين، في الوقت الذي يتعرضون فيه للقتل بهمجية وبدون رحمة من قبل الميليشيات الإرهابية المتطرفة التي لا تتوانى في القيام بإبادة جماعية". وأشارت الصحيفة، في تعليقها، إلى أنه لم يعد هناك مجال لإضاعة الوقت من أجل مساعدة المتضررين وإنقاذ حياتهم، مضيفة أن التفاتة ألمانيا بتقديم الماء والغذاء والدواء متواضعة بالنظر إلى الضغط الذي تسبب فيه هذا المشكل والتهديد المتواصل الذي يعيش تحت رحمته المتضررون. ومن جانبها، ترى صحيفة (كيلر ناخغيشتن) أن "اليزيديين في شمال العراق ما يحتاجونه في الوقت الراهن وبشكل كبير هو الدعم العسكري، من خلال تقديم الأسلحة والذخائر والمعدات لفائدة الأكراد" إلى جانب المساعدات الإنسانية. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (دي فيلت) للوضع السياسي الحالي في العراق بعد تعيين رئيس وزراء جديد، معتبرة أن الاستقرار سيعود بشكل تدريجي إلى البلاد إلا أن الصعوبة ستكون في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابية التي اتخذت الأمم المتحدة إجراءات عقابية صارمة ضد كل من ثبت أنه يمولهم. وأضافت الصحيفة، في تحليلها، أن لدى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، من خلال تقديم المساعدات الضرورية، فرصة لتحديد الأهداف الطويلة الأمد تجاه هذه المجموعات الإرهابية لتجنب مزيد من الفوضى في المستقبل. ومن جانب آخر، تناولت الصحف تطورات الأزمة الأوكرانية، حيث تناولت صحيفة (راينبفالتس) ما اعتبرته المساعدات الروسية "المزعومة" لسكان شمال أوكرانيا والمخاوف التي أثارتها هذه العملية، مسجلة أنه كان بإمكان روسياوأوكرانيا الموافقة على خطة معقولة للصليب الأحمر ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، من أجل تولي مهمة الإشراف على شاحنات المساعدات الروسية وأيضا على توزيع إمدادات الإغاثة. واعتبرت الصحيفة أن هذا الحل كان سيؤدي على الأقل إلى وقف إطلاق النار بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا. وفي بلجيكا اهتمت الصحف بالوضع الطاقي للبلاد، حيث نصف حضيرة المحطات النووية متوقف عن العمل، متسائلة في هذا الصدد عما إذا كانت بلجيكا ستواجه خطر انقطاع عام للتيار الكهربائي خلال فصل الشتاء المقبل. وكتبت (لا ليبر بلجيك)، تحت عنوان "الطاقة النووية: بماذا نلعب"، أن هذا المصدر، وإن كان يوفر اكتفاء ذاتيا، عكس مصادر أخرى كالغاز، فإنه يبقى صناعة هشة، وتأسفت ل"فشل الحكومات المتعاقبة في وضع استراتيجية طاقية حكيمة ومتماسكة تستبق انتقالا طاقيا حقيقيا". كما تأسفت (لوسوار)، في افتتاحيتها، لكون بلجيكا برمجت وقف إمدادات الطاقة النووية دون استشراف صعود قوة بديلة، مذكرة بأن بروكسيل قررت إغلاق المحطات مع بديل وحيد ومستدام هو استثمارات هواة في مجال الطاقات المتجددة. أما (لادرنيير أور)، فقالت إن بلجيكا لن تعرف توقفا تاما لأن هناك مخارج لهذا الوضع الدقيق كالاستيراد من جيرانها، وإذا لم يكف ذلك، فالبلاد تتوفر على احتياطي استراتيجي، وإذا لم يكف ذلك أيضا، ستتخذ الدولة تدابير ملزمة، وفي أسوأ الأحوال إغراق أجزاء من البلاد في ظلام دامس. وفي فرنسا، كتبت صحيفة (لوموند) أنه بعد ستة أشهر من النمو السلبي (صفر)، اضطرت الحكومة مراجعة توقعاتها هبوطا، مشيرة إلى أن "البطالة واصلت تحطيم أرقام قياسية لانعدام النمو والانتعاش الاقتصادي"، وعدم وفاء الحكومة بوعودها عكس وتيرة البطالة والحد من العجز. وأضافت اليومية أن الرئيس الفرنسي "فقد الكثير من رصيده في انتظار ما قد لا يكون ولن يحدث"، مشيرة إلى أنه يتعين الآن تقديم حلول مهما كانت المخاطر السياسية. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (ليبيراسيون) للاحتفال بالذكرى 70 لعملية الإنزال في لا بروفانس والتي أقيمت أمس الجمعة بتولون، مشيرة إلى أن هذا الحدث لا يحظى بنفس اهتمام قادة العالم بإنزال نورماندي. وأضافت أن "لا باراك أوباما ولا فلاديمير بوتين ولا أنجيلا ميركل انتقلوا أمس إلى منطقة لافار لإحياء هذه الذكرى"، معتبرة أنه "دون ال450 ألف رجل الذين شاركوا في عملية "التنين" لتحرير جنوبفرنسا وتطويق القوات النازية، لكان انتصار الحلفاء في 1944 أكثر تعقيدا". وبالنسبة لليومية فإن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انتهز هذه الاحتفالات لتثمين والإشادة بعلاقاته مع البلدان الإفريقية، وترسيخ هذا الإنزال في الذاكرة وإن بقي دائما في ظل إنزال لا نورماندي. وفي بولندا، اهتمت الصحف بتدخل محتمل للجيش الأوكراني ضد قافلة مدرعات روسية ربما دخلت التراب الأوكراني، وإنكار موسكو لذلك. إذ كتبت (لاغازيت إليكتورال) أن إعلان كييف تدمير جزء من هذه المدرعات أجج التوتر بين الجانبين، لاسيما بعد نفي موسكو، وفورا، هذا الأمر. وأضافت أن هذا الوضع أثر على عدد من البورصات الأوروبية وأثار ردود فعل من كبريات العواصم الغربية، التي حذرت موسكو من أي تدخل في أوكرانيا، مشيرة إلى أن القضية الأوكرانية تذكر بالوضع في يوغوسلافا سابقا. المنحى ذاته، سارت عليه صحيفة (لاريسبوبليكا) التي أشارت إلى أن تصاعد التوتر بين أوكرانياوروسيا أعاد، فجأة، إلى الدرجة الثانية القافلة الإنسانية الروسية التي تم إيقافها عند الحدود مع أوكرانيا، فيما لا يزال المدنيون، الفارين من الحرب في شرق البلاد، ينتظرون المساعدات الإنسانية. ووصفت تزايد النشاط العسكري الروسي في الأيام الأخيرة على الحدود مع أوكرانيا بأنه "استفزازي"، ويجعل شبح التدخل العسكري الروسي يخيم على المنطقة لمساعدة المتمردين المدعومين من الكرملين، بعد أن فقدوا الكثير من الأراضي إثر هجوم الجيش الأوكراني، لاسيما في دونيتسك. وفي تركيا، تركز اهتمام الصحف على "الدبلوماسية الإنسانية" لأنقرة التي تبذل جهودا حثيثة للتخفيف عن ضحايا العنف وعن آلاف اللاجئين من دول الجوار، وكذا فلسطينيي غزة. وكتبت (حرييت) أن تركيا، مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، دعت المجتمع الدولي للمشاركة في تحمل عبء استضافتهم. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (سوزكي) أن تركيا، التي تقدم مساعدتها لمختلف الجاليات دون تمييز، أنفقت نحو 4 مليار دولار في أشكال مختلفة من المساعدات على اللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن " 224 مليون دولار فقط من هذه المساعدات دولية". وأضافت اليومية أن تركيا تستقبل أيضا عراقيين، وتدير معسكرا في زاخو (شمال العراق) لأفراد الطائفة اليزيدية، وتقدم المساعدة للتركمان والكلدان المسيحيين الفارين من بطش جهادي تنظيم "الدولة الإسلامية". أما صحيفتا (ميليت) و(ديلي صباح) فعادتا لتناول التوترات الأخيرة بين لاجئين السوريين وأتراك بغازي عنتاب، التي تستضيف نحو 200 ألف سوري، والحوادث في كيليس، وهما منطقتان تقعان على الحدود الجنوبية الشرقية مع سورية. وذكرت (ديلي صباح) أن جهات عدة وجهت نداءات للجانبين من أجل التهدئة وتخفيف حدة التوتر، لاسيما ممثلي ائتلاف الثورة والمعارضة السورية، الذين نددوا بمقتل تركي كان يكري محلا لسوري علي يد هذا الأخير. وفي السويد، اهتمت الصحف بتطورات الوضع في أوكرانيا، إذ أوردت (داغينس نيهيتر) أن البيت الأبيض دعا روسيا إلى وقف محاولتها "الخطيرة للغاية والاستفزازية" الرامية إلى زعزعة استقرار أوكرانيا، في وقت قالت فيه كييف إنها دمرت مدرعات روسية دخلت أراضيها. وأضافت أنه، وفقا للبيت الأبيض، فإن روسيا تكثف جهودها لزعزعة وضع متوتر أصلا في شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن روسيا نفت اتهامات كييف لها، وأكدت أن القافلة الإنسانية الروسية لا تتضمن أي معدات عسكرية. ومن جهتها، كتبت (سفينسكا داجبلاديت)، نقلا عن تقارير إعلامية، أن 23 مدرعة روسية دخلت الأراضي الأوكرانية، مضيفة أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، وصف العملية بأنها "تسلل" يدل على استمرار تدفق الأسلحة والقوات الروسية على شرق أوكرانيا. وأضافت أن راسموسن أكد أنه "دليل واضح" على استمرار تورط روسيا في زعزعة استقرار أوكرانيا، مشيرة إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دعوا، من جهتهم، موسكو لوقف "الأعمال العدائية" على الحدود مع أوكرانيا. أما (افتونبلاديت)، فأشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية شددت على أنه ليس لروسيا الحق في إرسال مدرعات أو أشخاص أو بضائع إلى أوكرانيا دون موافقة السلطات الأوكرانية، مضيفة أن الحكومة الأوكرانية أفادت بأن صواريخ أطلقت من روسيا بعد تدمير الجيش الأوكراني للمدرعات الروسية. وأوردت اليومية صورا لدبابات روسية على متن قطار متجه إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أن روسيا ادعت أن هذه الدبابات في طريقها إلى أحد المستودعات العسكرية.