تقاطعت عدد من المنابر الإعلامية الإسبانية في نشرها لتصريحات أدلى بها رئيس الحكومة المحلّية لمدينة مليلية، خوانْ خُوصِي إيمْبْرُوضَا المنتمي للحزب الشعبي، إذ أعرب عن استيائه من عدم تأكيد أيّ عضو من الحكومة المركزية بمدريد لحضوره ضمن الاحتفالات المرتقبة يوم الجمعة المقبل بمناسبة مرور 513 سنة عن "أسبنَة" المدينة، مُفيدا ضمن هذا الصدد بأنّ: "لا أَحد أكّد حضوره كممثل للحكومة الوطنية التي يقُودهَا الاشتراكي ثَابَاتِيرُو، وإن جاء أيّ منهم فهو مُرحّب به، ذلك لأنّ المناسبة عيدٌ لكل ساكنة مليلية التي جعلت المنطقة على ما هي عليه الآن والتي لا تفتأ عن تأكيد وجودها". إيمْبْرُوضَا انشغل مؤخّرا بتفادي مسؤولين بحكومة مدريد الوطنية للحضور ضمن الاحتفالات الرسمية التي يُرتقب أن يُشرع فيها بعد غد الجمعة بمناسبة مرور 513 سنة عن احتلال الثغر المغربي، إذ حاول رئيس الحكومة المحلّية لمليلية ربط اتصالات غير رسمية بعدد من الوزراء وكتّاب الدولة دون فلاحه في نيل تأكيد بحضورهم، هذا قبل أن يستنجد إيمْبْرُوضَا بمَارْيَانُو رَاخٌويْ، رئيس الحزب الشعبي الذي ينتمي إليه الحاكم المُنتخب للمدينة، والذي قبل دعوة انتقاله الدّاعم لحفظ ماء وجه شعبيي مليلية. الحكومة المحلّية لمليلية اعتبرت موقف الحكومة المركزية بمثابة محاباة للمغرب ومطالبه بشأن استرداد المدينتين اللتان يصفهما بالمُحتلّتين، إذ أفاد إيمْبْرُوضَا ضمن ذات التصريحات التي أرخاها بالمناسبة: "لاَ يُمكن للمغرب أن يُطالب بمدّ سيادته لمدينتي سبتة ومليلية استنادّا على المعطى الجغرافي.. صحيح أنّهما مُتواجدتان بشمال إفريقيا إلاّ أنّ وجود الحدود يكتسب هنا قوّة أكثر من الجغرافيا"، قبل أن يُضيف: "شبه الجزيرة الإيبيرية مقتسمة بين إسبانيا والبرتغال، كما أنّ انتشار تركيا بين أوروبا وآسيا وحال مناطق برّية بجوار أمريكا الجنوبية يُذكيان ضعف الاستناد إلى المعطيات الجغرافية لإقرار أحقّية السيادة". حري بالذكر أنّ احتفالات الإسبان داخل مليلية بالذكرى ال513 للاحتلال ستنتشر على مساحة زمنية ممتدّة من يوم غد الخميس إلى غاية انتهاء الأسبوع الجاري، في حين تُفعّل حاليا بالثغر السليب تحرّكات جمعوية مغربية بهدف حثّ الساكنة الأصلية على مُقاطعة مظاهر الاحتفال ضدّا على تحرّكات بعض الجمعيات المُقرّبة من الحزب الشعبي الإسباني الحاكم بالمدينة والتي تحاول "التودّد" لإيمْبْرُوضَا، وخزائن أموال الحكومة المحلّية، بحثّ الساكنة الأصيلة المغربية على الخروج للتموقع في قلب الاحتفالات.