عمدت سلطات الاحتلال الإسباني بمليلية إلى ضخّ 90 ألف أورو (ما يعادل المائة مليون سنتيم) في أرصدة جمعية عبد الرحمان بنيحيى، متصدّر تنظيم مسلمي مدينة مليلية السليبة والمستشار ضمن ديوان حاكم مليلية خوان خوصي إيمبروضا، وهو ما أثار تساؤلات عدّة لتصادف هذا الضخّ مع تواجد الملك محمّد السادس بتراب إقليم النّاظور وإقدام بنيحيى وثلّة من المحسوبين عليه على التواجد فوق تراب بني انصار ضمن الخرجتين الرسميتين اللتان فعّلهما ملك المغرب على مرمى حجر من حيّز التواجد اللاشرعي للإسبان بشمال المغرب، ما يجعل اقتران "التمويل التدعيمي" المذكور كان لقاء مقابل محدّد. وعلاقة بتحرّكات الجمعية الإسلامية لساكنة مليلية، عُلم من مصادر جدّ مطّلعة بأنّ السلطات المركزية المغربية قد شعرت بالاستياء من محاولات تشويش فاشلة على زيارة الملك محمّد السّادس لمدينة بني انصار، خصوصا وأنّ محاولة استفزاز قد تعرّض لها رئيس بلدية بني انصار، يحيى يحيى، قُبيل لحظات من مقدم الملك لإعطاء الانطلاقة لمشروع حماية بني انصار الكبرى من الفيضانات.. إذ أفيد ضمن هذا الصدد بأنّ فكري أحوري المقرّب من عبد الرحمان بنيحيى قد رام استفزاز المستشار البرلماني يحيى بانتقاد اعتباره لمليلية مدينةً محتلّة.. كما أقدم أحوري وسط حياد سلبي من مرافقيه المرؤوسين ببنيحيى على التلفظ بعبارات "سوقية" في حق رئيس جماعة بني انصار الذي قابل محاولة الاستفزاز بابتسامة عريضة. بُعيد فشل محاولة الاستفزاز الأولى، عُمد إلى تبنّي تحرّك مستفزّ ثان تمثّل في وقفة احتجاج تمّ الإعلان عن تفعيلها ضمن أواخر أيّام التواجد الملكي بالنّاظور في صيغة خرجة ل "مستائين" من قرار الإدارة الجهوية للجمارك بفرض غرامات على المخالفين لمساطر الاستيراد المؤقّت للسيارات العابرة من مليلية، إذ حضر عدد قليل من الأفراد المحسوبين على "تيار بنيحيى" مصحوبين بتلفزيين مليليين من أجل التوثيق للموعد التشويشي، إلاّ أن الفشل كان ملاقيا لمحاولات تأجيج الوضع بعدما تمّ الإخطار من لدن كبير جمركيي النّاظور بإلغاء نوايا التغريم في ظلّ تحرّك جمعوي ناظوري واسع أثّر على كمّ الحضور الذي راهن عليه المقتاتون من المال الإسباني الموجّه ضدّ المغرب. وتجدر الإشارة إلى أنّ توظيف المال الإسباني ضدّ المغرب وملكه محمّد السّادس قد أثير من لدن يُونِيسْيُوسْ مُونْيُوزْ، الناطق الرسمي باسم الحزب الاشتراكي بمليلية، الذي طالب رئيس الحكومة المحلّية لمليلية خْوَانْ خُوسِي إيمْبْرُوضَا، المنتمي للحزب الشعبي بنفس المدينة، بتقديم تفسيرات مستعجلة تنصبّ على إقدام ثلاثة من مستشاريه على التواجده ببني انصار ضمن الزيارة التي يقوم بها ملك المغرب لإقليم النّاظور" كاشفا عن مقدار التمويل الرسمي الذي حضي به "تنظيم "بنيحيى وأحوري".. وذلك كلّه في خرجة "جهل" بالتحركات المشبوهة التي أقدم عليها الشعبيون بسند من الاستخبارات الإسبانية.