أقدم عدد من الإسبان القاطنون بمليلية على التوجّه يوم أوّل أمس الاثنين صوب مقرّ مندوبية الحكومة المركزية بالمدينة من أجل الاحتجاج على تدبير حكومة ثَبَّاتيرو لأزمة المعابر الأخيرة التي برزت بجلاء فوق تخوم المدينة ببني انصار، إذ رفع المحتجّون الأعلام الإسبانية ولافتات مُطالبة ب "تقديم تفسيرات للتدابير السلبية المرصودة من قبل الحكومة المركزية الإسبانية بهذا الصدد". في ذات السياق كذّب عبد المنعم شوقي، رئيس اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب والمكلّف بالعلاقات الخارجية داخل اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، الأرقام التي تمّ تداولها من قبل الإعلام المليلي بخصوص المُحتجّين والذين قُدّروا بالأربعمائة، مُصرّحا لهسبريس: "لقد دامت الوقفة المرصودة زهاء السّاعة والنصف، وشارك ضمنها ما يقل بقليل عن ال130 فردا من بينهم 6 مسلمين لاغير، عدد غير هيّن منهم لديه رابط أسري بأفراد الشرطة، وأنا أتساءل هنا عن قيمة هذا العدد وسط الألوف المشكّلة لساكنة الثغر المليلي المغربي المُحتلّ". غْرِيغُورْيُو إِسْكُوبَارْ، مندوب الحكومة المركزية الإسبانية بمدينة مليلية خرج في أعقاب الاحتجاجات التي دارت أمام مبنى مندوبيته بتصريحات إعلامية ينفي فيها توفره على تعليمات بتقديم أي توضيحات كانت بشأن تدبير أزمة معابر مليلية، موردا قوله: "كلّ ما يمكنني تأكيده هو أنّ الآداء الحكومي الإسباني المركزي قد آتي أكله بضمان حالة عادية على كافة المعابر منذ حلول وزير الدّاخلية الإسباني ضيفا على سلطات الرباط.. وهذا هو الهدف الأساس الذي ضُمن بالفعل تحقيقه". رئيس الحكومة المحلّية بمليلية، خُوصِي إيمْبْرُوضَا المنتمي للحزب الشعبي، اعتبر ضمن تصريحات منقولة عنه بأنّ كان ويبقى المغرب "بلدا جارا وصديقا" وقد خرج مُستفيدا من أزمة المعابر الأخيرة ومنتزعا للاحترام الجدير به، هذا قبل أن يوجه انتقادات للحزب الاشتراكي العمّالي الحاكم مركزيا جرّاء إقدامه على مهاجمة زيارة خُوصِي مَاريَا أثْنَار للمنطقة بشكل خدم مصالح المملكة المغربية وقوّى وضعها التفاوضي. وتجدر الإشارة إلى أنّ عددا كبيرا من المنابر الإعلامية الإسبانية قد عملت خلال الأيّام القليلة الماضية على التواجد بالجانب الإسباني من معابر مليلية قصد إعداد مواد إعلامية تهمّ أنشطة التهريب التي يمارسها عدد من المغاربة الوافدين على المدينة، وهي المواد التي يُرتقب بثّها ضمن موجة صحفية تروم "إعادة الاعتبار" للأمنيين الإسبان المشتغلين بالمدينة وتقديمهم على أنّهم يواجهون "وحوشا مغربية مُخرّبة" يُستحسن مواجهتها بأساليب بديلة قد تمتدّ للعنف.