شكلت نتائج الانتخابات الرئاسية في موريتانيا، والتطورات الأمنية والسياسية في ليبيا، ومشاركة المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم أبرز اهتمامات الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء. ففي موريتانيا تركز اهتمام الصحف على نتائج الانتخابات الرئاسية وبرقية التهنئة التي بعثها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للرئيس محمد ولد عبد العزيز بمناسبة إعادة انتخابه. وهكذا نشرت الصحف نص البرقية التي وجهها جلالة الملك للرئيس الموريتاني على إثر إعادة انتخابه لولاية ثانية مدتها خمس سنوات، والتي عبر فيها جلالته عن أسمى عبارات التهاني، وأصدق المتمنيات للرئيس الموريتاني بموصول التوفيق في مهامه السامية لتحقيق تطلعات شعبه الشقيق إلى مزيد التقدم والازدهار، في ظل الأمن والاستقرار. وعن نتائج اقتراع يوم 21 يونيو كتبت جريدة ( الصحيفة ) أنها لم تحمل مفاجأة كبيرة بحسب المراقبين، حيث كان فوز المرشح محمد ولد عبد العزيز منذ الشوط الأول أمرا محسوما ، مشيرة إلى أن نسبة 89ر81 بالمائة مثلت مفاجأة لأنها نسبة مرتفعة لم تعهدها موريتانيا في الانتخابات الرئاسية منذ 2005 . وأضافت الصحيفة أن نسبة المشاركة العامة ، التي بلغت 46ر56 بالمائة، جاءت مفاجئة بالنظر لحملات المقاطعة والمشاكل الفنية التي أعاقت حصول الكثير من الناخبين على أرقامهم الجديدة بعد أن تغيرت على اللائحة الانتخابية. واعتبرت الصحيفة أن المفاجأة الكبرى في الانتخابات الرئاسية تمثلت في حلول الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد عبيد في المرتية الثانية بدل بيجل ولد هميد، رئيس حزب الوئام، الذي كان المراقبون يرشحونه لاحتلال المركز الثاني. وتطرقت الصحف إلى الندوات الصحفية التي عقدها المرشحون بيجل ولد هميد وإبراهيما صار ومريم بنت مولاي إدريس ، والتي أقروا فيها بالهزيمة وهنئوا الرئيس ولد عبد العزيز على الفوز، ونقلت عن صار قوله " أن اللعبة الديمقراطية تفرض على من يمارسها الاعتراف والانصياع للنتائج التي تفرزها صناديق الاقتراع". كما أشارت إلى تصريح للناطق الرسمي باسم المرشح محمد ولد عبد العزيز الذي قال إن الرئيس " يفتح الباب أمام جميع الطيف السياسي وأنه سيكون رئيسا لجميع الموريتانيين بدون استثناء" أما صحيفة ( لوتانتيك ) فقالت من جهتها، أن رقم 46ر56 بالمائة الذي يمثل نسبة المشاركة في الدور الأول للانتخابات الرئاسية ليوم 21 يونيو استأثر باهتمام السلطة والمعارضة الراديكالية وخلصت إلى أن " كل واحد من المعسكرين مازال يهلل بالنصر على الآخر". وفي ليبيا تمحور اهتمام الصحف حول الوضع الأمني المتردي ببنغازي وانتخابات مجلس النواب المرتقبة غدا الأربعاء. وكتبت صحيفة (فبراير) أن بنغازي مهد الثورة الليبية تعيش على وقع القصف الصاروخي بين المجموعات المسلحة والقوات التابعة للواء خليفة حفتر الذي يقود عملية عسكرية اسماها (كرامة ليبيا) ضد جماعات توصف ب"المتطرفة" مبرزة أن الوضع بالمدينة "ما يزال مترديا في الوقت الذي تبذل فيه جهود من قبل بعض الشخصيات الليبية للوصول إلى تهدئة توفر الأمن للسكان". وأفادت الصحيفة بأن أعدادا كبيرة من المواطنين الأتراك غادرت بنغازي في اتجاه تونس وتركيا من بينهم دبلوماسيون وعمال بشركات نفط ورجال أعمال وذلك على إثر مطالبة العقيد محمد الحجازي الناطق باسم عملية (الكرامة) للرعايا الأتراك والقطريين بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة. وبرر حجازي هذا الموقف، وفق الصحيفة، ب"وجود من يحملون جنسيتين ويعملون كمخابرات لصالح الجماعات الإرهابية". صحيفة (ليبيا الإخبارية) واكبت من جهتها آخر التحضيرات لانتخابات مجلس النواب التي من المقرر أن تجري غدا الأربعاء في مختلف ربوع ليبيا مبرزة تحت عنوان عريض تصدر صفحتها الأولى أن "الاحتكام إلى صناديق الاقتراع هو الخيار الوحيد أمام الليبيين". وأوردت الصحيفة تصريحات لرئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، أكد فيها أن هذه الإنتخابات "ستؤسس لمبدأ التداول السلمي على السلطة وتعزز بناء الدولة الديمقراطية"، مشيدا بالحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني لتوفيرهما متطلبات هذا الاستحقاق الانتخابي. وفي سياق متصل، أفادت الصحيفة أن عدد المراقبين الدوليين والمحليين الذين تم اعتمادهم في هذه الانتخابات بلغ 7750 من بينهم 726 مراقبا محليا و81 إعلاميا محليا و6781 وكيلا للمرشحين. أما في الجزائر فواصلت الصحف الاحتفاء بالانتصار العريض الذي أحرزه المنتخب المحلي لكرة القدم برسم نهائيات كاس العالم بالبرازيل أمام نظيره الكوري الجنوبي بأربعة أهداف لهدفين. وكتبت صحيفة (الخبر) في هذا الصدد، أنه "لم يعد يفصل المنتخب الجزائري إلا مباراة واحدة لكسب ورقة التأهل إلى الدور الثاني من المونديال البرازيلي، وهو الحلم الذي راود الجزائريين في المشاركات الثلاث السابقة في هذا المحفل الكروي العالمي". واعتبرت أنه "ليس من السهل تحقيق حلم العبور إلى الدور الثاني للمونديال، بل يتطلب ذلك وقوف الجميع صفا واحدا، حتى يتحقق هذا الانجاز الذي لم يصله منتخب الثمانيات، ولاسيما تشكيلة مونديال إسبانيا 82، حين ربحت مباراتين ولم تعش لحظة الإعلان رسميا أن الجزائر تتأهل إلى الدور الثاني بسبب قضية المباراة المفبركة بين ألمانيا والنمسا". وأفادت الصحيفة أن المدرب وحيد حاليلوزيتش واللاعبين "يدركون جيدا بأن الهدف اقترب من التحقق، لكن يعترفون في الوقت نفسه بأن المهمة لن تكون سهلة، في مباراتهم أمام روسيا التي وصفها التقني البوسني ب"أنها مباراة سد". صحيفة (البلاد) كتبت من جانبها أن الشارع الجزائري بمختلف أطيافه، يتابع مشوار المنتخب في كأس العالم بالبرازيل " بشكل غطى كليا على أبرز حدثين سياسيين تشهدهما الساحة، وهما مشاورات تعديل الدستور بقيادة أحمد أويحيى، وتحرك المعارضة ضمن تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي". وسجلت الصحيفة أن مشاركة المنتخب في نهائيات كأس العالم بالبرازيل بصفته الممثل الوحيد للكرة العربية تحظى بمتابعة كبيرة من قبل الجماهير "ولم يقتصر الأمر على الشباب، بل شمل حتى السياسيين وفئات عمرية أخرى". صحيفة (الشروق) رصدت ردود الفعل في وسائل الاعلام المحلية والدولية عقب انتصار منتحب الجزائر على غريمه الكوري الجنوبي وهو الفوز الذي صنع ، حسب الصحيفة، "الحدث وسط وسائل الإعلام حيث لقي ، إشادة كبيرة من طرف المواقع والصحف العالمية، خاصة أن جاء بعد انتظار دام 32 سنة، فضلا عن كونه أثقل نتيجة عربية وإفريقية تسجل في مباراة واحدة في نهائيات كأس العالم".