توقفت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، عند مباراة الجزائروبلجيكا برسم الجولة الأولى من نهائيات كأس العالم الجارية حاليا بالبرازيل، ومستجدات الوضع السياسي والأمني في تونس، والوضع الأمني المنفلت ببنغازي، فضلا عن الحملة الانتخابية لرئاسيات موريتانيا. ففي الجزائر، لا حديث للصحف إلا عن لقاء اليوم بين المنتخب الجزائري ونظيره البلجيكي برسم الجولة الأولى من نهائيات كأس العالم الجارية المقامة بالبرازيل، مخصصة صفحات عدة لهذا الحدث وبعناوين مثيرة أحيانا، مع تفاؤل بأن الجزائريين سيحققون نتيجة إيجابية في هذا اللقاء. فتحت عنوان "الملائكة الخضر في مواجهة الشياطين الحمر"، كتبت (صحيفة الخبر) أنه رغم اتفاق كل لاعبي ومدربي المنتخب الوطني بأن مباراة اليوم ليست حاسمة، "إلا أن لا أحد من هؤلاء يتوقع تسجيل انطلاقة سلبية في دورة جديدة لكأس العالم تبدو مختلفة عن بقية مشاركات المنتخب الجزائري، كون مجيد بو?رة ورفقاءه مقتنعون أن التاريخ يفتح لهم ذراعيه، وبأن الترشيحات على الورق ليست بالضرورة قاعدة لا تحمل أي استثناء، ما يعني في نظر هؤلاء أن التفكير في بلوغ الدور الثاني يستدعي حتما عدم تضييع ضربة الانطلاقة". ورأت (الشروق) أن مباراة بلجيكا "تجري في ظروف استثنائية بالنسبة للمنتخب الوطني، الذي سيدخل المباراة بشحنة معنوية إضافية، بما أن موعد اللقاء يصادف الذكرى الÜ32 للفوز التاريخي الذي حققه الخضر على منتخب ألمانيا 2/1 يوم 16 يونيو 1982 بملعب خيخون في مونديال إسبانيا"، مشيرة إلى أن "أشبال خاليلوزيتش سيسعون إلى توظيف هذه الشحنة خلال مباراة اليوم، والاستفادة من خبرة مساعد المدرب نور الدين قريشي الذي كان أحد صانعي هذه الملحمة". وعالجت (الجزائر نيوز) هذا الموضوع من زاويتها الخاصة، فرأت أن "الميزانية الضخمة التي تخصصها لهذه اللعبة بعض الدول المستهترة بكيانها ومستقبلها، ومنها الجزائر، تجعلنا نقتنع بأن عقولنا نزلت إلى أقدامنا، ولا يمكن أن تتعداها إلى الرأس من أجل التفكير الجدي في الآليات الحقيقية التي يجب توفيرها لصناعة المعرفة والثقافة والمدرسة والإنسان المحصن المنتج، ومن ثم التخلص من التبعية الكلية للجهد الغيري الذي يوفر لنا حاجاتنا اليومية كلها، بداية من الخبز، مرورا بالحليب والقلم والحبر والورق والدواء والخشب والتربية والابتكار، وكل ما له علاقة بحياتنا المتدنية التي تعتمد على جهد الآخرين ومنتجهم. وهي أشياء لا يمكن أن توفرها كرة القدم مهما كان تطورها". وتابعت أن السلطات المتعاقبة في الجزائر "توفر لجماعة كرة القدم كل ما تحتاج إليه من بهرجة وبذخ واحترام وتبجيل وقداسة، إلى درجة التشبع والفساد، وذلك بالاتكاء على أموال الريع التي تجود بها شركة المحروقات في الجنوب البائس على كافة الأصعدة. ويمكن، للتأكد من ذلك، مراجعة رواتب اللاعبين والمسيرين والمدربين في مختلف الأندية، وما دفعه البلد من أجل المشاركة الرمزية، ومن أجل شراء حق البث التلفزيوني لبعض مباريات كأس العالم المقامة في البرازيل، وهي مبالغ كافية لبناء مئات المدارس، ولتشغيل آلاف البطالين الذين لن تطعمهم المقابلات، ولن تؤويهم، ولن تعلمهم كيف يركبون جملة صحيحة يتباهون بها أمام الأمم التي تركز على ثقافة الرأس، وليس على ثقافة الأقدام التي لا مردودية لها من الناحية النفعية البحتة". وفي تونس، اهتمت الصحف، على الخصوص، بمستجدات الوضع السياسي والأمني. في هذا السياق، أشارت صحيفة (الصباح) إلى أن شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قدم أمس إلى رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، أجندة أولية تهم الاستحقاقات المقبلة، مضيفة أن الهيئة اقترحت أن تكون الانتخابات التشريعية يوم 26 أكتوبر 2014، والانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى يوم 23 نونبر 2014 ، والانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية يوم 28 دجنبر 2014. ومن جهتها، وتحت عنوان "بعد قرار (حركة نداء تونس) خوض الانتخابات باسمه: هل قبر (الاتحاد من أجل تونس) نهائيا¿"، كتبت صحيفة (المغرب) أن إعلان المجلس الوطني لحركة نداء تونس المشاركة في الانتخابات التشريعية بقوائم باسم الحزب، جاء مخالفا لما ورد في البيان المشترك بين الأحزاب المشاركة في (الاتحاد من أجل تونس) وهي جبهة تشكلت سنة 2012 (وتضم إلى جانب نداء تونس، الحزب الجمهوري وحزب العمل الوطني الديمقراطي والحزب الاشتراكي والمسار الديمقراطي الاجتماعي)، مذكرة بان (البيان) أكد الاتفاق حول خوض الانتخابات القادمة تحت اسم الاتحاد. وتساءلت الصحيفة، في هذا الصدد، عن مصير الاتحاد والأحزاب المشاركة فيه. وعلى المستوى الأمني، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أن معلومات أمنية مؤكدة أفادت بتلقي أسرة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي تهديدات جدية بالقتل والخطف. ونقلت الصحيفة عن ساسي الطاهري عضو هذه المركزية النقابية قوله، في تصريح، أن المصالح الأمنية المختصة تولت على الفور إعلام حسين العباسي بجدية هذه التهديدات. ومن جهتها، نشرت كل من صحيفة (الضمير) و(الشروق) خبرا حول اكتشاف مخطط لاغتيال وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام، "تم إعداده من قبل عناصر إرهابية مقيمة بالخارج قد تكون مرتبطة بتنظيم +أنصار الشريعة+ المحظور". وفي ليبيا، اهتمت الصحف بالوضع الأمني المنفلت ببنغازي جراء استمرار المواجهات المسلحة بين القوات التابعة للواء خليفة حفتر ومجموعات مسلحة والاستعدادات الجارية لعملية التسليم والاستلام بين المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب المرتقب. وأفادت صحيفة (ليبيا الإخبارية) بأن حصيلة المواجهات المسلحة التي تدور رحاها ببنغازي بين قوات تابعة للواء حفتر ومجموعات مسلحة ارتفعت إلى 12 قتيلا و16 جريحا، فيما أوردت صحيفة (ليبيا الجديدة) تصريحا للعقيد محمد حجازي، الناطق الرسمي باسم قوات اللواء حفتر، أكد فيه شن هجوم بري وجوي "على معاقل للمتشددين" في بنغازي، مشيرا إلى أن الهجوم أسفر عن أسر خمسة أفراد من (تنظيم أنصار الشريعة) بينهم ثلاثة قياديين. وكشف المتحدث أن المواجهات خلفت مقتل 53 عنصرا من المجموعات المسلحة. ومن جهتها، تطرقت (ليبيا الجديدة) أيضا للاستعدادات الجارية لمراسيم تسليم السلطة بين المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب الذي سيجري انتخابه في 25 من الشهر الجاري، مشيرة إلى أن رئاسة المؤتمر الوطني شكلت لجنة لهذا الغرض وأناطت بها مهمة إعداد التقارير والمحاضر الخاصة بهذه العملية. وأوردت الصحيفة تصريحا لعضو المؤتمر الوطني العام، منصور الحصادي، كشف فيه عن إتلاف 15 ألف وثيقة ومستند خلال عمليات الاقتحام التي تعرض لها المؤتمر الوطني مرات عديدة من قبل متظاهرين، منبها إلى أن هذا الأمر قد يعيق عملية تسليم السلطة لمجلس النواب الجديد. وفي موريتانيا، أثارت الصحف جملة من المواضيع، أبرزها الحملة الانتخابية لرئاسيات 21 يونيو الجاري التي دخلت يومها الثاني عشر. وفي هذا الصدد، كتبت جريدة (الصحيفة) أن المراقبين المحليين يجمعون على أن الحملة الانتخابية الرئاسية "فاترة" بالمقارنة مع نظيراتها في موريتانيا في أوقات سابقة، لكنها قد تشهد مزيدا من التنافس في الأيام الأخيرة بالنظر لقرب موعد الاقتراع من جهة، ومحاولة المرشحين الدخول في لعبة "شد الحبل" مع تيار الداعين للمقاطعة من جهة أخرى. ومن جانبها، لاحظت صحيفة (السراج) أنه مع دخول الحملة الانتخابية أسبوعها الثاني والأخير، ما تزال الاتهامات المتبادلة تسود خطابات المرشحين للرئاسة وقيادات المعارضة المقاطعة، مضيفة أن الشيء الجديد في الأسبوع الثاني هو نزول العشرات من شباب الأحزاب المقاطعة إلى شوارع العاصمة للتعبئة لخيار المقاطعة. وأشارت الصحيفة إلى أن المراقبين يرون أن المنافس الأكبر للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز هو المعارضة المقاطعة ولذلك فإن الصراع الحقيقي هو نسبة المشاركة. أما صحيفة (الشعب) فاعتبرت أن الحملة الانتخابية تشهد سخونة ملحوظة من حيث الدعاية وخطابات المرشحين، حيث تزايدت أعداد مقار الدعاية للمرشحين خاصة في العاصمة نواكشوط التي تعد أكبر خزان انتخابي في البلاد، فضلا عن سخونة خطابات المرشحين الذين شددوا على ضرورة محاربة الفساد والحرمان وإرساء أسس المساواة والعدالة الاجتماعية وتحقيق إنجازات هامة في مختلف المجالات. وأضافت أنه في الوقت الذي تراهن فيه أحزاب المعارضة المقاطعة للانتخابات على تدني نسبة الإقبال والمشاركة الشعبية في هذا الاستحقاق وعملها على تعبئة الناخبين للمقاطعة، تؤكد الأحزاب الأخرى والمرشحون المتنافسون على أن مقاطعة أحزاب المعارضة لن يكون لها أي تأثير على نسبة المشاركة التي يقولون إنها ستكون مرتفعة أكثر من أي استحقاقات سابقة. وفي سياق متصل، تطرقت صحيفة (الأمل الجديد) إلى لقاء "المصالحة" الذي جمع بين زعيم المعارضة أحمد ولد داداه، رئيس تكتل القوى الديمقراطية، ومسعود ولد بلخير، رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي، بهدف تنسيق المواقف بشأن مقاطعة الانتخابات الرئاسية، فيما أشارت صحيفة (الفجر) إلى عزم قادة الأحزاب المنضوية تحت لواء منتدى المعارضة القيام بسلسلة من الأنشطة وتنظيم مهرجان خطابي في مدينة نواذيبو لدعوة المواطنين إلى مقاطعة انتخابات يوم 21 يونيو التي تصفها ب "الأحادية وتفتقر للمصداقية والنزاهة".