توقفت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، عند جديد المشاورات الجارية في الجزائر بشأن مشروع تعديل الدستور، ومستجدات المشهد الحزبي بتونس، والوضع الأمني المتفجر ببنغازي، فضلا عن الحملة الممهدة للانتخابات الرئاسية بموريتانيا. ففي الجزائر، واصلت الصحف رصد تفاصيل المشاورات التي يجريها مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى مع مختلف الفاعلين السياسيين بشأن مشروع تعديل الدستور. وتناقلت الصحف جديد هذه المشاورات، المتمثل في قبول جبهة القوى الاشتراكية (أعتد حزب معارض) المشاركة في هذه المشاورات، في موقف غريب من حزب شكل منذ تأسيسه شوكة في حلق النظام. وفي قراءتها لبيان الحزب بشأن قبول دعوة المشاركة في المشروع، لاحظت صحيفة (الخبر) أن البيان "لم يذكر أنه قرر الجلوس إلى طاولة أحمد أويحيى، من أجل مشاورات تعديل الدستور، ولكنه أكد أنه سيتباحث حول الوضع السياسي والمؤسساتي للبلاد في سياق "إعادة بÜناء الإجماع الوطني"، ما يعني أن الورقة التي سينقلها السكرتير الأول للجبهة أحمد بطاطاش إلى أويحيى لا تقتصر فقط على تعديل الدستور". وكتبت صحيفة (الشروق) أن قبول الجبهة بهذه الدعوة يشكل "تحولا لافتا في مواقف حزب الدا الحسين (نسبة إلى الحسين آيت احمد مؤسس الجبهة) الذي انتقل من تبني منطق 'الكرسي الشاغر' لسنين طويلة، إلى سياسة 'المقعد الملآن'، وهو الوصف الأمثل الذي يمكن أن تنعت به هذه التشكيلة السياسية، التي حيرت مواقفها المتابعين للشأن السياسي منذ عام 2011، تاريخ اندلاع شرارة ما يسمى 'الربيع العربي'، وما تبعه من أحداث ومحطات سياسية بارزة، قابلها الحزب بصمت مطبق، على غرار مرض الرئيس بوتفليقة، وانتهاء بترشحه للانتخابات الرئاسية رغم ما خلفه هذا القرار من نقاش سياسي غير مسبوق". واعتبرت الصحيفة أن مواقف جبهة القوى الاشتراكية "باتت في السنوات الأخيرة محط استغراب الكثير من المتتبعين لتناقضها مع السياسات التي وضعها الرعيل الأول من مؤسسيه، والتي كانت دائما ترى في المشاريع السياسية للسلطة 'لا حدث'، فما الذي جرى لهذا الحزب حتى يتحول بنسبة 180 درجة في مواقفه¿". ونقلت صحيفة (الإخبارية) عن نائب برلماني سابق عن الجبهة استغرابه لقرار هذا الحزب المشاركة في مشاورات مشروع تعديل الدستور، متسائلا عن الهدف من مشاركته في "ندوة الانتقال الديمقراطي" رفقة المعارضة قبل أيام إذا كان سيشارك الحكومة في هذه المشاورات "خاصة وأن الجهتين مختلفتين تماما في المطالب". وقال "إنها مفاجأة غير سارة لحزب معارض مثل جبهة القوى الاشتراكية". وفي تونس، اهتمت الصحف، على الخصوص، بمستجدات المشهد الحزبي، والمسار الانتخابي. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة (الصباح) إلى أن مجلس شورى (حركة النهضة) دعا في دورته الأخيرة التي انعقدت يومي السبت والأحد الماضيين، إلى فتح حوار واسع وعميق بين مختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين بهدف الوصول إلى أوسع توافق ممكن حول شخصية وطنية يتم ترشيحها للانتخابات الرئاسية القادمة لتواصل العمل من "أجل تحقيق أهداف الثورة وترسيخ البناء الديمقراطي"، مضيفة أن المجلس دعا أيضا إلى الإسراع بتحديد تاريخ نهائي للانتخابات التشريعية والرئاسية. ومن جهتها، توقفت صحيفة (الشروق) عند نتائج اجتماع المجلس الوطني لحركة نداء تونس (أعلى هيئة في الحزب)، مشيرة إلى أن الحركة رشحت الباجي قائد السبسي بالإجماع لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، كما تم تأجيل مؤتمر الحزب إلى ما بعد الانتخابات القادمة. صحيفة (التونسية) أشارت إلى أنه من المنتظر أن تقدم اليوم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى المجلس الوطني التأسيسي مقترحها الذي توصلت إليه يوم السبت الماضي بخصوص تواريخ إجراء الانتخابات المقبلة. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الصريح) أن "الانفراج النسبي الذي شهده المسار الانتخابي مع نهاية الأسبوع المنصرم لا يجب أن يكون بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة، فالطريق أمام تنظيم الانتخابات قبل متم السنة الجارية ما تزال محفوفة بالمخاطر والصعوبات، فالمواعيد لم تحدد بعد، والاحترازات على أعضاء الهيئات الفرعية للانتخابات بدأت تتهاطل، والمساحة الزمنية المتبقية بدأت تتقلص شيئا فشيئا ". وفي ليبيا، اهتمت الصحف أساسا بالوضع الأمني المتفجر ببنغازي، والتدابير الأمنية المشددة التي اتخذتها تونس على الحدود مع ليبيا في ضوء ما يعرفه هذا البلد من تطورات مقلقة. فبخصوص الوضع في بنغازي، أفادت صحيفة (ليبيا الإخبارية) أن المواجهات المسلحة التي اندلعت أمس الأحد بين مجموعات مسلحة وقوات تابعة للواء خليفة حفتر خلفت عددا من القتلى والجرحى، وأدت الى انقطاع الكهرباء جراء تعرض محطة (بنينة) لتوليد الكهرباء للقصف. وذكرت الصحيفة أن منطقتي القوارشة وسيدي فرج شهدتا تبادلا للقصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين طرفي النزاع، كما نفذ سلاح الجو طلعات في سماء بنغازي. وارتباطا بالشق الأمني، أفادت صحيفة (ليبيا الجديدة) أن السلطات التونسية دفعت بتعزيزات أمنية مكثفة على الحدود مع ليبيا "نتيجة للتطورات الأمنية الأخيرة". ونقلت الصحيفة عن مسؤول تونسي رفيع المستوى قوله "إن هذه التطورات فرضت حالة قصوى من التأهب والحذر رغم أن الوضع على الحدود بين البلدين ليس متدهورا، غير أن ما يحدث بالقطر الليبي يبعث على القلق". وفي موريتانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالحملة الممهدة للانتخابات الرئاسية المقرر إجراء جولتها الأولى يوم 21 يونيو الجاري. وهكذا لاحظت صحيفة (الشعب) تصاعد وتيرة التنافس بين المرشحين الخمسة مع بدء العد التنازلي للحملة الانتخابية حيث كثف المرشحون جولاتهم واتصالاتهم في نواكشوطوالولايات الداخلية لعرض برامجهم الانتخابية سعيا لكسب ود وثقة الناخبين. غير أن الجريدة سجلت أن الحملة الانتخابية في ثلاث ولايات بالجنوب الموريتاني لم تصل إلى مستوى السخونة المتوقعة عادة في مثل هذه الفترة من عمر الحملات الانتخابية، على الرغم من ارتفاع حرارة الطقس في هذه الولايات الثلاث، وإن كانت هناك مؤشرات تشي باهتمام كبير من طرف ساكنة هذه الولايات، بما يرفع توقعات المراقبين بنسبة مشاركة كبيرة في هذه الاستحقاقات. ومن جهتها، أشارت صحيفة (لوتانتيك) إلى اشتداد المنافسة ليس بين المرشحين فحسب بل أيضا بين مدراء حملاتهم الذين أجمعوا على التنديد بقرار المعارضة مقاطعة الانتخابات. وفي سياق متصل، نشرت بعض الصحف بيانا للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أدانت فيه "كل تصرف أو سلوك يمنع الناخب من ممارسة واجبه الانتخابي عبر صناديق الاقتراع، وكذا اللجوء إلى ممارسة أي ضغوط أو إكراهات معنوية أو مادية أو إدارية من شأنها أن تسلب المواطن حقه في ممارسة اختياره الانتخابي بحرية تامة". وأشارت اللجنة إلى أن بعض ممثلي المرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة، أبلغوها بشأن معلومات خاصة بعملية شراء لبطاقات الناخبين، من طرف بعض منافسيهم. أما صحيفة (الأمل الجديد) فتوقفت عند الندوة الصحفية الني عقدها رئيس التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير.