تابعت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأحد، الحراك السياسي الجاري حاليا في الجزائر، على خلفية مشروع تعديل الدستور، والمسار الانتخابي في تونس والاستعدادات الجارية لإجراء انتخاب مجلس النواب في ليبيا، فضلا عن الحملة الممهدة للانتخابات الرئاسية بموريتانيا. ففي الجزائر، توقفت الصحف عند المشاورات التي تستكمل اليوم أسبوعها الثاني بخصوص مسودة تعديل الدستور، التي يقودها أحمد أويحيى، مدير ديوان رئاسة الجمهورية. وكتبت صحيفة (الشروق) أن هذه المشاورات تدخل، بداية من الأسبوع المقبل، مرحلة استقبال "الأوزان الثقيلة" بعدما استنفذ الأسبوعان الأولان في استقبال شخصيات وأحزاب اعتبرت من طرف المتتبعين "مجرد أرقام في المعادلة لإغراق وتعويم المشروع، في ظل مقاطعة شريحة واسعة من الذين وجهت لهم الدعوات". وقالت الصحيفة إنه " كان لافتا في ترتيب استقبال الأحزاب والشخصيات التي لبت دعوة أحمد أويحيى، اللعب على عامل الزمن، لهدف واحد وهو إنقاذ المشاورات من الفشل، بالنظر لحصيلة الأسبوعين الأوليين، حيث لم تستطع أي من الشخصيات أو الأحزاب التي استقبلها أويحيى، كسر هاجس " الميوعة " التي طبعت الأيام الأولى من هذه المشاورات. وتحت عنوان "نحو إنتاج دستور مسلح"، لاحظت (الخبر) في مقال لها أن الجميع أدرك أن "السلطة تريد إنجاز دستور جديد، دستور مسلح يتوافق فيه الإخوة في السلاح، ويشكلون ميثاقا توافقيا وطنيا بين الطاغوت والإرهاب.. وهذا هو المسعى الذي جعل المسلحين في السلطة يتحاورون مع المسلحين في المعارضة ولا يتحاورون مع السياسيين ". وتابع المقال "الآن بات واضحا أن أحد أهم أهداف التعديل الدستوري القادم هو دسترة المصالحة، أي دسترة اللاعقاب وتسجيل هذه القضية ضد مجهول هم الفاعلون بالسلاح (خلال العشرية السوداء)". من جهة أخرى، تناقلت الصحف مضامين محاضرة ألقاها رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، بولاية الأغواط (وسط) جاء فيها أن "أدوات النظام السياسي تآكلت وباتت غير صالحة، بعد فشل الأحزاب وبلوغ النظام الانسداد العام، وأن تفريخ وتقسيم الأحزاب يعد من مصلحة النظام المنهار، لغياب الالتزامات والرقابة وتسجيل استقالة جماعية لبعض المسؤولين في الحكم لخدمة مصالحهم الشخصية والخاصة قبل المصلحة العامة". وانتقد المحاضر "السياسة المنتهجة من طرف الحكومة وعجزها عن تفعيل أدوات وآليات لإخراج البلاد من النفق المسدود، وعدم فتح باب الحوار لتفادي انهيار الجدار المؤسساتي الذي بات وشيكا دون المبالاة بتكلفة الكارثة، وإمكانية انتظار وقت طويل للخروج من المأزق الذي تسبب فيه أصحاب المصلحة الشخصية". كما تابعت الصحف تفاصيل زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى ولاية غرداية (جنوب) في أفق وضع حد للانفلات الأمني وتجدد العنف ذي الطابع الطائفي بها. ورأت صحيفة ( الإخبارية) تحت عنوان "سلال في غرداية.. مهمة الوقت بدل الضائع لحل الأزمة"، أنه منذ بروز الأزمة في هذه لولاية إلى واجهة الأحداث "سارعت الحكومة إلى محاولة تطويقها سلميا ووديا (...) لكنها فشلت في القضاء على بؤر التوتر التي ساهمت في تأجيج الصراع بين الإخوة الأعداء الذين تحركهم أيادي خفية لم تستطع الحكومة التوصل إليهم وكشفهم". وخلصت إلى أن التنمية المحلية " تعد عاملا حاسما في إقرار الأمن والاستقرار في المنطقة بالنظر لحجم البطالة التي يعاني منها شباب المنطقة، وكذا دعم الاستثمار المحلي في مختلف المجالات لتحسين ظروف معيشة السكان". واهتمت الصحف التونسية، على الخصوص، بالمسار الانتخابي والوضع الأمني في البلاد. وكتبت صحيفة (الصباح)، في هذا السياق، أن "الخيار النهائي للمجلس الوطني بإقراره تقديم موعد الانتخابات التشريعية على موعد الانتخابات الرئاسية يطرح عدة أسئلة يبقى أهمها تلك المتعلقة بحقيقة التحالفات والتغيرات الممكنة على ضوء المستجدات السياسية"، مضيفة أن بلوغ الاستحقاق الانتخابي القادم لن يكون بالأمر الهين أو اليسير بالنظر لوجود وضع عام مطبوع بتنظيم اعتصامات في قطاعات حيوية، واقتصاد متدهور. وقالت صحيفة (الضمير) إنه بعد انتهاء ماراطون التوافق حول تقديم الانتخابات التشريعية على نظيرتها الرئاسية بدعم من 12 حزبا ومعارضة 6 أحزاب، تتجه الأنظار خلال الأسبوع القادم إلى المجلس الوطني التأسيسي حيث سيعمل على تحديد موعد الانتخابات القادمة والمصادقة على رزنامة العملية الانتخابية بكاملها. من جهتها، كتبت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها أن "تونس التي نجحت في البرهنة على إمكانية التعايش بين العلمانيين والإسلاميين قادرة على أن تقود هذه القاطرة التي احترقت أغلب عرباتها، وتشعل بارقة لأمل عربي جديد بعيدا عن التطاحن والاحتراب وسفك الدماء". على المستوى الأمني، كتبت صحيفة (المغرب) أن مصادر أمنية أكدت لها أن وحدات أمنية خاصة، قدمت من العاصمة معززة ببعض الفرق التابعة للأمن بمدينة القصرين، نفذت، ليلة أول أمس، عمليات مداهمة لبعض المنازل أسفرت عن "إيقاف 5 شبان يشتبه أن لهم علاقة بالمجموعة الإرهابية التي نفذت الهجوم على مسكن عائلة وزير الداخلية، لطفي بن جدو" بالقصرين. واهتمت الصحف الليبية بالاستعدادات الجارية لإجراء انتخاب مجلس النواب المقررة في 25 من الشهر الجاري، و"أزمة البنزين" في العاصمة طرابلس، والتحذيرات الأوربية من التهديد الذي يمثله تنظيم (القاعدة) في ليبيا. وذكرت صحيفة (ليبيا الإخبارية) أنه في سياق التحضير لانتخابات مجلس النواب، انعقد بمقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات اجتماع بين مسؤولي المفوضية وممثلي عدد من الوزارات لوضع اللمسات الأخيرة على العملية التنظيمية لهذا الاستحقاق الهام. وتم خلال هذا الاجتماع - وفق الصحيفة - الوقوف على متطلبات هذا الاقتراع سواء من الناحية اللوجيسيتة أو الأمنية ومدى جاهزية اللجان التي تم تشكيلها لضمان سير هذه العملية الديمقراطية "في مناح آمن ومريح للمواطنين". وتطرقت صحيفة (ليبيا الجديدة)، من جهتها، إلى "أزمة البنزين" التي تعانيها العاصمة طرابلس منذ فترة والتي خلفت سخطا كبيرا في أوساط الساكنة. وكتبت الصحيفة في مقال حمل عنوان "أزمة البنزين تقتل الليبيين وتخرس المسؤولين"، أن هذه الأزمة "ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تعانيها العاصمة على وجه الخصوص، لكن المثير للمخاوف هو انتشار العنف والمظاهر المسلحة في محطات توزيع الوقود، مما تسبب في وقوع اشتباكات خلفت مقتل وإصابة عدد من المواطنين". واعتبرت الصحيفة أن "استمرار أزمة البنزين ومعها الطوابير الطويلة من السيارات أمام محطات الوقود قد يعيق أي محاولة لفرض النظام واحترام القانون في العاصمة ويزيد من حدة الاحتقان والسخط الشعبي". على الصعيد الأمني، أوردت (ليبيا الجديدة) تصريحات المبعوث الأوربي الخاص إلى ليبيا برنار ليون حذر فيها من "التساهل مع التنظيمات المتشددة التي تتخذ من القتل والاغتيالات مسلكا لها". ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأوربي قوله إن تهديدات تنظيم (القاعدة) في ليبيا "حقيقي وخطير"، وأن "انتشار المجموعات الإرهابية في هذا البلد يتطلب اهتماما كبيرا وتركيزا أكثر". وتركز اهتمام الصحف الموريتانية حول الحملة الممهدة للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 21 يونيو الجاري والتي دخلت أسبوعها الثاني والأخير. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الشعب) أنه مع اقتراب نهاية الحملة الانتخابية يستمر المرشحون الخمسة لهذه الانتخابات في حملاتهم الدعائية وشرح برامجهم الانتخابية لجذب أكبر عدد من الهيئة الناخبة. ولاحظت الصحيفة أن المرشحين حثوا، خلال المهرجانات والأمسيات الانتخابية، المواطنين على المشاركة الواسعة في اقتراع 21 يونيو الجاري. وفي سياق متصل، تطرقت صحيفة (الأمل الجديد) إلى لقاء صحفي عقده الناطق باسم الحملة الانتخابية للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد لعزيز، ونقلت عنه قوله إن هذا الأخير "أحدث ما يمكن أن يعتبر ثورة إنجازات طالت كل القطاعات الخدماتية وكافة مؤسسات الدولة". ومن جهتها، أشارت صحيفة (لوفرديك) إلى أن الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز قرر إقامة المهرجان الختامي لحملته الانتخابية الخميس المقبل، بملعب أحياء الترحيل بنواكشوط تحت شعار "مهرجان تجديد الطبقة السياسية". على صعيد آخر، تطرقت مجموعة من الصحف إلى الجولة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية والتعاون أحمد ولد تكدي والتي قادته إلى كل من الجزائروتونس وروسيا وإسبانيا ومصر واليونان.