تطرقت الصحف المغاربية ، الصادرة اليوم الثلاثاء ، إلى الوضع السياسي بالجزائر الذي تطبعه الحملة الانتخابية لرئاسياتها، وإعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي وتداعيات ذلك على الوضع الاجتماعي والأمني بتونس،وامتداد حركة العصيان المدني في ليبيا إلى العاصمة طرابلس. ففي الجزائر، تناولت الصحف الوضع السياسي الراهن في البلاد عشية الانتخابات الرئاسية وما أفرزته من حراك سياسي خاصة بعد ترشح الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة. وتحت عنوان " إجماع على 'انتقالية' الفترة الرئاسية القادمة"، كتبت صحيفة (البلاد) أن قوى المعارضة والحركات التي ظهرت في أعقاب إعلان بوتفليقة ترشحه لعهدة رابعة "سجلت تقدما ملموسا في افتكاك اعتراف رسمي بشرعية مطلب سياسي عمره 25 سنة، يتلخص في إعداد دستور توافقي تتقاطع فيه كل القوى السياسية مع بعضها البعض والدخول في مرحلة انتقالية". ورأت أن "دخول السلطة على خط المرحلة الانتقالية والدستور التوافقي هو في الحقيقة تراجع واضح عن امتناعها الصارم والحاد الذي ظلت تتمسك به، فهي قبل رئاسيات أبريل كانت تعتبر المرحلة الانتقالية ضربا 'لإنجازاتها ' طيلة 15 سنة، بل كانت تعتبر أن الحديث عن المرحلة الانتقالية عودة للوراء وهو قرار قد يزج بالبلاد في دوامة من العنف والتشنج". وتساءلت "ماذا حدث حتى تراجعت السلطة عن موقفها¿". وتناولت الصحف، من جهة أخرى ، الحملة الانتخابية في مرحلة عدها التنازلي، منها (الجزائر نيوز) التي قالت إن "العنف أخذ فيها منعرجا على وقع احتجاجات المناوئين للعهدة الرابعة، وألقت أحداث العنف والتخريب التي شهدتها ولاية بجابة، بعد منع عبد المالك سلال مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، من تنظيم تجمع شعبي بدار الثقافة بظلالها على الحملة الانتخابية التي تجري في جو مضطرب، انعكست في خطابات المرشحين الذين حادوا في هذه الحملة الانتخابية التي أفرغت من محتواها الحقيقي لتستغل في 'حرب كلامية' على حساب عرض برامج يمكن من خلالها استمالة الناخبين وتقديم حلول عملية لمشاكل المواطنين بدل الاكتفاء بوعود أقرب للخيال من الواقع". وتابعت أنه "ما يزيد الوضع تعقيدا هو تزامن الأيام الأخيرة من عمر الحملة الانتخابية مع تجدد المواجهات بولاية غرداية التي تئن تحت وطأة الألم والخراب الذي ألحق بها جراء أعمال العنف والتخريب التي لم تهدأ، وهو ما يعد بمثابة تحد للمترشحين لرئاسيات أبريل الجاري الذين يحاولون لعب أوراقهم الأخيرة في غضون الأيام القليلة المتبقية من الحملة". وتحت عنوان "300 قاض 'صامتون' عن تجاوزات الرئاسيات"، قالت (الخبر) إنه "لم يõسمع أي صوت للجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات المشكلة من قضاة، خلال الأسبوعين الأولين من الحملة الانتخابية، رغم التجاوزات الخطيرة التي طبعت الرئاسيات، ليصبح التساؤل مشروعا عن دور 300 قاض أوكلت لهم مهمة الحرص على السير الحسن للحملة الانتخابية وضمان مصداقيتها وشفافيتها". وتوقفت (الحور اليومي) عند موقع وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية، فرأت أن الصحافة الوطنية دخلت مع هذه الحملة "دوامة من التيهان والالتباس، التøي انعكست في تصنيفها بين موالي ومعارض وخادم لأجندات، (..) فكانت أحداث بجاية القطرة الأولى في فيض ما تخبئه لها هذه ?المرحلة التاريخية". وتناولت الصحف التونسية موضوع إعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي وتداعيات ذلك على الوضع الاجتماعي والأمني، ونتائج استطلاع للرأي حول نوايا التصويت خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، إضافة إلى قضايا اجتماعية واقتصادية متفرقة. فعلى المستوى الأول، كتبت (الصباح) في افتتاحيتها "أنه لا ينبغي أن ينظر لقرار السلطات الليبية بإعادة فتح معبر راس جدير الحدودي بداية من يوم أمس على أنه فقط حصيلة جهود سياسية بذلت ونتيجة لاتصالات مكثفة جرت بين الجانبين التونسي والليبي كما جاء في البلاغ الصادر عن رئاسة الجمهورية، وإنما أيضا على أنه عملية تدارك ورجوع منطقي عن قرار متسرع عانى منه المواطن التونسي كما المواطن الليبي على امتداد الأسابيع الماضية"، مضيفة أن "أزمة المعبر جاءت لتؤكد مرة أخرى ضرورة تثبيت أركان الدولة في كل من تونس وليبيا والقطع في أسرع وقت مع ما تبقى من أشكال الفوضى اجتماعيا وسياسيا وأمنيا". صحيفتا (المغرب) و(الضمير) نشرتا نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز تونسي متخصص حول نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. وأشارت كل من الصحيفتين إلى أن نتائج الاستطلاع أكدت تقدم (حركة النهضة) في نوايا التصويت في حالة إجراء انتخابات تشريعية خلال هذه الفترة، إذ حاز الحزب على نسبة 6ر31 بالمائة تليه (حركة تونس) ب2ر27 بالمائة في حين لم تقرر نسبة 9ر45 في المائة من المستجوبين لمن ستصوت. وأضافت الصحيفتان انه فيما يتعلق بنوايا التصويت للرئاسيات فقد حاز الباجي قائد السبسي رئيس (حركة تونس) على المرتبة الأولى بنسبة 2ر11 في المائة يليه الأستاذ الجامعي والخبير القانوني قيس سعيد ب6ر4 في المائة. وأشارت (الضمير) إلى أن 46 في المائة من التونسيين الذين شملهم الاستطلاع عبروا عن مساندتهم لرئيس الحكومة مهدي جمعة مقابل 11ر9 في المائة ضده، في حين احتفظ 7ر41 في المائة بآرائهم. صحيفة (الشروق) أشارت إلى شروع المجلس الوطني التأسيسي في مناقشة القانون الانتخابي والخلافات الحزبية القائمة حوله، وكذا تأجيل الحوار الوطني الذي كان مقررا استئنافه يوم 7 أبريل، بسبب زيارة معهدي جمعة إلى واشنطن. وفي ليبيا، اهتمت الصحف بامتداد حركة العصيان المدني الى العاصمة طرابلس، وإعادة فتح المعبر الحدودي راس اجدير بين تونس وليبيا وانفراج أزمة إغلاق الموانئ النفطية. ورصدت (صحيفة ليبيا الإخبارية) حالة الاكتظاظ المروري الكبير الذي شهدته ، أمس ، شوارع العاصمة طرابلس "جراء إقفال العديد من الشوارع الرئيسية والحيوية تلبية لدعوة نشطاء في شبكة التواصل الاجتماعي إلى عصيان مدني تضامنا مع مدينة بنغازي التي تشهد انفلات أمنيا". وكتبت الصحيفة تحت عنوان "طرابلس تختنق"، أن الازدحام الكبير في شوارع المدينة خلف استياء لدى المواطنين الذين تعذر عليهم الالتحاق بمقرات عملهم وقضاء شؤونهم المختلفة". صحيفة (قورينا الجديدة) واكبت بدورها حركة العصيان المدني الجزئي الذي بدأ الأحد في بنغازي ومدن ليبية أخرى "استجابة لدعوة دعت إليها منظمات المجتمع المدني الفاعلة في المدينة". وأفادت الصحيفة بأن هذه المنظمات طالبت في بيان أصدرته ب"الموافقة على مقترحات (لجنة فبراير) كاملة وتعديل قانون الانتخابات بما يتماشى واقتراحات هذه اللجنة مع ضرورة تضمينه نفس آلية التمثيل الانتخابي وتقسيم الدوائر التي اعتمدت في قانون انتخابات المؤتمر الوطني العام"، كما دعت إلى "اقتصار مهام الحكومة المؤقتة على تصريف الأعمال والتنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات وتسهيل مهامها لإتمام الانتخابات على وجه السرعة وتجميد عمل المؤتمر الوطني العام". صحيفة (فبراير) اهتمت بأزمة إغلاق الموانئ النفطية التي شهدت أخيرا انفراجا بعد توصل الحكومة ومغلقي هذه المنشآت إلى اتفاق يقضي برفع الحصار الذي ضرب عليها لأزيد من ثمانية أشهر. وأبرزت الصحيفة، في هذا الإطار ، أن الاتفاق لقي ترحيبا من حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، التي هنأت في بيان مشترك المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة ب "التزامهما العمل معا من أجل حل هذه القضية التي أضرت كثيرا بالاقتصاد الليبي والشعب الليبي سلميا ". ودعت هذه البلدان - وفقا للصحيفة - جميع الأطراف المعنية إلى "تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وبأسرع وقت ممكن، وفقا للجدول الزمني المعد له"، وحثت جميع الفئات في أنحاء ليبيا على وقف تعطيل منشآت الطاقة في البلاد لتمكين الإنتاج والصادرات من العودة إلى المستويات الطبيعية، واستئناف التنمية الاقتصادية تحقيقا لمصلحة جميع الليبيين". صحيفة (ليبيا الإخبارية) اهتمت بانفراج مماثل شهدته أزمة المعابر الحدودية بين تونس وليبيا بالإعلان أمس عن إعادة فتح معبر (رأس اجدير) الذي ظل مغلقا قرابة شهر. ونقلت الصحيفة عن مصادر بوزارة الداخلية الليبية قولها إن إعادة افتتاح المنفذ "جاء بعد الاتفاق الذي تم بين الجهات المختصة والأجهزة الأمنية من كلا الجانبين"، موضحة أن إجراءات أمنية اتخذت لصالح الطرفين وبما يسهم في تسهيل حركة المرور، بالإضافة إلى انسياب السلع والبضائع ".