تطرقت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، إلى الحراك السياسي بالجزائر عشية انطلاق المشاورات بشأن مشروع تعديل الدستور، والمسار الانتخابي والحوار الاقتصادي والوضع الأمني في تونس، والاستعدادات الجارية لتنظيم رئاسيات 21 يونيو في موريتانيا. ففي الجزائر، تناولت الصحف حالة الترقب التي تسبق موعد انطلاق المشاورات بشأن مشروع تعديل الدستور في ظل تباعد المواقف بين السلطة والمعارضة. وفي هذا الصدد، قالت (الخبر) إن يونيو المقبل "سيكون شهر ترسيم الحدود السياسية بين السلطة والمعارضة في إطار قطيعة عرفت مسارا وكأنه ممنهج على عدم الاتفاق على 'التوافق، وإن كان هذا المصطلح يعمل عليه الجانبان، لكن بصيغة تباعد وتناقض، فالسلطة تريد توافقا على الدستور بمنطق المشاورات، والمعارضة تريد توافقا على التغيير بمصطلح الانتقال الديمقراطي". وتابعت أن "هذا التضاد على مشهد سياسي أصبح، منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية ل17 أبريل، خاليا من أي نقطة تقاطع يمكن التمسك بحبلها في مسعى البحث عن توافق كمنطلق لتفاهمات سياسية لاحقة تمنع الدخول في الحائط"، لكن "ما يحدث هو العكس، حينما زادت القناعات السياسية تباعدا بين فصيلين سياسيين، يبدو من حيث نمط تعاطيهما مع الاختلاف الذي بينهما كأنهما في دولتين جارتين تتنازعان الحدود". ومن تداعيات هذا التباعد بين الطرفين، ما أوردته (الشروق) من أن نواب أحزاب المعارضة "اتفقوا على مقاطعة جلسات مناقشة مخطط الحكومة الذي سيعرضه الوزير الأول عبد المالك سلال على البرلمان، الأحد المقبل، تزامنا مع إطلاق مشاورات لتشكيل قطب للضغط داخل المجلس، لعرقلة مشاريع القوانين، في مقدمتها مشروع تعديل الدستور". وكشفت (الفجر)، نقلا عن مصادر وصفتها ب"الرفيعة"، عن "تعديل حكومي مرتقب شهر أكتوبر القادم، بعد استكمال مراجعة الدستور"، متوقعة أن "يغادر بعدها الوزير الأول عبد المالك سلال مبنى قصر الدكتور سعدان". ومن جهة أخرى، توقفت (البلاد) عند أزمة الحدود الجزائرية مع عدد من بلدان الجوار، ولاحظت أنه " لم يسبق للجزائر، منذ حرب الرمال مع المغرب، أن واجهت أزمة أمنية مصدرها الخارج، مثلما تواجهه اليوم على الحدود الشرقية مع تونس وليبيا والجنوبية مع مالي والنيجر"، مضيفة أنه "لم يعد خافيا حجم المخاطر التي تتدفق على بلادنا من دول الجوار التي تعيش وضعا أمنيا صعبا وآخر سياسيا معقدا ألقى بضلاله على استقرار المنطقة، بعدما سيطرت التنظيمات الإرهابية المسلحة على مفاتيح الأمن في المنطقة". وعلى مستوى آخر، أشارت (الجزائر نيوز) إلى أن المصالح البيطرية في عدة ولايات بالشرق الجزائري على غرار سطيف وتبسة وباتنة وبرج بوعريريج "سجلت خلال الأيام الأخيرة، نفوق الآلاف من الدواجن وذلك بعد إصابتها بمرض "نيوكاسل" الذي يعرف بانتشاره السريع بين كل أنواع الطيور، حيث خلف هذا المرض خسائر بالملايير، وأحدث حالة من القلق لدى مربي الدواجن، وينبئ بحدوث أزمة لحوم بيضاء وارتفاع أسعارها مع اقتراب شهر رمضان". وفي تونس، اهتمت الصحف التونسية، على الخصوص، بالمسار الانتخابي والحوار الاقتصادي والوضع الأمني. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (المغرب) أن لجنة الإشراف على الحوار الاقتصادي المكونة من ممثلين عن الحكومة المؤقتة والاتحاد العام التونسي للشغل، ومنظمة الأعراف (الباطرونا) اجتمعت لتحديد موعد جديد لانطلاق الحوار الوطني الاقتصادي بعد أن بات عقده يوم 28 ماي متعذرا. وفي الجانب الانتخابي، أشارت الصحيفة إلى أن حمة الهمامي، الناطق الرسمي للجبهة الشعبية (معارضة) سيشارك لأول مرة في الانتخابات من خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وكتبت صحيفة (الصريح) أن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أعلن أمس رسميا، عن انطلاق الحملة التحسيسية لتسجيل الناخبين التي تستهدف أربعة ملايين ناخب لم يسجلوا في انتخابات أكتوبر 2011. وأشارت صحيفة (الشروق)، في افتتاحيتها، إلى أن رئيس الجمهورية ختم القانون الانتخابي وأحاله على رئاسة الحكومة لنشره في الرائد الرسمي (الجريدة الرسمية) بعد تجاوز إشكال الفصول المطعون في دستوريتها، مضيفة أنه "مع ذلك لم يتم إلى حد الآن التوافق على الموعد النهائي للانتخابات القادمة، وما إذا كانت الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستكون بالجمع أو الفصل". وعلى المستوى الأمني، كتبت صحيفة (الصباح) أن "معطيات الأجهزة الأمنية كشفت مؤخرا عن تطورات وسيناريوهات مرعبة كانت تستهدف تونس انطلاقا من ليبيا، وهو ما يجعل الأزمة في ليبيا وتداعياتها على تونس وكامل المنطقة ومآلاتها المستقبلية على رأس الاهتمامات اليوم. وتطرح اليوم أسئلة حارقة حول مدى حجم المخاطر الأمنية المحدقة بتونس من قبل المتشددين في ليبيا وكيف يمكن أن تتطور الأوضاع في ليبيا". وفي موريتانيا، ما زالت الاستعدادات الجارية لتنظيم الانتخابات الرئاسية، المقررة يوم 21 يونيو المقبل، والتجمعات التي تقيمها أحزاب المعارضة الراديكالية للحث على مقاطعتها، تستأثر باهتمام الصحف المحلية. وفي هذا الصدد، أفردت صحيفة (الأخبار) ملفا للبرنامج الانتخابي السابق للرئيس محمد ولد عبد العزيز، الذي قالت إنه المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية القادمة، ضمنته مجموعة من الوعود خلال حملته الانتخابية لعام 2009 ، التي فاز في شوطها الأول بأكثر من 52 في المائة من أصوات الموريتانيين. وذكرت بأن البرنامج الانتخابي للرئيس ولد عبد العزيز لعام 2009 ركز على مخاطبة البدو، واعدا إياهم ب "تحسين ظروفهم وإطلاق مشاريع كبرى تغير حياتهم في الداخل، راصدة بعض الوعود التي لم تتحقق". وفي سياق متصل، توقفت صحيفتا (الأمل الجديد) و(لوكوتيديان دو نواكشوط) عند المهرجان الحاشد الذي نظمه اتحاد قوى التقدم، المعارض، أول أمس الاثنين في نواكشوط، والذي شرح فيه أسباب ودواعي مقاطعته للانتخابات الرئاسية المقبلة، كما الانتخابات البلدية والتشريعية الأخيرة، داعيا منخرطيه ومناصريه إلى مقاطعتها، معتبرا أنها في حال تنظيمها "لن يكون لها معنى ولا مصداقية". وعلى صعيد آخر، تطرقت مجموعة من الصحف إلى انعقاد اجتماع اللجنة الاستشارية لخبراء الاتحاد الإفريقي لمحاربة السيدا والسل والملاريا في نواكشوط، بهدف إعداد توصيات تتعلق بإنشاء مرصد إفريقي للسيدا، سيتم تقديمها لمؤتمر القمة العادي الثالث والعشرين الذي سينعقد في مالابو في يونيو القادم، والمحادثات التي أجراها وزير الداخلية واللامركزية، محمد ولد أحمد سالم ولد محمد راره، في أبو ظبي، مع الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي.