أقال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عدداً من القيادات العسكرية التي تقود الجيش في منطقة الصحراء القريبة من مالي وموريتانيا، وأجري الرئيس بوتفيلقة بصفته وزير الدفاع والقائد الأعلي للقوات المسلحة الجزائرية وفقا للصلاحيات التي يخوله له الدستور سلسلة من التغييرات في قيادات أركان الجيش الميدانية الجهوية لمختلف المناطق العسكرية، شملت علي وجه التحديد القيادات التي تشرف علي العمليات الميدانية للجيش الوطني في المناطق العسكرية المحاذية لموريتانيا ومالي. وعين الرئيس الجزائري الجنرال الهادي بودرسة نائبا لقائد الناحية العسكرية الثالثة التي يقع مقرها بمدينة بشار (620 كيلو متر جنوبي العاصمة الجزائرية) ويمتد إقليمها إلي غاية الحدود الموريتانية المالية، ما يبرز أن هذا التغيير له علاقة مباشرة بنتائج مكافحة الإرهاب في المنطقة وفي الجنوب بشكل خاص، كما تم تعيين الجنرال محند أمزيان سي محند كرئيس للأركان بذات الناحية العسكرية، وأنهي الرئيس بوتفليقة مهام العميد علي صغير عيسي نائب قائد الناحية العسكرية الثالثة ورئيس أركان نفس الناحية العميد مصطفي شاقور. وشملت هذه التغييرات التي تعد الأبرز منذ سنوات الناحية العسكرية الخامسة أيضا والتي مقرها بمدينة قسنطينة (430 كيلو متراً شرقي العاصمة الجزائرية)، حيث تم إنهاء مهام نائب قائد الناحية العسكرية الخامسة العميد محمد برغام وكذا رئيس أركان ذات الناحية العميد نور الدين حمبلي و خلفه في منصبه السابق العميد سعيد زياد كرئيس للأركان، كما تم اجراء تغييرات مست القيادة العسكرية للناحية الرابعة الواقع مقرها بمدينة ورقلة (611 كيلو متراً جنوبي العاصمة الجزائرية) والتي تمتد صلاحياتها علي كامل منطقة حاسي مسعود الغنية بالنفط والتي تتواجد بها أغلب الشركات النفطية الأجنبية. وقالت مصادر جزائرية إن سلسلة من الاجتماعات عقدت بين قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح،والقيادات الميدانية للجيش بهدف البحث عن أفضل السبل للتنسيق بين مختلف المصالح العملياتية، وتكثيف العمليات العسكرية والحرب ضد الإرهاب خاصة بمنطقة الصحراء والمناطق الحدودية التي أصبحت تشكل ملاذا للمسلحين خاصة في المناطق الحدودية بين الجزائر مع كل من المالي وموريتانيا والنيجر وعزا المراقبون التغيرات العسكرية التي أقرها بوتفليقة الي رغبته في اعطاء نفس جديد للحرب علي المجموعات المسلحة التي تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي خاصة في المناطق الصحراوية التي صار يتخذها التنظيم اضافة الي المناطق الرخوة علي الحدود بين الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا، منطقة تحرك دائم، ويستعملها كمنطقة انطلاق لتنفيذ هجمات ارهابية وخطف رعايا أجانب، وشل نشاط المسلحين، خاصة مع تزايد نفوذهم وعميلاتهم الارهابية كان أكثرها دموية العملية التي نفذها المسلحون في 28 يونيو الماضي والتي راح ضحيتها 11 من عناصر حرس الحدود الجزائرية. وكان الرئيس الجزائري قد أكد خلال اجتماع تقييمي لحصيلة عمل وزارة الداخلية في 18 الشهر الجاري عزم الجيش علي مواصلة الحرب بلا هوادة ضد الارهاب في كل مكان حتي القضاء عليها بشكل كامل، مشيرا الي استعداد الدولة لتوفير كامل الامكانات لقوات الشرطة و الدرك والجيش، وسعيها لتجهيزه خلال السنوات الأخيرة، مشيرا الي التقلص الكبير للعميات الارهابية بفضل جهود قوات الجيش والأمن.