تناولت الصحف المغاربية ، الصادرة اليوم الأربعاء ، القضايا الراهنة بالمنطقة منها ندوة "الانتقال الديمقراطي" التي نظمتها المعارضة بالجزائر، والحملة الانتخابية لرئاسيات 21 يونيو الحالي بموريتانيا، وترتيبات المشهد الحكومي الليبي بعد حكم المحكمة العليا والقاضي بعدم دستورية انتخاب أحمد امعيتيق رئيسا للوزراء، فضلا عن مستجدات الحوار الوطني والمسار الانتخابي في تونس. ففي الجزائر، توقفت الصحف عند ندوة "الانتقال الديمقراطي" التي نظمتها أحزاب المعارضة، أمس بالعاصمة، راصدة كل صغيرة وكبيرة لهذا الحدث غير المسبوق في البلاد. وتحت عنوان "المعارضة تتوحد كاملة لأول مرة منذ نصف قرن.. أيها النظام شكرا لك"، كتبت (الخبر) أن "المائدة المستديرة" التي التف حولها رموز المعارضة بأحزابها وبشخصياتها الوطنية لم تكن لتكتمل سلسلتها لولا 'رابعة بوتفليقة'.. وأخيرا قلبت المعارضة خيبتها يوم 17 أبريل إلى 'نصر'، أو على الأقل هكذا فسر رموز ندوة الانتقال الديمقراطي الدافع لالتئامهم". وعند رصدها لمواضيع النقاش المطروحة، أوردت الصحيفة أن "تدخلات الشخصيات الوطنية وقادة الأحزاب السياسية، المشاركين في الندوة التي دعت إليها (التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي)، التقت في جانب منها حول دور الجيش في المرحلة المقبلة، حيث طالب متدخلون بأن يبقى ويتقوى كداعم للدولة وليس للحكومة، فيما اتفق المتدخلون على 'إجبارية رحيل النظام' لبلوغه درجة كبيرة من الترهل". وعلقت صحيفة (الشروق) في أحد أعمدتها اليومية على الندوة أنها "مبادرة سياسية بين سياسيين، تجمعهم خيمة 'المعارضة'، لكن هل يõمكن لهؤلاء وأولئك أن يõثبتوا لعامة الجزائريين أنهم التقوا من أجل مصلحة الجزائر"، اعتبارا للتباعد الإيديولوجي بين المشاركين فيها. وقالت إنه "ليس بدعة لو قال قائل، بأن السلطة تتحمل مسؤولية 'تفاهم' مجموعات لم تتفاهم منذ ميلاد التعددية وقبلها، وهي المسؤولة أيضا عن تلاقي المتناقضات، لكن مثل هذا اللقاء الغريب والعجيب، قد ينقلب سحره على ساحره، فتجمع نفس السلطة غنائمه بالاستفادة من الصراعات!، (...) 'حرب الزعامات' والحسابات الشخصية هي العدو الأول لتلك المجموعات السياسية المتناحرة التي لم تلتق حتى في الأحلام والكوابيس". ورأت أن "هذه هي السياسة، فهي فنø الممكن والكذب، لكن هل بإمكان هؤلاء وأولئك، أن يõقنعوا الرأي العام بهذه الحربائية والتلوøن¿"، خالصة إلى أن "التجارب تؤكد أن 'زواج المصلحة' لن يدوم، وإذا دام فإنه سيبقى ملغما ومليئا بالمتاعب والمصائب.. وسينتهي إن آجلا أم عاجلا بالطلاق أو الخلع!". من جهة أخرى، توقفت صحيفة (الجزائر نيوز) عند ظاهرة العنف الجنسي التي تطال المرأة الجزائرية، ناقلة عن رئيسة شبكة (وسيلة) للدفاع عن المرأة أن "عدد ضحايا العنف الجنسي الذين أحصتهم الشبكة منذ 2011 وحتى ماي 2014، بلغ 116 ضحية أغلبهن تعرضن لهذا النوع من العنف داخل الأسرة"، مضيفة "وما خفي من هذه الحالات أعظم بسبب تصنيف هذه الظاهرة في خانة الظواهر 'المسكوت عنها'، وهو ما جعلها تأخذ منحى تصاعديا في المجتمع". ونشرت صحيفة (صوت الأحرار) مقالا حول تنظيم التظاهرات الثقافية في الجزائر. وكتبت أنه في كثير من الأحايين تصرف الدولة من خلال الجهات المنظمة اموالا طائلة لإنجاح هذه التظاهرات على مدار العام، ملاحظة أن تحضيرها يطبعه "غياب الشفافية بخصوص معايير اختيار ممثلي البلد من المبدعين والمثقفين والشعراء في أسابيع الجزائر الثقافية في البلدان الأخرى، وحتى في حضور تظاهرات تشارك فيها الجزائر، إذ نلحظ نفس الوجوه والأسماء في كل مرة وكأن الأمر ملكية خاصية أو عائلية". وأكد المقال أن "عملا كبيرا لا زال ينتظر في مجال احترافية تنظيم المعارض وصالونات الكتب ومختلف النشاطات من حيث الجدية والإلهام، ونفس الأمر في مجال الإنتاج الفني والسينمائي وكذا تحضير استراتيجية للقراءة وتسويق الكتاب تدعمها الحكومة في إطار هدف الوصول إلى مجتمع المعرفة. وفي موريتانيا، ما تزال الحملة الانتخابية لرئاسيات 21 يونيو الحالي، التي دخلت يومها السادس، تشكل الموضوع الرئيسي الذي يستأثر باهتمام الصحف على اختلاف مشاربها واتجاهاتها. وهكذا، كتبت صحيفة (الشعب) أن الحملة الانتخابية بدأت تعرف حركية جديدة وانتعاشا نسبيا بعد فتور ميز الأيام الأولى بفعل الظروف المناخية الصعبة ودرجة الحرارة المرتفعة. وقالت إن مقرات الحملات شهدت حفلات موسيقية وسهرات ليلية استعرض خلالها أنصار المرشحين أبرز محاور برامج مرشحيهم التي تتفق جميعها على ضرورة "ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وتكريس وتجذير الممارسة الديمقراطية وإشاعة العدالة والمساواة". ولاحظت الصحيفة أنه رغم السمات الخاصة بكل مرشح، والتباين الكبير في البرامج الانتخابية، إلا أن العامل المشترك الذي يجمع المرشحين الخمسة هو" دعوتهم المواطنين إلى المشاركة الواسعة في اقتراع يوم 21 يونيو". ومن جهتها، أجرت جريدة (الأخبار) أحاديث مع مدراء حملات ثلاثة من المرشحين الخمسة حيث استبعد الناطق الرسمي باسم حملة الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز ، أوفر المرشحين حظا في اقتراع 21 يونيو ، أي تأثير لمقاطعة الانتخابات التي دعا لها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، متوقعا تسجيل أعلى نسبة مشاركة في تاريخ البلد. أما مدير حملة المرشح إبراهيما مختار صار فاتهم رجال الأعمال الموريتانيين ب "ممارسة التمييز العنصري ضد بعض المرشحين الحاليين للرئاسة بينهم إبراهيما مختار صار"، فيما قال مدير حملة المرشح بيرام ولد اعبيد أنه " لم يلاحظ لحد الآن وجود أي خروقات في الحملات الدعائية الممهدة لانتخابات 21 يونيو الجاري". ومن جهتها، لاحظت صحيفة (لوتانتيك) أن المعارضة أصبحت في صلب الحملة الانتخابية رغم أنها ليست طرفا فيها، مضيفة أنها باتت تسبح ضد تيار معسكر المشاركين في الحملة وحولت المعركة من ساحة المواجهة بين المرشحين الخمسة إلى معركة من أجل نسبة المشاركة. وفي ليبيا، اهتمت الصحف بترتيبات المشهد الحكومي بعد حكم المحكمة العليا بعدم دستورية انتخاب أحمد امعيتيق رئيسا للوزراء، ومواقف مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة بخصوص أداء الحكومة المؤقتة والبعثة الأممية في بلاده، وتواصل إيفاد دفعات من الجيش إلى الخارج لاجتياز دورات تدريبية. وأفادت صحيفة (ليبيا الجديدة) بأن عدة هيئات سياسية ناقشت في مداولات غير رسمية إمكانية إقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الله الثني وتكليف وزير العمل محمد سوالم بشكل مؤقت. وكشفت الصحيفة أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة تبني خيار نهائي بخصوص حكومة عبد الله الثني "بما في ذلك احتمال اختيار رئيس جديد للحكومة وعدم الانتظار إلى حين انتخاب مجلس النواب الجديد الذي سيحل محل المؤتمر الوطني العام". من جهة أخرى، أبرزت الصحيفة مواقف مندوب ليبيا لدى منظمة الأممالمتحدة ابراهيم الدباشي الذي اتهم في كلمة أمام مجلس الأمن الحكومة المؤقتة بالابتزاز وإهدار المال العام، كما اعتبر أن بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا "أخفقت سياسيا خلال السنتين الماضيتين لعدم رغبة بعض القيادات الليبية في التعاون معها". ونقلت (ليبيا الجديدة) عن الدباشي قوله أن "القادة السياسيين وقادة التشكيلات المسلحة يسعون الى شيطنة كل أفراد وضباط الجيش الليبي ورجال الأمن بهدف منع عودة الجيش". صحيفة (ليبيا الإخبارية) واكبت ، من جهتها ، جهود إعادة بناء المؤسسة العسكرية، مشيرة ، في هذا السياق ، إلى أن دفعة جديدة من قوات الجيش توجهت أمس الثلاثاء إلى بريطانيا لاجتياز دورة تدريبية. وذكرت الصحيفة أن هذه الدفعة التي قوامها 360 عنصرا، هي الثالثة من كتيبة متكاملة تضم ضباطا وضباط صف وأفرادا". واهتمت الصحف التونسية ، على الخصوص ، بمستجدات الحوار الوطني والمسار الانتخابي. في هذا السياق، كتبت صحيفة (المغرب) أن "الفرقاء السياسيين يراهنون على حسم مسألة أسبقية الانتخابات التشريعية على الرئاسية أو العكس خلال اجتماع اليوم في إطار الحوار الوطني، والذي قد يعرف تحولا هاما إما بالتوافق أو إعلان الفشل لتتحول بذلك الوجهة نحو المجلس الوطني التأسيسي"، مشيرة إلى أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أبدت قلقها إزاء ما يحصل في جلسات الحوار الوطني من استمرار للتأخير، وهو ما ينعكس على المسار الانتخابي بصفة عامة". في نفس السياق، كتبت (الصباح) أنه رغم التأجيل المتكرر لحسم الخلافات المتعلقة بأسبقية الانتخابات الرئاسية على التشريعية أو العكس فإن الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني لم تجد بعد الطريق السالك رغم الاتصالات المكثفة في كواليس الحوار، مضيفة أن العديد من الأمناء العامين للأحزاب أكدوا أن موعد اليوم لن يحسم في الأمر رغم اللقاءات والاتصالات المكثفة للحيلولة دون تسجيل فشل جديد "قد يسهم بشكل مباشر في تأخير الموعد الانتخابي واستمرار الفترة الانتقالية". في الجانب الاجتماعي، أشارت صحيفة (الضمير) إلى دخول كافة المدرسين المصححين لامتحانات الباكالوريا أمس الثلاثاء في إضراب لمدة نصف يوم بكافة مراكز الإصلاح "احتجاجا على تكرر الاعتداءات على عدد من الأساتذة في أغلب الجهات، وبسبب تواتر ظاهرة الغش". في حين كتبت صحيفة (الشروق) أن أعوان وإطارات وزارة الثقافة المنضوين تحت لواء النقابة العامة للثقافة يدخلون اليوم في إضراب عام لمدة ثلاثة أيام بداية من اليوم، بموازاة تنظيم تجمع احتجاجي أمام المقر المركزي لوزارة الثقافة في أول أيام الإضراب احتجاجا على "مماطلة السلطات الوصية وعدم استجابتها لمطالب القطاع المتمثلة أساسا في تحسين ظروف العمل، وإصدار النظم الأساسية الخاصة بإطارات المكتبات والتوثيق والسلك الإداري المشترك بالوزارة، ومراجعة النظام الأساسي للمنشطين الثقافيين".