تناولت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، جملة من المواضيع، أبرزهاº مناقشة مخطط عمل الحكومة الجزائرية داخل البرلمان، والمسار الانتخابي والوضع في تونس، ووقائع المؤتمر الصحفي الأول الذي عقده رئيس الوزراء الليبي المنتخب، أحمد امعيتيق، وكذا الاستعدادات الجارية بموريتانيا لتنظيم الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة. ففي الجزائر، توقفت الصحف عند مجريات النقاش داخل المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان) بشأن مخطط العمل الحكومي، مشيرة إلى الصراع الذي دار بين نواب جبهة التحرير الوطني (أغلبية) وحزب العمال. وذكرت الصحف أن "ملاسنات" حادة بلغت حد الاشتباكات تفجرت بين الفريقين حين تدخل نائب عن حزب العمال، زكى المطالب بحل المجلس ووضع حد للحزب الواحد، مما أثار سخط نواب الجبهة الذين يعتبرون أن حزبهم هو المقصود بذلك. وتناقلت الصحف تصريح النائب عن حزب العمال انتقدت فيه رئيس المجلس الشعبي الوطني لكونه "بدا منحازا ومتواطئا مع نواب حزبه (جبهة التحرير الوطني)، وتصرف كرئيس حزب وليس رئيسا للمجلس". ومن جهة أخرى، تناقلت الصحف حجز 500 طن من مسحوق الحليب الفاسد بميناء الجزائر العاصمة، كانت قادمة من الأورغواي بطلب من المكتب الوطني المهني للحليب، مما عجل بمطالبة جمعية حماية المستهلك "بضرورة التحقيق العاجل في جميع تعاملات المكتب المذكور باعتباره المسؤول الأول عن استيراد هذا المسحوق"، معربة عن "تخوفها الكبير من إمكانية تسريب كميات مماثلة من هذا المسحوق الفاسد من الميناء خلال الأشهر والسنوات الماضية". وبخصوص قضية صحيفة (الفجر) التي غابت عن الأكشاك لليوم الثالث على التوالي بعد منعها من الطبع، أوردت (الخبر) أن محكمة بالجزائر العاصمة أصدرت قرارا استعجاليا يقضي بإلزام مطبعة (الوسط) إعادة سحب الجريدة بناء على أدلة تبين أن هناك اتفاقا بين الجريدة والمطبعة حول مسألة جدولة الديون بين الجانبين. ونقلت (الخبر) عن مديرة نشر (الفجر) قولها إن لجوءها إلى المحكمة جاء ليضع مسؤولي المطبعة ووزير الاتصال أمام الأمر الواقع، مضيفة أنه "إذا كانت المسألة تجارية، كما قالوا، فقد كان الفصل لصالحي، وإذا استمر منع سحب الجريدة، فيعني ذلك أن المسألة سياسية بحتة ومعاقبة للجريدة ومالكتها على مواقفها السياسية". وفي تونس، اهتمت الصحف، على الخصوص، بالمسار الانتخابي والوضع الأمني. وفي هذا السياق، كتبت (الصباح) أن "مسألة أسبقية الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة ما زالت محل أخذ ورد بين الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني، حيث انقسمت بين مؤيد لتقديم الانتخابات التشريعية وبين داعم لتسبيق الانتخابات الرئاسية، في انتظار حسم نهائي قد يأتي اليوم في إطار الحوار الوطني". وأضافت الصحيفة أن "أطرافا سياسية ترى أن إجراء الانتخابات التشريعية سيكون ضامنا لوجود سلطة أصيلة وتشريعية، فيما تذهب جهات أخرى إلى تقديم الانتخابات الرئاسية ربحا للوقت ولإتاحة الفرصة للأحزاب لترتيب أمورها للدخول بحظوظ متكافئة للانتخابات التشريعية". وكتب المحلل السياسي في صحيفة (الضمير) "مرة أخرى نجد أنفسنا كتونسيين أمام خلافات حادة في الخيارات والتوجهات، ومرة أخرى سنكون بالتأكيد محتاجين إلى العبقرية التونسية، لنتجاوز واحدة من آخر المطبات في مسار الانتخابات القادمة. الحديث هنا عما بات يعرف بالفصل والوصل بين الانتخابات الرئاسية والتشريعية...."، مضيفة أن "الجدل حول هذه المسألة ما كان ليطرح، لولا إصرار البعض، على التفكير بمنطق فئوي وحزبي، وأحيانا ضيق للغاية، رغم أن الأمر يتعلق بمستقبل البلاد، وتجربة الانتقال الديمقراطي". وفي موضوع آخر، وتحت عنوان "الحرب على الإرهاب: الجماعات الجهادية المسلحة تنشر +ذئابها+ في الأرض"، كتبت صحيفة (المغرب) أن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية صرح، منذ أسبوع، أن قوات الأمن باتت تواجه في حربها على الإرهاب ما يعرف اصطلاحا باسم "الذئاب المنفردة"، مضيفة أن هؤلاء "الذئاب هم أشخاص يعملون بمفردهم في أغلب الأحيان، وليس لهم سجل أمني، وكلهم من طبقات متعلمة، والأهم من كل ذلك أنهم يجيدون استخدام التقنيات المتقدمة". ونقلت صحيفة (الشروق) عن وزير الدفاع الوطني قوله، في تصريح صحفي، أن "الوضع الأمني المعقد وبروز الإرهاب وانتشار الجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، أصبحت تشكل تهديدا جديا لأمن المنطقة واستقرارها"، مشددا على أهمية تأمين الحدود لاسيما في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة وتنامي ظاهرة الإرهاب". وفي ليبيا، اهتمت صحيفة (ليبيا الإخبارية) بوقائع المؤتمر الصحفي الأول الذي عقده رئيس الوزراء المنتخب احمد امعيتيق، أول أمس الاثنين، بمقر رئاسة الوزراء بطرابلس بعد استلامه مهامه. وأفادت الصحيفة بأن امعيتيق تعهد بأن الحكومة الجديدة ستستهل أعمالها بالعمل على بسط الأمن ومحاربة الإرهاب والتطرف "ولن تسمح بأن تكون ليبيا مصدرا لتهديد دول الجوار". وحذر امعيتيق، وفقا للصحيفة، من أن محاربة الإرهاب خارج إطار الدولة سيزيد من المشكلة وسيحدث شرخا اجتماعيا في المجتمع الليبي يصعب علاجه، متعهدا بتبني رؤية وطنية لمعالجة آثار استخدام القوة "الذي أثر سلبا على النسيج الاجتماعي". في الشق الاقتصادي، ذكرت الصحيفة أن ميناء (الحريقة) النفطي شرق البلاد الذي كان مقررا أن يعاد فتحه الاثنين، لا يزال مغلقا من قبل العاملين المكلفين بحراسة هذه المنشأة النفطية والذين يطالبون بصرف أجورهم. ونقلت الصحيفة عن عمران الزوي، المتحدث باسم شركة (الخليج العربي)، التي تدير الميناء قوله "ما يزال الميناء مغلقا بسبب عدم دفع رواتب حرس المنشآت النفطية حتى الآن"، مبرزا أن الشركة "تحاول الاتصال بالمؤسسة الوطنية للنفط وبالحكومة لكنها لم تتلق أي رد". وبخصوص محاكمة المسؤولين في النظام الليبي السابق، أوردت الصحيفة أن محكمة استئناف طرابلس الجنائية أجلت، أمس الثلاثاء، محاكمة اثنين منهمº ويتعلق الأمر بالمبروك زهمول، المدير العام السابق ل(شركة أفريقيا للاستثمار)، وعامر ترفاس، مدير الشؤون الإدارية والمالية بنفس الشركة. وأوضحت الصحيفة أن المتهمين يتابعان بتهم تتعلق ب"الفساد الإداري والمالي، أثناء أحداث ثورة السابع عشر من فبراير". وفي موريتانيا، انصب اهتمام الصحف، بالأساس، على الاستعدادات الجارية لتنظيم الحملة الانتخابية لرئاسيات 21 يونيو، ومسيرة منتدى الديمقراطية والوحدة الداعية إلى مقاطعتها. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الأخبار)، تحت عنوان "سباق نسبة المشاركة"، أن حملة الانتخابات الرئاسية ستفتتح في منتصف ليلة الخميسº حيث سيتنافس فيها خمسة مرشحين، فيما تشكل نسبة المشاركة أهم هاجس فيها للحكومة الحالية، بعد القطع بحسم الرئيس الحالي، محمد ولد عبد العزيز، للنتيجة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه. وقالت الصحيفة إن مقاطعة أحزاب المعارضة للانتخابات الرئاسية، سواء في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة أو المعاهدة من أجل التناوب السلمي على السلطة، باستثناء حزب الوئام الذي رشح زعيمه بيجل ولد هميد، شكلت عامل ضغط على السلطة في ظل إعلان الأحزاب ال17 ، المنضوية تحت لواء المنتدى، سعيها إلى إفشالها من خلال مجموعة من الأنشطة لإقناع الناخبين بمقاطعتها. ومن جهتها، لاحظت (المشعل) ارتفاع وتيرة الاستعدادات للحملة الانتخابية لدى المرشحين الخمسة والسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية التي بدأت الاتصال بالمرشحين لوضع ميثاق يتعلق بقواعد الحملة، بينما في الجهة الأخرى تجري الاستعدادات على قدم وساق لتنظيم المسيرة "الأربعائية" التي قالت المعارضة أنها ستكون "حاشدة" بهدف "إفشال انتخابات الأجندة الأحادية" . ومازالت الصحف الموريتانية تولي اهتماما بالغا لخروج منتخب (المرابطون) من تصفيات الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم في كرة القدم (المغرب 2015 ) عقب خسارته الأحد الماضي في مالابو 3-0 أمام منتخب غينيا الاستوائية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الشعب) أن المنتخب الموريتاني لم يتمكن من مواصلة الرحلة وتحقيق الحلم الذي يراود كل مشجع رياضي موريتاني وكل عاشق لكرة القدم الموريتانية، وهو بلوغ نهائيات كأس إفريقيا للأمم لأول مرة في تاريخ كرة القدم الموريتانية، لكن الحلم تأجل لأن المنتخب الحالي كسب عناصر شابة قادرة على تحقيقه في التصفيات القارية القادمة.