حضَرَ القطاعُ السياحي بقوّة، خلال الاجتماعات الأولى للمنتدى الاقتصادي المغربي-الروسي، الذي ينعقد بالعاصمة الروسية موسكو، يومي الاثنين والثلاثاء، والذي يشارك فيه وفْد مغربي رفيعُ المستوى، يتشكّل من الفاعلين السياحيين، من القطاعين العامّ والخاصّ، برئاسة وزير السياحة الحسن حداد. ويدخلُ المنتدى الاقتصادي المغربي-الروسي، الذي يشكل أرضية للتبادل وتنمية العلاقات الاقتصادية بين الفاعلين بِكلا البلدين، في إطار السياسة الاقتصادية التي يعتمدها المغرب، كما يمثل فرصة للطرفين لتقوية علاقاتهم الاقتصادية والبحث عن سبل شراكات مستقبلية. وعلى الرغم من الظرفية الاقتصادية الدولية التي يَسِمها الاضطراب، أكّد وزير السياحة، في معرض حديثه خلال الحصّة المخصّصة للقطاع السياحي في المنتدى المغربي-الروسي، على الأداء الجيّد للوِجْهة المغربية، مذكّرا بالمجهودات التي تبذلها الحكومة لدعم الاستثمارات وتحسين مناخ الأعمال. ومن المنتظر أن يكون اطّلاع الفاعلين الروس، من خلال مختلف التدخّلات التي قدّمها الوفد المغربي المشارك في المنتدى، والتي وقفوا من خلالها عند الأداء الجيد للقطاع السياحي، سواء على مستوى العائدات أو تدفّق السياح، حافزا على تشجيع الفاعلين الروس لاستثمار في المغرب، سواء على مستوى البنية التحتية السياحية أو على مستوى توزيع وتسويق الوجهة المغربية. وزير السياحة لحسن حداد، وبعْد أن ذكّر بمجموعة من الإجراءات التي تم وضعها، والتي بدأت تعطي ثمارها، سواء على مستوى الترويج أو التشجيع على الاستثمار في القطاع، أكّد خلال أشغال اليوم الأول من المنتدى على أهمية الانفتاح على الأسواق النامية، وبالأخصّ السوق الروسية، التي تعتبر من الأولويات التي تندرج في إطار رؤية 2020. من جهته أكد المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبد الرفيع زويتن، أن السوق السياحية الروسية الواعدة تعتبر إحدى الاسواق ذات الأولوية في الاستراتجية السياحية للمكتب، لكون أزيد من 30 مليون سائح روسي يسافر سنويا خارج البلاد، علاوة على أن المغرب وروسيا تجمعهما روابط مشتركة فيما يخص التقاليد والثقافة والتاريخ. وأضاف المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، في تصريح صحفي، أن روسيا أصبحت تحتل المرتبة الخامسة عالميا على مستوى تحصيل الإيرادات المالية السياحية، مؤكدا أن المغرب بتنوع عرضه السياحي استقبل أزيد من 50 ألف سائح روسي سنة 2013. وبعد أن أكد زويتن على ضرورة مواصلة المجهودات لاستقطاب أزيد من 800 ألف سائح روسي في أفق سنة 2020، أشار إلى أن السائح الروسي يفضل بالدرجة الأولى السياحة الشاطئية والثقافية، وهو ما توفره المملكة على نطاق واسع، مشددا في هذا الصدد على ضرورة الرفع من عدد الرحلات الجوية التي تربط مدن سان بترسبورغ وموسكو ومدنا روسية أخرى بمطارات الدارالبيضاء وأكادير ومراكش، وذلك من أجل وتقوية وتعزيز الشراكة مع المنعشين السياحيين ووكالات الأسفار والمسافرين الروس. ويطمح المغرب إلى جذب 800.000 سائح روسي في أفق 2020، حيث تعمل وزارة السياحة، من أجل تحقيق هذا الهدف، على تطوير العرْض الشاطئي، باعتباره المنتوج السياحي الأنسب للسياح الروس، وكذا تقوية الربط الجوي مع روسيا. يُذكر أنّ المغرب حقّق خلال السنة الماضية، نسبة ارتفاع في عدد السياح الروس الذي وفدوا على المغرب، بلغت 59%.