طغى النقاش كما فُعّلت التحرّكات السياسية، ضمن ساحة الأحداث بالثغر المليلي، كتداعيات للتصريحات التي أدلى بها يحيى يحيى، البرلماني المغربي المثير للجدل والشاغل لمنصب رئيس بلدية بني انصار.. وهي التصريحات التي جاءت زوال يوم الأحد المنصرم بخصوص إقراره قرار يتمّ بموجبه تضمين عبارة "مليلية المحتلّة" بمحتوى وثائق مكاتب الحالة المدنية ب "بني انصار الكبرى" للمغاربة المزدادين بمليلية، وبالضبط عن طريق الإشارة بهذه العبارة إلى مكان الازدياد عوض وضع كلمة "مليلية" الذي لا زال العمل به جاريا لحدّ الآن، وهو الإجراء الذي قّدّممن لدن يحيى يحيى كفعل رام للتعبير عن واقع الحال الذي تتواجد عليه أرض مغربية مفصولة عن الوطن الأمّ.. في حين ارتأى الحريصون على مصالح التواجد الإسباني بالثغر رفع حدّة النقاش بين فرقاء العمل السياسي والتدبيري ضمن الصالونات المحتضنة للقاءات مقامة خصيصا للتداول في شأن التصريحات القادمة من وراء السياج. أولى ردود الفعل كانت من لدن الحكومة المحلّية لمليلية، وبالضبط عبر خرجة إعلامية انبرى لها نائب رئيس الحكومة المحلّية "مِيغِيلْ مَارِينْ" للردّ على مقالات الصحافة المحلّية والإسبانية التي تناقلت تصريحات يحيى يحيى بعد ساعات من تناقُلها.. إذ تمّ وصف تصريحات يحيى من لدن "مَارينْ" ب "العبثية" وكذا "المُستوجبة لتضافر جهود كلّ الفاعلين السياسيين للتحرّك" من الحزب الشعبي إلى الحزب الاشتراكي والائتلاف من أجل مليلية.. كما أضاف "مَارِينْ" على متن تصريحاته التي تناقلتها مختلف المنابر الإعلامية بمليلية بأنّ العمل جارٍ للتنسيق مع وفد يضمّ الاشتراكي "ديُونِيسيُو مُونْيُوسْ" والائتلافِيّ مصطفى أبرشان من أجل إثارة الموضوع أمام وزير الخارجية الإسباني "مِيغِيلْ أنْخِيلْ مُورَاتِينُوسْ" ضمن موعد مرتقب قريبا للتدارس حول أمور أخرى. مجمل منابر مليلية عمّمت قصاصات عن تصريح المسؤول الحكومي المحلّي بمليلية، مِيغِيلْ مَارين، المُعقّبة على يحيى يحيى الذي دأب على تحريك القلق في صفوف التواجد الإسباني بثغور شمال المغرب أكثر من مرّة، وهو الذي يشغل كذلك حيز مسؤولية رئيس مجموعة الصداقة المغربية الإسبانية بمجلس المستشارين، إذ تمّ التنصيص ضمن هذه القصاصات على قول "مِيغِيلْ مَارِينْ" بضرورة "مواكبة تطلعات مصالح المغاربة والإسبان" وكذا "إلزامية الاحتجاج على وصف مدينة مليلية بكونها مُحتلّة".. في حين ذهبت خرجة فجائية ل "ميكروطروطوار" ببرنامج 20 دقيقة إلى محاولة نقل آراء أفراد محصوري العدد من الشارع المليلي تجاه التصريحات الصادرة عن رئيس الجماعة المحيطة بالكيلومترات المربّعة ال12 التي يمتدّ عليها الثغر. من جهة أخرى امتنع يحيى يحيى، ضمن اتصال هاتفي لهسبريس، عن الإدلاء بأيّ تعقيب يهمّ تحرّكات التواجد الإسباني داخل ثغر مليلية، موردا: "طالعت بعضا من ردود الفعل، كما اكتفيت بالاستماع لروايات ناقلة لمضمون ردود أخرى.. وحقّا لا أجد مبرّرا واحداً للتعقيب على هذه الخرجات التي لا يمكن أن أعتبرها إلا محاولة للالتفاف حول واقع الحال الراصد بقوّة للاحتلال الإسباني المُفعّل ضدّ ثغر مغربي".