اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، بعدد من المواضيع أبرزها أزمة شرق أوكرانياº خاصة المفاوضات الجارية من أجل الإفراج عن مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والإعلان عن قداسة البابا يوحنا الثالث والعشرين والبابا يوحنا بولس الثاني. ففي ألمانيا، سلطت الصحف الضوء على احتجاز مجموعة من المراقبين العسكريين التابعين لمنظمة الأمن والتعاون في شرق أوكرانيا من قبل المتمردين، حيث اعتبرت صحيفة (دي فيلت) أن هذا التصرف دليل على استفزاز متعمد من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا في هذه المنطقة المتوترة. وكتبت الصحيفة أن "الناشطين الموالين لروسيا يتصرفون بوحشية، إلا أن الرئيس الروسي بوتين ظل في دور المتفرج ويراقب خطوة بخطوة أمنياته تتحقق والتي تكمن بالخصوص في زعزعة استقرار الوضع في البلادº خاصة وأن موعد الانتخابات الرئاسية المحدد في يوم 25 مايو يقترب". ومن جهتها، ترى صحيفة (دي تاغستسايتونغ) أن روسيا "لم تحاول حتى الآن التأثير على الانفصاليين ودعوتهم إلى وقف أنشطتهم، مما يثير التساؤل حول المدى الذي تريد موسكو الوصول إليه حتى تحث الانفصاليين على وقف التمرد في شرق أوكرانيا أو ربما"، تقول الصحيفة ، "المسألة خرجت عن سيطرة الكرملين لكن يبقى الحل، في اعتبارها، هو انخراط موسكو مع الغرب لإيجاد مخرج للإفراج غير المشروط عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون المحتجزين". أما صحيفة (برلينغ تسايتونغ) فاعتبرت أن ما يقع "ليس فشلا للدبلوماسية ولكن رفض لها"، مشيرة إلى أن كل من أقدم على اختطاف ممثلي منظمة الأمن والتعاون له مصلحة أكيدة في التصعيد. وحذرت الصحيفة من مواصلة روسيا حشد المعارضة بأوكرانيا التي أصبحت على عتبة الحرب. من جهتها، كتبت صحيفة (ماركيشه أودرتسايتونغ) أنه "لا يمكن لأحد أن يتنبأ حاليا بما ستؤول إليه الأزمة في أوكرانيا التي قد تحمل مفاجآت، خاصة وأن لا أحد يعرف ما يفكر فيه بالضبط الرئيس فلاديمير بوتين". أما الصحف السويسرية فاهتمت بالمفاوضات الجارية من أجل الإفراج عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذين احتجزهم انفصاليون موالون لروسيا يوم الجمعة الماضي في شرق أوكرانيا. وتساءلت صحيفة (لوتون) حول ما إذا كان هؤلاء المراقبون "رهائن أو ضيوف للمسلحين الموالين لروسيا"، مبرزة أن قادة التمرد يطلبون مقابل تحرير هؤلاء، إطلاق سراح ناشطين موالين لروسيا كانت قد اعتقلتهم السلطات الأوكرانية. واعتبرت الصحيفة أن فرض عقوبات جديدة من قبل الدول الغربية على موسكو سيجعل من الصعب إيجاد حل دبلوماسي سريع لمشكلة فريق المنظمة الذي كان يسعى إلى استعادة الثقة والأمن في المنطقة. ومن جانبها، لاحظت صحيفة (لا تريبيون دو جنيف) أن الرهائن تم اعتقالهم في سلافيانسك بالجمهورية المصغرة للدونيتسك المعزولة عن باقي العالم بالحواجز التي وضعتها القوات الأوكرانية. وفي إسبانيا، ركزت الصحف على موضوع تطور الوضع في شرق أوكرانيا وتصاعد التوتر بين روسيا والدول الغربية، بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكرت صحيفة (الباييس) أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا أوروبا إلى مزيد من " الحزم والاتحاد " للرد على الدعم الروسي للمتمردين الذين يحتلون عدة مدن في شرق أوكرانيا. ونقلت الصحيفة عن الرئيس أوباما قوله "ما دامت روسيا مصرة على نهج مسار الاستفزازات بدلا من محاولة إيجاد حل للمشكل بالطرق السلمية، فسوف تكون هناك عقوبات ستفرض بشكل متصاعد". وفي نفس السياق، كتبت صحيفة ( إل موندو) أن " مراقبا واحدا من ثمانية مراقبين عسكريين أرسلتهم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا غادر مساء الأحد مكان اعتقاله بمدينة سلافايانسك نتيجة لتدهور حالته الصحية، مشيرة إلى أن عشرات الناشطين الموالين لروسيا احتلوا التلفزيون المحلي بمدينة دونيتسك، مطالبين بأن يقول الصحافيون " الحقيقة " حول ما يجري في المنطقة. وفي فرنسا كتبت صحيفة (لاكروا) أن إعلان قداسة الحبرين الأعظمين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني خلال قداس ترأسه الأحد البابا فرانسوا، يعتبر حدثا غير مسبوق في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وأضافت الصحيفة أن يوم الأحد 27 ابريل 2014 سيظل موشوما في ذاكرة الكنيسة الكاثوليكية وفي ذاكرة البابوات الأربعة، مشيرة إلى أن صور يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني علقت على واجهة كاتدرائية القديس بطرس في مشهد يجسد تاريخ الكنيسة منذ سنة 1958. ومن جهتها أكدت صحيفة (لوفيغارو) أن إدانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمحرقة تشكل مبادرة جيدة على اعتبار أن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية كان متهما بإنكارها، مشيرة إلى أن هذه التهمة تستند إلى كون أطروحة الدكتوراه التي نشرها عباس تتضمن تشكيكا في عدد ضحايا المحرقة، كما تتحدث عن أن الحركة الصهيونية وقعت سنة 1930 مع السلطات الألمانية النازية اتفاقا لتسهيل هجرة اليهود نحو فلسطين. وخصصت صحيفة (ليبراسيون) تعليقاتها لرغبة المجموعة الأمريكية العملاقة (جينرال اليكتريك) في اقتناء فرع الطاقة لمجموعة (ألستوم) الفرنسية، مبرزة أن الحكومة الفرنسية تعمل جاهدة للحفاظ على التشغيل في هذه المجموعة الاستراتيجية التي تتجه اليها أيضا انظار المجموعة الالمانية (سيمنس) . وأضافت الصحيفة أن أصواتا في فرنسا تطالب بعدم تفويت مجموعة (الستوم) وتدعو الى التأميم المؤقت للمجموعة الفرنسية للطاقة والنقل السككي. وفي إيطاليا ، كرست اليوميات الرئيسية تعليقاتها لتقديس البابا يوحنا الثالث والعشرون ويوحنا بولس الثاني من قبل البابا فرانسيس بحضور أزيد من 800 ألف شخص من مختلف مناطق العالم. وكتبت (المساجيرو) بهذا الخصوص أن هذين القديسين الجديدين، من الكنيسة الكاثوليكية، من الشجعان الذين عاشوا مآسي القرن 20 ، مشيرة إلى أنه سيتم الاحتفاء بهما سنويا على التوالي يومي 11 و 22 أكتوبر. وأضافت الصحيفة أن التاريخ الأول يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لانعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني الذي افتتحه البابا يوحنا الثالث والعشرون منذ 50 سنة ، فيما يتزامن الثاني مع بداية حبرية البابا البولندي الأول، كارول فويتيلا. أما صحيفة (كورييري ديلا سيرا) فأشارت إلى أن 2259 صحفيا من مختلف بلدان العالم قاموا بتغطية هذا الحدث الديني، وأن عددا كبيرا من رؤساء الدول والحكومات إلى جانب البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر، حضروا هذا الحدث الديني في ساحة القديس بطرس. وفي بولونيا، ركزت الصحف على معالجة الوضع المتوتر في أوكرانيا، وبشكل خاص العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد روسيا لحملها على سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا والكف عن التدخل في شؤون جارتها الغربية. وكتبت صحيفة (ريبوبليكا) بهذا الخصوص أن الوضع في تدهور مستمر في أوكرانيا نتيجة نشر روسيا لقواتها على الحدود واحتلال جماعات موالية لموسكو مناطق في شرق أوكرانيا واحتجاز مراقبين عسكريين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كراهن، بعد أن اعتبرتهم الجماعات المتمردة ''جواسيس'' في خدمة الغرب. وترى الصحيفة أن احتجاز مفتشي المنظمة كرهائن دليل على أن الكرملين لا يعير أي أهمية لتهديدات واشنطن وبروكسيل حول تشديد العقوبات ضد روسيا، معتبرة أن موسكو "تلعب بالنار في قلب أوروبا مع التلويح بشبح حرب لا يمكن التنبؤ بعواقبها". نفس رد الفعل عبرت عنه صحيفة (بولسكا) التي نددت بموقف الكرملين، مشيرة إلى أن الهدف الذي تسعى إليه القيادة الروسية هو عرقلة الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المرتقبة يوم 25 ماي، حيث أقدم الانفصاليون الموالون لروسيا على اتخاذ مفتشي المنظمة المكلفين بالتحقيق في الوضع في شرق أوكرانيا كرهائن. واتهمت الصحيفة روسيا باستخدام متطوعين في شرق أوكرانيا من أجل شن حرب دعائية، مشيرة إلى أن هدف الكرملين هو إجراء استفتاء آخر لفصل شرق أوكرانيا وضمه إلى الاتحاد الروسي قبل الانتخابات الرئاسية الأوكرانية. وفي السويد، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بنفس الموضوع حيث كتبت صحيفة (داغينس نيهيتر) أن فريق المراقبين التابعين للمنظمة الأوروبية يضم ضابطا سويديا أفرج عنه أمس الأحد. واعتبرت صحيفة (سفنسكا داغبلادت) أن احتجاز مراقبين من المنظمة الأوروبية يعكس من جهة الفوضى السائدة في شرق أوكرانيا، والاستراتيجية المعتمدة لترهيب المراقبين والصحفيين من جهة أخرى، مضيفة أن روسيا لا تريد أن يطلع العالم على عمليات القتل والخطف والانفلات الأمني في شرق أوكرانيا. وأضافت أن الهدف من هذه الاستراتيجية بالخصوص هو إحباط السياسيين بالمعارضة، وموظفي الخدمة المدنية والصحفيين، مشيرة إلى أن المسؤولين والصحفيين تعرضوا للسجن من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا. بدورها اهتمت الصحف في هولندا بنفس الموضوع، حيث كتبت صحيفة (تراو) أنه " يبدو أن الرئيس الروسي بوتين يثق في دعايته الشخصية''، وذكرت بالمبررات التي قدمها بوتين عند ضم شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسي ودعمه للانفصاليين في جنوب شرق أوكرانيا، مبرزة أن بوتين يذكر في كل مرة الحكومة الأوكرانية المؤقتة بأن تنحي الرئيس الأوكراني السابق هو بمثابة انقلاب وعليه أن يحمي مواطنيه الروس المتواجدين في أوكرانيا. من جهتها أبرزت صحيفة (فولكس كرانت) الصدى الذي خلفه نداء المسؤول عن منظمة الأمن والتعاون من أجل الإفراج عن المراقبين الأوروبيين الذين تم احتجازهم من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا منذ أيام. وقالت الصحيفة إن واشنطن والعواصم الأوروبية الأخرى طالبت بالإفراج الفوري عن مراقبي المنظمة ، المتهمين بالتجسس من قبل الموالين لروسيا، وسعت إلى تدخل موسكو. أما صحيفة (إين سي إير) فأبرزت أن الغربيين يتجهون إلى الإعلان عن عقوبات جديدة ضد موسكو، والتي ستستهدف بالدرجة الأولى الاقتصاد وبشكل أكثر تحديدا مصالح رجال الأعمال الموالين لبوتين .