لا تخرج العلاقات الفرنسية الروسية من أزمة، إلا لتدخل أخرى، فبعد الاتهامات التي وجهتها فرنسا الاسبوع الماضي لروسيا بالتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية، من خلال دعم مرشحة اليمين المتطرف، ماري لوبان، ظهرت أزمة جديدة بسبب اعتراف روسيا بالانفصاليين الأوكرانيين. وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الإثنين، عن أسفها لإصدار روسيا مرسوما يقضي بالاعتراف بالوثائق التي يصدرها الانفصاليون شرقي أوكرانيا، والتعامل معها على أنها وثائق رسمية. وذكر بيان صادر عن الخارجية الفرنسية، أنها تنتظر من روسيا أن تركز جهودها من أجل تحقيق امتثال الانفصاليين لاتفاق مينسك، عبر استخدامها نفوذها عليهم، مؤكدة أن المرسوم يخالف اتفاق مينسك. بدورها، أصدرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بيانا قالت فيه إن "الوثائق التي تصدر من أراض تابعة لسيادة أوكرانيا، تصبح نافذة في حالة صدرت عن سلطة معترف بها دوليا فقط". ودافعت روسيا عن قرارها، الاعتراف بوثائق الانفصاليين، حيث نفى الكرملين الروسي، أن يكون توقيع الرئيس فلاديمير بوتين على المرسوم المذكور، يمثل خرقا ل "اتفاقية مينسك"، مشيرا إلى أن الاعتراف بجوازات سفر والوثائق الصادرة من "جمهوريتي دونيتسك و لوغانسك"، ل "دواعٍ إنسانية" حسب وصفه. تجدر الإشارة أنَّ الرئيس الروسي وقع يوم السبت الماضي على مرسوم يعترف مؤقتا بالوثائق التي يبرزها سكان منطقة "دونباس" شرقي أوكرانيا، والصادرة عن الانفصاليين الموالين لموسكو.