أسوء أفلام المهرجان خلق عبد السلام بونواشة، الممثل الرئيسي لفيلم شقوق، وهو الفيلم الذي سبق عرضه في المهرجان الدولي بمراكش الحدث بمدينة طنجة، وذلك على هامش المهرجان الوطني للسينما.وأبانت تصرفاته أثناء هذه الدورة على المستوى المهني والفني الهابط الذي يتمتع به بعض الممثلين. وأصر على التصرف بكل فضاضة أثناء العرض الخاص بالمخرج يوسف بريطل، حيث اقتحم الندوة الصحافية للمخرج الشاب، وجلس في المنصة، وبدأ في أخد الحديث والتحدث إلى الجمهور الذي أظهر استياءه الكبير من هذا التصرف الغير الحضاري، لكنه لم يأبه بأي حال من الأحوال، وأصر على التحدث والاعتذار على التأخر، بالرغم من أنه لم يكن مدعوا أصلا إلى منصة الندوات. ومباشرة بعد الانتهاء من مناقشة الفيلم القصير للمخرج يوسف بريطل، خاطب الممثل عبد السلام بونواشة الجمهور، طالبا منه البقاء في قاعة المناقشات، لكن الجمهور لم يعره أي اهتمام، فقد كان من الواضح أنه كان في حالة هياج غير عادية، فما كان من هذا البطل سوى تتبع الجمهور والبدء في الصراخ والسب، على شاكلة ما يقوم به المخمورون والمتعاطين للمواد الممنوعة، بل وبدأ في استعمال ألفاظ نابية جدا، ووصف المهرجان بتهميشه وازدراءه، مما يحيل بشكل مضحك على نظرية المؤامرة. وقد اختار المخرج هشام عيوش وهو شقيق نبيل عيوش، العائلة السينمائية العريقة...، عدم الحضور إلى عرض عمله، وبطبيعة الحال غاب عن النقاشات، وأمام غياب المخرج فإن إدارة المهرجان لا يمكنها مناقشة العمل، لكن الممثل الكبير، في السن بالطبع، أصر على المناقشة، وأخبر الجميع بأن عدم حضور الممثل ليس مشكلة، لأن المسؤول ،حسبه، عن العمل، هو الممثل وليس المخرج. وسيكون من الجميل خلال الدورات المقبلة تنظيم مسابقة حول أسوء الأفلام، التي لو نظمت هذه السنة لاختار الجمهور فيلم شقوق على رأس لائحتها، حيث تعذيب المشاهد وضبابية السيناريو، والتجريب التافه هو السمة الغالبة على العمل. وسيكون من الصعب الحديث عن قصة العمل، لان العمل لم يكن لديه أي سيناريو، حسب الممثل نفسه، فبغياب سيناريو وإمكانيات مادية، وأمام ضيق الوقت، اقترح الممثل على المخرج، والعهدة دوما على عبد السلام بونواشة، أن يحمل الكاميرا على كتفيه ويتجول في شوارع طنجة، خاصة المقفلة، لتصوير كل ما يمكن أن يقع تحث أيديهما، فكان فيلم شقوق وقد عبر بعض الإعلاميين الأجانب الحاضرين المهرجان عن إعجابهم بالعمل الذي عبر عنه فيلم شقوق، ويبدو الأمر منطقيا من ناحية أن المشاهد الأجنبي، لا يبحث عن سينما شبيهة بسينماه، بل عن سينما لديها خصائص العالم الثالث التائه، سينما التيه والتهميش والغرائبية، التي قد يجدون فيها أنفسهم، في حين أن المشاهد المغربي، مل من التجريب السينمائي، ويرغب بقصة سينمائية بسيطة وعادية تتوافر فيها المتعة والفرجة، بدلا من أعمال يجهد فيها نفسه وخياله، لمشاهدة واقع يشاهده كل يوم في أركان وزوايا الشوارع الخلفية للمدن الكبرى، حيث الدعارة والفساد وبائعات الهوى والبؤس بكل أنواعه.