إلى من ستعود الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم المنعقد بطنجة؟ ماهي الأفلام الطويلة والقصيرة التي ستمنحها لجنتا تحكيم الفيلم الطويل والقصير؟ إلى من ستعود جائزة النقد؟ هل حققت الأفلام المشاركة في هذه الدورةرضافات جديدة للسينما المغربية؟ هل كرست الأفلام القصيرة في هذه الدورة نفس الأمل الذي سجل دورة طنجة سنة 95 بخصوص سينما الشباب؟ هل تم بالفعل تجديد سؤال السينما والثقافة والمجتمع بما يلزم من النقد الحقيقي والحوار الجدي.. أسئلة أولية تطرحها معطيات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تستدعي التفكير واسترجاع وقائع هذه الدورة.. عرفت فعاليات الدورة الحالية العديد من اللقاءات التي تمت ما بين مخرجين وممثلين ومنقاد ومهنيي السينما، أهمها لقاءات المناقشة التي تنظم من أجل مناقشة الأفلام المعروضة بحضور المخرج والطاقم الفني المرافق له. هذه النقاشات إذا كانت قد شكلت فرصة للتداول والحوار حول الأفلام المغربية بحضور مخرجيها، فمع أشغال هذه الدورة يمكن القول إن كل النقاشات هي ضرب من التعبير عن العلاقة بالسينما، وعن نوع من التعلق بها. وأكيد أن تلك العلاقة الحوارية مع المخرج التي تخلقها هذه المناقشات، هي تعبير واستجابة لتقديم مجموعة من التساؤلات التي قد تكون لها علاقة مباشرة بالسينما. كما قد لا تكون لها أية علاقة. كما أن هذه النقاشات، أفرزت نوعا آخر من النقاش لا يملك مسافة نقدية وفكرية مع القضايا التي طرحتها الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، بينما نجد أخرى تسعى إلى ربط الفيلم بانطباعات ونعوت نابعة من السرعة في الحكم على إبداع سينمائي يتطلع إلى أفق أفضل للسينما المغربية. وإجمالا، فكل النقاشات التي أفرزتها الأفلام المشاركة في المسابقة قد تعد إرهاصات وبدايات لنقاش عميق حول السينما المغربية الذي لم يكتمل بعد. وعلى هامش هذه الدورة تم تقديم لقاء عملي جمع ما بين المهنيين المغاربة ونظرائهم البريطانيين، تمحور حول جدول أعمال توزع ما بين الحديث عن توقيع اتفاقية شراكة تعاون في مجال الانتاج السينمائي ما بين الطرفين، ومن جهة الشروع في إخراج عملين سينمائيين مشترك مابين الطرفين، سيعرف مشاركة المخرجة طلا حديد والمنتجة خديجة العلمي من المغرب، بالإضافة إلى منتج ومخرج بريطاني. وكما سبقت الإشارة إليه، عرفت أشغال اليوم السابع من المهرجان (أمس الجمعة) تنظيم ندوة فكرية للكاتب والمفكر الراحل عبد الكبير الخطيبي شارك فيها كل من نور الدين الصايل، آسية بلحبيب، عبد الإله الخليفي، عبد الله البلغيتي العلوي، طيب بلغازي وفريد الزاهي. في حين يتميز يومه السبت بتنظيم ندوة حول موضوع «الذاكرة السمعية البصرية الوطنية». في حين اختار بطل فيلم «شقوق» للمخرج هشام عيوش، عبد السلام بونواشة، بعد أن صمم على عقد الندوة الصحافية الخاصة بالفيلم بالرغم من غياب مخرجه، الذي يتواجد حاليا بالبرازيل، وبالضبط بمدينة ريوديجينيرو، لتصوير أحد الأعمال السينمائية، عبر الممثل بونواشة عن حقه في الحديث عن الفيلم الذي شارك في بطولته، مشيرا إلى أن منتج الفيلم البلغيتي وضع موضوع الفيلم باسم مؤسسته الإنتاجية دون أن يعرف تفاصيل عن قصة الفيلم. وأن الفيلم لم يتلق سوى 30 مليون سنتيم كدفعة أولى على الإنتاج. كما أشار إلى أن تصوير فيلم «شقوق» تم بدون الاعتماد على سيناريو مكتوب، وأن الفيلم سيوزع قريبا بفرنسا. واعتبر أن فيلم «شقوق» لم يكلف إنتاجه الكثير من المال، فهو فيلم «طلع فابور». أما في سياق حديث الممثل عبد السلام بونواشة عن قصة الفيلم وواقع الفيلم، أشار إلى أن المغزى من هذا الفيلم، «استطعنا أن نوظف فيه تقنيات الفيلم الوثائقي خلال التصوير، وأننا عملنا من أحداث الفيلم على تقديم الصورة الواقعية لظواهر يعرفها المغرب، خصوصا طنجة التي صور بها». وفي تعريف عبد السلام بونواشة بمساره الفني، قال إنه اشتغل لمدة 25 سنة في المجال السينمائي، كسائق وممثل.. ، واشتغل في العديد من الأعمال السينمائية المغربية و الدولية.. تجدر الإشارة إلى أن الموقع الإلكتروني للمركز السينمائي المغربي يواكب أنشطة المهرجان، حيث يتيح الإطلاع على الحصيلة السينمائية لسنة 2009 باللغة العربية والفرنسية. كما يشمل الإطلاع على معطيات جديدة، حول السينمائيين المغاربة وعناوينهم المهنية والفيلموغرافية، وكل ما يتعلق بلائحة الأفلام المغربية وأوراقها التقنية وملاخصاتها، بالإضافة إلى الصورة والوصلة الإشهارية المتعلقة بالفيلم.