افتتحت أمس الخميس فعاليات موسم الخطوبة بإملشيل الذي يخلد أسطورة تمجد الحب الأبدي بإقامة حفل زفاف جماعي لثلاثين من الأزواج ينحدرون من قبائل المنطقة. "" ففي جو من الاحتفال والبهجة، تقدم العرسان تباعا وهم يرتدون أجمل الملابس التقليدية أمام العدول قصد إضفاء طابع الشرعية على علاقتهم الزوجية، وفي الوقت ذاته تكريس تقليد اجتماعي يضرب بجذوره في عمق التاريخ بهذه المنطقة. وقد تدفق على إملشيل العديد الزوار بمن فيهم الذين اعتادوا التردد على المنطقة من جنسيات مختلفة، حيث تفاعلوا بشكل منقطع النظير مع أهازيج وإيقاعات فرقة أحيدوس للفنون الشعبية المنتسبة إلى قبائل ايت حديدو، والتي رددت أغان ومواويل تتغنى بحفلات الزفاف الأمازيغية. وصرح أحد العرسان وهو شاب في الرابعة والعشرين من عمره لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه تغمره فرحة كبيرة وهو يشارك في حفل الزفاف الجماعي بإملشيل، معربا عن اعتزازه في الوقت ذاته بالمشاركة في إحياء تقليد تتوارثه الأجيال المتعاقبة في المنطقة أبا عن جد، لاسيما وأن رابطة الزواج في إملشيل تتم بطريقة علنية إذ يشهد على ذلك عموم الناس. ويتميز هذا الموسم الذي يقام على بعد حوالي عشرين كيلومترا عن مدينة إملشيل بتنظيم سوق تقليدية كبيرة يتدفق عليها الآلاف من الأشخاص وتشهد رواجا اقتصاديا مكثفا، خاصة المتاجرة في الدواب بما في ذلك الأغنام والإبل، وبعض الحيوانات التي يتعاطى سكان المنطقة تربيتها. ولكن الموسم (ليضوض بالأمازيغية) مهدد بتحولات الحياة الاجتماعية التي تكتسح هذه المنطقة الواقعة على أزيد من 2000 متر من سطح البحر مما استدعى ارتفاع الأصوات الداعية إلى صيانته والحفاظ على طابعه الأصيل. ويقول هرو أبو الشريف العضو بمركز طارق ابن زياد، ورئيس جمعية محلية أنه من الضروري توحيد الجهود الرامية إلى ضمان استمرارية إحياء موسم الخطوبة، وجعله رافعة للتنمية المحلية من خلال تطوير مختلف الأنشطة المقامة بمناسبة إحياء هذا الموسم، فضلا عن إدخال أنشطة أخرى مدرة للدخل بالنسبة لسكان المنطقة ومن ضمنها الأنشطة المرتبطة بالسياحة القروية. وتعود جذور إحياء موسم إملشيل إلى أسطورة رومانسية تحكى عن كون شاب من قبيلة آيت إبراهيم أغرم بفتاة من قبيلة أيت عزة، إلا أن العلاقة غير الودية التي كانت تسود بين القبيلتين حالت دون إتمام زواج الشابين. فبكى كل من العشيقين على حدة رفض الأبوين وشيوخ القبيلة (أمغار) عقد قرانهما إلى حد أن دموعهما كونت البحيرتين التوأم "إسلي" و"تيسليت". وستستمر فعاليات موسم إملشيل اليوم الجمعة بتنظيم مجموعة من الحفلات التي ستحييها فرق الفنون الشعبية المحلية، فيما سيكون لسكان المنطقة وزوارها موعد مساء اليوم في مركز إملشيل مع الافتتاح الرسمي لمهرجان "موسيقى الأعالي" الذي ينظمه مركز طارق ابن زياد. ويتضمن برنامج الدورة السادسة لهذه التظاهرة، المنظمة بشراكة مع عمالة الرشيدية، أنشطة وفقرات متعددة ومتنوعة من شأنها التعريف بالتراث الموسيقى الوطني المتداول لدى سكان أعالي الجبال.