يسعى مركز طارق بن زياد من خلال تنظيم الدورة السادسة لمهرجان موسيقى الأعالي (27 إلى30 غشت الجاري), إلى رفع تحدي النهوض بالسياحة الجبلية والمساهمة في التنمية الاقتصادية للمناطق المجاورة لإملشيل, مع الحفاظ على الأصالة والقيم الانسانية والاجتماعية والخصائص الثقافية لساكنة المنطقة. وتعتبر إملشيل, كنقطة التقاء بين شرق وغرب الأطلس الكبير, بمثابة ذاكرة جماعية مازالت تحتفظ بخصوصياتها على الرغم من بعض التأثيرات الخارجية وبعض اغراءات الحداثة. وتصر إملشيل على الحفاظ على أصالتها وفرادتها من خلال تشبثها بجذورها, كما أنها تطمح, بفضل تعبئة الجمعيات المحلية ومركز طارق بن زياد, إلى تحقيق مزيد من التطور. ومن دورة لأخرى, نجح مهرجان موسيقى الأعالي, ببطء ولكن بثبات, أن يمنح لهذا الحدث, الذي يحتفل بالفن والتقاليد, بعدا دوليا كما يتجلى ذلك من خلال مشاركة فرق شعبية وموسيقية تنتمي إلى العديد من الدول الاوروبية. والسفر إلى إملشيل, المشهورة بموسمها السنوي للخطوبة, سفر عبر الزمن, كما أنه رحلة عبر الأصالة والعراقة. ويتضمن برنامج دورة هذه السنة فقرات من رقصات أحيدوس لأيت حديدو وأيت عطا وأيت مرغاد بالإضافة إلى الطقطوقة الجبلية التي سيستمتع بها, خلال ثلاث ليال, سكان المنطقة والعديد من زوارها. وبخصوص المشاركة الأجنبية في هذا اللقاء الثقافي, فتتمثل في مجموعات (هاريبي) من اليابان و(جاز مود) من إيطاليا و(سيرينسا) من بولونيا و(وارانا) من البيرو. وقد افتتحت فعاليات هذا اللقاء الثقافي والفني والاجتماعي يوم الأربعاء, بالحفل التقليدي للخطوبة قرب ضريح سيدي أحمد أولمغني بحضور عامل إقليم الراشدية السيد عبد الله عميمي وممثلين عن السلطات المدنية والعسكرية. وقام حوالي عشرين شابا وشابة بعقد قرانهما في طقوس تقليدية خالصة, كما تلقوا بالمناسبة معونات مادية. وبالنسبة لقبائل أيت حديدو, فإن موسم الخطوبة, ليس حدثا بسيطا, بل هو لقاء يساهم في تحقيق أغراض ثلاث, أولها تجاري وثانيها اجتماعي وثالثها ديني. فالموسم عبارة عن معرض سنوي حقيقي, يجذب قبائل المنطقة التي تلتقي وتتزود بالقمح والشعير وتبيع المواشي وبعض الفواكه, فهو بذلك فرصة مثالية للتجارة والترفيه وإقامة حفلات الزفاف. ويقوم العرسان, في اليوم الثالث للمهرجان, بزيارة تقليدية لبحيرة إيسلي وتيسليت, التي تتحدث الأسطورة أن شابا تزوج من فتاة عارض أبويها زواجها منه, وفر العريسان حيث بكوا طوال الليل, ومن دموعهما تكونت بحيرتا إيسلي وتيسليت (العريس والعروس).