لم يمربعد أسبوع على احتفال سكان منطقة إيملشيل بالموسم التي عرفت به المنطقة منذ مئات السنين ويعتبر موسم الخطوبة من بين أكثر المواسم شهرة بالمغرب جمالا ويعد قبلة للسّوّاح والباحثين من مختلف أنحاء العالم، نظرا لما تنطوي عليه هذه التظاهرة من طابع أسطوري ممزوج بالخيال الشعبي. ويرتبط هذا الموسم في المتخيل الشعبي للمنطقة بأسطورة بحيرتي «إسلي» و « تيسليت» التي لا تبعد عن إيميلشيل المركز إلا ببعض الكيلومترات القليلة. وللإشارة فايملشيل قرية جبلية صغيرة ينتمي سكانها لقبائل «آيت أحديدو» وهي تابعة إداريا لإقليم» الراشدية». وتقع في الأطلس الكبير على علو 2200 متر. والبداية الفعلية لموسم «إيملشيل» تعود إلى سنة 1965. ويدوم الموسم ثلاثة أيام من 19 إلى 21 شتنبر من كل سنة. وقبيل الموسم يشرع سكان قبائل آيت حديدو في التجمع و إرساء الخيام التي تزيد فضاء الإحتفال سحراً وبهاء. و في نفس الوقت يتم الترويج للمنتوج السياحي. وتبدأ الفرق الفلكلورية تداريبها إستعداداً لأيام الاحتفال. ويخصص اليوم الأول للرقص والغناء فيمتلئ فضاء القرية بالأهازيج الشعبية وتتبارى الفرق الفلكلورية في إظهار براعتها في الغناء و الرقص. و في نفس الوقت تعرض منتوجات الصناعات التقليدية والمحلية وتتحول الخيام إلى محلات للبيع و الشراء يجد فيها السياح ضالتهم. أما اليوم الثاني فيخصص للخطوبة وعقد القران و تلعب الأزياء في هذا اليوم دورا احتفاليا كما يميز السكان بواسطتها بين الفتيات البكر وغيرها من المطلقات والأرامل. ويرتدي الرجال الجلابيب والبرانس المزخرفة بالألوان البهية، ويمتطون خيولهم المزينة بالسروج الزاهية. وعندما يختار العريس عروسه حسب التقاليد، تتم الخطوبة ثم يتجمع المخطوبون أمام ضريح «أحمد أومغاني» لنيل البركة و بعد ذلك يقوم العدول بتسجيل عقود الزواج، ويتشكل وفد من عشرة أفراد من عائلة العريس يتوجهون إلى منزل العروس ليقدموا لها الهدايا. ويذكر أن هذا الموسم مرتبط بأسطورة «إسلي» و»تسليت»، الذكر إيسلي ينتمي إلى قبيلة أيت إبراهيم والأنثى «تيسليت» تنتمي إلى قبيلة «أيت أوعزا» والتقاليد القديمة لقبائل أيت حديدو منعتهما من الزواج. الحزن الدفين لهذا المنع جعلهما يبكيان، وبغزارة دموعهما امتلأت البحيرتين اللتين تحملان اليوم إسميهما، بعد هذه الحادثة تدخل أحد رجال الدين بالمنطقة وهو سيدي احماد ولمغني ليعمل على الصلح بين القبيلتين ويضع حدا للخلاف الحاصل بينهما وليرخص بزواج إسلي بتسليت، من هنا بدأ تاريخ حكاية موسم الزواج بإملشيل.