عرفتك منذ عشر سنوات ، فقد التقينا في تشييع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني ببذلتك السوداء وقميصك الأبيض ، وسيجارتك التي لا تفارق أناملك ، وكلما تأملت وجهك لم استغرب بان ملامحك لم تخرج عن دائرة لون بعض رجال المخابرات الغلاظ من خلال نظرات غادرة تشم رائحتها عبر ملايين ذرات الهواء ، مما جعل الكثير من الزملاء الأخيار حملة القلم الصحفي أن تختار البين والفراق والابتعاد وتكتفي بإلقاء التحية والسلام - لا نقصد شلتك المفضلة التي تأكل معك من نفس الطبسيل وتشرب معك من نفس الكاس ... "" السيد جمال براوي : لم أعرف لماذا تحركت جوارحك ومن الذي اختار تحريكها في هذه الظرفية بالذات لتتقول في صحفيين يشهد لهم التاريخ بالعطاء وبالرفع من خدمة الرسالة الصحفية ، وتتهمهم بالخيانة العظمى وتتطاول بكلمات غادرة في حق الأمير مولاي هشام بدون دليل. لقد كشفت نفسك أمام الرأي العام كمجنون أو معتوه لأنك نصبت نفسك مديرا للمخابرات المغربية بدون حقيبة وجمعت أسرارا خطيرة لم تبلغ أجهزة الأمن فلماذا فضلت الصمت طيلة هذه الفترة الزمنية مع العلم انك لا تعرف كشف الاوراق . إن تصريحك من خلال الحوار القصير بجريدة المساء هو كلام مردود عليك ولن يهتم به أصحاب الشأن ولا الأجهزة الأمنية ولا وزارة الداخلية لأنك كما يقول الشارع المغربي " وليتي ورقة محروقة " لأنك كنت تظن أن بفعلتك هذه سيسجل اسمك في " غنيس المغرب " لكن ما صرحت به لم يطرب الزملاء ولم يعجب الناس اللي كليتي خبزهم لأن اتهام الصحفيين بالخيانة وقلب النظام والمساس بالملكية والعرش ، ليس إلا أمرا في مخيلتك التي تلقت الإملاء والخوض في البهتان كما هو الحال لواقعة الإفك المفبركة والمخدومة والتي أتت براءتها من الله عز وجل وبهت الذي كفر ومن معه. فإذا كان الاختلاف في وجهات النظر فأصدقاء الأمير - الصحفيون - ملكيون أكثر مما تتصور يا جمال ، ومن خلال كتاباتهم ومدادهم الذي يسيل كل يوم يظهرون كالجنود في ساحة الوغى يدافعون على الوطن وعلى العرش الملكي أكثر من بطانة تخدم مصالحها على حساب أولاد الناس. أما عن الأمير فصورتك بدت ساقطة ، وخاصة عندما قلت بأنك كنت صديقا للأمير فأي صداقة هذه تحاول من خلالها إقحام الأمير في أمور لا تهمه لا من قريب ولا من بعيد وخاصة بعدما اختار بمحض إرادته الإقامة بالولايات المتحدةالأمريكية ومزاولة أنشطته الثقافية والعلمية من سدة جامعة برنستن . وتسيير مشاريعه كرجل أعمال ومستثمر وتبقى للأمير أفكاره التي وجب احترامها وتقديرها في إطار حرية الرأي والتعبير. السيد جمال براوي : ليس من حقك الحديث أو التحدث عن دعم الأمير لأصدقائه الصحفيين وليس من حق أي كان محاسبته عن ذلك لغرض بسيط أن الأمير ليس موظفا في الإدارة ، وليس له منصب أو حقيبة فهو رجل أعمال يمكنه أن يتاجر مع أي كان ويستثمر في أي مكان او مجال لهذا كان عليك أيها الصحفي أن تتحدث عن دعم الصحف الحزبية ودعم بعض الصحف المستقلة وتثير مدى خطورة وإيجابية هذا الدعم على الرأي العام الوطني وخاصة طبقة الكادحين من عمال وفلاحين ومهمشين ومن شملهم الفقر والتفقير وكذلك من حملة الشواهد والمعطلين لهذا فلا قضية لوجورنال ولا إثارتك لمجمع الصحفيين أصدقاء الأمير تنفع البلاد ولا المواطنين ، فأمامك العديد من الملفات والقضايا التي كان عليك إثارتها في صحيفتك التي ستلقى بها ربك غدا يوم القيامة فالعمل الحكومي أنت مسؤول عنه باعتبارك كما تقول صحفي وأشغال البرلمان أنت مسؤول عنها لأنك كما تقول صحفي ، فاكتب عن البطالة والدعارة واكتب عن الأخلاق والعدالة واكشف عن مفبركي الملفات والقضايا الجاهزة والصحفيين المسخرين باسم الأظرفة وباسم المحللين السياسيين وهم لا يعرفون الليف من الزرواطة ثم استغفر ربك إنه كان توابا. السيد جمال براوي : ما قمت به جعلك تسقط في نفس الحفرة التي سقط فيها علي عمار بعدما حاول إقحام وتوريط الأمير في مؤلفه المخدوم من قبل شريحة فصيل " مصائب قوم عند قوم فوائد " لكن الأمير بخرجته الإعلامية من خلال رسالتهالتي فضحت اللعبة وكانتامرا مقضيا لأنها ضربة موجعة تألم من خلالها عمار ومن صنعوه وسخروه. فتلاها الصمت والسكون.. فلا تكن كمن تمردا.