المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور        قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يواجه القصر الإشاعات؟
نشر في هسبريس يوم 02 - 08 - 2009

من خاصيات الإشاعة أنها تستفز من تعنيه وتبسط أو تزعج من تصل إلى سمعه، غير أن الشائعة لا تترك هؤلاء مكتوفي الأيدي، بل إنها تدفع إلى فعل التأويل والبحث والتقصي عن قصدها وغايتها. ""
لقد تعقدت دراسة ظاهرة الإشاعة بفعل علاقتها بالصحافة والسياسة ببلادنا، التي عرفت انتشار شائعات بخصوص الملك والأسرة الملكية والبلاط، بشكل كبير ومفزع أحيانا، سيما عندما تطفو الإشاعة لتعويض غياب الحقيقة، سواء الرسمية منها أو غير الرسمية، من جهة، أو لعدم التمكن من تجاوز صعوبات الوصول إلى المعلومة ومصدرها، من جهة أخرى.
ذاعت النكت عن الملك والبلاط وانتشرت في عهد الراحل الحسن الثاني، في حين كثرت الإشاعة عن العاهل والأسرة الحاكمة في عهد ابنه محمد السادس.
ففي عهد الملك الأب لعبت النكت السياسية اللاذعة دورا مهما في توصيف الواقع وانتقاد العلاقة المتشنجة والمتوترة بين النظام السياسي والقيمين على الأمور، من ناحية، والمجتمع وفئات من الشعب وشرائحه، من ناحية أخرى. وقد اتضح، بما فيه الكفاية، أن بعض الأوساط اعتمدت النكتة كسبيل من سبل النقد وكشف المستور، وأيضا طريقة من طرق معارضة الملك ووسيلة من وسائل المواجهة من وراء الستار وقناة من قنوات تمرير المواقف الجريئة، التي لم يكن من الممكن التعبير عنها جهرا أو مباشرة، أومن أجل بعث رسالة مرموزة أو واضحة لمن يهمهم الأمر، وهذا من باب "أضعف الإيمان".
في حين ذاعت الإشاعة في عهد الملك الابن وتوارت النكتة، حيث غمرت حياة الملك محمد السادس والعائلة الملكية ومحيط البلاد شائعات متعددة ومتنوعة، اتخذت أشكالا ومضامين متباينة، واعتنت بحيثيات دقيقة لها دلالاتها وسياقاتها حسب المناسبة أو الحدث أو الظرفية، ومن ضمن هذه الإشاعات ما لم يهتم بها القصر الملكي والقيمون على الأمور، وأخرى ردوا عليها توا دون انتظار لتفنيدها أو تصحيحها في مهدها.
والإشاعة أنواع وأشكال، فهناك الشائعة السياسية، التي غالبا ما تنتشر وسط النخب، وهناك الإشاعة الاجتماعية والشعبية التي تسري في صفوف أوسع فئات الشعب.
ومع بروز درجة، غير مسبوقة بالمغرب، من الشفافية، لم يعهدها المغاربة على امتداد العهد السابق، بدا كأن باب الإشاعة فتح على مصراعيه، علما أنه كلما ضاقت دائرة الشفافية كثرت الشائعات واستمرت، وكلما ساد الاستبداد برزت النكتة وتطورت.
فلا غرابة إذن في أن تروج إشاعات تحاك بخصوص الملك أو زوجته أو العائلة الملكية، لكن كيف يتم مواجهتها من طرف القصر الملكي والجهات الرسمية؟ وكيف يتعاطون معها؟ هذا ما سيحاول ملف هذا الأسبوع معالجته.
الإشاعة حول الملك والبلاط نار تشتعل بسرعة فائقة
تناسلت إشاعات كثيرة ومتعددة حول الملك محمد السادس والعائلة الملكية والبلاط منذ اعتلائه عرش البلاد خلفا لوالده الراحل الحسن الثاني، بعضها تأكد، بالملموس، عدم صحتها بالدليل والبرهان، وبعضها الآخر ظل رائجا في الصفوف الشعبية دون تصحيح أو تفنيد، ولم يُعره الديوان الملكي ولا وزارة القصور أي اهتمام.
لقد راجت ليلة وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، إشاعة مفادها أن محمد السادس، وريث العرش الشرعي، تزوج تلك الليلة بدافع احترام العرف السائد داخل الأسرة العلوية والقاضي بأن الملك الجديد لا يمكنه أن يتولى سدة الحكم إلا وهو متزوج وليس عازبا.
آنذاك، قام خالد عليوة، الوزير حينئذ ضمن حكومة عبد الرحمان اليوسفي الأولى، بتكذيب هذه الإشاعة دون انتظار، حال وصولها إلى علم البلاط والحكومة، حيث نفاها جملة وتفصيلا، وأكد لحظتئذ أن الملك محمد السادس لم يكن قد تزوج بعد، معلنا، شيئا جديدا غير مسبوق في تاريخ المغرب لم يكن المغاربة متعودين عليه إطلاقا، إذ أعلن أن زواج الملك لن يكون من أسرار الدولة خلال العهد الجديد.
وفي السنوات الأولى من هذا العهد، تناسلت العديد من الإشاعات والشائعات وبعض النكت النادرة حول البلاط، خلافا لما كان حاصلا في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
لقد راجت شائعة حول وفاة أحد الحراس الشخصيين للملك محمد السادس، ونفخ فيها، حيث قيل إن الملك هو الذي كان مستهدفا، لكن تبين بعد حين أن كل ما أشيع مجرد كلام الشارع لا سند له.
وراجت كذلك إشاعة قرب عزل المستشارين الملكيين، آندري أزولاي ومحمد المعتصم، لكن الواقع كذب هذه الشائعة وفندها بسرعة، إذ حدث خلاف ما تم الترويج له، حيث تم إعفاء مستشاري الملك الراحل الحسن الثاني ما عدا مستشاره اليهودي المغربي في الشؤون الاقتصادية.
وكذلك الأمر بالنسبة لزليخة نصري التي ذاعت شائعة عزلها بفعل غضبة ملكية مستطيرة، غير أن هذا لم يحدث.
أما الجنرالان، حسني بنسليمان وحميدو لعنيكري، فقد حيكت حولهما إشاعات كثيرة ومتعددة لم تتحقق أي واحدة منها، سيما تلك المرتبطة بالعزل الوشيك أو المحاسبة والمساءلة.
ويرى بعض المحللين السياسيين والمتتبعين للشأن المغربي، أنه من الطبيعي جدا أن تتناسل إشاعات حول الملك الشاب سيما في بداية عهده لاعتبارات متعددة، منها أن الرأي العام لم يكن يعرف جيدا المتربع الجديد على العرش، خصوصا وأنه كان محجوبا، من طرف والده الراحل الذي أبعده عن الواجهة السياسية ولم يقحمه في دوامتها إلا في أواخر عمره وبقدر محسوب، وفي هذا المضمار كان طبيعيا أن يحاك الكثير من الشائعات حول شخصية الملك محمد السادس وطباعه ومزاجه سواء داخل المغرب أو خارجه.
ويذهب بعض المتخصصين في علم النفس إلى القول، إن كثرة وتعدد الشائعات المحاكة حول الملك محمد السادس والبلاط في عهده مقارنة بما حيك في عهد والده الراحل، مرده إلى اختلاف شخصية الملكين وتباين نمط حكم وعيش كل واحد منهما، وكذلك اختلاف مسارهما التربوي والثقافي.
وقد اعتبر بعض هؤلاء أن الملك محمد السادس لم يكن، في فجر عهده، يتواصل مع الرأي العام إلا خلال المناسبات التي يلقي فيها خطبه المركزة مقارنة مع خطب والده الراحل، كما أنه لم يجر الكثير من الحوارات مع وسائل الإعلام عكس ما كان يقوم به الملك الراحل الحسن الثاني. لهذا ظل المغاربة، في نظر هؤلاء، متعطشين لمعرفة ملكهم الجديد، في حين كانوا على اطلاع واسع بخصوص شخصية والده الراحل، وأسلوبه وغضباته وطبيعة مزاجه وطريقة حديثه وتحدثه للغير وابتسامته وكيفية إمساكه وشربه السيجارة وغير ذلك من الدقائق، لذلك حيكت حوله الكثير من النكت والقليل من الإشاعات، في حين حدث العكس بخصوص ابنه الملك محمد السادس.
لم يقتصر أمر الشائعات على المغاربة، وإنما حيكت كذلك إشاعات كثيرة حول الملك والبلاط انطلاقا من الخارج ومن طرف أجانب ومغاربة مقيمين بالخارج، ويظل هدف أغلبها سياسيا بالدرجة الأولى، سيما فيما يتعلق بالشائعات المتعلقة بسلوكيات الملك وبعض مواقفه وتصرفاته.
في هذا الإطار تناسلت إشاعات نسجت خيوطها بعض وسائل الإعلام الجزائرية وأخرى صدرت عن أقلام فرنسية وإسبانية، وقد رأى الكثير من المتتبعين أنها تدخل في نطاق استراتيجيات مغرضة، موجهة ضد المغرب للنيل منه عبر استهداف الملك والمؤسسة الملكية، نظرا للمكانة الرمزية للملك داخل المجتمع ولموقع العاهل كفاعل مركزي في النسق السياسي والمنظومة الاقتصادية.
خصام العائلة الملكية
في غضون سنة 2007 تناسلت بعض الإشاعات المرتبطة بشجارات داخل العائلة الملكية، سيما بين لالة لطيفة، "أم الأمراء"، وأبنائها.
وذاعت هذه الشائعات أكثر بعد نشر صورة جماعية لأفراد العائلة الملكية، انفردت بها مجلة "باري ماتش" الفرنسية، تجمع الملك محمد السادس وشقيقه وشقيقاته وعماته وأبنائهم وبناتهم بينما غابت أم الملك، ولم يحضر الأمير مولاي هشام. وقد أثار هذا الغياب الكثير من الأسئلة، سيما وأن المناسبة كانت هي عيد ميلاد الملك.
وموازاة مع تناسل الإشاعات بهذا الخصوص، خلافا لما كان سائدا في السابق، برز اسم أم الملك في وسائل الإعلام بعد تسريب نبأ تبنيها حالة الطفل ياسين، الذي كان قد أهمل من طرف جدته، بسطح أحد منازل مراكش الشعبي، وهو يقتات من فتات أكل الكلاب التي نهشت وجهه وجسمه، وأكدت أخبار منشورة بهذا الخصوص، أن لالة لطيفة حرصت على التكفل بمصاريف علاجه ورعايته، بما في ذلك إجراء عملية تجميل أصرت أن يستفيد منها الطفل الضحية في أشهر المصحات الباريسية المتخصصة في هذا المجال.
كما قررت أم الملك أن يصطحبها الطفل ياسين إلى الديار السعودية لأداء مناسك العمرة رغم صغر سنه.
وقد تزامنت هذه الخرجات الإعلامية مع تناسل الشائعات بخصوص حصول شجارات بين أفراد العائلة الملكية، كما ظهرت لالة لطيفة بلباسها الأبيض الصافي بمدينة مراكش، صحبة محمد المديوري وهو يتقدم الحراس الشخصيين لأم الملك، بمناسبة تدشينها لمسجد الهدى ببوعكاز بالقرب من مطار المنارة الدولي بمراكش.
ووالدة الملك، امرأة في عقدها السادس، مقيمة بباريس، دأبت على التنقل بين المدينة الحمراء وعاصمة الأنوار، يحرسها ويدير أعمالها مدير الحرس الخاص السابق للملك الراحل الحسن الثاني، محمد المديوري، الذي لازال مصدر ثقة العائلة الملكية، كما أنها (لالة لطيفة) هي التي جعلت من الملك محمد السادس نصف أمازيغي.
الملك يستقبل الكروج لتكذيب إشاعة إصابته برصاصة
تسرب خبر إصابة الملك محمد السادس برصاصة في إحدى يديه بالرباط، ذات يوم من سنة 2004، رفقة أحد حراسه الخاصين، وقد سرى هذا الخبر آنذاك كما تسري النار في الهشيم. فأن يصاب الرجل الأول بالمغرب برصاصة، أمر ليس سهل الهضم، خاصة من طرف الرأي العام الوطني، المعروف عنه أنه لا يترك مثل هذه الأمور تمر دون أن يطلع على تفاصيلها المملة بل وأن يُطَعِّمها بتوابله الخاصة.
إشاعة إصابة الملك محمد السادس برصاصة في إحدى يديه من طرف مجهول، ألبسها الناس شتى أنواع الألبسة، فمن قائل إن الملك أصيب خارج أرض الوطن، إلى من قال إنه أصيب في فاس وآخر في الدار البيضاء، بل هناك من أشاع أن مطلق الرصاصة يعمل في سلك الشرطة(...) خطط لهذه المؤامرة ونفذها بشارع محمد الخامس، بالعاصمة، غير بعيد عن مقر الإدارة العامة للأمن الوطني.
للتذكير فإن إشاعة إصابة الملك محمد السادس شغلت الناس لمدة أسبوعين، وهي الفترة التي لم تصادف برمجة أي نشاط ملكي ولا عقد أي مجلس وزاري، مما دفع بمستشاري الملك وعبر جهاز سري يتوفر على شعبة نشطة في تحصيل المعلومات الخاصة بهذا الشأن، بتقديم نصيحة للملك بأن يظهر لرعاياه للتأكيد أنه لم يصب بأذى.
وهكذا تقرر أن يستقبل الملك محمد السادس بقصره الملكي في مدينة مكناس العداء العالمي هشام الكروج، الذي منحه وسام العرش من درجة قائد مكافأة له على إنجازه خلال دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في أثينا باليونان، عندما أحرز ذهبيتي سباقي 1500 و5000 متر.
وأصرت الأجهزة الساهرة على البروتوكول الملكي خلال هذا الاستقبال، أن تظهر كاميرات التلفزة وصور المصور الخاص للملك محمد السادس وهو يُوشح البطل المغربي بوسام، حيث بدا العاهل رافعا يديه، لتفنيد كل الإشاعات التي راجت حول إصابته (في إحدى يديه) برصاصة سنة 2004.
شائعة زواج الملك من تطوانية
تزامنت إشاعة زواج الملك بامرأة ثانية مع اليوم الوطني للمرأة (10 أكتوبر) والذي يصادف ذكرى ميلاد مدونة الأسرة التي عدلت نصا جوهريا في المنظومة القانونية ببلادنا، واعتبرت بمثابة ثورة غير مسبوقة في تنظيم العلاقات الزوجية. وقد أشارت إحدى الروايات إلى أن زوجة الملك الثانية من شمال المغرب، وبالضبط من مدينة تطوان.
رصدت إحدى الصحف هذه الإشاعة التي فسر البعض انتشارها باستمرار وجود جيوب مقاومة التغيير الجريء التي طفت معالمه مع العهد الجديد، منذ أن اختار الملك محمد السادس الكشف عن زوجته ومنحها رسميا صفة أميرة وتخليه العلني عن عرف الحريم الذي حرص عليه الملوك العلويون منذ اضطلاعهم بحكم المغرب، وهي أشياء لم يعهدها المغاربة من قبل.
لم يول البلاط أي اهتمام لهذه الإشاعة ولم يرد عليها بأي شكل من الأشكال خلافا لنهج تعاطيه مع شائعات أخرى رد عليها على التو ودون انتظار، إما مباشرة، عبر بلاغات، أو بطريقة غير مباشرة، عبر إجراءات وتصرفات تفندها جملة وتفصيلا.
وهناك شائعة أخرى، انتشرت قبل إشاعة زواج الملك بامرأة ثانية، مفادها أن محمد السادس جعل قضية المرأة من أولويات اهتمامه بفعل إلحاح الأميرة لالة سلمى التي ظلت تسأله صباح مساء ودون انقطاع عن مآل قضية المرأة المغربية وإنصافها. وتضيف الشائعة، أن الأميرة لالة سلمى ظلت تزن على أذن زوجها الملك قائلة: "إلى متى ستظل المرأة المغربية قاصرة في نظر القانون؟ هل تريد أن ترتبط بامرأة يعتبرها قانون البلاد قاصرة كيفما كان سنها وثقافتها ومهما كان موقعها الاجتماعي؟ فكيف يعقل أن تبقى زوجة الملك قاصرة في نظر القانون والأعراف؟".
لذلك تقول الشائعة، حسم الملك الأمر يوم 10 أكتوبر 2003، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم يوم المرأة المغربية بعد إعلان الملك في خطابه بمناسبة افتتاح البرلمان، عن تعديل مدونة الأحوال الشخصية وتعويضها بمدونة الأسرة، التي طالها التغيير مؤخرا بخصوص موافقة الزوجة وحضورها للزيجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة للرجل، حسب رواية الإشاعة الأخيرة، حتى يتمكن الملك من زيجته الثانية.
شائعة مرض الملك
في نهاية غشت 2008 نفت وزارة القصور الملكية إشاعة نقلتها جريدة "إمبرسيال" الإسبانية، مفادها أن زيارة الملك محمد السادس للديار الفرنسية آنذاك كانت لأسباب صحية استدعت تلقي العلاج بصفة استعجالية بسبب المنشطات.
وقتئذ نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء (لاماب) عن الوزارة السالفة الذكر بلاغا أكد أن الملك محمد السادس يتمتع بصحة جيدة، كما نفى بشدة وبصفة قطعية أن يكون العاهل قد تلقى أي علاج أو رعاية طبية أو أنه خضع لعملية جراحية خلال فترة تواجده بالديار الفرنسية، وأشار البلاغ إلى أن الزيارة الملكية الخاصة لفرنسا كانت في إطار رحلة عائلية قصد الاستجمام والراحة وزيارة "أم الشرفا".
المنفى الاختياري للأمير مولاي رشيد
ذاعت شائعة اختيار شقيق الملك، الأمير مولاي رشيد، المنفى الاختياري والإرادي بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد تزامنت هذه الإشاعة مع نازلة المركب السياحي "طايتي" وعرض ملفها على أنظار العدالة. علما أنه لم يصدر أي بلاغ رسمي لتكذيب أو تفنيد ما راج في الشارع رغم حساسيته المفرطة.
تناولت هذه الإشاعة أكثر من جهة أجنبية، ونفخت فيها بشكل غريب إلى أن أوصلتها إلى درجة إظهار أن العائلة الحاكمة تعيش أزمة حادة بفعل واقع الاختلاف في نمط ونهج تدبير شؤون البلاد، واجتهد أصحاب هذه الشائعة لتبيان أن الصراع بهذا الخصوص حاصل بين الملك محمد السادس وشقيقه الأمير مولاي رشيد الذي يحتل الموقع الثالث في تراتبية سدة الحكم بعد الملك وولي عهده مولاي الحسن. وحسب مختلقي هذه الشائعة وصل التنافر في الرأي إلى حد اضطرار شقيق الملك اختيار المنفى والابتعاد عن المغرب وعن الأسرة الملكية.
كان الرد على هذه الشائعة الخطيرة عمليا، أن ظهر الأمير مولاي رشيد في الكثير من الأنشطة الرسمية وهو يقوم بمهام كلفه بها شقيقه الملك، سواء داخل الوطن أو خارجه، إذ لم يسبق أن ثقلت أجندة الأمير كما ثقلت خلال فترة ترويج تلك الشائعة. وكان أول نشاط قام به، حضوره الرسمي خلال مراسيم تشييع جثمان محمد عواد بضريح سيدي عبد الله بن حسون بمدينة سلا. وتلته العديد من الأنشطة والكثير من المهام، منها تمثيل الملك في أشغال الدورة 24 لقمة الدول الإفريقية وفرنسا المقامة بمدينة "كان"، والتي سلطت عليها وسائل الإعلام الرسمية الأضواء وخصتها باهتمام يفوق المعتاد، وكانت الغاية من ذلك تفنيد الإشاعة حول تصدع العلاقات داخل العائلة الملكية.
وقد استغرب الكثيرون لعدم صدور بلاغ رسمي بهذا الخصوص. كما ذهب بعض المتتبعين إلى اتهام المخابرات الجزائرية والإسبانية بالوقوف وراء ذيوع هذه الإشاعة للنيل من المغرب عبر النيل من ملكه والأسرة الحاكمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.