عزوبية الأمير مولاي رشيد جعلت شهية العديدين مفتوحة لإطلاق الإشاعات وتلقفها، وفتحت المجال أمام أشخاص نسجوا قصصا وروايات حوله من وحي خيالهم، آخرها إشاعة تروج في صفوف أفراد الجالية بالخارج مفادها أن الأمير سيتزوج قريبا من مهاجرة ببلجيكا أو إسبانيا. إشاعة أضيفت إلى سجل إشاعات سابقة تحدثت عن قرب زواجه من فتاة مهاجرة بسويسرا، وكذلك عن اقتراب موعد زفافه من فتاة أمازيغية، وهناك من قال إنه سيعلن زواجه من أجنبية. صحافية «لاماب» هكذا «خطبت» الإشاعات للأمير فتيات عديدات، لكن الإشاعة التي نالت حظها من الانتشار هي قرب ارتباطه بصحافية من وكالة المغرب العربي للأنباء، والتي مر على انتشارها ما يقارب السنتين، لكن آثارها ما تزال سارية المفعول، إذ إن الشابة المعنية ما يزال بعض زملائها في العمل يعتقدون أنها هي من وراء العديد من التغييرات التي تعرفها الوكالة، وسبب ظنهم هو اختيار زميلتهم كوثر كريفي عدم الحديث في الموضوع وتفضيلها عدم التعليق على الخبر، سواء بالنفي أو التأكيد. فضلت كوثر التي تعمل ب«لاماب» منذ تخرجها من المعهد العالي للإعلام والاتصال سنة 2005 عدم الخوض في الموضوع، واكتفت بالقول ل«المساء»: «لا يمكن الحديث في هذا الموضوع»، وإن كانت أسرتها، حسب مقربين منها، تعاملت بشكل عادي مع الإشاعة «الخبر» لأنها استبعدت حدوث ذلك. «كل شيء ممكن ما دام الملك محمد السادس تزوج للا سلمى من بنات الشعب وشاركه المغاربة فرحه وتعرف على أم الأمراء وعلى من كان لها الحظ في نيل قلب الملك؛ وخبر ارتباط الأمير مولاي رشيد بصحفية جعل الكثيرين يصدقونه في البداية ويجعلونه في إطار الممكن، لكن بعد مرور الوقت علمنا أن الخبر لا يعدو أن يكون مجرد إشاعة، ولكن السؤال المطروح هو من كان وراء الخبر؟». حسب بعض المصادر، فإن الذي يقف خلف الخبر الزائف الذي تحدث عن علاقة الأمير بكوثر هو صحافي درس بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، والذي كان هدفه هو تصفية بعض الحسابات مع الصحافية التي كان يتمنى لها مسيرة مهنية فاشلة، وكان يرمي إلى أن تصاب زميلته السابقة بالإحباط من جراء تأثير الإشاعة على نفسيتها. تهاني وتبريكات «لم يسبق لكوثر أن التقت مولاي رشيد أو تحدثت معه مباشرة، أو التقطت صورة إلى جانبه، بل تشاهده في إطار عملها، مثلا قبل الإشاعة رأت كوثر الأمير أثناء تغطيتها لأسبوع الفرس بدار السلام» تقول مقربة من كوثر. وبعد أيام، نشر موقع «هيسبريس» خبرا اختير له عنوان مثير «على نفس مسار أخيه الملك.. الأمير مولاي رشيد يتجه نحو الارتباط بصحافية من الشعب»، وأعلن عن اسمها وسيرتها الذاتية. يوم نشر الإشاعة توجهت كريفي إلى مقر عملها بوكالة المغرب العربي للأنباء على الساعة الواحدة زوالا، ففوجئت بالعاملين بها يقدمون لها التهاني والتبريكات على ارتباطها بالأمير الوسيم، بعدما علمت بالخبر الكاذب من قبل بعض صديقاتها قبل مجيئها إلى مقر العمل. بعض العاملين معها لم يجرؤوا على سؤالها عما إذا كانت فعلا هي زوجة الأمير المستقبلية لزمت كوثر الصمت ولم تعرف كيف تواجه الموقف، فاختارت أن ترد على كل من سألها بكلمة مقتضبة «بدون تعليق»، وهو ما ترك البعض يعتقد أن الأمر قد يكون حقيقة في غياب أي بيان رسمي من القصر ينفي الخبر الذي نشر على الموقع المذكور. كانت كوثر مساء يوم الإشاعة خلال شهر يونيو من سنة 2007 على موعد مع تغطية أشغال البرلمان، فحاصرتها أسئلة زملائها هناك: «هل الخبر صحيح؟»، فكانت تخبر المقربين منها أنه غير صحيح ولم يسبق لها أن التقت الأمير مولاي رشيد، سوى في اللقاءات التي تكلف بمتابعتها كصحافية، وعندما ينصحها أحدهم بتكذيب الخبر تجيب: «لا يمكنني فعل ذلك». هناك من قاده الفضول إلى مقر وكالة المغرب العربي للأنباء من أجل التعرف على صحافية «لاماب»، وقد أطلقت عليها العديد من الألقاب وقتها من قبل المعلقين على الخبر على الموقع، فهناك من أطلق عليها اسم «سنادريلا العهد الجديد» وهناك من لقبها ب«أميرة الصحافة»، وهناك من سارع إلى الاتصال بها هاتفيا ليبارك لها اقتراب زواجها دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن صحة الخبر الزائف. الصورة التي أذكت الإشاعة خلال استعدادات المغرب لاحتضان مونديال 2010، أصرت مهاجرة تسمى لطيفة بسويسرا على التقاط صورة لها رفقة الأمير الوسيم. الصورة نشرت على بعض مواقع الشبكة العنكبوتية، تظهر لطيفة، مهندسة إعلاميات، تتأبط ذراع الأمير وهو يرتدي لباسا رسميا. لتواضعه لم يبد مولاي رشيد أي انزعاج من تصرفها. كما يبدو في الصورة مبتهجا، مما جعل عدة صحف تعتمدها مرجعا للإعلان عن زواج قريب للأمير بالمهندسة الشابة، التي تنشط في إطار جمعية دولية تعنى بمشاكل المغاربة المقيمين بالخارج، خصوصا في دولة سويسرا حيث تقيم رفقة عائلتها. بعدما ذاع الخبر أسرت الفتاة إلى مقربين منها أن لا علاقة تجمعها بالأمير الصامت، وعلامات الخوف بادية على محياها. «إنها صورة بريئة»، بهذا الجواب اختارت المهندسة الرد على كل من سألها عن حقيقة الأنباء المتداول. لم تقصد إثارة انتباه الأمير أو تعمدها تأبط ذراعه أمام عدسات الكاميرا لتسلط حولها الأضواء وتثير انتباهه، حسب مقربين منها، كما نفت في الوقت ذاته احتمال أن تكون الصورة مفبركة. كانت تلك قصة صورة جعلت الأمير مرة أخرى موضوع إشاعة جديدة أضيفت إلى قائمة الشائعات التي تحوم حول قرب زواجه.