" واش هدا سبيطار وألا باطوار ؟!! " تساءل طرحه أحد أفراد عائلة الحمداوي هذه الأخيرة التي تلقت فاجعة موت رب العائلة أحمد الحمداوي بصدمة كبيرة منذ أيام بمستشفى الفارابي بمدينة وجدة . تقاسيم شفيق ابن الهالك تنم على غضب شديد ، هاجت عيناه وغر ورقتا بعدما علم أن والده مات في أحد مستشفيات العهد الجديد وما أدراكما العهد الجديد . "" مستشفى الفارابي بمدينة وجدة استقبل ولد شفيق بعدما أصيب بارتفاع في الضغط ، وكما هو معلوم فمستشفيات بلادنا السعيدة لا تكل في إسعاد المتقاطرين عليها من المرضى إلى درجة أن بعضها أصبح يسليهم بتنقيلهم من قسم إلى أخر كما حدث مع احمد الحمداوي ، فهو الذي تم استقباله في قسم المستعجلات ثم منه إلى قسم الجهاز العصبي إلى أن يلفظ أنفاسه في قسم الإنعاش . دخل الهالك ليعالج من ارتفاع في الضغط لتضاف إلى معاناته فجأة جرحين آخرين، وكان الجن لعبت بجسمه وصبت جم غضبها على هذا المواطن. جرح على مستوى الرأس وأخر في الظهر ، من شاهد صوره يخيل له انه أن لم تكن العفاريت هي من لعبت به ( وهذا مستبعد ) فان جسم هذا المواطن قد نكل به من طرف مجهول ، وعندما تساءل ابن الضحية عن مصدر هذه الجروح لم يجد جوابا شافيا على الأقل يشفي غليله الذي يرتفع مع كل يوم ينضاف إلى معاناة الوالد ، لكن كما هو معتاد وواضح لذوي التجارب السابقة بالخصوص فمن البديهي ان نجد جوابا نشفي غليل الابن ونقول له : انه الإهمال يا عزيزي فلا تحزن ، فكم من " مزلوط" استشهد على طريقة والدك، وكم من شهيد سيلتحق به . ليس أحمد الحمداوي أول ضحايا الإهمال الطبي ولا أخرها فمنذ ثلاثة أيام فقط أعلن على وفاة رجلان مسنان في مستشفى ابن سينا بذات السبب ، في حين أن وزارة الصحة التي يحمل حقيبتها الوزير بيد الله تتشدق في كل المناسبات بما تسميه جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والرعاية الصحية" الديمقراطية" ،وفي الحقيقة من يستمع إلى مثل هذه المغالطات المشحونة بجرعات زائدة من الشجاعة ( المفضوحة طبعا) توحي بان المغرب البلد الذي يتوفر على أعت أجهزة الصحة فعالية وأقواها على الإطلاق ، في حين أن الواقع يشي بان الصحة فعلا بيد الله والله يحفظ" خوتنا" المغاربة . عندما كنا نسمع بعمليات السرقة والسطو على عضو من أعضاء جسم شخص ما في بلد أسيوي كالهند مثلا كنا نعتبر الأمر ضربا من الخيال ، ولكن بعدما وصلتنا حمم الظاهرة بتنا على يقين أن مستشفيات مملكتنا التي تهمل ولا تمهل مرضاها لهي ليست ببعيدة عن مثل هذه العمليات القذرة ، وما نسمي هذا الذي يحدث غير إهدار لكرامة المواطن . إن تكرار جرائم الإهمال وسرقة الأعضاء ثم إعادة بيعها لأشخاص محتاجين لها لأمر يطرح بحدة أسئلة عميقة عن أخلاقيات مهنة الطب في المملكة الشريفة ،ويجب التذكير وتنبيه النبهان أن في معرض حديثي هذا ليس هناك من تعميم ولا تجريح بالأطباء الشرفاء بقدر ما أتوجه إلى تلك الفئة الجشعة والعديمة الضمير " والي فيه الفز يقفز ". إن عتبنا يشمل أيضا وزارة الصحة باعتبارها المسئولة على تنظيم قطاعها الحيوي ، وكما هو متبين فهذه الوزارة لا تلعب دورها كما يجب خالقة بذلك جو من" السيبة" في مستشفيات البلد غير أبهة بما سيترتب عن هذه الأعمال الشنيعة من أضرار جسدية تؤدي إلى الموت في اغلب الأحيان وأخرى مادية ومعنوية ،ولا أخفيكم سرا أني اعرف عائلات كثيرة فضلت أن تدفن ضحاياها في صمت ، بعدما نهشها المرض بعيدا عن تلويث جثثها بالات طبية لم يعد المغاربة يثقون في بعض مستعمليها . ولهؤلاء أقول لهم ما قاله كشاجم في الطبيب عيسى بن نوح النصراني بعدما استفحلت وفيات المرضى على يده : عيسى الطبيب ترفّق...فأنت طوفان نوح يأبى علاجك إلا ... فراق جسم لروح شتّان ما بين عيسى...وبين عيسى المسيح هذاك محي لميت ... وذا مميت صحيح أمياي عبد المجيد* كاتب ومحرر بجريدة الراي الحر