امتلأ مسجد الروضة بمدينة وجدة عن آخره يوم الأحد 05 رجب بإخوان ومحبي الأستاذ محمد انهاري لأداء صلاة الجنازة على الفقيد الغالي، الذي بكاه الجميع للمكانة الخاصة التي كانت له في قلوب إخوانه. وفي الليلة الموالية أقيم حفل تأبين ألقيت فيه مجموعة من الكلمات من بينها كلمة للأستاذ عبد الإله ابن كيران، الذي حضر هذا الحفل رفقة الأستاذ محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، والأستاذ مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية.. وفيما يلي بعض هذه الكلمات التي تحدثت عن محطات مضيئة من حياة الراحل: الأستاذ عبد الإله ابن كيران:الله اختاره الى الخير أيها الاخوة جئناكم في هذا الوقت المتأخر من الليل لنعزيكم وتعزوننا، فإنا لله وإنا اليه راجعون. ماكنا نتخيل أن يقع هذا المصاب بهذه السرعة، فأخونا محمد (نهاري) نعرف أنه كان يعاني من بعض الأمراض، كسائر الناس، ولكن لم نكن نتصور أن يغادرنا بهذه الفجاءة وفي هذا السن 48سنة. فأخونا محمد رفيق عمر، قاربت عشرتنا معه ربع قرن، فمنذ صباه انحاز إلى قوم تبدو عليهم علامات الصلاح والإيمان، في الوقت الذي كانت فيه الساحة تعج بتوجهات ومذاهب كما هو الشأن اليوم. فهو اختار صحبة الشباب الذين يعمرون المساجد و يدعون إلى الله ويتمنون الشهادة في سبيل الله. لا نعلم أحدا يتكلم فيه بسوء، كان نشيطا في الدعوة و الاقتصاد والتعليم، كان نموذج المسلم الذي نذر حياته في سبيل الله، لكن هذه ارادة الله التي أرادت أن تنتهي مهمته في الدنيا. ونحن متأكدون إن شاء الله أن الله اختاره إلى الخير. لقد تركنا وللباطل صولات وجولات وأهله رمونا بسهم واحدة، لكن رجاؤنا في الله كبير . أيها الاخوة ما هو الدرس الذي نأخذه من وفاة أخينا محمد؟ إنه الصبر على الطريق. فالطريق شاق وطويل فيه مشاكل داخلية و خارجية، ولكن تصبر حتى يأتيك الموت وأنت في طريق الحق، يأتيك ملك الموت وأنت تحاول أن ترضي ربك. ما تبقى من أيامنا يجب أن نصفي (فيها) نياتنا وأعمالنا ومقاصدنا. اللهم ارحم أخانا محمد واسكنه فسيح جنانك، اللهم اخلفه في أهله، اللهم املأ قلوبنا بمحبتك حتى نواجه جميع الصعاب، اللهم اجعلنا لك. الأستاذ عبد الله شقيق الفقيد (خطيب الجمعة بمسجد الكوثر):كان أخي وأبي.. بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله وسلم على حبيبنا محمد وآله كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام كل نفس ذائقة الموت كل شيء هالك إلا وجهه، ان العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإننا على فراقك يا أخي ويا أبي محمد لمحزونون. وإنا لله و إنا لله واليه راجعون. فقدت فيك باأخي محمد الأب والمربي والموجه والناصح، فأنت كافل اليتيم و الأرملة، جامع شمل العائلة، والمنفق بسخاء في جميع أوجه الخير. نسأل الله أن يتقبلك في الصالحين في جوار سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. الأستاذ محمد البرودي (مسؤول الحركة بالجهة الشرقية):كان صبورا في الدعوة سي محمد فراقه كان صعبا جدا وخصوصا أنه من مؤسسي الحركة الاسلامية بوجدة والجهة، لقد فقده شباب وجدة، فلقد صابر و ثابر، كان يجاهد أولا في الدعوة ثم في الاقتصاد ثم في التعليم، فمشاريعه في التعليم الخاص رغم أنها كانت شخصية، لكنها مشاريع دعوية لإخراج الجيل المسلم .. كان صبورا في الدعوة. مواعظه كانت جد مؤثرة، خصوصا أنه كان يمزجها بالدعابة... رحمه الله رحمة واسعة... الأستاذ نور الدين محرر (مسؤول حركة التوحيد والإصلاح بوجدة):فقدنا عضوا من أعضاء جسمنا سيدي محمد أخونا وحبيبنا، لأول مرة في وجدة نفقد عضوا من الحركة، لقد كانت وفاته المفاجئة فاجعة ومصيبة كبيرة، ولكن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب، فإنا لله وإنا اليه راجعون. لقد فقدنا عضوا من أعضاء جسمنا، لكن موته سيدفعنا إلى تجديد العزم لنواصل السير على ما تركنا عليه. عمل في جميع مجالات الدعوة، وآخرها العمل السياسي الذي أبلى فيه البلاء الحسن، وخصوصا عندما كان نائبا برلمانيا. أينما كان، لا يتكلم إلا عن الدعوة، فقبل ساعات من وفاته كان مع إخوانه يتكلم في أمور الدعوة ببلدنا، وبعد أدائه لصلاة الفجر انتقل إلى رحمة الله، فهذه من علامات حسن الخاتمة. نسأل الله أن يبارك في أولاده وأهله وإخوانه . الدكتور عبد العزيز أفتاتي(برلماني سابق):كان يجسد السماحة والسخاء خلال الأربع سنوات الأخيرة كنت من الإخوان الأقربين منه، كان يمتاز بمجموعة من الخصال أبرزها السماحة والسخاء، فهو لم يكن يبغض أحدا ولا يحقد على أحد ولا يكره أحدا، كما كان ينفق بسخاء من لا يخشى الفقر، فهو كافل اليتيم والأرملة، رحمة الله الواسعة على أخينا محمد. متابعة: محمد العثماني/وجدة نبذة عن حياة الأستاذ محمد انهاري رحمه الله ولد الفقيد في أسرة متدينة سنة 1956 بناحية أحفير، ؛بعد حصوله على شهادة البكالوريا شعبة الاقتصاد، التحق بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، حيث حصل على الإجازة سنة .1979 بعد هذه المرحلة، أسندت له مهمة تدريس الاقتصاد خلال سنتي الخدمة المدنية بمدرسة المعلمين بوجدة. وبعد وفاة والده سنة 1980 (الوالدة توفيت سنة 1978). تحمل مسؤولية كفالة الأرملة والأيتام الأربعة، واضعا نصب عينيه قول الرسول صلى الله عليه و سلم: أنا وكافل اليتيم كهاتين، فقرن بين السبابة والوسطى. وبالرغم من هذه الظروف الصعبة، تابع دراسته العليا، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا، والتحق بسلك التعليم العالي مدرسا لمادة الاقتصاد بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بوجدة، وكان من المقرر مناقشته لرسالة الدكتوراه خلال هذه السنة. انتظم في صفوف الجماعة الإسلامية سنة ,1983 وتحمل فيها مسؤوليات عديدة من بينها مسؤول الجماعة بالمدينة . عندما انخرط أبناء الحركة في العمل السياسي في بداية التسعينيات انتخب عضوا في المكتب الإقليمي ثم كاتبا إقليميا لحزب العدالة والتنمية. خلال الانتخابات التشريعية لسنة 1997 حرمته السلطة من الترشح، فقدم طعنا للمجلس الدستوري الذي حكم بإعادة الانتخابات سنة 2000 حيث تم انتخابه نائبا عن جماعة سيدي إدريس القاضي.. ساهم المرحوم بشكل فعال في العمل الجمعوي، فكان عضوا في عدة جمعيات ثقافية واجتماعية وتنموية من بينها جمعية المنصور الذهبي التي كان يرأسها. له إسهامات دعوية من خلال مقالات كتبها ومحاضرات وندوات شارك فيها، كان آخرها الملتقى الجهوي الثالث، الذي نظمته حركة التوحيد والإصلاح شهرا قبل وفاته لمسؤوليها، والذي شارك فيه بموضوع سبر أغوار النفس البشرية، والذي نال إعجاب الحاضرين الذين طلبوا منه أن يعيد إلقاءه في مدن الجهة ليستفيد منه أكبر عدد من الإخوان. من الأمور التي كان لا يساوره فيها شك أن أساس كل إصلاح هو العنصر البشري والوسيلة المثلى لإصلاح الإنسان هي التربية، لذلك عمد إلى تأسيس مؤسسة سنان للتربية منذ أواخر الثمانينيات ثم مؤسسة الإخاء بعد ذلك.