في الجنائز تستفتى القلوب، كذلك كان الأمر في جنازة وتشييع جثمان عبد الله برو الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميمالسمارة الذي توفي على إثر حادثة سير قرب مدينة السمارة، إذ انطلق موكب الجنازة في مسيرة طويلة من منزل الفقيد بحي القدس بمدينة كلميم إلى جماعة أربعاء مستي بسيدي إفني مسقط رأس الفقيد (حوالي35 كلم غرب كلميم). فكل من يملك سيارة أو وسيلة نقل في كلميم سار في جنازة الأخ عبد الله برو، وتوديعه إلى مثواه الأخير. وبعد قدوم وفد بتكليف من أمير المؤمنين محمد السادس يتكون من السادة محمد معتصم مستشار جلالة الملك، ومصطفى الساهل وزير الداخلية، وإبراهيم فرج الحاجب الملكي لتقديم تعازي جلالته في وفاة عبد الله برو رحمه الله، وبحضور ممثلين عن الأحزاب السياسية، وفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة، ورجال السلطة بالإقليم والولاية، والمنتخبين المحليين، ووفد عن حزب العدالة والتنمية يضم كلا من الأمين العام الدكتور سعد الدين العثماني ورئيس المجلس الوطني الأستاذ عبد الإله بنكيران، والحبيب الشوباني وعبد العزير رباح، وبرلمانيين ووبرلمانيات ومسؤوليين حزبيين، أقيمت صلاة الجنازة بعد صلاة العصر، وتوجه الجمع، يتوسطه ولدا الفقيد، إلى المقبرة القريبة من بيت والديه ليوارى جثمانه الثرى في جو روحاني مهيب، حيث ألقى الأستاذ عبد الإله بنكيران رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية كلمة تأبينية مؤثرة (انظر نص الكلمة كاملة) استعرض فيها مناقب الفقيد وأخلاقه وما عرف به بين إخوانه وسكان منطقته من إخلاص وتفاني في خدمة الصالح العام وقضية الوحدة الترابية، كلمة رفعت على إثرها أكف الضراعة إلى الله سبحانه بالترحم على روح الشهيد برو وأرواح شهداء الاستقلال والوحدة وبالدعاء لجلالة الملك محمد السادس وكافة أفراد أسرته. يذكر أن وفدا من الرباط يضم برلمانيين ومسؤولين محليين وجهويين من حزب العدالة والتنمية من ضمنهم النائبتين جميلة مصلي ونزهة بوعلي، والسيد حسن الماعوني قيادي في اتحاد الحركات الشعبية ووزير سابق توجه صباح يوم أول أمس السبت إنطلاقا من مطار سلا على متن طائرة عسكرية لاكاصا في اتجاه مدينة كلميم، حيث قدم العزاء لأهل الفقيد بمنزله وألقى الأستاذ عبد الإله بنكيران كلمة (انظر نص الكلمة كاملة) أكد فيها أن الشهيد برو كان طيب الذكر في قومه وعند من يعرفه، وأضاف حيث تكون وفاة إنسان في شهر رمضان وفي العشر الأواخر، وتكون بسبب سعيه في نشاط وحدوي، وتكون خطواته هذه كلها في سبيل الله، حين يتوفر المرء على مثل هذه الحالة، فإن الإنسان رغم الحزن والألم الذي يعتصر قلبه من الفراق، لا يملك إلا أن يكون مطمئنا إلى أن الفقيد قد توفي إن شاء الله في سبيل الله، فهو شهيد عند الله إن شاء الله، والشهداء مبشرون باستمرار الحياة (فلا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذي لم يلحقوا بهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون). مشيرا إلى أنه عرف المنطقة من خلال معرفته بالشهيد برو. وقد توجه الوفد بعد ذلك إلى أربعاء مستي لحضور مراسيم الدفن، كما حل الوفد نفسه ببيت والدي الفقيد، الذي كان محجا كبيرا لمعارف الفقيد وأصداقه وإخوانه من أبناء منطقة آيت ابا عمران ومدن مختلفة، وخاصة من العيون والداخلة وتيزنيت وأكادير وكلميم سيدي إيفني وغيرها. وفي اليوم نفسه ودعت مدينة العيون وساكنتها أحد أبنائها الفقيد الشاب سيدي أحمد الركيبي بن محمد الشيخ الملقب بالراكب عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الديموقراطي الذي وافاه الأجل بسبب الحاثة المشارإليها . وشهدت جنازة الراحل الركيبي حضورا مكثفا لسكان مدينة العيون والتي حضرها وفد مكون من وزير الداخلية ومصطفى الساهل ومحمد المعتصم مستشار صاحب الجلالة وإبراهيم فرج الحاجب الملكي بتكليف من جلالة الملك محمد السادس كما حضر الجنازة العديد من ممثلي الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني. يشارإلى أن الفقيدين عبد الله برو وأحمد الركيبي توفيا وهما في طريقهما إلى مدينة السمارة من أجل تأطير مهرجان خطابي كان مقررا يوم الحادثة. ويذكر أن الدكتور عبد الله برو رافق قافلة صلة الرحم من مدينة كلميم إلى مدينة العيون، و سهر على راحة الأسر أثناء الرحلة، كما قدم لمحة تاريخية عن مدينة كلميم والأقاليم الجنوية بصفة عامة. ويذكر كذلك أن الحادثة التي أودت بحياة الفقيدين أصيب خلالها بجروح السيدان عبد الله بها رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، وعبد الواحد هدالي عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الديموقراطي وهما الآن بالمستشفى العسكري بالرباط من أجل العلاج.