زارت «التجديد» الأستاذ عبد الله بها، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، في المستشفى العسكري بالرباط، حيث يخضع لعلاج من الإصابات التي خلفتها له حادثة السير التي تعرض لها رفقة أعضاء آخرين من قافلة صلة الرحم مساء الخميس الماضي على مشارف مدينة السمارة، وسألته عن حالته الصحية وعن الفحوصات التي خضع لها، كما روى تفاصيل عن الحادثة المذكورة، وفي ما يلي النص الكامل للتصريح الذي أدلى به ل»التجديد»: سافرنا، كما يعلم الجميع، في إطار مبادرة صلة الرحم، التي تهدف إلى تقوية وتعزيز الروابط الأخوية التي كانت موجودة دائما بين المغاربة، حيث قامت عائلات من شمال المغرب بزيارة عائلات من المناطق الجنوبية، بمساهمة عدد من الفعاليات السياسية والجمعوية، ويوم الحادث المؤلم، كنا باتجاه مدينة السمارة قادمين إليها من العيون، للحضور في مهرجان بالمناسبة، كنا أربعة، هم الإخوة أحمد الركيبي وعبد الواحد الهدالي، عضوا المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي، والدكتور عبد الله برو الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميمالسمارة، وعبد ربه، وعلى مقربة من مدينة السمارة بحوالي عشرين كيلومترا، حوالي الساعة الخامسة، وقع انفجار في العجلة الخلفية للسيارة، بحيث فقد السائق السيطرة عليها، فانقلبت عدة مرات وتوقفت وعجلاتها إلى فوق، وجدت نفسي بعدها على قيد الحياة لكن في وضعية صعبة، حاولت الخروج بعد حل حزام السلامة، وتمكنت من ذلك بصعوبة عبر الزجاج الخلفي الذي كان محطما، فوجدت الأخوين عبد الواحد الهدالي وعبد الله برو على بعد عشرين مترا من السيارة، أصيب في رأسه بجرح خطير ينزف، أنا أيضا كانت يدي تنزف من جرح بها، التفت لأرى أحوال الأخوين، الركيبي وبرو، فوجدتهما على مرمى حوالي عشرين متر من السيارة، كان الركيبي قد انتقل إلى عفو الله، بينما الدكتور برو رحمه الله في حالة احتضار، اتصلت على إثر ذلك بالأخوين الدكتور سعد الدين العثماني والدكتور لحسن الداودي، اللذين قاما بدورهما باتصالات مع المسؤولين، وبعد حوالي نصف ساعة تقريبا، حضر إلى عين المكان السيد عامل إقليمالسمارة ووكيل الملك، ورجال الدرك الملكي، نقلنا بعدها في سيارة الإسعاف إلى مستشفى السمارة، حيث تلقينا فيه الفحوصات الأولية، وبعد معاينة الأطباء لحالتنا نحن الباقين على قيد الحياة، تبين أنه يجب نقلنا إلى مستشفى العيون، لأن الجرح الذي كان بيدي يحتاج إلى عملية جراحية، حيث العصب كان قد انقطع، لكن لما وصلنا إلى العيون، تم إجراء فحص بالأشعة السينية (السكانير) على مستوى رأسي لتبين أثر بعض الإصابات، لكن تبين ولله الحمد على فضله، أنها ليست خطيرة، لكن لما هم الأطباء بإجراء عملية جراحية، جاءت تعليمات صاحب الجلالة بنقلنا إلى مستشفى العسكري بالرباط، عبر طائرة ملكية، فتم نقلنا من مطار العيون إلى مطار سلا ثم إلى المستشفى العسكري. وبهذه المناسبة أعبر عن شكري وامتناني لصاحب الجلالة، على عنايته بنا وبالإخوة الشهداء رحمة الله عليهما، فما علم وفقه الله بالحادث حتى أمر بنقلنا والعناية بنا، وأرسل بعثة خاصة لتقديم التعازي إلى أسر الشهيدين، وهنا بالمستشفى العسكري أعاد الأطباء جزاهم الله خيرا القيام بفحصنا وتبين سلامتنا والحمد لله، وفي صباح يوم السبت أجريت لي عملية جراحية، ونحن الآن في مرحلة العلاج والمراقبة والعناية الطبية. أما بالنسبة للأخوين الشهيدين، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهما في الصالحين والشهداء، فهما انتقلا إلى عفو الله في رمضان، وفي يوم الجمعة، وصائمين، وفي العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم، وكانا في مهمة نبيلة يهدفان من ورائها إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب المغربي المسلم، فنسأل الله تعالى لهما المغفرة والرحمة وأن يتقبلهما عنده من الشهداء، ويجعل قبيريهما من رياض الجنة، ونسأل الله أن يعوضنا خيرا في فقدان الأخ عبد الله برو، كما نسأله تعالى أن يتقبل منه، لقد فقدنا فيه رجلا عاملا، وكذلك بالنسبة للأخ أحمد الركيبي رحمه الله، فهو من الشباب الوحدويين الناشطين والعاملين، فنسأل الله تعالى أن يرحمهما، ويرزق أسرهما وعائلاتهما الصبر والاحتساب. الحمد لله تبين أن هذه المبادرة كانت صائبة وفي محلها، فمهما يقع فإننا نحمد الله على كل حال، وهذا جزء من التضحيات ومما يجب عمله لوطننا، فالتضحية لا تقدم في وقت الحروب فقط، بل في وقت السلم كذلك، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجازي ويتقبل من الجميع، وأن يغفر للجميع، كما نشكر كل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة من سلطات محلية وغيرها، ونسأله تعالى أن يحفظنا وأن يحفظ جميع المسلمين من كل المكاره، إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.