وصلت مساء الاثنين 25 أكتوبر قافلة صلة الرحم إلى مدينة مراكش في خامس محطة لها في اتجاه العيون، بعدما انطلقت يوم الجمعة الماضي 12 أكتوبر من وجدة مرورا بمكناس ثم الرباط فالدار البيضاء، وفي هذه الأخيرة نظم أول أمس الأحد مهرجان خطابي بمناسبة وصول القافلة إلى المدينة، وقد قال خلاله ممثل الاتحاد الدستوري عبد الله فردوس إن أعداء الوحدة الترابية ما يزالون يجتهدون في مكرهم ويناورون ويتآمرون بعد أن أدركوا أن قوة المغرب لا تكمن فقط في إيمانه بعدالة قضيته، وفي الازدياد المستمر لعدد المنضمين إلى صفوفه من الدول المقتنعة بعدالة قضيته، كما أدركوا أن مناعته تكمن في وحدة صفه وفي تماسك جبهته الداخلية. واعتبر فردوس إنه آن الأوان لأن ينتقل التحام الشعب المغربي من أجل دعم قضيته الوطنية من مرحلة القناعة النفسية الراسخة إلى مرحلة ترجمة هذا الالتحام إلى عمل جماعي منظم ملموس ومسؤول، مشيراً إلى أن المعول من هذه القافلة أن تسمع الجزائر صوت المغرب الموحد الذي يواجه مؤامراتها المتواصلة المتمثلة في افتعال النزاع حول الصحراء. رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب عبد الله بها أوضح من جانبه أن الجزائر تدعم البوليساريو لأنها تعتقد أنها ستحمي سلطتها على الشعب الجزائري، مؤكداً أن احتمال عودة البوليساريو إلى الحرب غير ممكنة لكون الظروف الدولية غير مناسبة، وزاد بالقول إن الانفصاليين لجؤوا بدعم من الجزائر بعد فشل مسلسل التسوية إلى استراتيجية جديدة وخطيرة تتمثل في الاختراق الداخلي، وأصبحوا يشتغلون بالمغرب مستغلين بعض الأوضاع الاجتماعية لإثارة الفتنة وتأليب الرأي العام الدولي عبر الآلة الإعلامية. وأبرز المتحدث نفسه أن مسؤولية الدولة وقدرتها على التحرك محدودة لأنها تواجه الاختراق الداخلي والمواجهة الإعلامية بالوسائل الأمينة التي لا تحل المشكل. ورأى الحبيب الدقاق، الأستاذ الجامعي، أنه قد حان الوقت لتتحرك آلات الجماهير الشعبية من هيآت المجتمع المدني والمنظمات السياسية لتؤازر ما تقوم به الدولة في ملف الصحراء المغربية، مضيفاً أن الشعب المغربي ينخرط في القافلة عبر تتبع أنشطتها وتنظيم المهرجانات في العديد من المدن المغربية احتفالا بمرور ثلاثين سنة على المسيرة الخضراء، وخمسين سنة على استقلال المغرب. وقال إبراهيم بلالي عضو اللجنة التنظيمية في مداخلته إن تأسيس قاعدة شعبية داعمة للقضية الوطنية يتطلب الكثير من العمل والجهود لتجاوز كل المنزلقات التي طبعت تدبير ملف القضية طيلة العقود الثلاثة، والتي ساهمت في حدوث اختلالات أصبح معه لزاماً، يضيف بلالي، توحيد الجبهة الداخلية خطاباً وتوجهاً. وتساءل المتحدث عن كيفية توحيد آليات الاشتغال في التأطير والقرب والتعبئة الشاملة لتجاوز كل الشائبات وتحصين العقلية الصحراوية من كل الأفكار التي من الممكن أن تساهم كما ساهمت سابقا في منزلقات. وعبر رضوان الزايدي، في كلمة باسم الأسر المشاركة في القافلة، عن رفض الأسر تشتيت الوحدة الوطنية مشددا على أن مشاركة الأسر مبادرة لتفعيل الآليات الدبلوماسية. وبعد مراكش ستنطلق القافلة إلى مدن أكادير ثم طانطان ثم السمارة فالداخلة وأخيراً العيون مع حلول ثاني نونبر المقبل. وعلى صعيد آخر، لوحظ غياب أعضاء في اللجنة التنظيمية للقافلة عن الإشراف الميداني لترتيبات مهرجانات القافلة في محطاتها السابقة، كما لم يقوموا بتنظيم تظاهرات احتفاءاً بقدوم القافلة كما كان مسطراً في برنامجها.