اعتبر أحمد برو نجل شهيد الوحدة الترابية الدكتور عبد الله برو أن التفاتة أميرالمؤمنين لأسرة الشهيد ليست تكريما للأسرة الصغيرة فقط، بل هي تكريم لمناطق آيت باعمران كلها، وذلك خلال الحفلين التأبينيين اللذين نظمتهما الكتابتين الجهويتين لحزب العدالة والتنمية بكلميمالسمارة وبسوس ماسة درعة بتنسيق مع أسرة الشهيد، وبإشراف من الأمانة العامة بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة شهيد الوحدة الترابية الدكتور عبد الله برو، حيث انطلقت مراسيم الحفل الأول بمدينة كلميم عصر السبت الماضي فيما نظمت زيارة جماعية لقبر الشهيد بجماعة مستي وإحياء حفل تأبيني ثان بمدينة سيدي إفني أول أمس الأحد 11 دجنبر الجاري. وعرف الحفلان، اللذان حضرتهما شخصيات من حزب العدالة والتنمية على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، إقبالاً مكثفاً من عموم المواطنين ومعارف الفقيد وأصدقائه ومحبيه وأعضاء الحزب ومتعاطفيه، بالإضافة إلى بعض رؤساء المصالح الخارجية وممثلي الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية والمنتخبين والأعيان، سواء بمدينة كلميم أو بمدينة سيدي إفني. ذ. عبد الله بها وفي الكلمة التي اهتزت لها نفوس الحاضرين، أوضح الأخ عبد الله بها نائب الأمين العام للحزب ورئيس الفريق البرلماني للعدالة والتنمية أن حادثة السمارة لم تخلف ارتجاجا في الجسم فقط، بل تركت ورائها ارتجاجات نفسية تدفع بالمرء إلى اليقين بأن الدنيا نسبية، وإلى التحقق من كونها عابرة وزائلة، وقد اعتبر بها أن جزءا منه قد راح منذ ذلك اليوم ولم يستطع لحد الآن تجاوز ذلك الشعور، ووصف لحظات الحادثة التي وقعت له رفقة الشهيد بالرهيبة، معتبرا نفسه شريكاً في هذه المحنة ومستخلصا أنه لا يجب الاطمئنان للأسباب مع عدم التفريط فيها، مؤكدا ألا شيء يمنع أقدار الله. وقد سلم الأستاذ بها لنجل الشهيد شهادة تقديرية من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الدكتور سعد الدين العثماني اعترافا للفقيد بجهوده وإخلاصه. ذ. عبد الإله بنكيران أما الأستاذ عبد الإله بنكيران، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، فقال إن الشهيد عبد الله برو فارس من فرسان قبائل آيت باعمران وجبلاً من جبالها، منبهاً إلى أمرين مهمين يمكن استخلاصهما من حادث استشهاد الراحل، ويتمثل الأول في أن الموت حقيقة كبرى لا يجب نسيانها أو التغافل عنها، والثاني أن ما نقوله ليس كلام والسلام، بل هو كلام يموت فيه الرجال، وقد اغتنم بنكيران الفرصة ليشيد بقبائل آيت باعمران وبوطنيتها وبتاريخها المليء بالأمجاد والبطولات. كما دعا المتحدث إلى تجديد العهد على إحياء علاقات الأخوة والمحبة بين أفراد الشعب المغربي، وتمتين الصلة وتقوية الروابط من أجل حاضر المغرب ومستقبله ليكون كما كان عبر القرون حصناً للإسلام وحاميا له ومدافعا عنه. ذ. الإدريسي أبو زيد من جهة أخرى، استعرض الأستاذ المفكر المقرئ الإدريسي أبو زيد أن الخبر حل عليه كالصاعقة وهو يؤدي مناسك العمرة بمكة خلال شهر رمضان، وكان أول ما خطر على باله قوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم منم ينتظر وما بدلوا تبديلا، وقد لاذ أبو زيد بالكعبة رفقة الإخوة المعتمرين للتوجه إلى الله والدعاء والترحم على الفقيد، ودعا أبو زيد إلى أن يتحول تقدير شهيد الوحدة ومشاعر الحب التي يكنها له الجميع إلى حب عملي وذلك برعاية أبنائه من بعده وتخليد اسمه والوفاء لمبادئه والدعوة له والترحم عليه والتأسي بأخلاقه وسيرته، فقد استشهد وهو في أداء مهمة وطنية مقدسة وكل القرائن تدل على أنه إن شاء الله من الشهداء، وزاد أبو زيد أن الفقيد جمع بين خلقي الحياء والكرم، لكن ذلك لم يكن يمنعه من الجهر بالحق، ومضى يذكر ببذل الفقيد وإحسانه وسبقه ومبادراته الخيرة، معتبراً أن استشهاد برو يحمل في طياته رسائل عديدة. ولخص الأستاذ عبد الجبار القسطلاني، النائب البرلماني عن دائرة تزنيت والكاتب الجهوي للعدالة والتنمية بجهة سوس ماسة درعة، سيرة الشهيد في تمثله لقول الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم الناس من لسانه ويده. وأكد محمد الحنافي، الذي ينوب عن الشهيد في مسؤولية الكتابة الجهوي للعدالة والتنمية بجهة كلميمالسمارة، أن إخوانه في الهيآت الجهوية والإقليمية والمحلية أكثر تأثراً من غيرهم نظرا لاحتكاكهم معه كان يومياً، وأوضح أن الشهيد لا ينسى ولا يمكن أن ينسى وأنه لم يعش للحزب وحده بل عاش للوطن ومن أجل الوطن، ولم يكن مرتبطا لا بنسب ولا بقبيلة، بل كان وفيا للمبادئ النبيلة والمصلحة العامة. وفي كلمة باسم قبائل آيت باعمران، رأى محمد عصام أن الشهيد عاش حاملا لجمرتين اثنتين هما: الإسلام وقضايا آيت بعمران؛ فقد حمل الإسلام سلوكا بليغا وأخلاقا ناطقة وقدوة من الواجب علينا التأسي بها، وأما حمله لهموم آيت باعمران وحبه لهذه المناطق فقد كان جزءا من حبه للوطن، واعتبر عصام أن الفضل الكبير في إيقاف التدخل العنيف لقوات الأمن في الاحتجاجات الأخيرة لقبائل آيت بعمران يعود للشهيد، ودعا بهذه المناسبة إلى الوفاء إلى روح الشهيد وتخليد اسمه بالمنطقة بإطلاق اسمه على معلمة من المعالم. يذكر أن الحفلين تميزا بمشاركات شعرية، حيث ألقت الأستاذة سلمة الداودي قصيدة تحت عنوان مواسم العزاء وألقى الدكتور علي اليوسفي قصيدة، كما عرفا مشاركة فاعلين محليين من منتخبين وجمعيات وهيآت.