حلت في بحرالأسبوع الماضي الذكرى الثانية والأربعين لوفاة مفخرة سوس ومؤرخ ذاكرتها، العلامة رضى الله محمد المختار السوسي، وسنحيي هذه الذكرى بذكر مجريات الأيام الأولى لوفاته إلى ذكراه الأربعين وما جرى فيها. بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه: (هكذا طويت تلك الصحيفة وتلك الهمة وتلك العزيمة وتلك الغيرة الدينية الغريبة العجيبة، ولكل مبتدإ منتهى، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، هذا ما كتبه العلامة محمد المختار السوسي عند ذكر وفاة والده الشيخ سيدي الحاج علي بن أحمد الدرقاوي الإلغي، وقد صدق في كلامه، ويحق لنا نحن الآن أن نقول فيه نفس الكلام، ففي زوال يوم الأحد 29 جمادى الثانية 1383 هـ، 17 نونبر 1963 م، فاضت روحه الطاهرة واختاره الله إلى جواره، بدار الخلد، بعد أن عانى مع مرض السكري ما عاناه، وكان هذا المرض الخبيث هو الذي أثر فيه وزاد من مضاعفات الحادثة التي كانت قد وقعت له قرب سيدي العايدي، ما بين سطاتوالدار البيضاء، عند رجوعه من مراكش، حيث كان من بين المودعين لصاحب الجلالة الملك الراحل مولانا الحسن الثاني رحمه الله، الذي كان يتأهب للسفر إلى باماكو للقاء الرئيس الجزائري بن بلة، وقد كان هذا التوديع في أواخر أكتوبر 1963م، وقد مكث بعد ذلك في مراكش بضعة أيام زار فيها أحبابه وتلاميذته وأخلاءه، وقد ذكر سيدي محمد بن عبد الرزاق المراكشي في كلمته التأبينية الأربعينية :(... وهذا وفي اليوم الذي قبل يوم حادثته المؤلمة زارني في منزلي، وقد وجد بالباب ولدي الصغير فقال له: قل لأبيك هذا السوسي الذي يزور أصدقاءه ولا ينساهم، وبعد أن دخل سألني عن بعض الأصدقاء وعن رقم هاتفهم، فتكلم معهم تيلفونيا، وطلب منهم أن يحضروا معنا، وفعلا جاؤوا، ومن بينهم العلامة السيد عبد الجليل بلقزيز، وقد مرت ساعة ونصف كلها مذاكرة، وخصوصا في القبلة وفي الانحراف الواقع في المساجد، وقد أطلعته على كتاب في القبلة، لأحد المصامدة، فأعجبه جدا، وقرب انتهاء المجلس أخبرنا بأن عمره الآن ست وستون سنة، فما يشعر بأنه جاء ليودعنا الوداع الأخير..). وعند عودته إلى العاصمة وقعت له الحادثة كما قلنا، حيث عند اصطدام السيارة انفتح الباب وسقط على ظهره وأصيب في عموده الفقري، فترك السيارة هناك مع السائق، وأوصله أحد المعارف إلى الدارالبيضاء، وبعدها قدم إلى منزله بالرباط ، وفي صباح الغد الموالي حمل إلى مستشفى ابن سينا لإجراء الفحوصات الضرورية فبقي هناك بضعة أيام تماثل بعدها للشفاء، وزاره العديد من الأصدقاء والشخصيات وتسلم خلال هذه الفترة إلى قبيل وفاته العديد من رسائل التهاني بسلامته وعافيته، وتحت أيدينا بعضا منها، وأقدمهم تاريخا هي التي توصل بها من عند المرحوم سيدي عمر الساحلي المؤرخة بفاتح نونبر 1963 م ، وهكذا ففي صباح يوم وفاته وفي الليلة التي قبلها أصيب بعياء شديد وعند نقله إلى المستشفى وفي الطريق إليه عند مقربة ليسي ديكارت بشارع الأممالمتحدة بأكدال بالرباط فاضت روحه ولقيت ربها، (حوالي الثانية عشرإلا ربعا)، وقد كان رحمه الله يقول قبيل وفاته ـ حسب ماقيل لنا ـ أحمد الله على أنني أديت رسالتي وأتممت طبع كتابي المعسول، حيث كان آنذاك قد طبع الجزء الحادي عشر الذي هو آخر ماطبع من المجموعة، وقد كانت رابطة علماء المغرب تنوي إقامة حفل تكريم له بمناسبة إتمام طبع كتابه المعسول، إلا أن الاقدار شاءت بعدها أن تقوم بإحياء الذكرى الأربعينية لوفاته. وبمناسبة مرور إثنين وأربعين سنة على وفاته، التي حلت ذكراها في بحر الأسبوع الماضي ارتأينا أن نحيي هذه الذكرى بأن نبين بعضا من مجريات الأيام التي والت وفاته إلى حلول ذكراه الاربعينية بذكر ما كتبه الاستاذ الجليل سيدي عبد اللطيف أحمد خالص عن وصف الجنازة والتأبين ، وذكر الكلمة السامية القيمة الدالة للملك الراحل مولانا الحسن الثاني في الذكرى الأربعينية مع ذكر أسماء المشاركين فيها وعناوين مشاركاتهم(وبهذه المناسبة نهيب بكل من له معرفة أو علم بالمداخلات التي لم نتمكن من الحصول عليها أن يوافونا بها أو على الأقل أن يرشدونا إلى الجهة التي يمكن لنا تحصيلها حتى نقوم بنشر جميع المداخلات إن شاء الله)، ولا ننسى ماقاله تلميذه سيدي سالم بن يعيش الرحماني المراكشي إثر دفن الفقيد، وختاما سنأتي بفهرس لأسماء الذين راسلوا الأسرة معزينها في وفاة عميدها، وبعدها أسماء بعض من راسلوه شخصيا مهنئين بسلامته من الحادثة، وكذا بعض الصورالملائمة للحدث. رحمك الله ياوالدنا وأثابك الله ثواب العاملين المجدين المخلصين، ومتعك الله برضوانه في فسيح جنانه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين والأبرار. رضى الله عبد الوافي المختار السوسي المكلف بنشر تراث والده للاتصال: 070469751 في صبيحة الخميس 12 رمضان 1374 هـ، قال العلامة محمد المختار السوسي بعد صلاة الصبح وهو ممتد على سرير: رويت بسلسال الحيــــــــاة فـلم أبــــــــل متى ما أرى ذاتي على النعش مائتةْ وكيف يخاف الموت من لا يرى ســـوى حقيقته بـــــين الحــــــقائق ثابتــــــــةْ أأنســــــــى مآبي ءاخـــــــرا وأنــــــا أرى على كل نعش من حوالـي لافتــــــــةْ وما لذتي غـــــــير العلوم وهــــل تـــــرى لدي متى الأنفاس في الرمس خافتةْ. وصف جنازة وتأبين العلامة محمد المختار السوسي التحق العلامة الجليل المؤرخ الكبير الأستاذ سيدي محمد المختار السوسي بالرفيق الأعلى زوال يوم الأحد(29 جمادى الثانية 1383هـ 17 نونبر 1963م)، بعدما لزم الفراش نحو الاسبوعين، على إثر حادثة الاصطدام التي وقعت له وهو راجع من (مراكش) بتاريخ..(1). وقد انتشر هذا الخبر المؤلم كالصاعقة في نفوس المواطنين، عموما وسكان العدوتين خصوصا، حيث هرع منهم عدد كبير إلى بيت الفقيد، لتقديم تعازيهم لذويه، والتعبير لهم عما يكنونه من لوعة وأسى، على وفاة هذا العالم الجليل، الذي ترك فراغا لا يعوض. وما إن علمت السلطات بوفاة الوزير المستشار بمجلس التاج، حتى أعلن المسؤولون عزمهم على تنظيم الجنازة بصفة رسمية، والمشاركة في تشييع الفقيد إلى مرقده الأخير. وفي الساعة الثانية بعد الزوال شرع في اتخاذ اللازمة لدفن الفقيد، في جو ديني رهيب، تليت فيه آيات بينات من القرآن الكريم، وسط جموع غفيرة من المواطنين، يتقدمهم الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، وعلى رأسهم عميدهم الشيخ خير الدين الزركلي سفير(المملكة العربية السعودية) الذي يعتبر من أكبرأصدقاء الفقيد، بينما اصطفت بباب مدخل بيت الفقيد كوكبة من الحرس الملكي، بلباسهم الأحمرالقاني. وبعد القيام بالترتيبات الضرورية، وضع فقيدنا الجليل في نعش وضعت عليه راية مغربية كبيرة، وجعل في سيارة خاصة، حيث قصد جميع الحاضرين مقبرة علال بن عبد الله(2). وبباب المقبرة وقفت كوكبة من الحرس الملكي لتحية جثمان الفقيد، قبل مواراته في مرقده الأخير. وبعد صلاة الجنازة ودفن الفقيد تقدم الأستاذ السيد الحاج عثمان جوريو عضو رابطة علماء المغرب، ومدير مجموعة مدارس محمد الخامس بالرباط، فارتجل كلمة موجزة مؤثرة أبن فيها الفقيد، وضرب فيها للحاضرين موعدا ليوم ذكراه الاربعينية، التي ستكون أحسن فرصة لإظهار مزايا الفقيد وإبراز جوانب عظمته. ثم تلاه الأستاذ السيد محمد بن المبارك أحد تلاميذ الفقيد، فألقى قصيدة يجدها القارئ في غير هذا المكان، وكان الاستاذ القاضي السيد سالم الرحماني، الذي جاء خصيصا من (مراكش) ليحضر جنازة الفقيد، فارتجل بدوره كلمة مؤثرة، أعرب فيها عما يكنه جميع تلاميذ الفقيد من عطف وتقدير، وما يخالجهم من حسى وألم، وهم يفقدون أعز أستاذ وأصدق موحد وأخلص فائدة لهم في حياتهم. وفي مساء هذا اليوم، أعدت الإذاعة الوطنية برنامجا خاصا بالفقيد، تكلم فيه الاستاذ الكبير محمد الفاسي عميد جامعة محمد الخامس من ذكرياته مع الأستاذ الفقيد محمد المختار السوسي، عندما كانت تجمعهما الحركة الوطنية، وعندما كانا يعيشان معا في معتقل (أغبالو)، كما حلل الأستاذ الفاسي في هذا الحديث مكانة الفقيد الثقافية والعلمية، والدور الكبير الذي كان يلعبه في الميدان الثقافي والفكري، وإنتاجه الضخم القيم، ومنذ أن تم دفن الفقيد وجموع المواطنين الذين لم يحضروا تشييع جنازته تفد على بيته لتقديم خالص تعازيهم لابناء الفقيد، وشقيقه وبقية افراد العائلة، وكان من بين هؤلاء المعزين العلماء والأدباء والفقهاء وشيوخ الطرق الصوفية، والسفراء المغاربة في الخارج، والسفراء الاجانب في (الرباط) وأصدقاء الفقيد، أمثال الأستاذ الكبير العلامة المصلح السيد عبد الله كنون، الامين العام لرابطة علماء المغرب، الذي أعلن لعائلة الفقيد أن رابطة العلماء ستقيم حفلا تأبينيا للفقيد عند حلول الذكرى الأربعينية لوفاته، وفي نفس اليوم أعلنت هذا النبأ وكالة أنباء المغرب العربي، ونشرته الصحافة، وأذاعته إذاعة المملكة المغربية، كما كانت زيارة قبر فقيدنا الغالي في صباح كل يوم من الثلاثة أيام الأولى لوفاته، مناسبة استغلها الناس الذين لم يحضروا تشييع الفقيد إلى مرقده الأخير، للوقوف على قبره والدعاء له وتلاوة القرآن الكريم، وتقديم التعازي لأفراد العائلة. وفي صباح يوم الجمعة ...استقبل صاحب الجلالة الملك المعظم الحسن الثاني وفقه الله، أعضاء أسرة الفقيد الذين قدموا لجلالته تعازيهم الحارة في وفاة أحد قادة الحركة الوطنية، المخلصين لجلالته والمتفانين في محبته، كما تلقت أسرة الفقيد عددا من الرسائل والبرقيات من بقية مدن المغرب ومن بعض الشخصيات في الخارج، كلها تحمل أصدق التعازي، وأطيب العواطف نحو الفقيد الجليل. تحضير الذكرى الأربعينية لوفاة الفقيد كان للدعوة التي أثارها العلامة الجليل الأستاذ سيدي عبد الله كنون أحسن الأثر وأطيبه في نفوس أفراد أسرة الفقيد، الذين تقبلوا هذه الدعوة متشكرين، معتبرين أن رابطة علماء المغرب أجدر من يقوم بمثل هذه الذكرى، نظرا لمكانة الفقيد العلمية. وبالفعل تأسست لجنة لتحضير هذه الذكرى تتركب من السادة: ـ عبد الرحمان الكتاني ـ محمد التطواني ـ عبد الله الجراري ـ إدريس الكتاني ـ مصطفى الغربي ـ مصطفى بن المبارك ـ الحسين وجاج ـ إبراهيم الإلغي (شقيقه) ـ الحاج عثمان جوريوـ محمد الروداني ـ عبد اللطيف أحمد خالص ـ....وكان أعضاء اللجنة يجتمعون يوميا بدار الفقيد، لوضع الخطط العامة، واتخاذ الترتيبات المادية والأدبية لإعداد الحفل. وكان أول عمل لهذه اللجنة توجيه الدعوة لاستكتاب عدد من أصدقاء الفقيد، كما قام عدد من افرادها بالاتصال بالديوان الملكي ووزارة الأنباء والسياحة والفنون الجميلة. وقد وافق السيد احمد العلوي وزير الأنباء والسياحة والفنون الجميلة على اقتراح اللجنة، الرامي إلى إقامة الحفل التأبيني في مسرح محمد الخامس ب(الرباط)، ووعد باتخاذ الأجراءات الضرورية لتحقيق هذه الفكرة. وقد توصلت اللجنة بعدد كبير من الكلمات والقصائد تنم عن استعداد اصحابها للمساهمة في هذا المهرجان الأدبي والعلمي، كما توصلت اللجنة بعدد من الدعوات للمشاركة في بعض الحفلات التأبينية، التي نظمها أصدقاء الفقيد وتلاميذه، كما حصل بالنسبة لـ(مراكش) حيث قام عدد من تلاميذ الفقيد وأصدقائه بتنظيم حفل تأبيني يوم الخميس ...(3) حضره نيابة عن اللجنة الأساتذة السادة: مصطفى الغربي، وإبراهيم الإلغي والحاج عثمان جوريو. وقد ألقيت في هذا الحفل التأبيني الذي أراد به منظموه تخليد ذكرى الفقيد، في مدينة قضى فيها زهرة حياته، وانفق فيها صالح أوقاته، والذي نظم بسينما (الكواكب)، والقصائد التي جادت بها قرائح الكتاب والشعراء: عرفة الفاسي ـ الحاج عثمان جوريو ـ مصطفى الغربي ـ ...(4) كما أقيم حفل تأبيني مماثل بـ(تارودانت) نظمه علماء المعهد الإسلامي هناك، وحضره الجمع الغفير من علماء سوس وغير سوس تكلم فيه عدد من الشعراء والخطباء(5). الذكرى الأربعينية بالرباط كان موعد الحفل التأبيني الاربعيني المنظم بـ(الرباط) من رابطة علماء المغرب هو الساعة الثالثة من عشية يوم الاحد 29 دجنبر 1963 م بمسرح محمد الخامس بـ(الرباط). وقد زينت قاعات المسرح وأبوابه بالرايات المغربية، كما علقت في جوانبه بعض الصور للفقيد، وعند مدخل المسرح نصبت طاولة وضع عليها صورة للفقيد ومؤلفاته المطبوعة، كما كتبت بخط مشرف قائمة تحمل بقايا مؤلفات الأستاذ الفقيد، التي لا زالت لم تطبع بعد، وفرشت ناحية من المسرح بالحصير حتى يستطيع الحاضرون أداء الصلوات في اوقاتها، وقد اصطف عند مدخل المسرح رجال المسرح البلدي بزيهم التقليدي، كما حضر لقاعة الحفل عدد من الصحفيين والمصورين ومندوبين عن الإذاعة والتلفزة المغربية. وفي الساعة الثالثة أخذت جموع المواطنين تفد على المسرح، يتقدمهم الشرفاء والعلماء والأدباء والوزراء والسفراء، لاحظا من بينهم السيد أحمد بلا فريج الوزير الممثل الشخصي لصاحب الجلالة، والسيد المعمري وزير القصور الملكية والتشريفات ، والسيد أحمد بركاش وزير عموم الأوقاف المكلف بالشؤون الإسلامية، والسيد عبد الوهاب بن المنصور مؤرخ المملكة المغربية. وبعد أداء صلاة العصر في رحاب المسرح، افتتح الحفل بآيات من كتاب الله العزيز رتلها الأستاذ الحاج عثمان جوريو عضو رابطة علماء المغرب، ثم تقدم الأستاذ إدريس الكتاني نائب الامين العام لرابطة علماء المغرب، فأعلن استعداد الحاضرين للاستماع إلى كلمة صاحب الجلالة الملك المعظم الحسن الثاني في تأبين الفقيد، وقد ألقاها بالنيابة عن جلالته الأستاذ عبد الوهاب بن المنصور مؤرخ الدولة المغربية، ثم تناول الكلمة الأستاذ إدريس الكتاني الذي حلل افكار الفقيد الجليل من خلال مؤلفاته القيمة التي تزخر بجوانب اجتماعية عظيمة قلما برزت في مؤلفات العلماء والمؤرخين، أمثال الفقيد محمد المختار السوسي، ثم اخذ الكلمة العلامة الجليل السيد عبد الله كنون الامين العام لرابطة علماء المغرب، فألقى كلمة قيمة في تأبين الفقيد أظهر فيها جوانب مهمة في ثقافته ووطنيته وكفاحه وجهاده، في ميدان العلم والأدب والوطنية، وابتلائه في عقيدته ورسوخ إيمانه وشدة يقينه، وأعرب في الأخير عن امله في ان يعتني بمؤلفات الفقيد التي لا زالت لم تطبع بعد. وقد رد عليه الأستاذ عبد الوهاب بن منصور، فزف إلى عموم الحاضرين بشرى عظيمة هي رغبة صاحب الجلالة واستعداده للعمل على طبع ماتبقى من مؤلفات المرحوم محمد المختار السوسي رضوان الله عليه(6). ثم تعاقب على المنصة الكتاب والشعراء المشاركون حسب الترتيب التالي:..(7) وبعد صلاة المغرب استمر الحفل التأبيني حيث تناول الكلمة السادة الآتية أسماؤهم:..(8). وقد كان مسك الختام الكلمة الرقيقة التي ألقاها الأستاذ الفاضل السيد مصطفى الغربي صديق الفقيد ورفيقه، تناول بعدها الكلمة الأستاذ الجليل سيدي إبراهيم رضى الله الإلغي شقيق الفقيد، شكر فيها الحاضرين الذين دفعتهم محبتهم للفقيد، وماافتهم له، وعطفهم عليه وتقديرهم إياه ان يساهموا ولو بالحضور في هذا الحفل التأبيني، كما وجه تشكرات افراد أسرة الفقيد إلى السادة الكتاب والشعراء الذين ساهموا أدبيا في هذا الحفل، على صادق عواطفهم وخالص ودهم وعظيم إجلالهم لشقيقه، الذي تغمده الله برحمته، كما أبرز سيدي إبرهيم رضى الله الإلغي جوانب من حياة الفقيد العائلية، يتجلى فيها الفقيد محمد المختار السوسي كأبرأب وأرحم عميد عائلة، كما تتضح فيها أعمال البر والعطف والإحسان، التي كان الفقيد يقوم بها داخل الأسرة، من تربية حسنة ونفخ الروح الدينية وتزويد المحيطين به بالعلم والعرفان، والسهر على أفراد العائلة حتى لا يحرم واحد من هؤلاء الأعضاء من العناية اللازمة والرعاية الضرورية. انتهى عبد اللطيف أحمد خالص الهوامش 1ـ فراغ بالأصل، وللعلم فإن الحادثة وقعت في أواخر أكتوبر1963م، محاذاة سيدي العايدي بين سطاتوالدار البيضاء، عند رجوعه من مراكش التي ذهب إليها لتوديع الملك الراحل مولانا الحسن الثاني الذي كان على أهبة السفر إلى باماكو. 2 ـ كانت تسمى من قبل مقبرة سيدي الخطاب، وسميت بعد ذلك مقبرة علال بن عبد الله وهي المحادية لمسجد الشهداء أمام باب لعلو بالرباط، وقبره رحمه الله لايفرقه إلا سور صغير بينه وبين قبري علال بن عبد الله وعلال الفاسي. 3 ـ فراغ بالأصل أيضا، وقد كان هذا الحفل التأبيني قبيل حفل الرباط في نفس الأسبوع على ما في علمنا، وإذا كان قد نظم يوم الخميس فهو بتاريخ 26 دجنر 1963م. 4 ـ لم يذكر الكاتب إلا هذه الأسماء، ولا علم لنا عن مجريات هذا الحفل ولا عن المشاركين فيه، ولعل أحد تلامذته من مراكش له العلم اليقين ويكون ربما قد جمع هذه المشاركات. 5 ـ هو الذي أقيم بتارودانت بمعهد محمد الخامس (المعهد الإسلامي) بتاريخ 4 ذي القعدة 1383هـ ـ 9 مارس 1964م، بمناسبة مرور أربعة أشهر على وفاته، وقد قامت جمعية علماء سوس مشكوؤة بنشر كل ما قيل في هذا الحفل في كتاب سمته يوم الشيخ رضى الله محمد المختار السوسي، وذلك في سنة 1415 هـ ـ 1994م، بعدما كان مرقونا على الآلة الكاتبة في 21 أبريل 1964م. 5 ـ للأسف لم يتسن إلا طبع كتاب إيليغ قديما وحديثا بالمطبعة الملكية بالرباط سنة ,1966 والذي اعتنى به وعلق عليه المرحوم سيدي محمد بن عبد الله الروداني. 7 و8 ـ فراغ بالأصل، إلا أننا والحمد لله وفقنا إلى معرفة أسماء المشاركين (وهي مذكورة هنا في نفس هذه الصفحة). هذه الهوامش إضافة من عندنا/ الناشر المشاركون في الذكرى الأربعينية لوفاة العلامة محمد المختار السوسي لائحة بأسماء المشاركين مع عناوين مشاركاتهم بمناسبة إقامة الحفل التأبيني للذكرى الأربعينية لوفاة فقيد المغرب العلامة رضى الله محمد المختار السوسي، حيث أقيم بمسرح محمد الخامس بالرباط (29 دجنبر 1963م)، والذي أقامته رابطة علماء المغرب. الكلمــــــات النثريــــــــة الكلمــــــات الشعريــــــة الكلمات المحصل عليها: ـ أحمد بنشقرون: علامة جليل في ذمة الله (66 بيتا) ـ بائية ـ ـ محمد عرفة الفاسي الفهري: علم قضى (77 بيتا) ـ لامية ـ ـ عبد المجيد الفاسي: إذا رثيتك فالإسلام يرثيكا (42 بيتا) ـ كافية ـ ـ عثمان جوريو: شمائل المختار ( 106 بيتا) ـ رائية ـ ـ قدور الورطاسي: بمناسبة الذكرى الأربعينية لفقيد العلم والأدب (45 بيتا) ـ بائية ـ ـ حسيني الحسين من مراكش: نم ربنا غفار (23 بيتا) ـ رائية ـ ـ محمد الحنصالي: دمعة على الفقيد الكريم (20 بيتا) ـ نونية ـ ـ عبد الواحد أخريف: دمعة على الفقيد العالم (25 بيتا) ـ لامية ـ ـ محمد بن عبود: ذكرى الأربعين لوفاة فقيد العلم والأدب (14 بيتا) ـ رائية ـ ـ عبد الواحد السلمي: كونت جيلا (32 بيتا) ـ لامية ـ ـ رضا إسماعيل السكتاني: مرثية الفقيد الفقيه الأستاذ الكبير والأديب (25 بيتا) ـ تائية ـ ـ أحمد بن قاسم المنصوري: غير معنونة (64 بيتا) ـ عينية ـ ـ الفاضلي الحسين بن عمر الحاحي: غير معنونة (8 أبيات) ـ ميمية ـ ـ حاجي عبد الكبير الفاتح المراكشي: لله الأمر من قبل ومن بعد (43 بيتا) ـ نونية عينية ـ ـ محمد العثماني: عبرة وعبرة (64 بيتا) ـ دالية ـ الحسن بن علي الإلغي: دمعة (14 بيتا) ـ رائية ـ أحمد زكرياء الباعمراني: مرثية الأستاذ الجليل وزير التاج (17 بيتا) ـ ميمية ـ ـ محمد بن البشير الناصري الإفراني: تأبين المرحوم السيد المختار السوسي (23 بيتا) ـ رائية ـ ـ محمد بن الحسن اليعقوبي: مرثية فقيد العروبة والإسلام (27 بيتا) ـ لامية ـ القصائد غير المحصل عليها: عبد اللطيف أحمد خالص ـ محمد بن العباس القباج ـ محمد المريني ـ مصطفى النجار ـ محمد الوفائي، وهناك أيضا قصيدة محمد بن المبارك التي ألقاها وقت دفن الفقيد مع قصيدة عثمان جوريو، أما ما قاله سالم بن يعيش الرحماني فقد تلقينا منه مشافهة مختصرها بمنزله بمراكش صيف 1988م. الكلمـــة التأبينيــة لسالــم بن يعيش الرحمانــي إبـــان دفــن الفقيـــــد أتيتك من مراكش أحثو الخطا علنـــــــي ألقـــــاك فــــــــي منزلــــــك فجئــــــت ويــــا أسفــــــي مسرعــــــا فألفيتك والتراب يحتى على جسدك لئن بكتك المدينة بالدمع الهتون، فحق للبادية أن تبكيك بالدماء وشق الجيوب، لأنك أنقذت أبناءها من براثن الجهل والتخلف إلى ميدان العلم والمعرفة، ذلك الميدان الذي هم بعيدون عنه ولا صلة لهم به، وإنما يعرفون حرث الأرض ورعي الماشية. أستاذي الجليل (وخنقه البكاء) أطلب الله لك المغفرة والرحمة، والسكنى في فسيح الجنان، مع الأنبياء والمرسلين وعباده المخلصين المضحين. تلميذك سالم بن يعيش الرحماني (كتبناها منه مشافهة بمنزله بمراكش صيف 1988م، وكان قد ألقاها أثناء مراسيم الدفن) الناشر. ر. ع. م. س كلمة صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله في الذكرى الأربعينية لوفاة الفقيد(29 دجنبر 1963م) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أيها السادة العلماء ... حضرات السيدات والسادة: حفظت أسفار التاريخ لبلدنا الأمين مآثر تطاول الدهر، وشهدت الصحائف بما كان لعلمائنا الاعلام من باع طويل، وقدح معلى على تعاقب العصور في إذكاء جدوة الإيمان، ورفع منار العرفان، حتى صارت ربوعنا المغربية السراج الوهاج الذي يهدي الناس كلما ادلهمت ظلمات الغواية وعصفت رياح الجهالة، وقد ارتكزت قوتنا على إشعاع فكرنا الوقاد، واعتمدت على هدينا إلى الحق وقيامنا عليه، وتحاكمنا إليه خلال قرون عديدة كان للقوة المادية وحدها فصل الخطاب عند غيرنا من الأمم. ولم تضن العناية الإلهية على هذا الوطن العزيز برجال مخلصين يهدون إلى الحق وبه يعدلون بل حبته في جميع الأوقات بنخبة منهم كانت أمتنا تجد فيهم القدوة الحسنة، والمثال الصالح في الاستقامة والفضيلة وطهارة النفس وغزارة العلم، وإيثار النفع وحسن السلوك. ومن هذه النخبة في عصرنا الحالي فقيد الإسلام والعروبة والقومية المغربية، الفقيه العالم العامل السيد محمد المختار السوسي فسح الله في جنانه، فلقد كان من بقية سلفنا الصالح الذين وقفوا اعمارهم على نصرة الدين الحنيف، وتبيين فضائله، وتحبيب تعاليمه، ونشر دعوته، وبث العلم والمعرفة، وإحياء المآثر والمفاخر، وهدي الناس إلى سواء السبيل، ولقد عرفناه منذ عرفناه رجلا ورعا متواضعا، مستمسكا بمكارم الأخلاق، عف اللسان، صبورا على المكاره، لا يبالي بالأذى يلحقه في سبيل ما يعتقد أنه الحق، دؤوبا على إيصال النفع إلى الناس بما يعظ ويرشد، ويلقي من أحاديث، ويحبر من مسامرات، ويكتب من تآليف، ولولم يكن من مآثره طيب الله ثراه إلا هذه الأسفار الطائلة التي كتبها عن إقليمنا العزيز سوس، وكشف بها الحجب عن رجاله وأفذاذه وآدابه، ومواطن الفخر والمجد والعز فيه، لكان كافيا لانطلاق الألسنة بالثناء عليه، وامتلاء القلوب بمحبته واحترامه وتقديره. ولقد خبره والدنا رضوان الله عليه وخبرناه عندما أسندنا إليه وزارة أحباسنا ثم عيناه مستشارا بمجلس تاجنا، فكان عند حسن ظننا، واستأهل مودتنا ورضانا، إذ كان لنا نعم المعين على الامور المستعصية، وخير نصير في المدلهمات، وكنا كلما استشرناه نستأنس بنصيحته التي كانت عن قلبه المفعم بالمحبة والإخلاص لملكه ولقومه. فنحن عندما نفقده اليوم لا نفقد رجلا عاديا كالرجال العاديين، وإنما نفقد بقية من السلف، وواحدا من الصفوة التي تتقوض بموتها للعلم أركان ويتداعى للدين والخلق بنيان. نسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته، ويرزق أهله وأمته عليه من الصبر وجميل العزاء، ويجزيه بأحسن ماعمل،( وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). رسائل التعازي التي توصلت بها أسرة الفقيد (نذكر هنا أسماء مرسليها ومكان إرسالها، حسب ما تحت أيدينا لحد الآن) الحاج أحمد بنشقرون (من فاس) ـ محمد اليزيدي (من روما) ـ بنعمرو محمد بن محمد (من وجدة) ـ سعيد أعراب (من تطوان) ـ محمد بن أحمد البعمراني (من فرنسا) ـ عبد السلام محمد الهراس (من تطوان) ـ إبراهيم بن الحسن المنتكي السوسي (من تازة) ـ أحمد العوفي (من تاليوين) ـ علي بن محمد الدرقاوي (ابن أخيه) ـ الواثق أحمد الباعمراني (من أكادير) ـ الحسن بن محمد السكتاني (من ورزازات) ـ حامدي إبراهيم (من تارودانت) ـ المصواري عمر (من أكادير) ـ أحمد عدنان الجلاوي (من تارودانت)ـ الطاهر بن علي(من تامكروت) ـ زين العابدين بن داود (من مراكش) ـ عبد السلام بن علي المسفيوي (من مراكش) ـ الطلبة الجالسين بباب الأحد بالرباط ـ فقراء زاوية والده (شعبة غمزة ناحية خريبكة) ـ للا فاطمة موسى (من عائلة ربة مثواه بتزنيت). رسائل التهاني بسلامته من الحادثة (نذكر هنا أسماء مراسليها، وهي أيضا حسب ما تحت أيدينا عبد الهادي التازي (من سفارة المغرب بالعراق) ـ محمد اليزيدي (من روما) ـ عمر بن إبراهيم الساحلي (من تارودانت بتاريخ 1 ـ 11 ـ 1963) ـ الحاج محمد التباع (من مراكش) ـ عبد الحميد بن عيسى (من تارودانت) ـ العتيق محمد بن أحمد الإلغي ـ محمد بن الحبيب (ابن شقيقه من زاكورة) ـ فقراء زاوية والده بالدشيرة إقليمأكادير ـ الصالحي الحسن بن علي الإلغي (من تمنار) ـ المختار بن أحمد مقدم فقراء زاوية والده بإنزكان.