كاء, أول أمس، جثامين ضحايا أحداث موازين بعدة مدن مغربية، بسلاوسيدي قاسم وبنكرير؛ ففي تمام الساعة الخامسة والنصف نقلت أسرة فدوى الخلطي نعشها في سيارة إسعاف بعدما تكفل الملك محمد السادس شخصيا بنفقات دفن الضحايا وعلاج المصابين. فدوى، التي كانت تقيم عند أقاربها بحي الملاح بالرباط لمتابعة دراستها في تخصص الفندقة بمدينة سلا وكانت تمضي تدريبا بأحد فنادق العاصمة، قررت في تلك الليلة أن تذهب رفقة عائلتها لمتابعة الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي بالمركب الرياضي بحي النهضة بالرباط، غير أن ذلك كلفها حياتها، فعادت جثة هامدة إلى مسقط رأسها بمركز الخنيشات بإقليم سيدي قاسم. بعد صلاة المغرب, أول أمس، تم أداء صلاة الجنازة على الفقيدة، التي لم تكن وحدها ضحية الحادث، بل إن شابين ينحدران من سيدي قاسم أيضا توفيا خلال الأحداث، بينما ابنة عم الفقيدة آية البالغة من العمر سبع سنوات ما تزال في حالة غيبوبة، وهي الآن ترقد بمستشفى الأطفال بابن سينا، في العناية المركزة. وبابن كرير، أقيمت صلاة الجنازة على عبد اللطيف بندحان (21 سنة)، الذي كان مقيما مع عمته بمدينة سلا. لم تتحمل أسرته وقع الصدمة، إذ أصيب والده بصدمة عصبية لأن ابنه المتوفى كان هو الذي يعيل الأسرة، حسب ما أكده قريبه. وبحي التقدم بالرباط، تم أداء صلاة الجنازة أول أمس على امرأة ورجل. وحسب قريبة الرجل (البالغ من العمر 43 سنة)، فإن الهالك توفي إثر سقوطه على سكين حاد كان يحمله. ولم ترغب قريبته في الإدلاء بأي تفاصيل في الموضوع، مكتفية بالقول: «هذا ما حدث ولا تفاصيل لدي»، رافضة إعطاء أي معلومات حول الفقيد. أما أسرة عبدلاوي فأمضت الليلية في البحث عن رب أسرتها محمد (44 سنة) دون نتيجة، ولم تعرف مصيره إلا في حدود السادسة من مساء أول أمس، تقول السعدية، قريبة العبدلاوي: «انتظرنا أزيد من 17 ساعة لنعرف مصير صهري، حيث أخبرتنا إدارة المستشفى أخيرا بأنه يرقد بقسم الإنعاش». لم يكن عبدلاوي وحده من يرقد بالمستشفى، بل إن طفليه التوأم محسن وحسناء (10 سنوات)، مازالا يخضعان للعلاج بمستشفى الأطفال. صدمت أسرة العبدلاوي عندما تلقت خبر وفاة الطفلة، حسناء، ثم خف كربها عندما تم إخبارها بعد ذلك بأن حسناء ترقد بمستشفى الأطفال، وليست بمستودع الأموات. الضحايا من الموتى أقيمت جنائزهم، والأحياء منهم يرقدون داخل بيوتهم أو بالمستشفى حسب حالتهم الصحية، خمس حالات تتراوح ما بين خطيرة وخطيرة جدا ما زالت بالمستشفى الجامعي بابن سينا بقسم الإنعاش الجراحي الاستعجالي، شخصان في حالة غيبوبة، مصابان برضوض في الرأس، وواحد يرقد بقسم جراحة الأعصاب واثنان آخران بقسم الإنعاش، حسب ما أكده مصدر طبي. ومازال محيط المستشفى الجامعي ابن سينا يعرف حضور العائلات التي ترابط بالمكان من أجل الاطمئنان على حالة أقاربها، خاصة أولئك الذين يوجدون في حالة صحية حرجة.