تسلمت عائلات ضحايا مهرجان موازين يوم الإثنين 25 ماي 2009 الجثامين من مستودع الأموات بالرباط، وتمت آخر عملية تسليم على الساعة الثانية عشرة والنصف تقريبا حسب ما عاينته التجديد. وكان الملك محمد السادس قد قرر أول أمس الأحد التكفل شخصيا بنفقات دفن ضحايا حادث ملعب حي النهضة وعلاج المصابين، وأعطى تعليماته إلى السلطات المعنية، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لأسر الضحايا. كما أصدر الملك أوامره إلى السلطات المختصة من أجل فتح تحقيق لتحديد أسباب وملابسات هذا الحادث المؤلم. هذا في الوقت الذي حمل فيه حسن العمراني والي جهة الرباط-سلا-زمور-زعير المسؤولية إلى الجمهور أو مجموعة من المتفرجين الذين آثروا ربح الوقت لدى مغادرتهم لمكان الحفل بسلكهم ممرا غير مرخص للعموم، مما تسبب في وقوع ذلك التدافع، نافيا في تصريح له خلال ندوة صحفية أول أمس الأحد بولاية الرباط المسؤولية عن المنظمين أو رجال الأمن. وذكر العمراني أن 11 شخصا لقوا حتفهم في الحادث، من بينهم أربعة رجال وخمس نساء وقاصرين اثنين، محددا أن الضحايا تتراوح أعمارهم بين 12 و40 سنة، في الوقت الذي أكد فيه الدكتور السفياني، مدير مستشفى ابن سينا أن من بين الضحايا طفلة يبلغ عمرها خمس سنوات ونصف. واقتصرت كلمة الرئيس المنتدب لجمعية مغرب الثقافات، عزيز السغروشني التي تشرف على تنظيم مهرجان موازين على أن الجمعية ستستخلص الدروس والعبر من هذه المأساة لتفادي تكرارها خلال الدورات المقبلة، معبرا عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا، دون أن يذكر المسؤولية القانونية للمرجان، والتعويض الذي يجب أن تقدمه هذه الأخيرة للضحايا. من جانبه، أوضح القائد الجهوي للوقاية المدنية، عادل الغزولي أنه تمت تعبئة حوالي 500 عنصر من وحدات التدخل المتنقلة، وخمس وحدات تابعة للقوات المساعدة، و300 رجل أمن و60 عنصرا تابعا للوقاية المدنية، بالإضافة إلى أعوان السلطة، كما تمت تعبئة ثلاث سيارات إسعاف وثلاث شاحنات للتدخل تابعة للوقاية المدنية بمنصة حي النهضة، وكانت جاهزة للتدخل بمجرد وقوع الحادث. وفي تعليق له على تصريحات والي مدينة الرباط، والرئيس المنتدب لجمعية مغرب الثقافات قال عبد المالك زعزاع، الحقوقي والمحامي بهيئة البيضاء، إن المسؤولية ثلاثة أنواع: المسؤولية الجنائية التي تتأكد في حالة ثبوت عنصر الإهمال واللامبالاة من قبل المنظمين؛ بالمقارنة مع عدد الجمهور الذي كان حاضرا، والذي وصل إلى 70 ألف متفرج حسب المعطيات الرسمية. وشدد زعزاع على أن إدارة موازين ملزمة بتعويض ورثة الضحايا، والذين تضرروا من السقوط في حفرة الملعب بعد إدلائها بالشواهد الطبية التي تحدد مدة العجز. وتساءل زعزاع في تصريح لـالتجديد عن إمكانية استيعاب الحيز المكاني للملعب للعدد الكبير من المتفرجين المصرح به، وهل قام رجال الأمن بدورهم ومنعهم من التدافع اللاإرادي. وأشار زعزاع إلى أن أي تجمع أو مظاهرة تقع مسؤوليتها على الأمن بشكل كبير، وفي حالة ثبوت عنصر الإهمال فالمسؤولية الجنائية تكون محل مناقشة قانونية، وإذا ثبت الأمر فيجب محاكمة المسؤولية. يذكر أن بلدية حي النهضة، فوتت الملعب إلى نادي الفتح في إطار التدبير المفوض منذ سنة تقريبا، إلا أن أول نشاط يقوم به النادي هو إحياء نشاط فني، وهنا تظهر المسؤولية غير المباشرة للفرقاء السياسيين ببلدية الرباط؛ الذين وافقوا على التدبير المفوض للملعب دون التأكد من توفر العقد على جميع الضمانات المتعلقة بالمراقبة للعقد، وطبيعة الجهة المستفيدة من التدبير المفوض.