فتحت سلطات الرباط بأمر ملكي صباح أمس تحقيقا بعدما لقي 11 شخصا حتفهم ووقع أكثر من 36 جريحا ثمانية منهم في حاليا خطيرة يرقدون في قسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي بالرباط، ودلك أثناء الحفل الذي أحياه الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي بفضاء ملعب حي النهضة الذي لاتتجاوز سعته 25 ألف متفرج، غير أن تصريحات رسمية أفادت بان العدد بلغ 70 ألف متفرج، في حين أكد لنا شهود عيان ومصادر أخرى متطابقة أن الذين حضروا هذا الحفل يكون قد بلغ عددهم 120 ألف متفرج. وعزا والي جهة الرباطسلا زمور زعير صباح أمس بمستشفى السويسي بالرباط، حيث كان يشرف على إجراءات تسليم جثامين الضحايا لذويهم، هذا الحادث المؤلم إلى التدافع الذي حصل أثناء انتهاء الحفل، حيث توجهت حشود كبيرة إلى إحدى البوابات فحصل ضغط كبير أدى إلى انهيار سياج حديدي فسقط الضحايا في حفرة موجودة في عين المكان. وفي بلاغ رسمي، تجدر الإشارة إلى أن من بين الهالكين ال11 يوجد 5 نساء وقاصرين، و4 رجال. وكانت عائلات الضحايا قد تجمهرت صباح أمس أمام البوابة الرئيسية لمستشفى ابن سينا وعند مدخل مستودع الأموات حيث ظلوا ينتظرون تسليم الجثامين خاصة وان بعض الضحايا أتوا من مدن بعيدة كالشاب عبد اللطيف بن الدحاني 21 سنة الذي جاء من مدينة طنجة، والشابة الخلطي التي تبلغ من العمر 24 سنة وهي من مدينة سيدي قاسم، وطالبة بالمدرسة الفندقية بالرباط، ومليكة الرميشي من دوار الحاجة بحي الفرح الرباط . وحسب مصدر طبي، فان سيدة حديثة العهد بالولادة قضت في هذا الحادث، هي ووليدها الذي لم يتم العثور عليه لحد الآن، كما أن مستشفى ابن سينا استقبل لغاية صباح يوم الأحد جرحى آخرين، وقد أدلى لنا، عدد من أفراد عائلات الضحايا بتصريحات يتساءلون فيها عما اذا كان المهرجان، يتوفر على تأمين لتعويض الضحايا. في حين استنكر عدد من عوائل الضحايا ما حدث مشيرين إلى أن توقعات المنظمين لم تكن ملائمة، مما أدى الى هذا الحادث المأساوي خاصة وان حوادث وقعت في فضاءات أخرى في الأيام الأولى من المهرجان، وتجدر الإشارة إلى أن اغلب الضحايا ينتمون إلى عائلات فقيرة بل بعض الضحايا كان هو المعيل الوحيد لأسرته، كما هو الشأن بالنسبة للضحية إبراهيم الحبشي، وحالة السيدة التي كانت تتمرغ أمام مستودع الأموات وتصرخ أسى لفقدان ابنها الذي لايتجاوز سنه 15 سنة، والذي كان معيلها الوحيد. وقد احتجت مجموعة من عائلات المصابين الذين يتلقون العلاج بمستشفى ابن سينا بالرباط، إثر مطالبتها بإحضار الأدوية، في الوقت الذي أكد فيه المسؤولون الاقليميون، وعلى رأسهم والي جهة الرباطسلا زمور زعير حسن العمراني، بأنه «اتخذت جميع الإجراءات الضرورية لاستقبال الضحايا والتكفل بالجرحى الذين تم نقلهم إلى المسشفى الجامعي ابن سينا لتلقي العلاجات» من جهة أخرى وجد رجال الإعلام صعوبة كبيرة في تغطية الحدث، حيث منع الصحفيون والمصورون من ولوج عتبة المستشفى لنقل شهادات وصور الجرحى ، كما انتزعت قوات الأمن «كاميرا» قناة ألمانية لمنعها من التصوير. وبمجرد ما علم جلالة الملك محمد السادس بنبأ الحادث المفجع، بعث جلالته ببرقيات إلى الأسر المكلومة عبر فيها عن مشاعر تأثره البالغ، وعن تعازيه الحارة، ومواساته الصادقة لهم، في هذا المصاب الأليم، كما قرر جلالته التكفل شخصيا بنفقات دفن الضحايا, وعلاج المصابين. وقد أعطى جلالة الملك تعليماته إلى السلطات المعنية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لأسر الضحايا، كما أصدر جلالته أمره إلى السلطات المختصة من أجل فتح تحقيق لتحديد أسباب وملابسات هذا الحادث .