استيقظت عائلة الطاهوري بأحد الأحياء الشعبية بفاس، صباح أول أمس الأحد، على وقع كارثة إنسانية خلفت وفاة أربع نساء من عائلة واحدة، فيما نقل الأب والابن في حالة خطرة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، وذلك نتيجة تسرب لكميات هائلة من الغاز من سخان ماء أدت إلى تعرض كل من في الطابق الثالث للمنزل للاختناق. وتحولت الأزقة المحيطة بمنزل العائلة بحي بنسودة إلى فضاء كبير للعزاء. فقد أسفر الحادث، الذي يعتبر الأكبر من نوعه فيما يخص عدد الضحايا الذين توفوا من أسرة واحدة، عن وفاة صوفيا العياشي، زوجة أحد أبناء أحمد الطاهوري، دون أن تكمل 21 سنة من العمر. وعثر على هذه الزوجة متوفاة في حمام المنزل، بينما أجهز الغاز على ابنتها التي لم تكمل بعد سنتها الأولى وهي غارقة في النوم في حضن والدها مصطفى الطاهوري. وتعرض هذا الأخير إلى اختناق حاد أدى به إلى حالة غيبوبة فرضت نقله لتلقي العلاجات. وتعرضت سلوى الطاهوري، أخت الزوج بدورها لحالة اختناق أدت إلى العثور عليها متوفاة في الصالون وهي نائمة، دون أن تكمل سن ال18. ونال الاختناق كذلك من فاطمة الكنوني ذات ال65 سنة، وهي جدة الزوج مصطفى ذي ال26 سنة. وعثر عليها مستلقاة في سريرها وسط المنزل على مقربة من الحمام. وعاشت الأم زهرة الطاهوري حالة هستيرية طوال يوم الحادث بسبب تحول احتفالات عاشوراء إلى فاجعة في بيت العائلة. وكال عدد من أفراد العائلة الاتهامات لرجال الوقاية المدنية، موردين بأنهم ظلوا في اتصال بأرقامهم منذ التاسعة صباحا لدعوتهم للقيام بتدخل عاجل لنقل الضحايا لتلقي الإسعافات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، دون جدوى. وحكى أحدهم بأن سيارة الإسعاف لم تحضر إلا في الزوال، فيما اضطرت العائلة إلى استئجار سيارة إسعاف خاصة لنقل الأموات. ونقل على متنها الأب والابن، وهما في حالة غيبوبة، إلى جانب الضحايا الأربع الذين أجهز عليهم سخان الماء. وتعرضت أطقم تابعة للقناتين الأولى والثانية للطرد من قبل أفراد العائلة بعدما حلوا في الفترة المسائية لتغطية «الحدث»، وذلك بتهمة الجري وراء تحويل الفاجعة إلى مادة إعلامية ل«الفرجة»، وتدخل رجال أمن لإنقاذ هذه الأطقم وسط «هجوم كاسح» لعدد من ساكنة حي الجديد ببنسودة.